كرس الشهيد القائد جزءاً كبيراً من ملازمه للجانب المتعلق بالهداية
علماء وناشطون ومثقفون لـ”الثورة “: مشروع الشهيد القائد حمل تنوير الأمة على أساس الثقافة القرآنية
برز الشهيد القائد بمشروعه القرآني التوعوي والعملي الرامي لبناء أمة جديرة بمواجهة أعدائها
قبل أكثر من ربع قرن أطلق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، المشروع القرآني كمشروع توعوي لبناء للأمة على أساس من الثقافة القرآنية، وعملي يجعلها جديرة بمواجهة أعداءها وتحذيرها من خطر المشروع الأمريكي والاسرائيلي في المنطقة ومنذ ذلك الحين تكالبت عليه قوى الخارج والداخل حتى سقط شهيداً لكن مشروعه الحق عاش الى زماننا هذا الذي تكشفت فيه الحقائق وتحقق كل ما حذر وتنبأ به الشهيد وفي كل ذكرى لاستشهاده تمر حتى يزداد ذلك المشرع قوة ويصل الى مدى ابعد ويحمل تأثير أكبر في تاريخ الاسلام والمسلمين.
«الثورة» تسلط الضوء على بعض ما قيل عن مشروع الشهيد القائد على لسان علماء وناشطين ومثقفين:
الثورة / احمد حسن
في البداية تحدث العلامة محمد عبدالفتاح الشيخ- عضو رابطة علماء اليمن عن عظمة المشروع الذي قدمه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي حيث قال:
“كل عمل يقوم به الإنسان ويقدمه في هذه الحياة له أثره الطيب أو عاقبته السيئة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} ولأن الإنسان خلق عجولا ويحب العاجل ويخاف منه أكثر من الأجل فقد جعل الله له نموذجا أعماله الطيبة والسيئة هنا في الدنيا قبل الآخرة حرصا منه سبحانه وتعالى على هدايتنا وتخويفا لنا من اقتراف المعاصي والآثام، ومن هنا فمناسب جدا أن نفهم هذه القضية ونتفهم أن كل ما يلحق بالإنسان من ظلم وقهر واستذلال وضنك المعيشة إنما هو عقوبة من الله لتفريطه بتوجيهات الله وعدم اهتمامه بها والشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بدا مشروعه القرآني بالتركيز على هذه النقطة وركز في محاضراته الأولية على مفهوم مهم وهو أن الله لا يريد هذا، يريد أن يعيش أولياؤه حياة العزة والكرامة والغلبة والسعادة، لكن التقصير والإعراض عن هدى الله وتعاليمه وإرشاداته هو الذي يوصل الإنسان إلى أن يعيش حياة البؤس والشقاء {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} .
وواصل العلامة الشيخ حديثه قائلاً:
“وقد كرس الشهيد القائد جزءاً كبيراً من ملازمه للجانب المتعلق بالهداية فقد يستطيع الناس تجنيب أنفسهم حياة البؤس والشقاء والاستصغار والذلة والمسكنة فقط يستنيرون بنور الله، يتبعون هدى الله، يحذرون من أن يقعوا في عمل أو يقدموا عملاً يكون محط سخط الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} أرزاق مبسوطة، ورغد عيش وسعادة وعزة وكرامة وغلبة إذا ما استقاموا أما وقد كذبوا وعتوا وابتعدوا عن النهج الصحيح المرسوم في كتاب الله فإن العاقبة بلا شك ستأتي من جهة الله {وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} أي أخذ كان سيأتي من عند الله سواءً كان نقصاً في البركات أو خزياً في الدنيا، أو ذلة ومسكنة كما هو حاصل اليوم عند الكثير من الشعوب الإسلامية”.
المشروع القرآني
بدوره عبّر الناشط الثقافي إسماعيل السراجي عن المشروع القرآني للشهيد القائد وأهم الإنجازات التي غيّرت واقع الأمة بهذه الكلمات:
“برز الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بمشروعه القرآني التوعوي والعملي الرامي لبناء أمة جديرة بمواجهة أعدائها والاعتماد على نفسها في شتّى المجالات، في مرحلة كانت الأمة في حالة من التيه الكبير، وبعيدة كل البُعد عن الثقافة القرآنية، ومقيّدة بأنظمة تخدم المشروع الأمريكي المهيمن على معظم دول العالم وعلى وجه الخصوص الدول العربية وأبرزها اليمن التي كانت سياسة نظامها، إبّان حكم علي عبدالله صالح تنسجم بشكل كبير مع التوجهات الأمريكية، وتحت وصايتها وتخدم مشروعها، حتى وصل الحال إلى أن تتلقى الأوامر والتوجيهات من الإدارة الأمريكية بما يخدم مصالح ومشروع الأخيرة ويضرّ بهوية وثقافة الشعب اليمني وباقتصاد بلده وإضعافه عسكريا والتحكم بجيشه حيث كان الشهيد القائد يرى أن الأمة في ذلك الحين قد وصلت إلى مرحلة من الانحطاط الكبير، بأن أصبحت بشكل كامل تحت سيطرة أعدائها، بعكس المُراد لها، باستثناء حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، ما دفعه إلى التحرك لانتشالها من وضعيتها تلك، بدءاً من منطقة مرّان بصعدة مقر إقامته، في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، وعمل – كما تحدث السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في فعالية تأبين الشهيد القائد سنة 1434هـ، بالدرجة الأولى – على دعوة الأمة إلى القرآن الكريم، وتعزيز الثقة بالله من خلال القرآن الكريم، أما الصعوبات والتحديات التي واجهت الشهيد القائد بداية اطلاق المشروع القرآني، فلقد واجه الشهيد القائد صعوبات عدّة وتحديات كبيرة قبل وبعد اطلاق المشروع القرآني، على المستوى الثقافي والعسكري، فكان بداية تحركه مليئاً بالمعوقات والتهديدات، إذ كان أي تحرك عملي أو حتى توعوي في مواجهة الهجمة الأمريكية على الأمة ومقارعة استكبارها، يجعل من هذا التحرك هدفاً “مشروعاً” في نظر السلطة العميلة للنيل منه واستئصاله، كون السلطة في ذلك الحين تُعد أداة قمع في يد الإدارة الأمريكية وهذا ما أثبتته الأحداث منذ العام 2004م وما قبله وحتى العام 2009م، خلالها شنّت السلطة بمرحلة حكم علي عبدالله صالح 6 حروب ظالمة على محافظة صعدة بغرض إنهاء هذا المشروع، وبضوء أخضر أمريكي، عندما استشعر الأخير خطورة هذا المشروع عليه، ولم يكن المشروع بالأساس يستهدف النظام بالداخل بل يهدف لإنهاء الهيمنة الأمريكية على الأمة”.
شخصية الشهيد القائد
الكاتب المجاهد أبو عمار العصيمي-عضو ملتقى كتاب العرب الأحرار تحدث عن جانب من شخصية الشهيد القائـد السيـد حسين بـدر الدين الحـوثي:
” كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” محل أعجاب كل من عرفوه وتعايشوا معه فبعضهم أعجب به في الكرم وسخائه, والآخرون كان مصدر إعجابهم في شجاعتــه التي كانت مضرب المثل في المناطق التي عرف فيها , والبعض الآخر سحرهم تواضعـه وكرم أخلاقه, وفريق آخر اندهش لعلمه ومعرفته فوجد نفسه أمــام بحر من العلم لا يدرك قعـره، أمـا بعضهم فمدح فيه حكمته وبعد نظره, وآخرون أحبوه لحبــه للناس واهتمامه بهم, والكثير الكثير دخل قلوبهم لمواقف الإحسان التي تميز واشتهر بها، وكانت تربيته ومجالسته بجانب والده: رحمته الله عليه السيد المجاهد فقيه القرآن/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين ابن محمد الحوثي – رحمه الله – فأبوه هو الذي عرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله واستشعاره للمسؤولية، وشجاعته في قول الحق، وكان لا يخشى في الله لومة لائم وعرف بين الخــاصة والعــامة بالـورع والتقوى وممارسة الأعمـــال الصالحـة وكان كثير الاهتمام بإرشـاد الناس وإصلاحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنيــاهم وحل جميع مشاكلـــهم, وكان يولي الفقراء والمحتــاجين اهتماماً خاصاً فكان بيت الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله علية” عـامراً بطلاب العلم والمنفعة ولقد استطاع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أن يبني أمة مجاهدة منطلقة تعمل بالثقافة القرآنية وبمناهج آل بيت رسول الله رغم الظروف التي كانت محيطة به حيث كان فردا لم يكن مكوناً كبيرا سياسياً أو مجتمعياً وكانت لديه العزيمة والإيمان بالله وأن من ينصر الله ينصره في مواجهة الظالمين، وعندما تحرك الشهيد القائد السيد /حسين بدر الدين الحوثي بمنهج الثقافة القرآنية والعزيمة الإيمانية الصادقة استطاع أن يكون صوتاً للأمة بكاملها من خلال المصداقية في مواقفه الخطابية والتوضيح لهذا الإمة عن الخطر والمشروع الأمريكي الصهيوني”.
حزن الاستشهاد
بدورها استعرضت الكاتبة والناشطة الثقافية سعاد الشامي مدى الحزن الذي أصاب الأمة بعد استشهاد القائد حسين بدر الدين الحوثي قائلةً:
“في ذكرى استشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لا بأس إن حملت اليوم حزن يعقوب، وأمل يوسف، فلم أجد متنفسا لهمي، أو سلوة من ألمي، واستنجدت بالدمع من لوعة حزني، فضمر جسمي وشحب وجهي، وصرخت بصوت وجيع “وآسفاه على حسين العصر ولا بأس إن حملت حزن الحسين بن البدر الذي عقد كل صفقاته مع القرآن ، فلم يغض طرفه عن حال هذه الأمة التي لفحت نيران الضلال وشرر الغواية أفئدة أبنائها ، فحادوا عن دروب الهداية وسلكوا مسارات الاستعباد والمهانة ، فتلظى قلبه من شدة الألم والحسرة واستعرت بداخله حمم القهر على هذه الأمة الموبوءة بفيروس الذل الذي أفقدها عافيتها وصحتها فصارت أمة هزيلة ضريرة البصيرة ، شحيحة العطاء ، باهتة الألق ، تحتضر تحت رحمة أعدائها !.
هذا الحسين الذي حدق بمنظار القرآن الكريم إلى واقع هذه الأمة، وناداها بملء الحزن الجاثي على قلبه الطاهر: أن عودي إلى القرآن يا أمة القرآن فهو لك الدواء والحصن الحصين من كل داء، وسعى إلى انتزاع فتيل الضلال من حقول ألغام الثقافات المغلوطة التي تنسف العقول وتجعلها كالصحراء الخاوية المفتقدة لكل مظاهر الوعي والبصيرة، ولم يصل حزنه إلى هذا المرحلة وحسب، بل صرخ الحسين في وجه المستكبرين بلهيب الأنفاس الموجوعة من كيد الأعداء ومكر الخبثاء ، والألسن في ذلك الوقت معقودة بألف سوط خشية وخوفاً، ومتقهقرة إلى تجاويف الحلوق تنوء بثقل الجبن والهزيمة والعار وتحترف مهنة الصمت المريب.
وماذا بعد؟ هل صانت الأمة هذه النعمة المهداة إليها وأدركت حاجتها الماسة لمثل هؤلاء العظماء من أعلام الهدى؟ كلا وألف كلا.. فقد تأبط شرا به الأشرار بقلوبهم العمياء ونفسياتهم الخبيثة وأساليبهم الوحشية، وقدموا دمه الطاهر قرابين ولاء لأمريكا وقتلوه وهو الجريح المزمل بالدماء؟ فأي القلوب ستقوى على نسيان تلك الفاجعة ولهيب المظلومية الجائرة يجعلها في حالة من الغليان والألم الباذخ؟
فقسماً لو كان للحجر فم وشهد على مأساة الحسين لقال عنها حروفاً يرتد صداها في رحاب كل الأرواح، ولو كانت عيون الماء حاضرة في جرف سلمان ما نزفت على الحسين إلا دما”.