السلام استحقاقنا والنصر يقيننا سواءً قبلوا بالمبادرة أم استخفوا بها
افتتاحيه الثورة /
دخلت قرارات الرئيس المشاط بوقف إطلاق النار والصواريخ والمسيَّرات بشكل أحادي حيز التنفيذ الساعة السادسة مساء أمس الأحد، وأعلن نائب وزير الخارجية حسين العزي بدء سريان المبادرة في حينه، وقد رحبت الأحزاب السياسية الوطنية والمكونات والفعاليات المختلفة ترحيبها بالمبادرة وبما تضمنته من قرارات وصفتها بالحكيمة.
على أن المبادرة التي جاءت ونحن نطرق العام الثامن من الصمود في مواجهة العدوان ، لم تكن ضعفا ولا اهتزازا في الإرادة ولا تراجعا في القرار، بل كانت خطوة شجاعة وقرارا شجاعا ، أسقطت الدعايات والأقاويل والأضاليل التي ظلت منظومة العدوان ترددها منذ بداية الحرب بأننا نرفض السلام ، وفي الوقت نفسه فضحت تحالف العدوان وعرّته وكشفته ووضعته أمام امتحان حقيقي وواضح ، إما اتخاذ الخطوات المقابلة والقبول بالمبادرة وهذا هو المنشود ولا غيره، أو التمادي والعناد والكبر والاستمرار في العدوان ومعناه قادمون في العام الثامن بجحافل جيشنا وبطائراتنا وصواريخنا ودفاعاتنا الجوية وبالقوات البحرية وكما أوضح قائد الثورة المباركة – حفظه الله – في خطاب العام الثامن من الصمود.
وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال للمحافظات والمناطق، وإطلاق الأسرى من كافة الأطراف، هي استحقاقات وهي مطالب ينشدها كل يمني في كل الجمهورية اليمنية، فالمواطن في عدن يريد للحصار أن ينتهي وللقصف والغارات وللاحتلال كذلك أن يتوقف، والحال نفسه للمواطن في حضرموت وسقطرى والحديدة وصعدة وكل اليمن، هل هناك شك في عدالة المطلب والقضية، هل ثمة من يعترض على بنود المبادرة ونقاطها، سوى المرتزقة والعملاء والمأجورين الذين يريدون للاحتلال أن يستمر، وللحرب أن تستمر، وللحصار كذلك.
وفي الوقت نفسه لا يجب الوثوق أبدا بالعدو السعودي فعهدنا به هو النكوص والارتداد والانسلاخ عن التعهدات والالتزامات، ولم نشهد موقفا واحدا أوفى بتعهد أو التزام منذ عرفناه، ولهذا فالأيادي على الزناد قابضة وعلى الدوام، والمبادرة سقفها ثلاثة أيام بدأت من مساء الأحد وستنتهي مساء الأربعاء ، فما الخيار الذي سيمضي فيه تحالف العدوان خلال الأيام الثلاثة ، حسب المصادر فإن السعودية قد قبلت بها وهو الأصلح لها والأنفع والأجدى والمخرج الأصلح كذلك ، وعليها أن تدرك بأن منشآت أرامكو ومنشآتها الحيوية في مرمى التهديف الصاروخي والجوي وأن العام الثامن حافل بالضربات والمفاجآت.
وللاستذكار ففي مثل هذه الأيام من مارس 2015 كان صخب الحرب والغارات والتهديدات الفارغة والتدمير والقتل تملأ الفضاءات كلها، وبالتزامن كان العالم ينتشي طربا لوقع الغارات التي تسقط عل رؤوس الأطفال والنساء، واليوم السؤال أين ذهب ذلك الصخب، وأين ذهبت الجيوش الجراراة والمأجورة وأرتال الدبابات والمدرعات التي تقاطرت نحو اليمن، وأين اختفت الحشود من الدبابات والمجنزرات والمرتزقة؟ والسؤال كذلك عن اليمن التي تمضي لإنجاز استحقاقها في السلام المشرف والعادل وكيف كانت حينها وأين أصبحت اليوم بعد ثمانية أعوام، وهي تمضي خطوات نحو الصمود والمواجهة وكسر العدوان بالقدر نفسه تمضي نحو السلام وبكثير من الثقة والاقتدار على التوازي مع استكمال ما بَدأته في التصدي للحرب العدوانية ودحر المعتدين ومرتزقتهم وجحافلهم وكسر عدوانهم.
صحيح أن صخب العدوان لم يتوقف يوما، لكن الصحيح أن اليمن بات اليوم من موقع الأعلى ولم يعد الأضعف بحمدالله وبعونه وبتأييده، وما حدث من هزات وارتدادات وعواصف جعلت الشعب اليمني أكثر تصميما وثباتا وصلابة في خياراته الإيمانية الوطنية في الصمود والتصدي للعدوان كما في البناء والتصنيع المدني كما العسكري.
كيمنيين لم نفقد يوما ثقتنا ويقيننا بالنصر بعون الله لنا وبالتوكل عليه، قاتلنا وصمدنا لم نهتز بالعواصف ولم نلين عند الملمات، صحيح تعرضنا للمذابح والدمار والموت الشامل، صحيح سحقتنا المعاناة والظروف، صحيح فقدنا أحبة وأهلا سقطوا شهداء، صحيح خسرنا معائشنا وأرزاقنا، صحيح ما تقدم، لكنا حفظنا كرامتنا وحفظنا حقنا وحفظنا ديننا ولم نسقط في براثن المجرمين، ومن قال بأننا لو استسلمنا ومضينا في طريقه كنا سلمنا من التعب والمعاناة والموت والقتل فهو يكذب، فما حدث لغيرنا ممن استسلموا دروس واضحة وفيها عبر كبيرة، علاوة على أننا اليوم نشعر بطعم العزة وذوق الكرامة فيما يفقدها المرتزقة والمأجورون.
لا سلام إلا بوقف العدوان على اليمن ورفع الحصار عنه، لا سلام إلا بسحب الجيوش المحتلة ومليشيات الارتزاق والعمالة وتحرير كل شبر من اليمن، لا سلام إلا بإطلاق الأسرى، ولا سلام إلا بعودة الثروة الوطنية إلى الشعب كل الشعب، وإلى أبناء مارب في الجزء الأكبر منها..هذه معادلة ستتحقق بالنار أو بالتفاوض وهذه مبادر ة الرئيس ، وتلك معادلة العام الثامن ونحن قادمون بعون الله في ركاب قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله…والله من وراء القصد