أزواج في مواجهة قسوة الزمن وجفاء الأقربين


“رضية ” التي ترقد حاليا بمستشفى الثورة العام بقسم الباطنية لم يزرها زوجها منذ شهرين اي منذ ان ادخلت الى المستشفى حيث اكدت ابنتها ان أمها دخلت في غيبوبة ادخلت اثرها الى المشفى وظلت شهرا في قسم العناية المركزة دون ان يلقي زوجها اي نظرة عليها او ادنى اهتمام
رضية ليست الوحيدة التي تنتظر زيارة زوجها لها بل هناك العشرات من النسوة في اقسام الطوارئ والباطنية والعناية المركزة واللاتي ينتظرن قدرهن المحتوم “الموت” في ظل تنكر من ازواجهن والذين زادواهم الاما الى جانب الم وقسوة الزمن

“رضية ” التي ترقد حاليا بمستشفى الثورة العام بقسم الباطنية لم يزرها زوجها منذ شهرين اي منذ ان ادخلت الى المستشفى حيث اكدت ابنتها ان أمها دخلت في غيبوبة ادخلت اثرها الى المشفى وظلت شهرا في قسم العناية المركزة دون ان يلقي زوجها اي نظرة عليها او ادنى اهتمام
رضية ليست الوحيدة التي تنتظر زيارة زوجها لها بل هناك العشرات من النسوة في اقسام الطوارئ والباطنية والعناية المركزة واللاتي ينتظرن قدرهن المحتوم “الموت” في ظل تنكر من ازواجهن والذين زادواهم الاما الى جانب الم وقسوة الزمن .
ثريا تقول إن أمها أصيبت بجلطة دماغية والى الان ترقد في طوارى الثورة إلا إن والدها لم يأت اليهما ليرى اي منهما ولم يساعدهما حتى بمبلغ بسيط من المال للعلاج وقالت ثريا : يتقطع قلبي الما وحزنا على والدتي التي حالتها لاتسر عدو ولا صديق والجميع جاء لزيارتها من المعارف والأصدقاء الا زوجها لم يأت إطلاقا بل قال ” لقد اكملت دورها في الحياة فماذا بقي لها ” ولا داعي لزيارتها ” وتضيف ثريا وعينيها تمتلئ حسرة وندامة على والدتها : كنت أتمنى ان يأتي والدي لزيارتنا ونحن في هذا الموقف العصيب فما الذي سيخسره ان أتي إلى المستشفى الذي يقع على بضع خطوات من منزلنا ولماذا يجعلنا نسال الناس ونستلف المال بينما هو قادر على تقديمه لنا لأنه ميسور الحال
صفية هي الأخرى تنتظر شفقة من زوجها أو زيارة حيث احضرها مع اختها إلى المستشفى ولم يعد من شهر ونصف وعند الاتصال به يخبرهم انه مشغول وانه لا يحب الدخول إلى المستشفى تحدق صفية بالداخل والخارج من الزوار عسى ان ترى أثرا لزوجها التي جمعتهما عشرين سنة تحت عش الزوجية كل يوم تنتظر الصباح عسى ان يشرق عليها بحضوره ولكن دون جدوى فهاهي الساعات تمر والأيام تمضي وكما تقول اخت صفية دون حضور ذلك السيد والذي لم يتكفل بشيئ من مصاريف المشفى بل ترك اعباء مسؤلياته على والدها الذي لا حول له ولا قوة .

لحظات منسية
الشابة سناء ابراهيم تسرد حكايتها المريرة مع زوجها الذي تخلى عنها بسبب مرضها حيث قالت : زوجني والدي من رجل يكبرني بعشرين عاما وكان يمشي بساق واحدة بسبب إصابته بحادث سير عشت معه واحببته ثم أصابني المرض بسبب ورم في الثدي اكتشفت بعدها انه سرطان صدمت كثيرا بسبب هذا المرض الخبيث ولكن الصدمة الكبرى عندما ارجعني الى بيت اهلي ثم أرسل لي بورقة طلاقي بحجة انه يريد امرأة صحيحة تعتني به اصبت بالجنون حينها وخاصة اني صبرت عليه وعلى آلامه طوال 6 سنوات من الزواج

البحث عن زوجة أخرى
تشير الدراسات النفسية الى ان حوالي 90% من الرجال يتخلون عن شريكاتهم في حالة المرض بينما 5% من النساء ممن تخلون عن أزواجهم في حال الكبر او المرض وتكون أسباب النساء انتقاما من معاملة الزوج السيئة والتي تردها له عند كبره وحاجته .
وقد أكدت الدراسات ان الرجل لا يتردد في التخلي عن زوجته اذا تبين انها تعاني من مرض ميؤوس من شفائها وان احتمال تركه لها يصل إلى 6 مرات مقارنة بالحالات العادية وذلك على العكس من المرأة التي تقف إلى جانب زوجها في وقت المرض والمحن حيث كشفت الدراسات ان الرجل اقل التزاما عندما يتعلق الأمر بتوفير الرعاية للزوجة المريضة في حين تقوم الزوجة بالاعتناء الكامل لزوجها المريض وتعتبر ذلك من صلب واجباتها وأيضا يميل الرجال إلى عدم تحمل المسئولية عندما يتعلق الأمر بمرض خطير قد يؤدي إلى العجز التام أو الوفاة ويرون ان الأنسب هو البحث عن زوجة جديدة .

مسئولية كبيرة
يرى سعيد الحمادي –تربوي ان الزوج الذي يتخلى عن زوجته في مثل هذه الظروف إنما غصبا عن إرادته فهو يريد زوجة صحيحة تعينه وتعتني به وبمنزله وأطفاله فيضطر ان يتزوج من أخرى في حال مرضت الزوجة الأولى وأصبحت غير قادرة على القيام بواجباتها الزوجية والمنزلية والزوج ليس ملاكا ليظل بقرب زوجته ويخدمها في حال مرضها فلديه مسئولياته وأعماله التي تعيق القيام بذلك كما انه ليس مجبولا على الصبر والاعتناء بعكس المرأة التي تقوم بكل تضحية تجاه الزوج ولكن يبقى على الزوج ان لا يتخلى عن زوجته المريضة بل عليه القيام بكل واجباته ومسئولياته تجاهها وان يعالجها وينفق عليها .

تقاليد عقيمة
فيما ترى الطبيبة سعاد البذجي ان هناك نماذج كثيرة لأزواج لم يتخلو عن زوجاتهم بل رافقوهم للعلاج في الخارج وانه يوجد الكثير من حالات الوفاء والحب لأزواج باتوا على فراش الموت ولكنهم لم يتخلوا عن بعضهم فيما تبقى العادات والتقاليد اليمنية التي تتحتم على المراة ان تظل بقرب زوجها المريض ورعايته بينما يعتب هذا المجتمع على الزوج ان ظل مع زوجته المريضة وينصحونه بالزواج من اخرى ويرون انه من العيب ان يظل بقرب زوجته المريضة ويجن جنون أهله ان رفض الزواج او اخبرهم انه سيظل وفيا لزوجته وشريكة حياته .

رباط مؤبد
ترى المستشارة الأسرية إيمان احمد منصور والتي حصلت على دبلوم الإرشاد الأسري ان الزواج هو ارتباط قائم على الحب والمودة كما قال تعالى ” وجعلنا بينهم مودة ورحمة ” وليس الغرض من الزواج المنفعة والخدمة وانتهاء المهام كما يقول بعض الأزواج فمرض احد الزوجين يوجب على الآخر الاعتناء به وحبه والسؤال عنه ولا يتوجب على الزوج مثلا ان يظل بقرب زوجته المريضة وترك كل واجباته ولكن يجب عليه الاعتناء والحب والرحمة فيسأل عنها وعن صحتها في حال دخوله وخروجه من المنزل ويشتري لها ما استطاع من احتياجاتها من طعام ودواء ويمسك يدها ويسألها ان كانت تريد ان تذهب إلى أي مكان بصحبته وان كانت تشتهي شيئا من المأكولات فهذا كل ما تحتاج إليه الزوجة المريضة أو الكبيرة في السن فهي تريد الحب والحنان والاهتمام ورؤية الزوج لها والسؤال عنها وإما عن خدمتها فسيجد هناك من يخدمها من أقاربها أو حتى أقاربه فقط يكفي به أن يراعي مشاعرها وان يكون سببا لحبها للحياة وشفائها فهي شريكة حياته التي تقاسمت معه ظروف الحياة بحلوها ومرها .

قد يعجبك ايضا