بين فلسطين العرب وأوكرانيا الغرب.. الدرس الماثل في تخاذل العرب واستنفار الغرب

تخاذل العرب عن فلسطين يفضحه إجماع الأوروبيين والأمريكيين مع أوكرانيا

 

 

استنفر الغرب كل ممكناته في مواجهة روسيا على خلفية الحرب الأوكرانية ‘ أجمع الأوروبيون والأمريكيون في مواجهة روسيا ‘ تجاوزوا خلافاتهم وتناقضاتهم ومصالحهم المتصارعة وأجمعوا أمرهم على روسيا.
من المقاطعة السياسية والدبلوماسية والرياضية وحتى الأكاديمية إلى المقاطعة الاقتصادية وفرض العقوبات على روسيا وحجب القنوات الروسية والمواقع وحظر التطبيقات وشن حرب إعلامية شعواء على الروس إلى إرسال السلاح لأوكرانيا وتجنيد المرتزقة وتوفير الاحتياجات ‘ لم يتوان الأوربيون والأمريكيون في الوقوف مع الأوكرانيين ضد الروس في حرب التسعة أيام ‘ والسؤال ماذا لو كان العرب فعلوا مع فلسطين والفلسطينيين كالأوروبيين في تضامنهم مع أوكرانيا ‘ كان الأمر اختلف كليا وكانت فلسطين حرة وشعبها حرا ولا وجود للعدو الصهيوني ‘ لكن العرب لا يفعلون وقد تخاذلوا وباعوا واشتروا في القضية.
جند العالم كل إمكانياته في حربا لم يتجاوز عمرها عشرة أيام لمساندة أوكرانيا في مواجهة روسيا التي ما زالت في بداية حربها ضد أوكرانيا لحماية ما تقول انه تهديد لأمنها القومي فيما الشعب الفلسطيني يعيش أكثر من سبعين عام ابشع الحروب والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد هذا الشعب الذي يقاتل لتحرير أرضه المحتلة والمغتصبة من هذا الكيان الذي تمنحه أمريكا والغرب الحصانه لاستمراره في ارتكاب أبشع الجرائم.
الحرب مؤلمة ومكلفة، ومن مثل الشعب الفلسطيني يعلم التكلفة الباهظة للحرب. ولكن ما نشهده هذه الأيام هو في غاية الغرابة، والوقاحة وهو تباكي أمريكا والدول الغربية على حقوق الشعب الأوكراني على اعتبار التزامهم بالدفاع عن حقوق الإنسان. متجاهلين حقوق عددا من الشعوب العربية التي تدافع عن قضياها وانتزاع حقوقها التي تنتهك وسط صمت عالمي مخيف في مقدمتها الشعب الفلسطيني والشعب اليمني والسوري.

الثورة / قاسم الشاوش

لم يعد الشجب والتنديد كافيا لأكثر من سبعين عاماً من الاحتلال والاستيطان وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني فقد حان الوقت للتحرك لأنهاء كافة هذه الجرائم
تباكي الغرب
الاستنفار الأمريكي والغربي تجاه أوكرانيا يجعل الجميع يتساءل أين هذا الغرب المتباكي على حقوق الأوكرانيين من حقوق الشعب الفلسطيني؟. والحقيقة المُرة التي يمكن استنتاجها من هذا الموقف الغربي هو الكيل بمكيالين والتعاطي مع الأزمات الدولية ومع مبادئ حقوق الإنسان بمعايير مزدوجة مليئة بالكثير من الكذب والنفاق. وأن المواقف الأميركية والأوروبية تهتم أكثر بالصراعات المتعلقة بمصالحها فقط بعيداً عن الاهتمام بمبادئ حقوق الإنسان.
حقوق الفلسطينيين
فأين أميركا وأوروبا والغرب من العدو الصهيوني الذي ينتهك حقوق الفلسطينيين على مدار الساعة وقتل آلافاً منهم وهجرهم من ديارهم ولا يزال يخضعهم لاحتلال بربري ودموي وينتهك كل القرارات والأعراف والمواثيق الدولية.
حصانه دولية
والأمر المؤلم أن إسرائيل لا تزال تحظى بحصانة دولية على كل جرائمها وتحظى كذلك بالرعاية التفضيلية في أوروبا وأميركا ويقدم لها كل أشكال الدعم بما في ذلك الأسلحة الفتاكة والمتطورة التي تقتل بها المواطنين الفلسطينيين.
ومن الذي دمر العراق وقتل مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء بناء على كذبة، ودمر اليمن وليبيا وأفغانستان وقبلها يوغوسلافيا؟.
مصالح ظالمة
وفي الواقع لا توجد عدالة في هذا الكون بل مصالح تكون في معظم الأحيان ظالمة وغير متوازنة وتعتمد على القوة ليس أكثر. حيث تتجاهل هذه الدول محنة ومعاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت وطاة الاحتلال الصهيوني .
مساعدات غربية مباشرة
ورغم معاناة الشعب الفلسطيني وتجاهل قضيته وعدم تقديم أي مساعدة غربية للشعب الفلسطيني اعترف الاتحاد بأنه لأول مرة يقوم بتقديم مساعدات عسكرية مباشرة لدولة في حالة حرب، حتى ألمانيا خرجت عن قواعدها التي تعمل بها منذ الحرب العالمية الثانية بإرسال سلاح مباشرة لدولة تخوض حرباً.
تسليح أوكرانيا
عملياً الولايات المتحدة الأميركية ودول «الناتو» تتحمل المسؤولية عن اندلاع هذه الحرب لأنها تجاهلت خرق أوكرانيا لاتفاق «مينسك 2»، ولم تأخذ المصالح الأمنية الروسية بالاعتبار، وقامت بتسليح أوكرانيا ودفعها لاستفزاز روسيا.
وقد اعترفت الولايات المتحدة بأنها قدمت خلال عام ما يقدر بمليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكذا فعلت ولا تزال دول عديدة، وغالبية الدول الغربية الآن تتسابق في تقديم شتى أنواع المساعدات لأوكرانيا بما فيها الأسلحة الفتاكة بمئات ملايين الدولارات.
أوكرانية روسية
فالحرب الآن في الواقع ليست روسية – أوكرانية بل روسية – غربية على أراضي أوكرانيا وعلى حساب الدولتين الأوكرانية والروسية. ولهذا من المنطقي أن تطول وتتعقد وتجبي الكثير من الخسائر طالما أن الغرب يغذيها.
وما يجعل الحرب تطول أكثر هو تعهد روسيا بالحفاظ على حياة المدنيين وعدم المساس بهم، ويلاحظ بعد حوالى أسبوع من بدء الحرب أنه لا توجد خسائر كبيرة بين المدنيين، وتستغل السلطات الأوكرانية هذا بوضع منظومات سلاح مختلفة في الأحياء السكنية.
هنا يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل نصيبه العادل من اللوم بسبب الفشل في إنهاء المآسي والمعاناة المتزايدة المفروضة على الفلسطينيين وغياب عملية السلام”.

قد يعجبك ايضا