المدرب الأغلى والأكبر سنا ودع البطولة مبكرا والأصغر سنا حقق البطولة 

على مر السنوات الماضية وتعاقب البطولات الخليجية منذ إنطلاقتها عام 19970م بالبحرين حتى اليوم تتجدد الأحداث وردود الأفعال المختلفة إبان ما تخرج به المنتخبات المشاركة من نجاح وإخفاق لما لهذه البطولة الخليجية من قيمة معنوية بين جميع الشرائح المجتمعية بشكل عام مما جعل الجميع أينما كانوا يبذلون قصارى جهدهم وتسخير كافة الإمكانيات من أجل تقديم المستوى المشرف وتحقيق الكأس الغالية ومعانقة أقراص الذهب .
من خلال المتابعة لسجل بطولات الخليج الماضية في عقودها الأربعة بدت العديد من ردود الأفعال القوية تجاه عديد من الأجهزة الفنية للمنتخبات التي شاركت وصلت هذه الردود إلى حد الإقالة والإبعاد.
ومع وصول البطولة الخليجية إلى محطتها الأخيرة فقد وضحت الرؤية لهذه الأجهزة الفنية التي قادت منتخباتها بين من حقق المأمول وآخر نال الرضا بينما خيب البعض الآخر آمال وطموح الكثير من عشاق منتخباتهم الوطنية .
(( المدرب الكرواتي ستريشكو … هل سيرحل أم سيمنح فرصة جديدة ))
على الرغم من أن الآمال المرسومة لمنتخبنا الوطني كانت كبيرة و عريضة بأن يكون قادرا على تجاوز الصعوبات وبالتالي الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور للذهاب بعيدا في البطولة بعيدا عن حاجز النقطة اليتيمة غير أن ما حملته الأيام من مفاجآت أطاحت بكل تلك الأحلام والآمال وخرج منتخبنا الوطني من الباب الضيق رغم الجهود والإعداد غير المسبوق لمنتخب يمني ليخسر منتخبنا الأحمر لقاءاته الثلاثة بتسع هزات كروية في شباكه وبهدف وحيد لهجومه معلنا ذاته أول الراحلين والمودعين ليصبح مستقبل الكوتش ستريشكو غير مفهوم أو معلوم الهوية من بقائه أو رحيله كون الاتحاد الوطني برئاسة الشيخ أحمد صالح العيسي لم يحدد مستقبل هذا المدرب وذلك في التصريح الذي قدمه العيسي للجماهير اليمنية حيث تمنى استمرار دعم المنتخب ورعايته سواء في وجود ستريشكو من عدمه وحتى لا نكون مجحفين نقول أن المدرب الكرواتي ستريشكو كان طموحا وشجاعا بإقحامه لعدد من اللاعبين الشباب والوجوه الشابة في نظرة كرواتية قد يراها ستريشكو دون غيره أن المستقبل في الشباب والدماء الحية مع التطعيم ببعض الخبرات في تأمل للمستقبل البعيد الذي يتجاوز بطولة لخصوصية اللاعب اليمني وظروفه التي قد تختلف عن أي لاعب في العالم وللعودة إلى مشاركة المنتخب الوطني في أخر بطولتين خليجيتين بقيادة المصري محسن صالح نقول كان منتخبنا نال الرضا في خليجي 18 لكنه بدا مفتقد للهوية الكروية في خليجي 19 عندها أقيل محسن صالح فور خسارة المنتخب أمام المنتخب السعودي بسداسية أجبرت اتحاد الكرة على الاستغناء عن خدماته.
((سيدكا الحلم الذي تبدد))
مدرب متخب العراقعلى الرغم من أن المنتخب العراقي له ثلاث مشاركات سابقة بعد عودته للبطولة بعد توقف طويل إلا أنه لم يستطع في تلك الثلاث المشاركات تجاوز الدور الأول بكون مشاركته في خليجي الإمارات كانت الأفضل بين البطولات ولن ينسى العراقيون كيف خسر رهانه أمام الأخضر السعودي بهدف الكاسر ياسر وما حدث من خلافات وقيل وقال بين مدرب المنتخب العراقي (أكرم سليمان من جهة) و بعض لاعبي المنتخب العراقي وصلت إلى الاتهام بالخيانة الوطنية كما أن ما حدث للمدرب البرازيلي جورفان فييرا في خليجي 19 كان مفاجئا كون المنتخب العراقي حامل البطولة الآسيوية في نسختها الأخيرة لتتم إقالته بعد خيبة الأمل العراقية بالخروج أما سيدكا الألماني فيبدو أنه كان يمتلك النشوة الكبيرة بتحقيق البطولة خاصة بعد الخمس النقاط التي حصدها وتأهله الصعب ليعلن الخروج من الدور الثاني من البطولة بركلات الحظ الترجيحية والتي منحت الأزرق الكويتي التأهل وخروج المنتخب العراقي وكاد أن يشرب سيدكا من ذات الكأس الذي شرب منه سابقوه إلا أن مشاركة المنتخب العراقي القريبة في كأس آسيا منحته الفرصة لقيادة المنتخب العراقي في بطولة كأس آسيا في مرحلة الحفاظ على اللقب الآسيوي و من المؤكد أن أي انتكاسة يمنى بها المنتخب العراقي ستطيح بسيدكا لا محالة .
((ميتسو .. خروج مبكر وفرصة جديدة مرة أخرى )).
مدرب منتخب قطروتجددت خيبة الأمل القطرية بتأهل المنتخب القطري إلى الدور النهائي للبطولة وأماني استعادة الكأس الغالي الذي حققه العنابي بخليجي 17 رغم أن المنتخب القطري كان وشيك التأهل على حساب المنتخب السعودي في مباراة كانت دراماتيكية لعب الحظ دوره في تأهل المنتخب السعودي وخروج القطري بهدف حامد شامي الذي كان كفيلا أن يحرم منتخب بلاده من التأهل ومع هذا يمكن القول أن الفوز الوحيد الذي حققه منتخب قطر على حساب المنتخب اليمني كان غير كافي وأبعد العنابي عن المنافسة وأعاد الأنظار مجددا إلى بطولة كأس آسيا التي ستستضيفها قطر في فرصة تجدد لهذا المدرب لقيادة العنابي القطري في هذه البطولة التي ستستضيفها قطر وبالتالي ستكون الضغوطات قوية على ميتسو لتحقيق اللقب الآسيوي لضمان البقاء ما لم إن لم يكن من المؤكد أن ميتسو غير باق مع العنابي عند أقرب انتكاسة قد يقودها ميتسو للعنابي القطري .
((بيسيرو .. كاد أن يحقق الهدف ))
لا أحد يمكن أن يتجاهل الدور الكبير الذي قدمه بيسيرو مع الأخضر السعودي خاصة أن بيسيرو قدم أداء أكثر من رائع بمجموعة شابة امتلكت المقدرة على إثبات الذات فجعلت من فريق الأخضر رقما صعبا مدرب متخب السعوديحقق بها التأهل إلى مباراة الختام خاصة وان الفريق الأخضر لم يأت للمنافسة بل للمشاركة .
بيسيرو يمكن وصفه أنه مدرب يتعامل مع المباريات حسب ظروفها ويعيبه البعض بكونه لا يعتمد على تشكيلة ثابتة فقد بدا جليا استعانته بعدد كبير من اللاعبين من مباراة إلى أخرى إلا أن مباراة الختام أمام الأزرق الكويتي لم تكن مثالية فخرج من البطولة بأقراص الفضة وجائزة المنتخب المثالي وهي ذات النتيجة التي حققها مدرب المنتخب السعودي الوطني ناصر الجوهر عندما فقد بطولة خليجي 19 أمام المنتخب العماني صاحب الأرض والجمهور بعد مشاركة كانت لسابقه باكيتا الذي خرج من الدور القبل النهائي على يد صاحب الأرض والجمهور المنتخب الإماراتي وبهدف إسماعيل مطر مما أدى إلى إقالة باكيتا من تدريب الأخضر السعودي.
 .بإيجاز يمكن القول أن بيسيرو استطاع ان يحقق ولو بعض من الآمال ولو أن الجماهير الرياضية السعودية لا ترضى بغير الذهب والبطولة وهنا سيصبح بيسيرو في مهمة تحقيق لقب خاصة بعد غيابها عن الأخضر منذ سنوات .
(( جوران من إنجاز غرب آسيا إلى بطولة خليجي 20 )) :
بدا واضحا ان المدرب الصربي جوران مضى بخطوات واثقة ومن بطولة إلى أخرى رغم أنه المدرب الأصغر عمرا بين مدربي الدورة الخليجية فبعد أن حقق جوران كأس غرب آسيا على حساب المنتخب الإيراني ها هو يعيد الأفراح والليالي الملاح لمحبي الأزرق الكويتي ومن يتابع مسيرة الأزرق في البطولة الخليجية يجد أن جوران حقق بطولة الخليجي دون أن يخسر أي مباراة
ولم يجد أي صعوبة باستثناء لقائه بمنتخب العراق الذي انتهى لمصلحة الأزرق بضربات الترجيح والمتابع لمسيرة الأزرق في آخر بطولتين يجد أنه لم يستطع حتى الوصول إلى ما هو أبعد من الدور الأول سواء في خليجي 18 بقيادة المدرب الوطني صالح زكريا أو في خليجي 19 بقيادة المدرب الوطني الكويتي الآخر محمد إبراهيم ولم يستطع الأزرق بلاعبيه الشباب إعادة المجد للكرة الكويتية صاحبة تسع نجمات كاملة وكما هو ملاحظ أن جوران كان في الوعد عندما استطاع أن يوظف كل القدرات للاعبيه على الوجه المطلوب وبالتالي معانقة أقراص الذهب في أكثر من بطولة وبكل إقتدار والسؤال الذي يطرح بعد النجاح الذي حققه جوران مع الأزرق في بطولتين هل يستطيع أن يمنح بطولات قادمة تتجاوز في قيمتها بطولة كأس الخليج وبطولة غرب آسيا هذا ما ستكشف عنه مشاركات الأزرق القادمة في بطولة كأس آسيا القادمة .
((كاتانيتش مدرب كاد أن يحدث مفاجأة ))
على الرغم من أن المدرب الصربي سيرتشكو كاتانيتش لم يستطع منتخبه تجاوز الدور القبل النهائي وخروج الأبيض الشاب على يد الأخضر السعودي الذي أوقف نتاج المنتخب الأبيض الرائعة بمجموعة لاعبين يشارك غالبيتهم في البطولة الخليجية لأول مرة إلا أن كاتانيتش استطاع بذكائه أن يحقق أقصى ما يمكن تحقيقه وهو تصدر مجموعته والتأهل إلى الدور القبل النهائي لمواجهة المنتخب السعودي رغم أن التأكيدات الإماراتية أجزمت أن الفريق الأبيض الشاب لم يأت للمنافسة وإنما للمشاركة فقط غير أن التحسن الملحوظ في أداء الفريق الأبيض منح الجهازين الفني والإداري للمنتخب الإماراتي الذهاب إلى ما هو أبعد من التأهل إلى الدور الثاني إن لم يكن تحقيق البطولة كحق مشروع بأسلوب كان مثاليا لمدرب المنتخب الذي أخذ من المنتخبات المنافسة مبتغاه من تعادلين وفوز إلا أن الأبيض لم يكن قادرا على تجاوز عقبة الأخضر فخرج مرفوع الرأس وبهدف من خطأ دفاعي منح المنتخب السعودي التأهل إلى النهائي ولعل ميزة هذا المدرب عن سواه في الدورة أنه لم يواجه أي ضغوطات لتحقيق اللقب من عدمه لذا لعب كما يريد غير أبه بأي نتيجة فكاد أن يحقق المفاجأة ويدخل الفرحة إلى قلوب محبي الأبيض .
((كلود لوروا .. ضياع اللقب وثقة جديدة ))
على الرغم من أن المنتخب العماني أتى إلى البطولة حاملا كل نجومه الكبار و المحترفين في أشهر الدوريات الخليجية إلا أنه لم يكن موفقا ولم يستطع أن يحافظ على اللقب الذي حققه لعمان البطولة الماضية وعجز كلود لوروا عن تقديم ما يشفع له كمنتخب حامل لقب في ظل عقم هجومي جعل المنتخب العماني لا يستطيع تجاوز الدور الأول من خلال تفريطه بنقاط سهلة كانت في متناول يديه حسب الأسماء واللاعبين وما عاب المنتخب العماني في هذه البطولة عدم مقدرته للوصول إلى هز شباك الخصم باستثناء رأسية الحوسني في المرمى البحريني وكما يقال فإن المنتخب العماني لم يخسر ولم يفز ولكنه خسر بطولة بعد ثلاث محاولات متتالية وهذا الحال كان مشابها للصربي متشالا الذي ظل عاجزا عن التتويج في الختام بعد وصوله للمباراة الختامية مرتين وعلى الرغم من خسارة اللقب فلا زال الاتحاد العماني متمسكا بمدربه لوروا في انتظار استحقاقات أخرى قادمة .
((سلمان … لم يحقق ما انتظره البحرينيون طويلا)) :
لم يأت المدرب الوطني البحريني بجديد فعلى ما يبدو أن البحرينيين سينتظرون سنتين أخريين في محاولة جديدة لتحقيق الحلم الخليجي وعلى الرغم من أن الظروف التي واجهت سلمان الشريدة كانت قاسية واستدعائه للبطولة قبل حوالي أسبوعين فقط إلا أن النتائج كانت مخجلة والتي لم يتقبلها الشريدة نفسه فظهر عصبيا في عديد من المواقف سواء في المؤتمرات الصحفية عقب كل مباراة أو عدم حضروه للمؤتمر الصحفي الأخير لمباراة المنتخب البحريني أمام الإماراتي والتي خسرها البحريني 3/1 واعتقد أن الشريدة ما هو إلا حل طارئ للمنتخب البحريني ويمكن استدعاء مدرب جديد لتدريب المنتخب خاصة وأن الأحمر البحريني قادم على مشاركة هامة في تصفيات كأس آسيا والتي تتطلب مدربا محنكا يملك القدرة على تجاوز المواقف الصعبة في المباراة وما يميز الشريدة عن غيره أنه المدرب الوطني العربي الوحيد في الدورة .
 
 
 
 

قد يعجبك ايضا