نتيجة فشله وعجزه العسكري وإفلاسه الأخلاقي طوال سبع سنوات :

العدوان يجعل المواطنين الأبرياء والأعيان المدنية على رأس قائمة بنك أهدافه

 

 

مجازر مروعة اقترفها النظام السعودي وحلفاؤه بحق الأبرياء والضحايا عشرات الآلاف
أكثر من 46 ألف شهيد وجريح في صفوف المدنيين بينهم آلاف النساء والأطفال
قصف الصالة الكبرى واستهداف حفلات الزفاف والسجون ومخيمات النازحين.. جرائم حرب لن تسقط بالتقادم

 

 

لا يكاد يمضي يوم على مدى السبع السنوات الماضية دون أن تمارس آلة القتل السعودية هوايتها في سفك دماء الأبرياء، ومع عجز وفشل طيران تحالف العدوان وجحافل جيوشه ومرتزقته في تحقيق أي إنجازات أو مكاسب في الميدان، فإنه عادة ما يسارع إلى استهداف المناطق السكنية والانتقام من المدنيين الأبرياء ويصب جام غضبه على الأعيان المدنية ويهدئ من روعه ويشبع نزعاته الشريرة في إزهاق أرواح اليمنيين.. حيث اقترف العدو السعودي وتحالفه الشيطاني طوال السبعة الأعوام مئات وآلاف المجازر المروعة في مختلف مناطق اليمن وخلَّف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ، وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن منظمات مدنية وحقوقية، فقد ناهز عدد ضحايا العدوان خلال الفترة الماضية ال 50 ألف شهيد وجريح بينهم آلاف الأطفال والنساء، لكن مجازره الكبرى على غرار استهداف الصالة الكبرى وأسواق ومخيمات النازحين في مستبأ بحجة وحفلات الأعراس في ذمار وتعز وقصف السجن المركزي بصعدة وقصف مدينتي زبيد وكوكبان التاريخيتين ومدينة أحفاد بلال في صنعاء، تظل من الجرائم المروعة التي ستبقى محفورة في وجدان الشعب اليمني ولن ينسى وحشيتها وستظل لعنة تلاحق جلادي و ,جلاوزة النظام السعودي جيلا بعد جيل.. ولن تُمحى من ذاكرة اليمنيين مهما تقادمت السنوات.

الثورة / إبراهيم الاشموري

فمنذ شن هذا العدوان أولى غاراته الإجرامية عشية الـ26 مارس 2015م، تمادى في سفك الدماء وانتهاك الحرمات طيلة تلك السنوات وارتكب المجازر بحقّ آلاف المدنيين العزَّل، واستهدف الأطفال ودمَّر بهمجيته المنازل والأسواق والبنى التحتية، وفرض حصارا بريا وبحريا وجويا لسلب اليمنيين كل أسباب الحياة، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى التي لم تحرِّك ساكنا.
وعلى الرغم من التقارير الدولية حول هذه الجرائم والمطالبات المستمرة بتشكيل لجان تحقيق محايدة في الانتهاكات المتصاعدة والتي ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الإنسانية إلاَّ أن تلك المطالبات غالبا ما يكون مصيرها غامضا وتتلاشى أمام دبلوماسية الحقائب وسياسة شراء الذمم ..
أرقام صادمة للضحايا
وصل عدد الضحايا في اليمن إلى أكثر من 46 ألف مدني، بفعل الغارات والاعتداءات السعودية والإماراتية، في محصلة غير نهائية ومرشّحة إلى الارتفاع، نتيجة استمرار عدوان التحالف على البلاد للعام السابع على التوالي.
وفي آخر إحصائية لأعداد الضحايا اليمنيين جراء العدوان السعودي، وثَّق مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في تقريره الدوري عن جرائم العدوان، كاشفا عن أرقام صادمة للضحايا من المدنيين والمنشآت المدنية ومقار البنى التحتية في اليمن جراء الاستهداف والقصف المباشر والمتعمد من قبل تحالف العدوان.
التقرير الصادر عن مركزين الإنسانية، أكد في إحصائية حديثة استشهاد وإصابة 46,262 مدنيا، توزَّع هذا الرقم الكبير على 17,734شهيدا و28,628جريحا معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف المباشر والغارات الجوية لطيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن طيلة 7 سنوات.
وبيَّن التقرير أن عدد الشهداء والجرحى من الأطفال بلغ 4,017 شهيدا و4,586 جريحا، وفيما يخص النساء أوضح المركز أن عدد الضحايا وصل إلى 2,434 شهيدة و2,910 جريحات .
فيما بلغ عدد الشهداء والجرحى من الرجال خلال 7 سنوات من العدوان 11,283 شهيدا و21,032 جريحا، ونوه المركز إلى أن الإحصائية غير نهائية حيث توجد مناطق لم يتمكن من الوصول إليها.
مضيفاً أنّ جرائم التحالف “المركّبة” بحق الشعب اليمني ستكون “وصمة عار على جبين الأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي”.
أبرز مجازر العدوان بحقّ المدنيين:
وفي سياق جرائم العدوان الأمريكي الصهيوني السافر على الشعب اليمني يمكن إيراد بعض الشواهد لنماذج الجرائم المرتكبة والتي تضمنتها تقارير دولية:
حي عطان..
في 20 أبريل 2015م، استهدف طيران العدوان حي عطان في العاصمة صنعاء بقنبلة مزوّدة باليورانيوم المستنفذ، ألقتها طائرة شبح أمريكية على الأحياء السكنية في منطقة فج عطان ذهب ضحيتها حوالي 84 شهيداً و364 جريحاً في مساحة سكانية واسعة تمتدّ على أكثر من 3 كيلومترات مربعة، ملحقةً دماراً هائلاً بالمنازل والمباني والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة في المنطقة.
وفي أغسطس 2017م، استهدف طيران تحالف العدوان السعودي منازل مدنية في الحي نفسه، وتسبب في استشهاد 14 يمنياً، بينهم نساء وأطفال، وكان تحالف العدوان السعوديّ قد اقر بالوقوف وراء الجريمة.
جريمة نُقُم
في 12 مايو 2015م، شنَّت طائرات التحالف عدواناً همجياً على حي نقم السكني في أمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدمة قنابل غازية وفسفورية شديدة الانفجار، ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 400 يمني، وتدمير المنازل السكنية ومختلف مقومات الحياة في هذا الحي، بل وصل امتداد هذا الانفجار من خراب ودمار وأشلاء للضحايا وشظايا صواريخ العدوان الأمريكية الصنع إلى مختلف أرجاء العاصمة صنعاء.
تدمير حيّ سكني في تعز
وفي 22 أغسطس 2015م، دمّرت طائرات تحالف العدوان حياً مدنياً بأكمله في منطقة “صالة” السكنية في مدينة تعز، وأوقعت عشرات الشهداء والجرحى، بينهم العديد من الأطفال والنساء، جراء تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
مصنع مياه عبس
وفي 29 أغسطس 2015م شن طيران العدوان الأمريكي السعودي غاراتٍ وحشية على مصنع مياه بمدينة عبس بمحافظة حجة، مَـا أَدَّى إلى استشهاد وإصابة 30 شخصا ، في مشهد مروِّع اهتزت له حجة بأكملها..
وأدَّى القصفُ المتوحّشُ لطيران العدوان الأمريكي السعودي على سوق آل مقنع بصعدة في 20 سبتمبر من نفس العام، إلى سقوط 90 شهيداً وعشرات الجرحى.
وتعمد الطيران قتْلَ أكبر عدد من المدنيين، حيث شن غارة أولية، وحين بدأ المواطنون بإسعاف الضحايا عاد الطيران وقصَفَ مرة أخرى المسعفين ومَن تبقى من الجرحى، وأدَّت تلك الغاراتُ إلى تفحُّم جثث المواطنين وتناثر أشلائهم في أرجاء السوق، بالإضافة إلى احتراق محلات المواطنين وتدميرها.
حفل زفاف “واحجة”
وفي نفس الشهر وتحديدا يوم 28 سبتمبر 2015م، استهدف طيران العدوان، بقنابل أمريكية، حفلَ زفاف بمنطقة واحجة بمديرية ذوباب محافظة تعز بشكل مباشر ومتعمد، ما أَدَّى إلى استشهاد أَكْثَـرَ من 135 مواطناً، معظمهم نساء وأَطْفَـال بالإضافة إلى إصابَة العشرات، في جريمة بشعة، صنفِّت كواحدة من اقسى وأعنف الهجمات المروعة على المدنيين في اليمن منذ بداية العدوان.
وتحوَّلت المخا إلى منطقة منكوبة جرَّاءَ غارات طيران العدوان المكثَّفة على المدينة والتي خلَّفت المئات ما بين شهيد وجريح.
مجزرة زفاف سنبان
وفي 8 أكتوبر 2015م، ارتكبت طائرات تحالف العدوان مجزرة بشعة باستهداف مخيم ومنزل وحفل زفاف المواطن محمد صالح في ميفعة عنس، قرية سنبان، شرق محافظة ذمار، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 100 مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأطفـال.
مجزرة الصيادين- عقبان
وفي 27 من نفس الشهر، استهدفت قنابل أمريكية الصيادين في عقبان، فحوَّلت أجسادَ أكثر من 100 صياد إلى أشلاء..
وفي 22 أغسطس 2015م، استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي حياً كاملاً في منطقة “صالة” السكنية في مدينة تعز، ما أدى لسقوط 65 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأَطْفَـال، جراء تدمير عشرات المنازل وسقوطها فوق رؤوس ساكنيها.
مجزرة الصالة الكبرى
وفي الـ 8 من أكتوبر 2016م، استهدف طيران العدوان مجلس عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء بصواريخ أمريكية، ما أَدَّى إلى استشهاد وجرح أَكْثَـر من 750 شخصاً كانوا يؤدون واجب العزاء، وهذه الجريمة تعد من الجرائم التي لم يشهد لها العالم مثيلا، ولاقت إدانات واستنكارات دولية، حيث وصف مندوب الأوروجواي في مجلس الأمن الدولي «إلبيو روسلي» هذه الجريمة بالبشعة والهمجية وبالعمل الإرهابي، وأكد أن القنابل التي استخدمت في الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان السعودي على قاعة العزاء، تمتلك خاصية اختراق الأماكن الصلبة وتنتشر شظاياها داخل المكان” مشيرا إلى أن مثل هذه القنابل لا تصنع إلا في شركة واحدة وهي لا تباع إلا لحكومات وبمبالغ باهظة جدا.
وقال إن من ارتكب هذه الجريمة كان ينوي قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا، مستنكرا عدم إصدار مجلس الأمن بياناً يدين المجزرة.
فيما قال مندوب أنغولا بمجلس الأمن الدولي: إن من يتحدثون عن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، هم أنفسهم من يبيعون ويوردون الأسلحة إلى هناك.
قصف مخيمات النازحين
النازحون في مخيماتهم كانوا منذ الأيام الأولى للعدوان، أهدافا مفضلة للعدوان، ففي العام الأول من العدوان نفذت طائرات العدوان وفي مرات عديدة سلسلة غارات على مخيمات النازحين في محافظة حجة وغيرها من المحافظات سقط على إثرها المئات من الشهداء والجرحى، غالبيتهم نساء وأطفال، كما استهدفت طائرات العدوان نازحين وهم على الطرقات في الحافلات أثناء رحلات بحثهم عن الأمان..
وتوضح إحصائية صادرة عن المركز القانوني للحقوق والتنمية أن 85 نازحاً ونازحة استشهدوا وأصيب 74 آخرون بينهم 13 طفلاً و14 امرأة جراء استهداف طيران تحالف العدوان مخيم المزرق للنازحين في حرض بمحافظة حجة يومي 30 و31 من مارس 2015م، وهو المخيم الذي كان يقطنه أربعة آلاف نازح جلهم من النساء الأطفال فيما قتل 13 نازحا وأصيب 60 آخرون إثر قصف طيران تحالف العدوان مخيم النازحين في حيران بمحافظة حجة في6 يونيو من العام ذاته.
وأشارت الإحصائية إلى أن طيران العدوان قتل وبشكل متعمد في الـ 5 من سبتمبر 2015م 13 نازحاً وأصاب 12 نازحاً في مخيم كتاف والبقع بمحافظة صعدة، فيما استهدفت طائرات العدوان خيمة أحد النازحين من منطقة الركوة بمديرية الصفراء بصعدة يدعى “محمد رفيق”، سقط على إثرها 13 آخرون بين شهيد وجريح، كما قتل وأصيب 7 من النازحين من مخيم الزغن في حباب بمديرية صرواح -محافظة مارب في20 سبتمبر 2015م، وفي 26 سبتمبر 2015م سقط 3 نازحين بين قتيل وجريح جراء قصف طيران تحالف العدوان مخيم صرواح للنازحين في مارب ،فيما قُتل بعده بيوم فقط، 10 نازحين و11جريحاً في مخيم وادي نعم – مديرية صرواح بذات المحافظة.
كما استشهد وأصيب 13 نازحا جراء قصف مقاتلات العدوان مخيم النازحين بمديرية الوازعية في محافظة تعز في 10 فبراير 2017م، واستشهد 19 من المهمشين النازحين من مخيم المهمشين في منطقة الروضي بالربيعي في مديرية التعزية في 9 ابريل 2016م.
واستهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي بغارتين جويتين حافلتين تقلان أسراً نازحة في الطريق العام بالمصبرية بمديرية جبل رأس في الحديدة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 40 مدنيا اغلبهم من النساء والأطفال.
كما ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعودي مجزرةً بشعة بحق النازحين القاطنين في مخيمات النزوح بمديرية الحالي في محافظة الحديدة، بسلسلة غارات، أدت إلى استشهاد وإصابة 23 نازحاً بينهم نساء وأطفال.
مجزرة مجلس عزاء في أرحب
في 15 فبراير 2017م، ارتكب طيران تحالف العدوان السعودي مجزرة وحشية في قرية الأشرع مديرية أرحب في محافظة صنعاء، باستهدافه المباشر مجلس عزاء لأسرة آل النكعي، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
واستهدف موكباً نسائياً في حريب القراميش
في 17 ديسمبر 2017م، استهدفت طائرات تحالف العدوان السعودي بشكل مباشر موكباً نسائياً في منطقة هيسان في مديرية حريب القراميش في محافظة مارب، أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة.
مجزرة حفل الزفاف في حجة
في 22 أبريل 2018م، استهدفت طائرات تحالف العدوان حفل زفاف في منطقة الراقة في مديرية بني قيس في محافظة حجّة، راح ضحيته أَكْثَـر من 90 شخصاً بين شهيد وجريح، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
مجزرة طلاب ضحيان
في 9 أغسطس 2018م، قصفت طائرات تحالف العدوان السعودي حافلة مدرسية في سوق مزدحمة في ضحيان التابعة لمحافظة صعدة، راح ضحيتها أكثر من 120 طفلاً بين شهيد وجريح، وبرزت صورة الحقائب المدرسية التي كان يرتديها الأطفال، وكانت تحمل شعار منظمة “اليونيسف”.
وعلى إثر هذه المجزرة، طالب نواب أمريكيون بالتحقيق في دور البنتاجون بدعم عمليات التحالف السعودي في اليمن، وأفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الصاروخ الذي استخدمته السعودية في القصف أمريكي الصنع، بزنة 227 كيلوجراماً، موجّه بأشعة الليزر، وهو جزء من صفقة الأسلحة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأمريكية للسعودية.
مجزرة الحي الليبي في صنعاء
في 17 يناير 2022م، استهدفت طائرات تحالف العدوان السعودي الحي الليبي في مديرية معين غرب العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى سقوط29 شخصاً بين شهيد وجريح، من بينهم مدير كلية الطيران والدفاع الجويِّ العميد الركن طيار عبدالله قاسم الجنَيْد مع أفراد أسرته، جراء إثر استهداف طائرات العدوان منزله في صنعاء.
ومنعت غارات التحالف السعودي طواقم الإسعاف من الوصول إلى الحي الليبي.
محرقة السجن الاحتياطي في صعدة
في 21 يناير 2022، قامت طائرات تحالف العدوان السعودي بعد أيام قليلة من ارتكابها مجزرة في الحي الليبي، بارتكاب مجزرة أخرى باستهدافها السجن الاحتياطي في صعدة، راح ضحيتها 91 شهيداً و263 جريحاً، في آخر حصيلة للعدوان أعلنها وزير الصحة العامة والسكان في حكومة صنعاء طه المتوكل.
ويضمّ السجن المركزي أكثر من 2000 نزيل يمني ومن جنسيات أخرى، إضافة إلى مركز إيواء للأفارقة الذين يعبرون من اليمن إلى مناطق أخرى.
وفي مقابل تلك الجرائم الوحشية المرتكبة في اليمن، يتواطأ مجلسُ الأمن التابع للأمم المتحدة ويغض الطرف عمداً عن هذه الجرائم الجسيمة على نحو شنيع، في مخالفة فاضحة لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

قد يعجبك ايضا