على حافة الصبر أنجزوا المهمة.. في وصاب لا مستحيل هناك!

 

الثورة/  محافظات –  حاتم علي

كانت الحياة هناك لا تطاق، تخال نفسك معزولاً عن الحياة.
عندما يُصاب أحدهم بمرض ما يتقاطر إليك الحزن، ليس على مرضه، بل عن كيف يمكنك أن تنقله إلى أقرب مشفى.
نساء متن وهن يتأ لمن من مخاض عسير. لانعدام الطرقات ليأتي الموت المبكر كولادة مبكرة..
في وصاب، وباقي الأرياف اليمانية، عاش الناس ولا يزالون يراهنون على البقاء هم والصخور سيان، يتبادلون حسرات العيش. وصُعوبة المُقام في ظل عالم متغير لا تخلو فيه برهة زمن إلا وجاءت بالجديد.
في اليمن سابقاً للأسف ثمة واقع يعيق التحول كان أساسه الفساد وغياب الدولة منذ أن تم الإعلان عن أسمها، أحلام لا نملكها هي من شكلت ذلك البعُد وتداعي الألم.
معاناة لا تتوقف، تتوارى خلف الرغبة الجامحة في البقاء، ومنع الهجرة من الريف إلى المدينة فكانت الهمة العالية من قبل الأهالي لصناعة حاضر اللحظة.

خط السدة سموة الأحيام
أبطال هذا الخط أنُاس من تلك المناطق وما جاورها شعور خلاق بالمسؤولية تجاه ذواتهم الخط 2 كيلو متر، امتداد مكان صخري في جبال شاهقة وخطرة، أما المبلغ المالي فمائة مليون ريال.
فكيف لنا عمل ذلك بمفردنا؟! وكانت النتيجة التي لا تقبل الجدل.
الشيخ/ ناصر علي الأحيام)، تبنى الموضوع بالقول والفعل أنا عليّ المعدات. وأنتم عليكم بقية التفاصيل رعاية المعدات وعمالها وما يتطلب الأمر من تسهيلات..
الجميع رحب بالفكرة كفكرة وجسدها بالعمل، وفي الصباح وحتى المساء استمر العمل وعامان والخط أمام كل باب من تلك المناطق المحرومة.
إنجاز قدم فيه الأهالي من قوت أعمارهم ما يملكون، فمنهم من أسهم بالمال، ومنهم من تعاون بالأرض ومنهم.. من .. الجميع جسّد روح الفريق الواحد، وها هم اليوم ينعمون بطريق ألغت جوانب عديدة من المعاناة وتراجع دور الهجرة وبات الناس يحلمون بالعودة إلى قراهم والاهتمام بها بفضل إخلاصهم وجهودهم الذاتية.

خط سهلة العتيل العنين!
هو امتداد لتلك التسمية واكتمال لذات الحُلم، بعد اكتمال الخط المشار إليه سلفاً ظلت المعدات التي تبرع بها فاعل الخير تشجع كل من يرغب من الأهالي في إيصال الطرقات إلى قراهم وكانت المعادلة على هذا النحو.
الشيخ صالح سعد عتيل قال: أنا أتبرع بمليونين ونصف كمبلغ أولى، ومن بعده جادت النفوس بما تستطيع ، وهاهم اليوم يعملون في الميدان على نفس خُطى المشروع السابق الذي كان بمثابة خير يتوسع في كل الأرجاء..
الجميع هنا ساهم ولا يزال، ودعوة خالصة لكل أرباب الخير من أبناء وصاب خاصة واليمن عامة لمن أراد مد يد العون لهؤلاء الرجال في استكمال هذا المشروع الخلاق الذي سوف يساهم في تخفيف معاناة كثير من سكان تلك المناطق، التي للأسف حرمت كثيراً وما تزال تعاني حتى هذه اللحظات..
أما أنتم يا أبناء اليمن يامن قهرتم المستحيل بصبركم رغم أنف الصخر فليس أمامنا إلا الدعوات لكم بحجم الكون لما تقدمونه لذواتكم من عمل خلاق نفاخر به أمام الأخرين.

قد يعجبك ايضا