بدر محمد
وأنت تزور أسواق صنعاء القديمة ستجد التاريخ والحضارة والتراث يتجسد أمامك ويطوف بك في ثناياه المزدحمة بالجمال والدهشة والإبداع والفن البديع..
كما ستجد في هذه الأسواق تلك المحلات المتخصصة في بيع وعرض المشغولات الفضية والمنحوتات والملابس التراثية ومنتوجات الحرف اليدوية الجميلة التي تبهر مشاهديها والتي تعكس أيضاً مهارة الصانع والصائغ الفنان والعامل اليمني في هذه المجال وبراعته في صناعة وصياغة تلك المنتوجات من الحرف الشعبية واليدوية.
ومن أصحاب معارض المشغولات الفضية الأخ/ محمد أحمد الحمامي، والذي حوّل محله ومعرضه إلى متحف مصغّرٍ يعرض أنواع مختلفة من المشغولات الفضية والحرف اليدوية الشعبية اليمنية المبهرة التي تتميز بالجمال والإبداع وتعكس مهارة الفنان اليمني في تلك المجالات.
ويقول عن بدايته في هذا المجال إنه بدأ رحلته مع المشغولات الفضية والحرف اليدوية منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، حيث وجد نفسه في هذا المجال الذي عشقه بلا حدود..
وفيه يقدم مشغولات فضية تعكس أصالة التراث اليمني العريق، كما يقدم العديد من منتجات الحرف اليدوية المتعددة المتوارثة من الأجداد، بالإضافة إلى نماذج من المنسوجات والملابس اليمنية التراثية.
ويضيف أن ما تحفل به الأسواق الشعبية في باب اليمن بصنعاء، هو لوحة فنية تراثية جميلة تعكس الفنون والمشغولات والحرف اليدوية اليمنية الشعبية، وما تتمتع به من جمال وإبداع وروعة.
ويضيف الأخ محمد أحمد الحمامي أن تلك المعروضات من المشغولات والحرف اليدوية هي من إنتاج الفنانين اليمنيين، وهي مهنة توارثوها عبر الآباء والأجداد، وتلقى القبول والإعجاب من زوار السوق، ويحرص الكثير من المواطنين على اقتنائها رغم الظروف التي يمرون بها.
ويتمنى الأخ محمد أحمد الحمامي من الجهات المختصة والثقافية والمهتمة بالتراث والفنون الشعبية أن يهتموا بهذه المهن والفنون والحرف الشعبية ورعايتها والمحافظة عليها والاهتمام بالعاملين في هذا المجال، وخاصة أمام تلك المنافسة التي تحاول أن تحل محلها بمنتوجات شبيهة لها مستوردة من الصين..
إن المتأمل لهذه الفنون والحرف والمشغولات اليدوية الشعبية، يجد فيها خلاصة لفنون وحرف شعبية تراثية أصيلة تعكس حضارة وتراث شعبنا اليمني العريق، وتدعونا جميعاً لحماية هذه المنتجات من المنافسة الخارجية، لكي تزدهر هذه الصناعات والمشغولات الشعبية بدون منافسة خارجية وحتى لا تندثر.