أستاذ القانون المشارك بجامعة صنعاء البروفيسور عبدالوهاب الوشلي لـ”الثورة”: الحرب على اليمن ليس لها أي سند قانوني، بل تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية

 

قطع المشتقات النفطية واستهداف الاتصالات إمعان في القتل مع سبق الإصرار والترصد
أبطال الجيش واللجان الشعبية سطروا سجلاً إنسانياً نظيفاً في المناطق المحررة

أوضح الأستاذ الدكتور عبدالوهاب عبدالقدوس الوشلي -أستاذ القانون المشارك بجامعة صنعاء -مساعد رئيس الجامعة السابق، أن الحرب ضد الشعب اليمني المسالم، هي حرب وعدوان آثم لا مبرر له، وانتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، ضد دولة مستقلة عضو بالأمم المتحدة منذ العام ١٩٤٧م، وهي تهديد واخلال للأمن والسلم الدوليين، ولها آثار كارثية سلبية على اليمن والمنطقة والعالم، فقد كان اليمن حليف المجتمع الدولي، ولاعبا رئيسيا في التعاون لمكافحة الإرهاب، وكذلك في احتواء اللاجئين والمهاجرين من القرن الأفريقي وقال الوشلي ان العدوان عمَّق الانشطار العربي، وخلق فتنة طائفية في المنطقة، تزيد من مشاكل الشرق الأوسط، مخلفا آثاراً بيئية سيئة ضاعفت مشاكل البيئة العالمية فقد استخدمت كافة الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب اليمني.

لقاء/

أسماء البزاز

* دكتور.. بداية حدثونا عن تداعيات العدوان على اليمن اقليميا ودوليا من الناحية الحقوقية والقانونية وقراءتكم لأبعاد تلك التداعيات؟
– لا شك أن هذه الحرب العدوانية التي شنتها دول العدوان السعودي اماراتي غدرا ليلة ٢٦ مارس ٢٠١٥م، واعلنت بدء الهجوم من البيت الأبيض على لسان وزير خارجية السعودية الجبير، ضد الشعب اليمني المسالم، هي حرب وعدوان آثم لا مبرر له، وانتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، ضد دولة مستقلة عضو بالأمم المتحدة منذ العام ١٩٤٧م، هي تهديد واخلال للأمن والسلم الدوليين، ولها آثار كارثية سلبية على اليمن والمنطقة والعالم، فقد المجتمع الدولي لاعبا رئيسيا في التعاون لمكافحة الارهاب، وكذلك في احتواء اللاجئين والمهاجرين من القرن الأفريقي، وعمَّق العدوان الانشطار العربي، وخلق فتنة طائفية في المنطقة تزيد من مشاكل الشرق الأوسط، ولا ننسى الآثار البيئية السيئة التي ضاعفت مشاكل البيئية العالمية، فقد استخدمت كافة الاسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب اليمني.
انتهاكات وحشية
* وعن الانتهاكات من الناحية الإنسانية.. هل وصلت لجرائم حرب حسب المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية للأمم المتحدة؟
– شهد العدوان على اليمن جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، يجرمها القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وهي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، فقد استهدفت الأعيان المدنية في الأسواق وصالات العزاء والأعراس والمستشفيات والمدارس والجامعات والملاعب، ودمرت المنازل في المدن والقرى على رؤوس ساكنيها، أبيدت الأسر، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ عمدا، بصواريخ وقنابل طائرات العدوان، ناهيك عن الحصار الشامل بإغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية ومنع الغذاء والدواء والمشتقات النفطية لسبعة أعوام، ومنع المرضى من العلاج داخل اليمن لنفاد الدواء وتوقف الأجهزة لنفاذ المشتقات النفطية، ومنع الشعب من السفر لإغلاق المنافذ، وفوق ذلك قطع مرتبات الموظفين لستة أعوام متواصلة والسيطرة على إيرادات النفط والغاز من قبل القوى المعتدية بعد نقل البنك المركزي لعدن، وتدمير اقتصاد اليمن بطباعة عملة مزيفة وتضاعف سعر الصرف للريال اليمني أمام الدولار الى عشرة أضعاف، وغلاء السلع (غذاء ودواء) بصورة فاحشة، وتدمير البنية التحتية كهرباء ومياه وطرق وجسور ومدارس ومتاحف وجامعات ….الخ ..وكلها جرائم ذكرتها العديد من التقارير الدولية للصليب الأحمر الدولي ومجلس حقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش …إلخ.
أين يقف العالم؟
* إذاً أين يقف القانون الدولي والإنساني من هذه الانتهاكات؟
– كل هذه الانتهاكات ضد الشعب اليمني لسبعة أعوام، يجرمها القانون الدولي ويوجب ملاحقة قادة العدوان وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم في المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن الإرادة الدولية يكبلها نفوذ الحكومة الأمريكية مقابل المال السعودي المدنس، فالعالم يعيش حالة من الصراع الذي تحكمه القوة والقوة فقط، وجسَّد العدوان على اليمن حالة النفاق الدولي ووحشية الحالة التي تعيشها الإنسانية اليوم، للأسف سقطت الأقنعة والادعاءات الكاذبة لحقوق الإنسان التي يتشدق بها المجتمع الدولي، فاليمن يُذبح من الوريد إلى الوريد للعام السابع ولا يزال، في ظل صمت دولي مخزٍ، لكن التاريخ يسجل كل شيء وسيأتي يوم العدالة لشعب مكلوم مظلوم ويحاسب قاتليه ولو بعد حين، وستلعن الأجيال القادمة هؤلاء القتلة لقبورهم ومن تعاون معهم ومن دعمهم.
الضمير المغيب
* برأيكم هل استطاعت المظلومية اليمنية إيصال صوتها للضمير العالمي؟
– الصهيونية العالمية تسيطر على الآلة الإعلامية الدولية، هذا ليس بخاف على أحد، وهذا العدوان جاء برعاية صهيونية، وبالمال الخليجي القذر سُخِّرت مبالغ كبرى لتضليل الرأي العام الدولي حول هذه الحرب العدوانية، وقلب الحقائق لجعل الضحية جلادا والجلاد حملاً وديعاً، حتى أنهم قاموا بشراء وكالات الأنباء العالمية التي تقوم بتوزيع الأنباء وإذاعتها، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك، تويتر، الشات وغيرها لخنق ومنع الأصوات التي تكشف الحقائق والجرائم ضد الشعب اليمني، بل وتجنيد فرق اغتيالات عابرة للحدود لقتل أي صوت يسعى إلى كشف الحقائق، ولنا في خاشقجي وقتله في سفارة السعودية بتركيا خير مثال.
* كيف يمكن توصيف الدور الأمريكي في هذا العدوان؟
– سبق وقلنا إن الحرب ضد اليمن أُعلنت من واشنطن، وبالتالي فإن الأمريكان هم الرعاة لهذا العدوان والداعم الأول له والمستفيد الأول منه، على حساب دماء وأرواح اليمنيين، وهي أي أمريكا من ترعى هذا الصمت عبر نفوذها السياسي والإعلامي وسطوتها الجبروتية عالميا
العمل الحقوقي في اليمن
* كيف تقيِّمون العمل الحقوقي في اليمن؟ ودور المنظمات الدولية الحقوقية في البلاد؟
– حكومة الإنقاذ، بحاجة لأن تُشرك المختصين لايصال صوتنا للعالم، مكتفية فقط بتوجيه صوتها للداخل فقط، وسبق لنا تقديم مشاريع في هذا الجانب منذ بداية العدوان وللأسف لم يلتفت لها.
البلاد إلى أين؟
* اليمن بعد مرور سبعة أعوام من الحرب والحصار إلى أين؟
– رغم التضحيات الجسام والألم الذي يُمزِّق قلوبنا لهذه الخسائر إلا أن اليمن سيخرج أقوى بإذن الله بعد هذه المحنة ، وسنحتاج إلى الوقت والمال والإرادة لمعالجة الآثار الكارثية، وسبق لليابان وألمانيا وفيتنام وغيرها أن مرَّت بمثل محنتنا وقامت من بين الأنقاض، ووقفت على رجليها، وأعادت بناء أوطانها.
الدور الإعلامي
* ما دور الإعلام في التعاطي مع هذه الانتهاكات؟
– بحاجة لجهد أكبر والاستعانة بالكوادر المتخصصة من الاكاديميين لرسم خطط وتنفيذها.
كلمة أخيرة
* دكتور عبدالوهاب كلمة أخيرة لكم؟
– أرسلها لأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع سطور التفوق والنصر الأخلاقي، حيث أن السجل الإنساني النظيف للجيش واللجان الشعبية اليمنية فريد وغير مسبوق، حيث تجدون في كل الحروب العسكرية عبر تاريخها منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية وما سبق وما لحق، أن جميع الفرقاء عندما يسيطرون على منطقة يرتكبون جرائم القتل العمد للمدنيين، والدفن بمقابر جماعية في حفرة واحدة بصورة غير لائقة ووحشية، ويرتكبون جرائم الاغتصاب للنساء، ونهب الأموال والأملاك المدنية، وغيرها من الجرائم، هذا ما ذكره المؤرخون، ونقلته الصور والقنوات في الوقت الحاضر، الا فريق وحيد هو الجيش واللجان الشعبية المدافعون عن انفسهم من عدوان دولي غاشم منذ ٧ أعوام، ففي كل المناطق التي تم تحريرها في اليمن، بما فيها الأراضي اليمنية المحتلة سعوديا وتسمى جنوب السعودية، لم تحصل أي جريمة من هذه الجرائم أبدا، رغم أن الجيش السعواماراتي ومرتزقته الجنجويد مع المرتزقة المحليين، ارتكبوا هذه الجرائم ووثقتها منظمات دولية متخصصة في حيس والمخا وعدن وغيرها، ناهيك عن الاعتقال القسري وسجون الأسرى وتعذيبهم، وجرائم قتل المدنيين في المدن والأرياف جراء قصف طيرانهم الإجرامي.

قد يعجبك ايضا