“الملل” يفتك بجهازنا الإداري!!

تمر أجهزتنا الإدارية العامة والخاصة بمرحلة تدهور صعبة واختلالات عميقة جعلتها عاجزة عن تقديم أي جديد يسمح لها بالتقدم والتطور وزيادة فاعليتها وإنتاجيتها.
ويعود ذلك بحسب خبراء استطلعت “تنمية بشرية” آراءهم إلى العديد من الأسباب منها يرتبط بالبيئة المحيطة بالأعمال والظروف والأوضاع السياسية والوضع الاقتصادي المتدهور والذي أثر على الحياة المعيشية بالإضافة إلى ذلك يذكر الخبراء مشكلة كبيرة تتمثل بالملل الذي ينسل بهدوء تام ليضرب مختلف الأعمال بالشلل الذي حد من الإنتاجية وتطوير الأداء.
يعتبر الملل آفة خطيرة يعاني منها الكثير من الناس والعمال والموظفين ممن أصبحوا يضيقون ذرعا بوظائفهم وأعمالهم وحياتهم نتيجة لهذا الداء الخطير.
ويرى خبراء أن الأسباب المؤدية إلى إصابة أي فرد بالملل كثيرة ومتنوعة, وتختلف من فرد إلى آخر باختلاف ميوله, وبيئته, وظروفه الشخصية والاجتماعية, ودرجة ثقافته, واتجاهاته ونظرته للحياة بصفة عامة.
وبحسب محمد الرعيني مدير مركز “النهضة” للتنمية والتدريب فإن تسرب الملل للعامل أو الموظف أو لأي شخص وحتى في أي كيان إداري بشكل عام نتيجة لانعدام الرغبة وهي المشكلة الرئيسية في هدر ساعات العمل أو بقاء العامل أو الموظف في مكتبة عالة على عمله لعجزه عن تطوير أدائه وتقديم أفكار تساهم في دفع عجلة الأداء وأيضا جعله عاملا مؤثرا في منظومة الأداء التي يعمل بها.
مؤثرات
يتطرق الرعيني إلى العديد من المؤثرات العملية أو الشخصية تتمثل في غياب العمل المؤسسي وترهل الإدارة وغياب التحفيز الوظيفي والتشجيع وكذا التساهل في الأعمال وللظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالموظفين.
ويشير إلى طبيعة الموظف اليمني نتيجة للبيئة الاجتماعية التي يستمد منها بعض الأعراض المرتبطة بالقلق والتوتر والهموم المعيشية والضجيج والصخب الذي يملأ
حياة المواطن اليمني.
ويلفت إلى أن تلك العوامل وغيرها تفقد العامل اليمني همته في العمل وعدم الرغبة الذي يمكن أن يتلافى ذلك من خلال اتباعه العديد من التعليمات والتزامه بضوابط ونظم تجعله يعود بشكل سريع إلى عمله ويجتهد فيه ويتحول إلى عامل منتج.
مقترحات
يضع مختصون العديد من المقترحات والوسائل المفيدة لمواجهة الملل والسيطرة علية وعلاجه تأتي في مقدمة الوسائل التي يقدمها الخبراء الرغبة في العمل والتحفيز الذاتي والمؤسسي وكذا إدارة وقتك بكفاءة حيث إن التخطيط لإدارة الوقت أمر مهم وضروري لكسر أسباب الملل والتغلب عليها, فالفرد المنظم في وقته تجده محافظا على كل لحظة من لحظات حياته.
ويشير عبدالقادر المنتصر -أستاذ إدارة الأعمال وخبير استشاري في التنمية البشرية بالمؤسسة الوطنية للتعليم التنموي والإداري- إلى نقطة هامة تتمثل في سرعة إيقاع الحياة التي تسير بوتيرة عالية وتأثير ذلك على القدرات الذاتية للعامل والموظف الذي تجده منهكا وفاقدا للتركيز الأمر الذي يجعل الملل يسيطر عليه وعلى أدائه بالإضافة إلى تدهور قطاع الأعمال وعدم رغبته في توسيع أنشطته أو افتقاده لأساليب الابتكار في عملية التطوير وإهمال مختلف قطاعات الأعمال لجانب هام ورئيسي مثل التدريب والتأهيل المتواصل للعمال والموظفين لديها.
أنظمة حديثة
يرى المنتصر أهمية تطبيق أنظمة حديثة وفاعلة لتطوير الأجهزة الإدارية واقتراب القيادات المسئولة أكثر من موظفيها ومنظومة الأداء التي تديرها وإيجاد رؤى مشتركة تساهم في إزاحة غمة الملل والتقاعس ووقف ساعات الهدر الكارثية والمعطلة للعملية الإنتاجية.
ويلفت إلى تنظيم الأعمال لأن في كثير من الأحيان كثرة المهام والأعمال تصيب الإنسان بالخوف من عدم القدرة على إنجازها, فيضجر ويمل, ويترك هذه الأعمال, وتكون العاقبة إما تأخره في عمله أيا كان, أو في دراسته.
ويرى خبراء التنمية البشرية أن تنظيم الأعمال وتجزئتها وتصنيفها من حيث المهم فالأهم ويعد ذلك طريقة يمكن أن تساهم في إبعاد الملل والحد من عملية الإهمال في الأعمال.
تشمل وسائل السيطرة على الملل بحسب المنتصر التجديد ومحاولة الابتكار والترفية والتجديد والنظر إلى الحياة بتفاؤل والبحث عن أسباب الكسل الذي يعد من العوامل الرئيسية المسببة للملل, فالنفس البشرية لها طاقات كثيرة كما يقول يهدرها الإنسان باللجوء للكسل والفتور والملل ومن ثم يضيع على نفسه فرصا كثيرة للتقدم والرقي على المستوى العملي أو الشخصي أو العلمي.

قد يعجبك ايضا