سبعة أعوام من الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي تحقق خلالها الكثير من الإنجازات التي قام بها الجيش واللجان الشعبية والتي لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار والعام الثامن كفيل بتحقيق المزيد من الإنجازات والانتصارات التي ستُغير مسارات الحرب.. تفاصيل أكثر عن أبرز محطات الانتصار خلال العام السابع من العدوان والتي تحدث عنها سياسيون وعسكريون في الحصيلة التالية :
الثورة / رجاء عاطف
في البداية يقول العميد – دكتور/ جمال الحيدري – رئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة: مر على اليمن الكثير من الأعداء وأصحاب الأطماع الخارجية من دول عظمى في فترات مختلفة ولا يوجد مجال هنا لنستذكر أطماع الكثير من هؤلاء، نظراً لزوال قوتهم الدولية وغياب أطماعهم في اليمن.
ويضيف الدكتور الحيدري: من أبرز الدول العالمية التي ما زالت تحاول بسط سيطرتها على اليمن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإن اختلفت التأثيرات لهذا المثلث على اليمن ولا يمكن أن نذكر دور هذه الأضلاع الثلاثة للمثلث دون أن نذكر أعمال القرصنة في سواحل البحر الأحمر التي تعد المدخل الرئيسي والأقوى لأي تدخل غربي جديد في المنطقة علاوة على الحرب التي شنتها السعودية وحلفاؤها وبدعم أمريكي بريطاني فرنسي دمرت كل مقومات الحياة وأدخلت اليمن في البند السابع وحصار اقتصادي كل هذا العداء عبر وكلائها بشكل مباشر أو غير مباشر لغرض تقسيم اليمن واحتلاله والسيطرة والهيمنة على الممرات والجزر اليمنية.
أداة رئيسية
وأضاف الحيدري : سبع سنوات من الدمار والخراب والقتل والتشريد وسفك الدماء، سبع سنوات والشعب اليمني يعاني من الجوع والفقر والآلام دون رحمة أو إنسانية من قبل الشعوب الأخرى.
ولفت إلى أن الحديث عن الأزمة اليمنية وسط المتغيرات المتلاحقة حول كافة الأصعدة دون حدوث مواجهة حاسمة على المستويين التكتيكي العاجل، والاستراتيجي الآجل مع دول العدوان و حكومة المرتزقة وشرعيتها الزائفة، هو حديث عن أوهام تتسرب من أيدينا وقد تكون بإرادتنا، سواء وعينا لذلك أم لم نع بعبارة أخرى، إن مستقبل نظام حكومة صنعاء في هذه الآونة مرهون بمواجهة حاسمة من خلال زيادة ضرب العمق السعودي الإماراتي بالطيران المسير والصواريخ البالستية .
وأكد الحيدري: إن القوة العسكرية الهجومية أصبحت هي الأداة الرئيسية في الاستراتيجية الدفاعية اليمنية حيث استخدمت القوة الدفاعية لتغيير مسار الحرب، وقد تكون العمليات الهجومية بالطيران المسيّر والصواريخ الباليستية هي الخيار الوحيد لحكومة صنعاء لصد العدوان على اليمن .
وأردف : شاهدنا في الأيام الأولى من عام 2022م الانتصارات تتوالى من خلال عمليات سلاح الجو المسيّر التي استهدفت أهدافاً عسكرية وحيوية في العمق السعودي، منها أرامكو بجيزان ومطار أبها الدولي ويأتي ذلك رداً على استمرار العدوان والحصار المتواصل على اليمن، وكذلك عاود سلاح الجو المسير استهداف قاعدة الملك خالد بخميس مشيط بطائرتين مسيَّرتين من نوع قصف 2k، أيضاً أبوظبي أخذت نصيبها من خلال ضرب العمق الإماراتي بكل تحد وصمود بـ 20 طائرة مسيَّرة و10 صواريخ باليستية ، ولا زالت الأهداف العسكرية لدول العدوان تحت رحمة الجيش واللجان الشعبية.
أسلحة للأمل في الحاضر والمستقبل
وقال العميد الحيدري : إن في تاريخ هذه الأمة اليمنية العريقة بعض الومضات، فالعدوان الظالم على اليمن ولد سياسات دفاعية قوية وصمود أسطوري لا يستهان به حيث لدينا فرص كثيرة لامتلاك الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات، وهي أسلحة للأمل في الحاضر والمستقبل، فعلينا أن نتحمل مسؤولية حماية الكرامة اليمنية وتعزيز الإرادة اليمنية، لأن الأزمة اليمنية من الأزمات المعقدة حيث تفاعلت فيها عوامل داخلية وإقليمية ودولية، واستمرت سبع سنوات متصلة حتى الآن ولم تصل إلى حل محدد، وقد فشلت كل المساعي لحل الأزمة، بل تزداد تعقيدا بسبب إملاءات دول العدوان العدائية لكل المبعوثين الأمميين، وكذلك قيام دول العدوان بعرقلة كل المساعي والحوارات السياسية.
وختم حديثه بالقول: نقول لكل دول العدوان ومن تحالف معها من دول الاستكبار والطغيان أن صنعاء اليوم غير صنعاء بالأمس، فها هي صنعاء تدخل عامها الثامن من التصدي والصمود أمام طغيانكم برصيد من الإنجازات العسكرية قلبت موازين القوى فيها لصالح الجيش واللجان الشعبية وأحدثت فارقا هائلا في الصناعات العسكرية ومسار المواجهات الميدانية بفارق كبير عن السنوات الماضية.
دخول أسلحة جديدة ومتطورة
هناك محطات كبيرة جداً حدثت خلال العام الماضي، كان أبرزها تطهير عدد من مديريات محافظة مارب وتحرير محافظة الجوف بشكل كامل وتحرير مديرية حرض التي كان يراهن عليها العدوان في الفترة الأخيرة.. هكذا قال العميد عبدالغني الزبيدي – باحث عسكري وسياسي، وأضاف: ومن ذلك أيضاً دخول أسلحة جديدة ومتطورة ضمن سلاح الجو المسير والصواريخ الباليستية والضربات التي طالت عمق دول العدوان والتي كان لها تأثير كبير جداً وصدى على مستوى العالم حدت أيضا من استمرار توغل دول العدوان كما كانت في الفترة الماضية.
ويضيف العميد عبدالغني: هناك تطورات عسكرية في مسار المعركة العسكرية وقدرات الجيش واللجان الشعبية التي أذهلت ربما المخطط العسكري الغربي والشرقي، حيث حدثت تطورات في إدارة المعركة في وضع الخطة العسكرية في مواجهة فائق الإمكانيات والقدرات الموجودة لدى تحالف العدوان ولدى مرتزقتهم.
تطورات
ويرى أن هذه المحطات هي أكبر المحطات إنجازاً خلال السنوات الماضية والتي كان لها تأثير أولا في الحفاظ على السيادة والاستقلال اليمني والحفاظ على الدولة في إطارها الجغرافي الذي تسيطر عليه حكومة صنعاء .
وأردف الزبيدي: هذه التطورات ربما سنلاحظها في بداية العام الثامن وهناك رسائل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي قال فيها “لا يمكن أن نظل مكتوفي الأيدي والحصار مستمر”، مما يعني أن نتوقع بداية العام القادم أو خلال الأيام القادمة أن يكون هناك عمليات عسكرية كبرى باتجاه دول العدوان إذا ما استمر هذا الحصار.
وأشار إلى أن من التطورات الكبيرة -ومن أهم إنجازات المرحلة الماضية- هو الصمود الأسطوري لشعبنا اليمني رغم توغل العدوان والتدخلات الكبرى من قبل دول الاستكبار العالمي ومحاولة خنق الشعب اليمني بالحصار.
فشل كل المؤامرات
ويوافقه الرأي العميد علي صفرة – مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، في أن أبرز محطات الانتصار خلال العام السابع من العدوان هو صمود الشعب اليمني وفشل كل المؤامرات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية .
وقال: إن الوعي والصحوة في المجتمع اليمني والمواكبة والدعم والحشد للجبهات والإنفاق وتسيير القوافل لدعم الجيش واللجان الشعبية هو أحد الانتصارات إلى جانب التطورات والقدرات الكبيرة للقوة الصاروخية والطيران المسير وفرض عملية توازن في التصدي للعدوان على المستوى الاستراتيجي.
وأضاف: ومن الانتصارات عمليات أعاصير اليمن التي تحمل أكثر من رسالة أولا بالتزامن مع زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي أن القدس ستبقى القضية الكبرى للامة الإسلامية مهما طبّع المطبعون.
وذكر صفرة : قاعدة الظفرة الإماراتية التي يقع جزء منها كقاعدة أمريكية، وهذه رسالة مفادها أننا لا نخاف أمريكا ولا إسرائيل وأنهم لن يستطيعوا حمايتكم ولا حماية أنفسهم.
الرد على الحصار
وقال مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام : إن توازن الردع التي كانت في معظم مراحلها وحتى عملية توازن الرد الثامنة لها أكثر من مسار أهمها المسار العسكري من خلال استهداف عدد من الأهداف العسكرية من قواعد جوية ومطارات ومواقع عسكرية وأهداف عسكرية متنوعة، وأما المسار الآخر استهداف مصادر التمويل للعدوان من خلال استهداف أرامكو وأهداف حساسة ومن ناحية أخرى جزء من الرد على حصار الشعب اليمني .
وأوضح صفرة أن عملية السفينة الإماراتية التي تم ضبطها في المياه الإقليمية اليمنية، كانت تحمل محطات انتصار متعددة، وهي كالتالي :
– روابي رغم إخفاء بياناتها عن الأقمار الصناعية ومواقع النقل البحري العالمي وأجهزة المحاكاة على أساس أنها مدنية فكان انتصاراً كبيراً للجيش اليمني والقوات البحرية من الرصد الدقيق للسفينة الإماراتية ورصد جميع تحركاتها في البحر الأحمر الشيء الآخر أنها سفينة عسكرية مزودة بأحدث الأجهزة للحماية الذاتية إضافة إلى أنها تحمل معدات عسكرية كبيرة جدا ومتطورة ولديها طاقم عسكري من مختلف الجنسيات ومسألة الانقضاض عليها واقتيادها إلى ميناء الصليف
– الانتصار الثاني وهو ما لم تكشف عنه القوات البحرية والذي يؤرق دول العدوان وأمريكا في كيفية السيطرة على السفينة من قبل رجال البحرية واقتيادها إلى ميناء الصليف رغم ما تحمله من معدات عسكرية وأنظمة حماية وطوربيدات وطاقم عسكري من مختلف الجنسيات.
– الانتصار الإعلامي حيث حاولت دول العدوان تزييف الحقائق أنها سفينة طبية ومستشفى ميداني (شحنات أدوية وهو ما فضحته المشاهد والتوثيق لشحنات العسكرية التي كانت تحملها السفينة وخريطة أماكن الشحن وقائمة طاقمها ونشاطها .
تحصين الشباب
ولفت العميد علي صفرة إلى أن الانتصار وتحرير محافظة البيضاء ومارب من عناصر الاستخبارات الأمريكية وتنظيم القاعدة والمرتزقة.
وأيضاً الانتصار الإلهي الكبير المتمثل بالانسحاب من الحديدة والذي كان نتيجة ما بذله المجاهدون من الصبر والإعداد في ضواحي الحديدة وبقية جبهات الحديدة .
وأشار أخيراً إلى أن من أبرز محطات الانتصار كان العرس الجماعي الذي أقامته الهيئة العامة للزكاة لـ7200 عريس وعروس والذي كان الأول على المستوى العالم العربي والإسلامي، وجسّد التكافل الاجتماعي فالعرس الجماعي كان محطة انتصار كبيرة في مواجهة الحرب الناعمة التي تسعى أمريكا ودول العدوان لنشرها في المجتمع اليمني واستهداف قيم ومبادى الشعب اليمني.
تحطيم المشاريع التخريبية
ومن جهته أشار طه أحمد العجري – كاتب وناشط ثقافي – إلى أن العام السابع للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن شهد انتصارات هامة وبارزة على صعيد الجبهة الداخلية والجبهة العسكرية .. فعلى صعيد الجبهة الداخلية فقد حافظت على تماسكها وصلابتها جامعة كل أطياف الشعب اليمني تحت لواء التصدي للعدوان وأفشلت مساعي العدوان ومؤامراته الكثيرة والعديدة والمتنوعة باختراق الساحة الداخلية للصف الوطني وتفكيك نسيجه الاجتماعي والعبث بأمنه واستقراره إلا أن وعي الشعب مثّل صخرة حطمت كل مشاريعه التخريبية حيث جسد التلاحم الشعبي والرسمي سداً منيعاً في وجه العدو .
وقال العجري: من أبرز محطات الانتصار على صعيد الجبهة العسكرية للتصدي للعدوان، هو التقدم النوعي لعمليات الردع الاستراتيجي للقوة الصاروخية والطيران المسير، حيث شهد العام السابع تعدد وتنوع العمليات الاستراتيجية المختلفة من حيث الكم (الكمية) والتنوع في الأهداف وشكلت أغلبها مفاجأة غير متوقعة وضربة قاسية ومؤلمة لعمق العدو المتعجرف، حيث حقق جميع العمليات نجاحات كبيرة وتامة، ومن أبرز هذه العمليات “العمليات النوعية على الأهداف الحساسة والمهمة في أبو ظبي ودبي عبر سلسلة من العمليات الواسعة والكبيرة في مدة زمنية متقاربة، أربكت العدو ومخططاته وأظهرت مدى التطور الذي وصلت إليه القوة الصاروخية والطيران المسير في نفس الوقت الذي أظهرت فيه ضعف وهشاشة دفاعات العدو”.
وأضاف: من محطات الانتصار في عامنا السابع، عملية كسر الحصار الأولى والثانية وغيرها مما سبق من عمليات الردع الاستراتيجي هذا العام رغم محاولات العدو المستميتة في إخفاء الآثار والنتائج الكارثية على اقتصاده وسمعته وإعلانه لأكثر من مرة القضاء على القوة الصاروخية والطيران المسير اليمنية إلا أنه سريعا ما يتفاجأ بسلسلة من العمليات القوية والرادعة والمؤلمة التي كشف فيها للعالم كذب وتضليل إعلام العدو.
ترسيخ الولاء
ومن جانب آخر، أوضح سمير المسني – قيادي جنوبي ومحلل سياسي: إن أهم إفرازات الصمود التي تمخض عنها العام السابع من العدوان والحصار الجائرين على بلدنا ومقدراته، تمثلت في توطيد وترسيخ الولاء المطلق من قبل جماهير شعبنا و ثقته بقياداته، الأمر الذي أربك وبشكل كبير حسابات ذلك الصلف والعنجهية التي تمارسها قوى التحالف العبري ومن خلفها قوى الاستكبار العالمي .
وقال: إن العام السابع من الصمود الأسطوري لجيشنا ولجاننا الشعبية وكل فئات الشعب بمختلف أطيافه الاجتماعية ومكوناته السياسية مَثّل بحد ذاته انتصارا فريدا في وجه كل المخططات والسيناريوهات المُعدة في مطابخ العدو .
ونوه المسني بأن تفنيد واستعراض كل الانتصارات التي تحققت في العام السابع من العدوان ( سياسية -عسكرية وخلافه ) لا يستطيع أحد أن يتحدث عنها بعجالة، ففي المجال العسكري تمكنت قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية من إحراز الكثير من الانتصارات في ميدان المواجهة مع العدو وفي كل الجبهات، مثال على ذلك تحرير محافظة الجوف بالكامل والتقدم الواضح في مارب بحيث أصبح المرتزقة وقوى التحالف يدافعون- وحسب على النسق الدفاعي الأخير في الميدان ولا ننسى الانسحابات المتتالية لألوية العمالقة من خطوط التماس في الساحل الغربي ، واستهداف العمق الإماراتي- والسعودي (وهناك الكثير)، بالإضافة إلى التطوير النوعي لصناعة الأسلحة.
أجندات العدو
ويقول : في الجانب السياسي تم تحقيق الكثير من الانتصارات حيث تمكنت قيادتنا الثورية والسياسية من إرساء وتثبيت المسارات السياسية المنهجية من خلال التمسك بالسيادة والثوابت الوطنية في مواجهة أجندات العدو الهادفة تمزيق النسيج المجتمعي وحرف المسار الجهادي والثوري .
وفي ختام حديثه دعا المسني الجميع وكل مواطن شريف يرفض الوصاية والإملاءات الخارجية، بالعمل على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيزها من خلال إرساء مفاهيم جديدة وعلمية لمواجهة ظاهرة الفساد ومكافحتها بكل السبل والوسائل الممكنة عبر مصفوفة متكاملة من الإجراءات والنظم الرقابية والتنظيمية حتى تتحقق جملة من الأهداف المرجوة في الجانب الاقتصادي والإداري توازياً مع الانتصارات في جبهات الشرف والعزة .