المشاركة المجتمعية إبداعية ولدينا أكثر من 350 متطوعاً يعملون على التوعية

مدير عام مديرية الزهرة في محافظة الحديدة:تجربة زراعة القمح في الزهرة نجحت وأثمرت بجودة لم تكن متوقعة

أكد مدير عام مديرية الزهرة -في محافظة الحديدة- أن التوجه التنموي في المديرية يمتاز بالعمل الصادق والطوعي القائم على المشاركة المجتمعية، مشيرا إلى أن رؤى ومنهجيات المشاركة المجتمعية باتت هوية مجتمعية في كل قرية، وبات في قرية عمل طوعي جاد يتحول معه الناس من حالة الإحباط إلى صناعة الفرص.
وأوضح أن الناس صاروا يبحثون عن فرص المشاركة المجتمعية في التنمية، منوها بأن ثلثي كلفة أي مشروع يتم تنفيذه في المديرية مشاركة مجتمعية وبجهد مجتمعي كامل.. وتناول في الحوار العديد من قضايا المجتمع المحلي في الزهرة، فإلى التفاصيل:

الثورة / حوار/ يحيي محمد -سياف العقيلي

كيف تقيمون نشاط العمل الطوعي في مديرية الزهرة؟
– المشاركة المجتمعية في مديرية الزهرة مشاركة إبداعية، وقد نجحت في إصلاح العقوم.. في تصفية القنوات.. في المشاركة في الزراعات المختلفة.. في الخدمات المجتمعية.. في التوعية من خلال فرسان التنمية وفرق الإرشاد الزراعية؛ لدينا حوالي 350 متطوعا، هؤلاء جندوا أنفسهم لتحفيز المشاركة المجتمعية والتوعية على مسار إيجاد مجتمع واع ومتسلح بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية، وقادر على حشد واستغلال امكاناته المتاحة وتحويل التحديات إلى فرص.

إلى أي مدى ترون استجابة أبناء المديرية للعمل التعاوني؟
– يتميز التوجه اليوم في مديرية الزهرة بالعمل الصادق والطوعي والمشاركة المجتمعية، رؤى ومنهجيات المشاركة المجتمعية باتت هوية مجتمعية في كل قرية، وبات في قرية عمل تطوعي، وعمل جاد حول الناس من حالة الإحباط إلى صناعة الفرص، وأصبح الناس بالمشاركة المجتمعية، يعملون على ترميم قناة أو صيانة طريق بكلفة وبجهود مجتمعية خالصة.
على سبيل المثال، عندما نودي في الناس أن هناك مشروعاً في اتجاه القناة الشمالية، ردم وتعبيد الطريق الجانبية للقناة، من قوة استجابة وتفاعل المجتمع مع المشروع قالوا: سنعمل ليلا ونهارا مع الله حتى إنجاز المشروع، وفعلا حصل ذلك.. ونحن في السلطة عملنا على توفير المعدات من شبول وحراثة ودكاك. ومن قبلها أصبحت تصفية قنوات وادي مور مهمة طوعية مجتمعية دورية تشرف عليها غرفة طوارئ وادي مور.
لقد شارك المجتمع في استئجار معدات وشيولات وتمت تصفية القنوات كلها بمساهمة جهود المزارعين وأموالهم.. من المزارعين من شارك بـ 10-15مليون ريال، وكلهم ثقة بأن هذا العمل سينجز.. وفعلا، عندما رأينا المواطنين مندفعين بجهدهم وأموالهم، سارعنا إلى توفير الديزل بأسعار رمزية من وحدة الحراثة.
تصفية القنوات وبناء هياكل معينة صارت جاهزة، كما عقدت دورات تدريبية لشباب الصحة الحيوانية، ودورات ثقافية لـ 60- 65 مستفيدا في اللحية والزهرة، هذه التدريبات أعطت الشباب خبرة وقام أغلبهم في تلقيح المواشي وإعطاء العلاجات المختلفة لحوالي 10600 رأس من الأبقار والأغنام من خلال هؤلاء المتطوعين.

ما هي الأهداف المرسومة…؟
– مقاطعا، لاشك أن كل ما تحقق في المديرية من أعمال كانت أهدافا مرسومة سواء على مستوى بناء وحدة الحراثة أو تفعيل الزراعة التعاقدية، لدينا أكثر من 300 معاد زراعة تعاقدية، وهدفنا مستمر في تطوير وتوسيع مساحة الحبوب، حاليا أغلب الأراضي مزروعة بالحبوب المختلفة، السمسم، الدخن القمح، بالإضافة إلى الذرة الرفيعة بأنواعها.. تجربة زراعة القمح نجحت وأتت بثمرة ممتازة لم نكن نتوقع أن تأتي بهذه الجودة.. كان هناك بعض سلبيات منها أن وحدة الحراثة ما استلمت الديزل بالشكل المطلوب، ولم يصل الديزل إلى الحراثات في الوقت المطلوب.. طرحت هذه المشاكل والمعوقات على اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية بحيث يأتي العام القادم والأمور سليمة ومتوفرة في بداية الموسم.

كيف تنظمون شراكتكم مع فرسان التنمية في السلطة المحلية؟
– شاركنا شباب فرسان التنمية في زيارة الكثير من العزل والقرى والتوعية بالنهج القرآني، والحث على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي.. نحن في السلطة المحلية نمضي في خط فرسان التنمية نمثل مهم همزة الوصل بين المزارع والجهات المعنية في الحكومة والسلطات المحلية.. نساهم في توفير مادة الديزل حتى احضارها وتوزيعها على المزارعين.. نقوم بواجبنا كجهة ضبط في حلحلة مشاكل تحصل في المبادرات المجتمعية إما خلاف بين المزارعين ومتنفذين وإما مع ناس يقومون بالاعتداء على القنوات الزراعية.. نحن جسد واحد مع الجهات الزراعية، ومع المزارع؛ أي شكوى من المزارعين يتولى رئيس المجلس المحلي إيصالها إلى مدير المديرية، نناقش حل لها، مالم نرفعها للجهات المعنية ونتابع ما يأتينا لها من حلول.

هل نقول إن هناك رضا من قبلكم عن نشاط فرسان التنمية؟
– راضون عنهم كل الرضا، وإن شاء الله يكونون هم- أيضا- راضين عنا.

إلى أي مدى لايزال هناك تدخل للمنظمات الدولية في الحراك؟ وهل يتم معايرة او توجيه هذا التدخل بما يخدم مسارات الثورة الزراعية وأولوياتها؟
– المنظمات عادة ما يكون لها في مشاريعها أهداف ظاهرة، وأخرى باطنة.. نحاول نستفيد منهم ما أمكن، وبالنسبة للقطاع الزراعي هناك منظمة الفاو ومنظمات أخرى جاءت معها مشاريع بسيطة أغلبها ذات صيغة اجتماعية لا تحقق- بالضرورة- أهداف كبيرة، مع ذلك استطعنا التباحث مع هذه المنظمات، وحولنا مشاريعها إلى ما يفيد مثل النقد مقابل العمل، حولنا الكثير منه صوب تصفية القنوات وإزالة الأشجار، نحاول نطرح أفكار على بعض المنظمات كالحاجة إلى معدات، إلى حراثات كبديل عن مشاريع البذور، لا تزال المحاولات جارية.

ما هي الإجراءات التي تتخذونها عبر المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية مع المنظمات؟
– نجتمع بالمنظمات بحضور المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية، ونتطلع على أهدافها، ونتعرف على قدرتها التمويلية، وماهي الأعمال؟ إذا رأينا في عمل المنظمة أي انحراف، إما نرفضها أو نتفق على التحول إلى حيث نستفيد منها، بما لا يتعارض مع قيم ديننا، وقد تم رفض الكثير من المنظمات لها أهداف غير مفيدة مثل العمل مع المرأة في غير مجالات التأهيل والتدريب المهني ورفع المهارات، ولا نكتفي بسلامة النشاط وسمو أهدافه، وإنما نقوم بالإشراف عليه.. نحدد أماكن العمل، ونراقب كل خطوة.

ماذا عن توحيد الجمعيات التعاونية الزراعية في إطار جمعية واحدة عن مديرية الزهرة؟
•لدينا جمعية الزهرة التعاونية للحبوب، هذه الجمعية وافق عليها الجميع، وهي الجمعية الرائدة، ويشهد لها الواقع ببذل جهود ممتازة للرقي بالعمل الزراعي.. ووفقا لما جاء من توجيهات عليا لا مانع من تشكيل جمعيات زراعية تؤدي خدمات تخفف العبء عن جمعية الحبوب مع بقاء جمعية الحبوب هي المظلة المسؤولة عن مراقبة نشاط كل الجمعيات.

ماذا عن حجم مشكلات المواطن؟
– مشكلات المواطن في الزهرة حجمها كبير، ولعل أكبر هذه المشكلات هي انعدام مادة الديزل لأشهر، خاصة عن أولئك المزارعين الذين لا يزالون يعتمدون على المولدات في الري، ناهيك عن تأثير الاشكالية على وسائل المواصلات ووسائل نقل المدخلات والمواد الغذائية إلى الأسواق.

العدوان يهدف من خلال احتجاز السفن في البحر- رغم الحصول على التراخيص- إلى تضييق الخناق على وحدات قطاع الإنتاج في البلاد.. العدوان لا يريد أن ينعم هذا القطاع بأي استقرار، وهو بتلك الإجراءات لا يقصد القيادة بقدر ما يركز على المزارع والمواطن البسيط، ولذلك نلمس الآثار الوخيمة والجريمة النكراء لما حدث في سجن صعدة التي كان ضحاياها مساجين أبرياء، وكذا مركز الاتصالات في الحديدة وأطفال كانوا يلعبون كرة جاء طيران العدوان ليحولهم إلى أشلاء.. ألا يدل ذلك على أن هدفه هو المواطن البسيط والمرأة والطفل والمزارع؟

وماذا عن الأسر المنتجة والزراعة التعاقدية؟
– أقيمت دورة للتعليم الفني استفاد منها حوالي 60 أسرة في صناعة البخور والعطور، وصيانة الطاقة الشمسية.. في الزراعة والثروة الحيوانية عقدت دورات بيطرة ودورات أخرى أقامتها مؤسسة بنيان التنموية أهلت الشباب في صناعة فرص النجاح.. وفي الزراعة التعاقدية 300 معاد تتوزع بين حوالي 50 مزارعا، وتلقت جمعية الحبوب في صنعاء دورة تعرفوا من خلالها عن قرب عن الزراعة التعاقدية، وكيف يتم تسيير الأمور وهي ستنعكس بإذن الله إيجابيا.

ما المستقبل المتوقع عن الزراعة التعاقدية؟
– الزراعة التعاقدية ستحل إشكالات كثيرة، لأن بعض المزارع لديهم مساحات كبيرة من الأرض وليس لديهم القدرة على حراثتها.. على توفير الديزل.. على توفير البذور.. على توفير الأسمدة، وبعضهم لديه بئر ويحتاج إلى توفير منظومة طاقة شمسية.. الزراعة التعاقدية ستوفر التاجر الذي يقدم للمزارع ما يحتاج إليه من مدخلات أو قروض من قيمة المحصول المتوقع التعاقد على زراعته، وفي التعاقدية يتم توجيه تجار المنظومات لإعطاء أن يعطوا المزارعين منظومات على هيئة قروض بيضاء يتم تقسيطها على المزارع بضمانة تعاقداته الإنتاجية، وفي مقابل توفير المدخلات وشبكات الري المختلفة، تعمل الزراعة التعاقدية على شراء المنتجات الزراعية من المزارعين عبر الجمعيات التعاونية، هذا هو الهدف الرئيسي، والتعاقدية هي البديل الآمن لسوق مستدام يمنع تقلبات السوق.

قد يعجبك ايضا