أفصح ما يقال..!! 

طه العامري


طه العامري

إبراهيم الحكيم
كأني باليمن ليلة البارحة.. دولة وشعبا حكومة ورئيسا.. كعروس تأتى له الوصال بعد عديد مراسم احتفال وكفارس أناخ خيله بعد بعيد ارتحال وكفصيح صدح بأبلغ ما يقال مخرسا لديد سجال ومحارب استراح منتصرا بعد شديد قتال.. تلتقط أنفاسها وتضحك أخيرا وكثيرا في وجوه من ضحكوا عليها ولسان حالها: عان الله وأنعم به عونا.. نجحنا بحمد الله فهنيئا لنا الضحك وهنيئا لكم البكاء.
تضحك اليمن بهجة وفرحابنجاح استحقته أخيرا في امتحان بدا ظاهره يسيرا وأنه امتحان رياضي ساحته مباريات كرة قدم لكنه لم يكن كذلك في باطنه بقدر ما كان في حقيقته تحديا للذات أولا ولشاذ الإرادات وناشز الأصوات وعصيب التحديات..امتحانا حضاريا شاملا:سياسيا واقتصاديا أمنيا واجتماعيا ثقافيا وإعلاميا.. ونتائجه بعون الله وحمدهجاءت مبهرةعمليا ونظريا ماديا ومعنوياآنيا ومستقبليا.
لا غضاضة أن يشعر بعضنا بغصة خروج منتخبنا الوطني من منافسات البطولة مبكرا..ذلك حق لكل مواطن يغار على اسم وعلم وطنه وكل ما يمثله ويتمنى له الصدارة في كل محفل والجدارة في كل عمل..ولهذا فإن من يشعرون بهذه الغصة معذورون لأنهم ضحايا أفواه منفلتة من المسؤولية والنزاهة وأقلام منسلخة من المهنية والمصداقية حلقت بهم في سماوات الأماني بلا أعمدة على أرض الطموح الواقعي!!.
لكن في المقابل ألا يظهر جليا أن اليمن رغم الإخفاق الكروي لمنتخبه قد استحق الجدارة في ميدان البطولة برمتها وحاز الصدارة في جودة وكفاءة تنظيمها مع أنها تجربة أولى من نوعها يخوضها برغم ظروفه وما لحقها من تحديات تضاف إلى ما سبقها.. وبالرغم من كل ما قيل وأسيل من سخرية وتهكم وتجهم وتهجم وتجن وطعن في الصدر والظهر في أهلية اليمن للاضطلاع بهكذا مهمة¿!!.
لماذا إذن ننجرف في حماسة عاطفة ترفض خيبة آمال مشروعة لولا أججها سوء التقدير وحمى التغرير¿!.. ولماذا ننساق بلا وعي لأغراض دعاية يبثها حاقدون يستكثرون على اليمن أي نجاح كبيرا أو صغيرا ويبخسون -بحكم العادة- أي إنجاز يحرزه لسلبه الفرح وتسميمه بالترح حتى حين يكونون هم من يتجرعون الترح وأجدر به من غيرهم لتجدد فشلهم في إعاقة اليمن من إحراز النجاح¿!!.
لماذا ننسى الإساءة التي تحملها اليمن بكل حöلم وحكمة واستطاع بكل عزم وهمة أن يردها على أصحابهالا بإساءة مماثلة وإنما بشرف مواجهة وبشاشة القول وكفاءة العمل ودون أي استغلال لظروفه الاقتصاديةأو توان ظل منتظرا أو تساهل بقي متوقعا أو تذرع بتحديات عصيبة معروفة يعيها الجاهل وتبرر في نظر الكثيرينأي اعتذار لليمن عن استضافة البطولة بل وتعذر أي إخفاق كان ليعتري تنظيمه لها.
لا أظن من الحكمة أن نمنح هؤلاء فرصة سلبنا ما نستحق من زهو وغبطة ولا من العقلانية أن نمكنهم ونشاركهم -دون وعي- بخس داعي هذه الغبطة وما تستدعيه من بهجة مستحقة تفترض أن نرفع جميعنا رؤوسنا عاليا كما كانت وظلت دوما وألا نطأطئها كما يريدون لها أبدا فقط لتوهمنا بما يسعون جهدا لإقناعنا به بهتانا وانخداعنا بأكذوبة الفشل الذي يفرض العقل أنهم هم من يعيشونه حقيقة لا نحن!!.
نعم..نجاح باهر لبلد يخوض معركة مفتوحة مع الإرهاب وعناصره المتطرفة الضالة والمضلة.. ومع الفقر وتبعاته المعöلة المكبلة.. ومع التنمية وأولوياتها الكبيرة الملöحة.. ومع استعادة شورى حكمه وتجديد عهد ديمقراطية إدارته المعöزةبعد عهود تمزق واقتتال ودورات عنف ملتهبة وأنظمة حكم شمولية متسلطة مستبدةوما خلفته من رواسب وأوبئة فكرية وثقافية مترسبة وزوالها يتطلب وقتا وصبرا وجهودا مضنية.
نعم.. نجاح باهر بالنسبة لمثل هذا البلد لديه ما يكفيه من تحديات عصيبة تثقل الكاهل وتحيل الناجح إلى فاشل بما يستدعي قول القائل: «مكره أخاك لا بطل».. ومع ذلك فإن تمكنه من السيطرة على تحدياته وخوض تحد إضافي بحجم تنظيم حدث إقليمي يحظى بجماهيرية المشاركة وشعبية المتابعة وتمكنه من النجاح في هذا التحدي يجعله جسورا مستحقا التقدير والثقة والدعم والالتحام به قلبا وقالبا.
دعونا نحيد عواطفنا المهيجة بغصة خيبة الآمال في تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات تصفيات منافسة البطولة.. وننظر للأمر بوعي يغلب المنطق والتفكير العقلاني ونتجاوز خيبة الأماني في تأهل المنتخب الوطني للدور النهائي.. ونقيم واقعية تلك الأماني.. سنكتشف أن ثمة من استغل الحماس الرسمي والشعبي لاستضافة البطولة وإحراز التوفيق لا التفوق في تنظيمها بمستوى يواكب أو يجاري التنظيم الخليجي.
وسيتبين لنا حاجتنا لأن نفيق من خöدر ذلك التغرير الذي مارسه البعض عامدا بوعي أو عن جهل وراح يغالي في الأمنيات على نحو خيالي ويشطح في التوقعات حد

قد يعجبك ايضا