المبادرات الشبابية.. أفكار طموحة تنتظر التطبيق


تسهم المبادرات الشبابية بدور فاعل في تنمية المجتمع والتوعية بالعديد من القضايا التي تهم المواطنين كونها تنطلق من واقع معيش وتتضمن أفكارا طموحة غير أن كثيراٍ من هذه المبادرات لا تجد طريقها إلى النور لعدد من الأسباب أهمها غياب الجهات الحاضنة لها والتي يعول عليها نقل هذه المبادرات من أفكار إلى مشاريع عملية على صعيد الواقع . الاستطلاع التالي يسلط الضوء على بعض هذه المبادرات وأهدافها والمعوقات التي تواجهها.
يؤكد عبدالرحمن الطيار -رئيس الاتحاد العربي لأندية اليونسكو- أن إقامة الملتقيات الشبابية يهدف إلى المساهمة في تعزيز قدرات المبادرات والمنظمات الشبابية لتتمكن من تطوير آليات عملها وتبادل الخبرات فيما بينها وإكساب المشاركين في هذه الملتقيات بالمعارف والمهارات المتعلقة بمجال عملها.
ويضيف الطيار أن الاتحاد العربي لأندية اليونسكو بادر خلال فترة زمنية وجيزة إلى إقامة ملتقيين للمبادرات والمنظمات الشبابية في بلادنا الأول أقيم في أغسطس من العام المنصرم فيما أقيم الملتقى الثاني في يناير من العام الجاري مشيرا إلى أهمية هذه الملتقيات في استعراض التجارب الناجحة للمبادرات والمنظمات الشبابية للاستفادة منها وتوسيع قاعدة التواصل والشراكة والتشبيك فيما بينها والتنسيق في تنفيذ أنشطة مشتركة من خلال إنشاء إطار مرجعي ينظم عملها وينسق جهودها في هذا المجال.
حقوق
مبادرة “ليلاس” إحدى المبادرات الشبابية التي نشأت ضمن برنامج (رفع أصوات الشباب) الذي تنفذه منظمة “سيفرورلد” العالمية بالتنسيق مع رنين اليمن بدعم من السفارة الألمانية بصنعاء وتشير الأخت علا العزب رئيسة المبادرة إلى أنها تهدف إلى إعادة التأهيل النفسي للطفل المتأثر سلبا نتيجة الصراعات المسلحة التي شهدتها محافظة تعز خلال السنوات الماضية والتوعية بحقوق هؤلاء الأطفال وقضاياهم التي كفلتها التشريعات الوطنية والدولية وحماية الأطفال من شتى أنواع الاستغلال والزج بهم في الحروب والصراعات السياسية التي يكونون أول ضحاياها.
بينما تهدف مبادرة (أكاديميون بلا قات) بحسب الدكتورة نجاة العديني الأستاذة بجامعة صنعاء ورئيسة المبادرة إلى توعية طلاب الجامعة بالآثار السلبية للقات على تنمية نهضة اليمن وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن القات. بالإضافة إلى إرشاد الطلاب إلى البدائل المتاحة والمتوفرة بشكل كبير والتي يمكن أن يشغل الطالب وقته لتنمية مهاراته وبناء وطنه في العمل الطوعي.
كما تهدف المبادرة إلى إخراج قدرات الطلاب كفئة قادرة على البناء بفعالية وليس أسيرة للقات الذي يعد السبب الأول للرشوة وضعف الأداء الوظيفي.
مبادرات طلابية
أنشأت في كلية الطب بجامعة صنعاء (مجموعة الأيادي البيضاء) وهي مبادرة ومجموعه شبابية مكونة من أعضاء مؤسسين من قسم التمريض العالي بالكلية.
وتقول منسقة المبادرة صابرين العوامي إنها تهدف إلى التوعية بأهمية مهنة التمريض في المجتمع وتغيير النظرة السلبية عن هذه المهنة من خلال ربط ودمج مهنة التمريض بين طلبة الكلية مع أبناء المجتمع بشكل عام.
وتشير كريمة غلاب إلى مبادرة “مشروع ثورة ضمير” كمبادرة شبابية أسسها مجموعه من طلبة كليات (الطب البشري – التمريض العالي – والمختبرات) بجامعة صنعاء بهدف ربط هؤلاء الطلبة بمجتمعهم وحثهم على الإسهام في خدمة المجتمع وتقديم خدماتهم بكل إخلاص وضمير باعتبار مهنة الطب هي في الأساس مهنة إنسانية لكن بعض الأطباء حولوها إلى مهنة للربح والتجارة دونما إعطاء أي اعتبار للجوانب الإنسانية للمرضى ومن هنا جاءت فكرة المبادرة التي تهدف إلى تعزيز الجوانب الأخلاقية والإنسانية للمهنة وإعادة الاعتبار لها حيث لطالما وصف أصحابها بأنهم “ملائكة الرحمة”.
من جهته يتحدث فائز العباسي حول ملتقى المبادرات الشبابية ودورة كمبادرة خيرية تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في أوساط المجتمع وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.
ويشير العباسي إلى أهمية الارتقاء بأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في المديرية المستهدفة “ثلا” وكسر العزلة التي يعانون منها والتوعية بأهمية دمج هذه الشريحة في المجتمع من خلال إقامة أنشطة تسهم في تأهيل ذوي الإعاقة وإكسابهم الخبرات التي تعزز فرص اندماجهم في المجتمع وتمكنهم من الاعتماد على أنفسهم ولكي لا يكونوا عالة على أسرهم وعلى المجتمع.
دور الشباب
تتحدث جادل مطلق الولص مسؤولة في مؤسسة “مثلث الخير للتنمية” حول ضرورة تفعيل دور الشباب في المناطق النائية مثل محافظات مأرب وشبوة والجوف ليقوموا بدور مؤثر في تنمية مجتمعاتهم.
وتشير إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه مثل هذه المبادرات للارتقاء بدور الشباب في تنمية مجتمعاتهم من خلال إقامة برامج تدريبية تمكنهم من تحديد أولوياتهم واحتياجاتهم وفقاٍ لتطلعاتهم ومتطلبات التنمية.
ويتطرق في نفس السياق إسماعيل محمد الحمزي أمين عام ملتقى شباب اليمن الرياضي إلى الدور الرياضي في استغلال أوقات الشباب وتسخيرها في أنشطة تعود بالفائدة عليهم وتنمية مواهبهم في مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية منوها بهذا الصدد إلى أن الملتقى أقام العديد من الفعاليات والأنشطة الرياضية والثقافية في عدد من مديريات أمانة العاصمة.
ويقول عمر عبدالعزيز المعبري منسق مبادرة (مساواة) إن مبادرته تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص بين مختلف فئات المجتمع مشيرا إلى أن رسالة المبادرة تهدف إلى المساهمة في بناء جيل يتمتع بفرص متساوية في الحقوق والواجبات.
العلم للجميع
قام مجموعة من الأساتذة والأكاديميين من جامعة صنعاء والجامعات الحكومية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والناشطين المهتمين بالشأن العام بتأسيس مبادرة “العلم للجميع” بهدف توفير التعليم الحكومي المتميز والمجاني لجميع أبناء الوطن في إطار المواطنة المتميزة وانطلاقا من الحق الدستوري المتمثل في حق كل مواطن يمني في الحصول على تعليم عام مجاني ذي جودة وفق المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان .
وتشير هويدا اليوسفي إلى أن رسالة المبادرة تدعو إلى إنشاء جامعة حكومية جديدة في أمانة العاصمة صنعاء لخريجي الثانوية العامة وفق مبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص.
وتؤكد أن المرحلة الراهنة تتطلب جهوداٍ حثيثة تساهم في فتح آفاق جديدة للتعليم الجامعي وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من أبناء هذا الوطن للتعلم والالتحاق بالجامعات الحكومية من منطلق (العلم للجميع) عبر توسيع رقعة التعليم العالي والحد من عزوف الشباب عن التعليم الجامعي عبر إيجاد مجالات تعليمية تخدم أهداف التنمية وترتبط بمتطلبات سوق العمل مما سيسهم في الحد من حجم البطالة المتفشية بين الشباب إلى جانب خلق نوع من التنافس العلمي بين جامعة صنعاء والجامعة الحكومية الجديدة التي سيتم إنشاؤها باعتبارهما جامعتين حكوميتين أسوة ببعض التجارب العربية ومنها التجربة المصرية حيث يوجد في القاهرة وحدها ثلاث جامعات حكومية.

قد يعجبك ايضا