هيئة الكتاب تستعرض الخطوات التي تمت منذ استلامها مخطوطات الديوانين وحتى عملية الإخراج
بعد مرور 22 على وفاته ..أدباء ومثقفون يرحبون بطباعتها: أعمال البردوني الشعرية الأخيرة ترى النور
أدباء ومثقفون: إرث البردوني ملك للإنسانية بأكملها وليس ملكاً لأحد
رئيس منتدى البردوني: علينا التعاون في جمع إرث البردوني المغمور لإخراج موسوعة البردوني الكبيرة
خليل المعلمي
رحب الوسط الثقافي والإبداعي في بلادنا مع إعلان وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب عن طباعة الأعمال الأخيرة للشاعر الكبير عبدالله البردوني وعبر عن فرحته وسعادته الغامرة بهذا الإنجاز الثقافي التاريخي، فبعد 22 عاماً من وفاة الشاعر الرائي عبدالله البردوني يتم الشروع في طباعة آخر ديوانين له وهما “رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق على مرافئ القمر “.
لقد كان الديوانان أمانة وفي عهدة الأستاذ محمد الشاطبي أمين سر الراحل الشاعر البردوني، وبعد وفاته انتقل إلى عهدة ولده خالد محمد الشاطبي، والذي احتفظ بهما، حتى تم تسليمهما إلى الهيئة العامة للكتاب بمحضر واتفاق رسمي حضره مندوبو أسرة الشاعر الراحل ومندوبون عن هيئة الكتاب.
وبهذه المناسبة زفت وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب هذا الخبر السعيد إلى الأدباء والشعراء والمثقفين وإلى الجماهير اليمنية ومحبي الشاعر الراحل في مؤتمر صحفي عقد في صنعاء وحضره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وعدد من المسؤولين والمهتمين والمثقفين.
وفي حفل الإعلان أكدت الهيئة العامة للكتاب في البيان الذي ألقاه رئيس الهيئة الأديب عبدالرحمن مراد مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية والثقافية تجاه رموز اليمن الأدبية والثقافية وقال في البيان:نشعر بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والثقافية تجاه رموز اليمن الأدبية والثقافية تنفيذا للتوجه الصادق والحر والنبيل للقيادة الثورية والقيادة السياسية، نعلن اليوم الشروع في طباعة أعمال الشاعر اليمني والعربي الكبير عبدالله البردوني التي كانت غائبة على مدى عقدين ونيف بسبب خلافات بين ورثته، وتعذر خروجها وطباعتها وهما المجموعة الشعرية “رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق على مرافئ القمر “.
واستعرض مراد الخطوات التي مرت مرحلة الإعداد لهذين الديوانين منذ استلامهما وتشكيل لجنتين للاستلام والإعداد للطباعة وحتى استكمال التصحيح والتدقيق والصف والإخراج.وقال : إن وزارة الثقافة اليمنية ممثلة بالهيئة العامة للكتاب تزف هذا الخبر إلى جمهور البردوني ومحبيه داخل الوطن وخارجه، ونود التوضيح أن أعمال البردوني الآنف ذكرها قد تم استلامها من الأخ/ خالد محمد الشاطبي بحضور الأخ/ عبده صالح البردوني وولده محمد عبده البردوني (ممثلي ورثة الأستاذ البردوني)، وقد تم استلام العملين الشعريين بحضور أعضاء اللجنة المشكلة بقرار من رئيس هيئة الكتاب رقم (1) لسنة ٢٠٢٢م الموافق ١٤٤٣هجرية، والصادر بتاريخ ۱۹-۱-۲۰۲۲م، 1443هجرية .
ومن ثم تم تحرير عقد اتفاق بين ورثة البردوني وهيئة الكتاب، وتم معاينة المخطوطات والتدقيق فيها واستلامها بمحاضر استلام موقعة من اللجنة ومن ممثل ورثة البردوني، وتتضمن المحاضر اسم المجموعة وعنوان كل قصيدة وعدد أبياتها وعدد الصفحات المخطوطة بخط كاتب البردوني وأمين سره المرحوم الأستاذ/ محمد الشاطبي.
وتابع رئيس الهيئة للكتاب: بعد أن تم الاستلام باشرت هيئة الكتاب بالخطوات الفنية اللازمة من التنضيد والصف الإلكتروني، وشكل رئيس هيئة الكتاب لجنة للمراجعة والتدقيق .
حيث حدد قرار رئيس هيئة الكتاب مهام واختصاصات اللجنـة كالتالي:
1 – التأكد من صحة النصوص.
2 – المراجعة النحوية واللغوية.
3 – المطابقة مع المخطوطات.
إقرار المحتوى بعد التأكد والتوقيع على المحاضر.
تمت هذه الإجراءات لاعتبارات عدة منها الفترة الزمنية الفاصلة بين وفاة البردوني وبين زمن استلام الأعمال الشعرية التي لم تطبع، وظلت حبيسة الأدراج، حيث كان قد كثر اللغط والتكهنات حول إرث البردوني الذي لم ير النور، وكثرت الأقاويل بشأن ذلك، إلا أن الثابت أن الديوانين ظلا بحوزة كاتب البردوني محمد الشاطبي كوديعة، حتى يتفق الورثة، ثم انتقلت الأمانة إلى ولده الأكبر خالد الشاطبي الذي ظل متحفظاً عليها ورافضاً تسليمهما إلا بحضور الورثة.. وبعد جهود بذلت في هذا الاتجاه كان دیدنها ومحركها رئيس الهيئة والشاعر عبد القوي محب الدين وبتعاون مشكور من قبل رئيس اتحاد أدباء صنعاء محمد القعود ونائبه جميل مفرح وبجهد وتفاعل كبير من قبل الشاعر معاذ الجنيد، وقبل كل ذلك اهتمام عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي الذي وجه ودعم وساند ورعي وعبر لنا عن حرصه على إعادة طباعة الأعمال الشعرية الكاملة للبردوني كما هي في الإصدارات الفردية حيث وقد لوحظ الكثير من الأخطاء والحذف والتعديل في الأعمال الكاملة الصادرة عن الهيئة عام ٢٠٠١م، وسوف تعمل الهيئة – وفقا للتوجيهات – على إعادة طبع أعمال البردوني الشعرية والنثرية وتوفيرها الجمهور بأسعار زهيدة سيراً على نهج البردوني في حياته.. قله منا ومن محبي البردوني في اليمن وفي الوطن العربي وفي العالم كل الشكر والتقدير.وأكد الأديب عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب حرص وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للكتاب الكبير والشديد على التحري والدقة وخروج إرث البردوني الشعري للجمهور كما هو، وفقا للتوجيهات وقد اتخذت، من أجل ذلك، خطوات إجرائية صارمة.وأضاف: لقد حرصنا على أن يكون أحد كتّاب البردوني حاضرا في لجنة التدقيق والتحري والتصحيح وهو الكاتب والشاعر عبدالإله القدسي حرصا على المصداقية والأمانة الأدبية.ويوم التدشين تابع بالقول: ونحن إذ نعلن اليوم تدشين صدور إرث البردوني الإبداعي الشعري والنثري نتوجه بخالص التقدير والثناء للجان التي بذلت جهداً كبيراً يستحق الثناء والتقدير، كما هي لزوجة البردوني فتحية الجرافي التي تحرص كل الحرص على طباعة أعمال البردوني وبذلت الإسهام من مالها في سبيل طباعة ما لم يطبع من قبل، وهو موقف كان محط تقدير القيادة ، كما أن الشكر كل الشكر لكل من وجه وكل من ساهم وعمل وتابع ورعى، ولكل من حضر وتفاعل معنا المحبة والتقدير.
وقد ثمن حفيد الشاعر البردوني محمد عبده البردوني ممثل أسرة البردوني جهود وزارة الثقافة وهيئة الكتاب ومن ساهم في إنجاز هذا العمل وقال: أقدم الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل وتعاون واهتم بشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني وإرثه الفكري والثقافي الذي هو ملك لنا جميعاً، معلناً عن تأسيس المكتب القانوني لحماية حقوق الملكية الفكرية للشاعر عبدالله البردوني، وناشد الجهات المختصة العمل على سرعة إعادة بناء منزله وتحويله إلى متحف مع الاستعداد الكامل للتعاون مع الجميع.
وأضاف: أشعر بالفخر الشديد كوني ساهمت في قطر مركبه بعد أن ضل لأكثر من عقدين من الزمن عالقا في المياه الضحلة التي لا تساعد أحدا على الإبحار أو الوصول، لم يكن أمامي من خيار سوى تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه البردوني كشخصية عبقرية ورمز تاريخي ووطني تربطني به علاقه إنسانية صرفة قبل العلاقة الأسرية .لذلك بادرت إلى التجاوب مع الإخوة في الهيئة العامة للكتاب حين اتصلوا بي وقد لمست صدق نوايا المؤسسة الثقافية الوطنية هذه المرة تجاه البردوني ورغبتهم الملحة والجادة في نشر أعماله المخطوطة ديوانا شعر (رحلة ابن شاب قرناها والعشق على مرافئ القمر) انطلاقا من الشعور بالمسؤولية تجاه هذا العملاق .وتابع: اعبر باسمي ونيابة عن أسرة الشاعر الكبير عبدالله البردوني عن سعادتنا الغامرة والتي من خلالها نشعر أننا قد أدينا الأمانة وأنجزنا مهمة إكمال أعمال شاعرنا الكبير الراحل.
وفي تعبير عن سعادتهم الغامرة بهذا الإنجاز الثقافي في هذا الظرف الذي تعيشه بلادنا تحدث العديد من الأدباء عن أهمية هذا الحدث الثقافي والإبداعي المتميز، فمنذ سنوات والمثقفون والأدباء ومن خلال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يطالبون الهيئات والمؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة طباعة الأعمال الأخيرة للشاعر البردوني وكذلك تخليد ذكرى الرجل العظيم والسعي إلى الاتفاق مع ورثته بشراء منزله وتحويله إلى متحف يحوي مقتنياته ويظل مزاراً لمحبيه وللسياح.
وقد ظل الأديب محمد القعود رئيس فرع اتحاد الأدباء بصنعاء ومنذ العام 2000م يدعو ويطالب ويحشد في كل فعالية يتم تنظيمها في الذكرى السنوية لرحيل البردوني من أجل إنجاز طباعة الأعمال الأخيرة للبردوني وتحويل منزله إلى متحف يتردد عليه الزائرون، واستمر في ذلك خلال أكثر من عشرين عاماً، دون كلل أو ملل، ومع كل قيادة جديدة تشهدها وزارة الثقافة.
ولم يكتف بذلك بل يقوم وبجهود ذاتية وشخصية بجمع تراث البردوني المتناثر عبر المنابر الإعلامية وما كان يكتبه في الصحف والمجلات كصحيفة «الثورة» وصحيفة 26 سبتمبر ومجلة الجيش، وما كان يتم بثه في إذاعة صنعاء في برنامج “مجلة الفكر والأدب”، داعياً الجميع إلى التعاون في إصدار موسوعة كاملة عن تراث البردوني ليتم إصداره في ستة مجلدات.
واعتبر الأديب محمد القعود رئيس منتدى البردوني الثقافي أن الإعلان عن طباعة الأعمال الأخيرة للشاعر البردوني مناسبة وطنية للإبداع اليمني وللإبداع الإنساني.وقال: إن الشاعر الكبير عبدالله البردوني هو مؤرخ ومفكر وفقيه وشخصية اجتماعية ولديه الكثير من الأعمال التي مازالت مغمورة ومتناثرة وبالتعاون مع منتدى البردوني سنسعى إلى إخراج موسوعة البردوني الكبيرة، وسيتم جمعها في ستة مجلدات، معتبراً إرث البردوني ملكاً للإنسانية بأكملها وليس ملكاً لأحد.كما عبر العديد من المثقفين والأدباء عن سعادتهم البالغة بهذا الإنجاز الذي طال انتظاره حيث اعتبرت الدكتورة ابتسام المتوكل الشاعر الكبير عبدالله البردوني هو أحد أسلحتنا الثقافية في وجه العدوان ولابد من التعاون في إحياء اسم البردوني.
واعتبرت الدكتورة ابتسام المتوكل الشاعر الكبير عبدالله البردوني هو أحد أسلحتنا الثقافية في وجه العدوان ولابد من التعاون في إحياء اسم البردوني.
فيما أوضح المذيع محمد الشرفي والذي كان يلقي مقالات البردوني في الإذاعة أن لدى الشاعر البردوني أعمالاً ثقافية كثيرة في الإذاعة ولابد من تكاتف الجهود والعمل على إخراجها وطباعتها وضمها إلى الأعمال التي سيتم طباعتها لتكون بين أيدي جمهوره ومحبيه.وكشف الأديب علوان الجيلان أن البردوني كان قد أنجز كتاب (الجمهورية اليمنية) قبل وفاته بثلاثة أيام، ولكنه اختفى، وأشار إلى أن الديوانين المزمع طباعتهما كان من المفترض طباعتهما في العام 2000م، ولكن لم يتم ذلك.
وخلال الفترة من 1961 – 1994م، أصدر الشاعر الكبير عبدالله البردوني 12 ديواناً شعرياً نال فيها عدة جوائز منها جائزة شوقي للشعر في القاهرة عام 1981، وجائزة السلطان العويس في الإمارات عام 1993، وجائزة أبي تمام في الموصل عام 1971، وجائزة اليونسكو التي أصدرت عملة فضية عليها صورته عام 1982.
وهم: (من أرض بلقيس، في طريق الفجر، مدينة الغد، لعيني أم بلقيس، السَّفر إلى الأيام الخُضر، وجوه دخانية في مرايا الليل، زمان بلا نوعية، ترجمة رملية لأعراس الغبار، كائنات الشوق الآخر، رواغ المصابيح، جواب العصور، رجعة الحكيم بن زائد).
ومن مؤلفاته الفكرية: (رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه، قضايا يمنية، فنون الأدب الشعبي في اليمن، اليمن الجمهوري، الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية، الثقافة والثورة، من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته، أشتات)، وبطباعة هذين الديوانين الشعريين تكتمل طباعة أعمال الشاعر الكبير عبدالله البردوني.
تصوير/حامد فؤاد