لن تنطلي على الإنسان العادي فضلا عن المراقب السياسي خلفيات ما اسموه مؤتمر الرياض بشأن اليمن والذي يطلق عليه النظام السعودي مؤتمر التشاور بين الفرقاء اليمنيين ..
هذا المؤتمر الأجوف والمسرحية الهزيلة المفضوح سيناريوا واخراجاً ومحتوى يدرك القائمون عليه والمشاركون فيه ممن أطلق عليهم النظام السعودي الأطياف السياسية اليمنية أنه مولود ميت لن يكون له أي أثر إيجابي على الواقع السياسي والاقتصادي اليمني إلا بكونه يعزز تبعية المشاركين وارتهانهم للنظام السعودي ويفتح شهيته لممارسة المزيد من القتل والدمار لما تبقى من مقدرات الشعب اليمني الذي تفنن في ممارسة كل أنواع البطش والظلم والعدوان عليه منذ سبعة أعوام.
ومن العجيب أن النظام السعودي الغادر والغاشم قد رسم أهداف هذه المسرحية المسماة مؤتمر الرياض وحدد مخرجاتها وعين من يجب أن يتحدث فيها ووضع الخطوط العريضة أيضا لما يجب أن يقال في جلساتها حتى يضمن أي زيغ لا يرغب فيه قد تحدث برغم أن هذا لن يحدث من مشاركين يدركون أنهم رهائن ومسلوبو القرار والإرادة وأن دورهم كمبارس لمباركة جرائم النظام السعودي ليس إلا .
وبالترتيب لهذه المسرحة الهزيلة يظن النظام السعودي انه بهكذا قد يضمن تحقيق الهدف العام الذي يرغب الوصول اليه أمام العالم الممثل ببراة ساحته من تبعات الدماء اليمنية المسفوكة والأشلاء البريئة المتناثرة بفعل آليته العسكرية وأمواله البترولية ظلما وعدوانا ..
طريق الخلاص والبراءة لن يصل اليها من تلطخت يداه بمظلوميات لم يسبق ان فعلها غيره عبر التاريخ حتى ولو عقد العشرات من جلسات التشاور والمئات من مسرحيات الخلاص فلن يصل إلى نقطة التنصل الكلي عن جرائم الحرب التي ارتكبها في حق شعبنا خلال السبعة الأعوام المنصرمة والذي يظن انه خلالها استغفل العالم وقواه الحية وقوانينه الدولية ومنظماته الحقوقية والانسانية عبر تسمية الأشياء بغير مسمياتها وبتجنيد شلة المرتزقة اليمنيين الذين صنعهم لهذا الغرض برغم علمه عنهم وعلمهم عن أنفسهم أنهم مجرد باعة هوى وسماسرة مال وأنهم لا يمثلون الشعب اليمني وانهم ليست لهم صلة بمكوناته الأبية الحرة ولا بمعاناته وهم يشعرون به في قرارة أنفسهم ولكنهم حذرون من إبرازه حتي لا تسقط عن متناولهم الأرباح التي يسعون إلى جنيها من هكذا مواقف وأدوار، علما بأن التاريخ لن يغفل عن ما يقومون به من موبقات في حق الشعب الذين يدعون الانتماء له وانه سيسجلهم قتلة وفي أحسن الأحوال شهود زور وشركاء في حصار شعبهم في سابقة لم يبلغ اليها أحد من مرتزقة العالم على مدى التاريخ ..
وقد حرص النظام السعودي على امتهان كرامة هؤلاء المرتزقة حتى أوصلهم إلى مرحلة الرضا الكامل بما سيكون وما تم الإعداد له و بما يملى عليهم بدون أي حساب للقيم الانسانية والوطنية والتاريخية كونهم باتوا فارغين تماما نتيجة الامتهان وسيولة أموال اللجنة الخاصة المدنس ….
لقد سقط النظام السعودي مرات عديدة وربما يكون بهذه المسرحية الهزيلة يصل إلى السقوط المروع والأخير الذي لن يستطيع النجاة منه ولا حتى تجاوز آثاره ولو بلغت محاولاته مداها كون الثمن سيكون فوق مقدرته واعلى من طاقته وخيالات مراهقيه وان ما هو متوقع من المسرحية الهزيلة هو كشف المزيد من عورات النظام السعودي ومرتزقته وان التفكير في ستر ذلك بالمال والتغرير والكذب سيكون اشبه بنظر العطشان للسراب كون ما نال شعبنا اليمني منه على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية ليس بالهين والتي افضت جميعها إلى جدار عازل سد كافة الخيارات التي كان يجب أن تتاح للوصول إلى السلام عادل وشامل يصون مقدرات الشعبين الجارين ولم يتبق سوى خيار المواجهة كخيار شرعي ووحيد أمام شعبنا اليمني، خيار يجب دعمه والالتفاف حوله للذود عن كرامتنا وحريتنا واستقلال بلادنا وهذا ما ستثبت الأيام القادمة انه الخيار الناجع وانه الخيار الذي به سيصنع السلام الشامل والدائم والعادل وان مسرحية الرياض لن تصنع إلا الخزي والذل والهوان وهذا ما لا يرتضيه الشعب اليمني ولن تستسيغه قيادته الثورية والسياسية حتى ولو استمرت المواجهة الى يوم القيامة ..
والعاقبة للمتقين ..