الذكرى السنوية الأولى لوداع الفقيدين الحبيبين/ يحيى وزكريا الشامي “رحمة الله عليهما”
أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*
عام مضى من عمر الزمن في وداع الحبيبين السيدين الغاليين/ يحيى وزكريا آل الشامي الكرام، في هذا العام جرت ومرت أحداث عظيمة في حياة اليمانيين وهم يسطرون ملاحم عظيمة لبطولات ستكون خالدة في سِفر التاريخ اليمني العظيم .
تابعنا باعتزازٍ كبير المزيد من الإنجازات والبطولات والانتصارات على قوى تحالف العدوان السعودي – الإماراتي – الأمريكي — الصهيوني، سطّرها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية والعيون الساهرة لقوى الأمن وجميعها تبارت وتسابقت في تسجيل البطولات الخارقة في جبهات القتال مع العدوان ومرتزقتهم وعملائهم من (اليمنيين) الذين ارتهنوا للعدوان بأرخص الأثمان المُدنسة كي يخدموا أعداء الشعب اليمني واليمن العظيم الشامخ .
هؤلاء الأبطال من رجال الرجال مُحققي الانتصارات في جبهات القتال، قد ساهم آل الشامي في صناعة جزء منهم بتدريبهم وتسليحهم من خلال مواقعهم القيادية في ذلك الجيش البطل، ففي بداية العدوان كان اللواء/ زكريا الشامي رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته يقود فعلياً وزارة الدفاع من خلال موقعه كرئيسٍ لهيئة الأركان العامة، وكان اللواء/ يحيى الشامي أبو زكريا في مراحل متعددة من بين من طوّروا وسلّحوا ودرّبوا قطاعات واسعة من الجيش اليمني من خلال تبوئه لقيادة مناطق عسكرية بمُجملها في المنطقة الوسطى ومارب والجوف وصعده، إذاً فهذان القائدان البطلان/ زكريا ويحيى آل الشامي كان لهما دور طليعي وريادي في تقوية وحدات المؤسسة العسكرية الوطنية اليمنية في أثناء مسيرتهم العملية العسكرية والقيادية.
تعرفت شخصياً على القيادي الحبيب/ يحيى الشامي منذ ما يقرب من 25عاماً خلت، حينما كان محافظاً لمحافظة البيضاء وقائداً عسكرياً للمنطقة العسكرية وكنت حينها مسؤولاً في جامعة عدن، وكانت تجمعنا العديد من اللقاءات الشخصية والرسمية في عدن وأبين في منزل الصديق اللواء الدكتور/ عبدالقادر الشامي حينما كان قائداً ومديراً أمنياً في محافظتي أبين ولحج، وبعدها تكررت اللقاءات في اجتماعات ولقاءات اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ومؤتمراته العامة المتلاحقة كونه كان قيادياً لامعاً فيه، وكان نعم الصديق الوفي المحترم الذي لم يبخل لحظةً واحدة ًفي النُصح والمشورة بالرأي السياسي الوطني العام، وكان من بين لقاءاته المُثمرة أنّه ساهم في إخراج فكرة حكومة الإنقاذ الوطني الحالية إلى النور، وكُنّا نلتقي مراراً في منزله العامر في صنعاء وهو يُكرِر أهمية أن تتشكّل جبهة سياسية وطنية حزبية داخلية في مواجهة العدوان الخارجي، وتشكيل حكومة من جميع الأطياف السياسية الحزبية والمناطقية الوطنية، لقد كان الفقيد/ يحيى الشامي شديد الحرص على تماسك الجبهة الداخلية ويطلب من الجميع تجاوز الهنّات والثغرات إن وُجِدَتْ والتسلُّح بسلاح الصبر والثبات والشجاعة الأدبية والمشاركة في تقوية الجبهة الداخلية .
أما صديقنا الفقيد/ زكريا بن يحيي الشامي فقد كان نِعم الوزير والقائد الشجاع المسؤول الذي أدار وزارته كوزيرٍ للنقل باقتدار وحنكةٍ وثباتٍ، وحافظ على جميع مؤسساتها وشركاتها وفقاً للعمل المؤسسي المعروف ووفقاً للقانون، وكان من بين الوزراء الناجحين في قيادة وزارته.
لقد خسر اليمن بفقدان العزيزين الحبيبين/ يحيى وزكريا خسارةً عظيمةً، خسارةُ لا تُقدَّرُّ بثمن لأنهما من أصلب وأكفأ وأندر رجالات اليمن، لكنَّ عزاءنا فيهما بأنهما تركا تراثاً وإرثاً عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً ستتعلم منه الأجيال اليمنية المُتلاحقة جيلاً بعد جيل، وبذلك فإنهما لم يموتا بل سيظلان أحياءً في ضمير الإنسان اليمني على مدى الدهر.
نُكرر تعازينا للحبايب من أُسرة/ آل الشامي الكريمة في كل محافظات اليمن وفي خارجه بهذا المُصاب الجلل وبهذه الخسارة الفادحة لكنّها إرادة الله جل في عُلاه .
بسم الله الرحمن الرحيم ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم.
﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾
*رئيس مجلس الوزراء