تقرير/ محمد هاشم
يوما بعد يوم تتكشف الأطماع الأمريكية في اليمن، بعد تهيئة الأجواء لها من قبل أدواتها من دول العدوان السعودي الإماراتي في المناطق المحتلة، فالمبعوث الأمريكي إلى اليمن وصل خلال زيارة مفاجئة برفقة القائمة بأعمال السفير إلى منشأة بلحاف، وليس إلى عتق عاصمة محافظة شبوة أو عدن المحتلة العاصمة المؤقتة للمرتزقة كبروتوكول رسمي بحجة محاربة الإرهاب في هاتين المحافظتين»، وقد بات واضحاً للجميع أن «الإرهاب» هو الشماعة التي تستخدمها أمريكا في كل تحركاتها، لأنها لا تستطيع العيش بدون تلك الشماعة.
وفي هذا السياق قدم قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته في الذكرى السنوية للشهيد مؤخرا، تشخيصاً للسياسات وطبيعة الاستهداف لمقدرات اليمن الاقتصادية، والمعضلات الرئيسية للوضع الاقتصادي في ظل الارتهان لسياسة تدميرية رسمتها أمريكا.
ولم يستفد الشعب اليمني من تلك الثروات في ظل ذلك النظام الذي اعتمد على الرأسمالية والقروض الربوية الخارجية المجحفة، وفاقمت تلك السياسة حجم المشكلة الاقتصادية ووسعت دائرة الفقر وتحمل المواطنون أعباء كبيرة.
السيطرة على الثروة النفطية
وأشار قائد الثورة، إلى أن الاقتصاد الوطني لم يحقق أي تقدم في ظل الاعتماد على القروض الربوية الخارجية المرهقة للبلد، والتي وظفت في مجالات لا تخدم الاقتصاد الوطني، وتضرر منها الشعب بشكل كبير جداً، وتوسعت دائرة الفقر.
وأكد سعي أمريكا ومن معها من المتحالفين إلى السيطرة على الثروة النفطية والغازية، إلى درجة أنه أفقد الشعب اليمني الاستفادة منها، وأفقدها أثرها الاقتصادي، إلى درجة أنَّ الوضع الاقتصادي للشعب ما قبل استخراج النفط كان أفضل من بعد استخراجه.
ولفت إلى أن الشركات الأمريكية والغربية هي المستفيد الأكبر، حيث كانت تدخل البلاد بصفة الاستثمار ونتيجة لتلك السياسة المجحفة فقد بقي الشعب اليمني بائساً ومعانياً، وأصبحت تلك الشركات هي الرابح الأكبر من الموارد النفطية والغازية، والشعب يحصل على الشيء القليل من تلك الثروات.
وكشفت مصادر مسؤولة في حكومة المرتزقة، أمس السبت، عن مساعي أمريكية لإنشاء قاعدة عسكرية في محافظة شبوة المحتلة، جنوبي اليمن تأتي في إطار التحضير لإنشاء قاعدة عسكرية في ميناء بلحاف، لتأمين استخراج الغاز اليمني لصالح شركات أمريكية.
وأشارت إلى أن خبراء عسكريين أمريكيين رافقوا المبعوث الأمريكي خلال الزيارة، لتعيين المناطق المخصصة لإنشاء القاعدة الأمريكية.
وقالت المصادر: إن المبعوث الأمريكي عقد لقاء مع سلطة الفار هادي في محافظة شبوة وقادة القوات الإماراتية في بلحاف، أهم منشأة لإنتاج الغاز المسال، موضحة أن اللقاءات كرست لمناقشة سحب القوات الإماراتية من المنشأة اليمنية وبما يتيح لشركة توتال الفرنسية والشركات الأمريكية المساهمة فيها باستئناف إنتاج الغاز المسال لمواجهة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأفادت المصادر أن هدف الولايات المتحدة يهدف لإنهاء نفوذ الإمارات على المنشاة الأهم، رداً على موقفها الأخير من الأزمة بين روسيا والغرب ورفضها التصويت على قرار مجلس الأمن الذي يدين روسيا.
وتعيش العلاقات الأمريكية – الإماراتية أسوأ مرحلة وصفها السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة بـ”مرحلة الاختبار” وذلك ردا على توجيهات أمريكية لسفيرها بأبوظبي لإقناع الإماراتيين بالاستفادة من الفرصة الأخيرة، عقب التوقف عن الاصطفاف مع روسيا.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز سيطرتها وتواجدها في الشريط الساحلي الجنوبي لليمن، في ظل تمركز قواتها في قواعد خاصة بمطار الريان في مدينة المكلا، ومطار الغيضة شرقي البلاد.
وكانت مصادر دبلوماسية قد كشف في وقت سابق أن سبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الشعب اليمني يرجع لقرار اتخذه تحالف العدوان قبل 3 سنوات في اجتماع سري مشترك مع المخابرات الأمريكية بعد اجتماع عُقد بمدينة جدة وضم قيادات كبيرة سعودية وإماراتية وخبراء أمريكيين في علم الاجتماع يتبعون الـ”سي آي إيه” حيث أقر الاجتماع تعميق الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن.
ولفت المصدر إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة وغلاء الأسعار وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وانعدام الغاز المنزلي وتردي الخدمات المجتمعية ناجم عن ذلك القرار المتخذ.
وأضاف المصدر ذاته بأن المبرر المعلن للأزمة الخانقة التي يمر بها الشعب اليمني هو الإضرار بمن يسميهم جماعة الحوثي، مستدركا بأن الهدف غير المعلن والأساسي من إيصال الشعب اليمني إلى هذه الحالة المعيشية السيئة التي يمر بها المواطن وممارسة أعلى درجات الضغط المادي على أبناء العشب هو “دفعهم للانخراط في المعسكرات ومقاتلة الحوثيين”.
يشار إلى أن اليمن يشهد انعدام الخدمات الأساسية وأزمة اقتصادية خانقة جراء الانهيار التاريخي للعملة المحلية، والتي وصلت لأرقام قياسية وغير مسبوقة أمام الدولار الأمريكي والريال السعودي وهو ما فاقم الأزمة المعيشية للموطن جراء ارتفاع الأسعار في ظل عجز واضح من حكومة المرتزقة للحد من انهيار العملة المحلية والحفاظ على قيمتها الشرائية.