بداية كل عام والجميع بخير بمناسبة حلول سيد الشهور، فرمضان الخير شهر بركة على كل مسلم، وهو شهر التكافل والتراحم، لا كما يعتقد البعض أنه شهر تعبدي للصيام والقيام، وإن كان ذلك الغاية الرئيسة، ولكن أن تعبد الله في خدمة خلقه، فتلك من أجل العبادات.
لا يخفى على أحد أن سبع سنين عجاف، منذ بدأت الحرب على اليمن، أتعبت كل اليمنيين، وهوت بالطبقة الوسطى إلى هاوية سحيقة، فما بالنا بالطبقة الأدنى منها.
الشباب، خاصة الفئة السُنية التي في المدارس والجامعات حالاتهم جدا سيئة، ووضع أسرهم الصعب انعكس عليهم، وكثير منهم ترك التعليم بحثا عن لقمة العيش.
عايشت تجربة فريدة، تمثلت في إيجاد غذاء لطلاب الجامعة ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث تم استهداف من يسكن في عزب طلابية متغربا عن أهله بسلة غذائية شهرية، وما أجمل أن تجد الفرحة بادية على وجوههم وهم يرون أن أبواب الخير مفتوحة، دون ضجيج أو تصوير مهين.
الدكتور أحمد البتول والأستاذ محمد سكران كان لهم دور كبير في هذه التجربة الناجحة، من خلال التنسيق مع بنك الطعام اليمني، هذه الجهة التي تعمل بصمت دون ضجيج، ويصل خيرها للطلاب في مختلف المحافظات.
البنك يتبناه رجال خير لا يريدون شهرة في وسائل الإعلام، ومن بين مشاريعه دعم مطابخ السكن الجامعي والعزب الطلابية، والمخابز الخيرية الدائمة والرمضانية، ومكافحة سوء التغذية لدى الأطفال والأمهات، والسلال الغذائية والحقيبة التغذوية الطارئة ومشاريع زراعية نحو الاستدامة، وإنتاج الخضروات والبقوليات، ودعم الأرياف وتعزيز الصمود الريفي (القرى المنتجة).
الكثيرون لا يعلم عن بنك الطعام شيئا، والفئات المستهدفة خاصة الشباب، هم من يلمسون أثره الطيب، وهنا لابد من الإشادة بمدير البنك الأخ منير فرحان والأخ صلاح الحاج المسؤول الإعلامي، لتسهيلهم وصول المواد الغذائية للطلاب، دون أي خدش لحياء المستفيدين، وقد لمست ذلك مع الأخ معن غالب.
الشباب بحاجة ماسة للدعم، خاصة ونحن في العطلة الصيفية وبدايتها بشهر رمضان، فالبطالة تصيبهم بالإحباط، بل قد تقودهم للسلوك المنحرف، ولهذا فإن من واجب التجار والمؤسسات استيعابهم، سواء في فرص عمل دائمة أو مؤقتة.
لن يجد الداعمون خيراً من رمضان الذي فيه السُّنة بفريضة والفريضة بسبعين فريضة عما سواه من الشهور، والله يضاعف لمن يشاء.. والتراحم واجب ديني، ومن لا يرحم العباد لن يرحمه رب العباد.. تقبل الله صيام وقيام الجميع.