أوكرانيا تواجه الغضب الروسي والغرب يتخلى عن وعوده

دول أوروبا وأمريكا يكتفون بالشجب والتنديد واستقبال اللاجئين

 

 

الرئيس الأوكراني يدعو بوتين إلى المفاوضات والكرملين يقبل بشروط
الجيش الروسي يواصل تقدمه في عدد من المدن والمناطق الأوكرانية
لافروف يؤكد أن الغرب تستّر على النظام الأوكراني والاتحاد الأوروبي يعلن عقوبات جديدة

الثورة / محمد دماج/وكالات
تواصلت العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية مستهدفة البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث سيطرت القوات العسكرية الروسية على عدد من المناطق والمدن الأوكرانية بالإضافة إلى بعض المطارات الأوكرانية حيث أصبحت القوات الروسية تبعد عن كييف بحوالي عشرات الكيلو مترات بينما توجه عدد من افراد الشعب الأوكراني إلى الجبهات تلبية لدعوة من الرئيس الأوكراني.
في غضون ذلك تواصل القوى الغربية فرض عقوبات على روسيا مكتفية بالشجب والتنديد واستقبال اللاجئين، مؤكدة عدم الدخول في حرب مع روسيا.
من جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني امتعاضه من موقف الدول الغربية الخادع المتمثل بعدم تقديم الدعم العسكري لبلاده .. داعيا الرئيس الروسي إلى المفاوضات.
حيث دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لإجراء مفاوضات حول الوضع في منطقة دونباس، فيما تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية في مختلف مناطق أوكرانيا .
وقال زيلينسكي – في كلمة نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء – “أريد أن أناشد الرئيس الروسي، مرة أخرى، القتال مستمر في جميع أنحاء أوكرانيا. دعونا نجلس حول طاولة المفاوضات لوقف موت الناس” حسب تعبيره .
كما أكد الرئيس بوتين في محادثة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، يوم أمس – استعداد روسيا للتفاوض مع أوكرانيا على مستوى عالٍ.
وكان أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية لا تنفذ أي هجمات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا .. مشيرة إلى أن البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية، تستهدف بأسلحة متناهية الدقة.
وأشارت الوزارة الروسية إلى أن قواتها قامت بتعطيل البنية التحتية العسكرية للقواعد الجوية الأوكرانية، إضافة إلى إسكات الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وأضافت، أن جنود حرس الحدود الأوكراني لا يبدون أي مقاومة للوحدات الروسية، وعدم وجود شيء يهدد السكان المدنيين.
من جانبه صرح الكرملين بأن المفاوضات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ممكنة بشرط أن تكون أوكرانيا مستعدة للتحدث عن مخاوف روسيا الأمنية.
وأوضح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن الكرملين لا يرى أي عوائق أمام تنظيم مفاوضات بين الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لكن فقط إذا كانت أوكرانيا مستعدة للتحدث عن مخاوف موسكو الأمنية.
وأكد بيسكوف للصحفيين – ردا على سؤال في هذا السياق عما إذا كانت روسيا مستعدة لإجراء اتصالات – “إذا كانت القيادة الأوكرانية مستعدة للحديث عن هذا الأمر”.
ولفت المتحدث باسم الكرملين إلى أن بوتين قد صاغ بالفعل رؤيته لما تنتظره روسيا من أوكرانيا حتى يتم “حل مشاكل مفهموم الخطوط الحمراء”.
وقال بيسكوف في هذا السياق: “لقد صغنا هذا الأمر بوضوح يتمثل في وضع محايد، ويعني التخلي عن أنظمة تسلح.. السؤال هنا هو ما إذا كانت القيادة الأوكرانية مستعدة لذلك”.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، تستر الغرب على النظام الأوكراني وغضه الطرف عن جرائم الحرب ضد السكان المدنيين .. مؤكداً أن ممارسات كييف والدول الغربية أوصلت أوكرانيا إلى هذه المأساة.
وقال لافروف خلال مباحثاته مع وزير خارجية جمهورية لوغانسك الشعبية فلاديسلاف دينيغو، والنائب الأول لوزير خارجية دونيتسك “طوال هذه السنوات، تستر زملاؤنا الغربيون باستمرار على النظام الأوكراني، وغضوا الطرف عن جرائم الحرب ضد السكان المدنيين”.
وأضاف أنهم “غضوا الطرف عن قتل النساء والأطفال وكبار السن، وتدمير البنية التحتية المدنية، وشجعوا بصمت التطور السريع للنازية الجديدة ورهاب الروس، وهو ما أغرق البلاد في نهاية المطاف في مأساة”.
وأوضح لافروف أن روسيا قررت إجراء عملية عسكرية خاصة حتى يتمكن الأوكرانيون “المحررين من نير النازية” من تقرير مستقبلهم بحرية .. مشيراً إلى أنه لا يمكن لروسيا أن تظل غير مبالية بطلبات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بتقديم مساعدة لها ضد المعتدي.
ولفت لافروف الانتباه إلى أن “الناتو والاتحاد الأوروبي غطيا نظام كييف في الأسابيع الأخيرة، عندما “شرع أخيراً” للاستيلاء على جمهورية دونيتسك ولوغانسك بالقوة.
وأشار إلى أن كييف أعلنت بأنه لا بديل عن الانضمام إلى حلف الناتو وبدأت تهدد بامتلاك أسلحة نووية.
من جهة أخرى، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا الموجهة ضد قطاع الطاقة ستجعل “من غير الممكن” تحديث مصافي النفط في روسيا.
وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية في تصريح، عقب القمة الأوروبية، أن “العقوبات الأوروبية الجديدة موجهة ضد قطاع الطاقة في روسيا، وهو مجال اقتصادي رئيسي، ذو أهمية خاصة للدولة الروسية”.
وأضافت أن “هذ الحظر على الصادرات، سيضرب قطاع النفط”، مشيرة إلى أنه “سيجعل من غير الممكن على روسيا تحديث مصافي التكرير، التي وفرت عائدات لروسيا تقدر بـ 24 مليار يورو في عام 2019م”.
ووفقا للمفوضية الأوروبية فإن هذه العقوبات “تحرم (روسيا) الأدوات الضرورية لتكرير النفط”.
وقالت إن “هذه المعدات يتم إنتاجها في أوروبا، وهي فريدة من نوعها ولا يمكن استبدالها في العالم بموردين آخرين”.
وأوضحت أن هذه العقوبات من شأنها أن تؤثر بعد مرور الوقت على صناعة النفط في ورسيا، وتنعكس على حجم عائدات هذا القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية “آكي” تصريحات عن فون دير لاين من بروكسل، أمس الأول الخميس، قالت فيها إن الاتحاد الأوروبي “سيستهدف القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الروسي، وسيمنع وصولها إلى الأسواق وتوريد التقنيات الأساسية لروسيا”.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية: “سنضعف قاعدة الاقتصاد الروسي وقدرته على التحديث، وسنجمد الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي ونمنع البنوك الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية”، مشيرة إلى أن “دول الاتحاد في تحالف وثيق مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، بل ومع اليابان وأستراليا أيضا”.
وأرسلت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية إخطارا إلى سلطات الطيران البريطانية تطالبها بالامتثال لأحكام اتفاقية الخدمة الجوية.
وحذرت الوكالة الروسية المعنية بالنقل الجوي من أن موسكو يمكن بعد العقوبات ضد شركة إيروفلوت أن تفرض إجراءات مماثلة مضادة.
وأشارت الوكالة إلى أن شركات الطيران البريطانية يتعين عليها في الـ 25 من فبراير وحده تشغيل 70 رحلة عبور في المجال الجوي الروسي إضافة إلى رحلتين على خط لندن موسكو.
ويحتفظ الجانب الروسي بالحق في تطبيق تدابير مماثلة وفقا لأحكام الاتفاقية الحكومية الدولية من أجل مراعاة مبدأ التكافؤ وتوفير حقوق متساوية لشركات الطيران المعنية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون صرح في البرلمان سابقاً أن لندن بسبب الوضع في أوكرانيا قررت حظر أنشطة شركة إيروفلوت في المملكة المتحدة وفرضت عقوبات على عدد من الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي.
وفي سياق متصل، أعلنت روسيا أنها سترد على طرد القنصل الروسي لدى الولايات المتحدة سيرغي تريبلكوف، ثاني أهم دبلوماسي روسي في واشنطن.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، في بيان نشرته السفارة الروسية “نعتبر الطرد الجديد خطوة أخرى غير ودية تهدف إلى تقليص الوجود الدبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة، وإجراءاتنا الانتقامية متوقعة”.
وأضاف “بذلنا جهودا كبيرة لوقف التصعيد الذي فرضه الأمريكيون. وحثثنا وزارة الخارجية على إعادة النظر في موقفها تفاديا لتبادل الضربات لكننا واجهنا رفضا قاطعا رافقه التهديد باعتقال دبلوماسينا إذا بقي ولو ليوم آخر في واشنطن”.
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الأول، قرارها بطرد تريبلكوف ردا على طرد نائب رئيس البعثة الأمريكية، بارت جورمان.
إلى ذلك دعا المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي بهادري جهرمي، إلى اعتماد السبل الدبلوماسية في حل الأزمة الأوكرانية.
وقال بهادري جهرمي – في تغريدة نشرها أمس الجمعة، على حسابه في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي – أن من الضروري الاعتماد على الحوار والدبلوماسية لوقف الاشتباكات المسلحة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف بهادري جهرمي: إن الهواجس الأمنية بشأن العملية التصعيدية الاستفزازية لتمدد الناتو نحو الشرق، هي أمر قابل للتفهم بالنسبة لجميع الدول المستقلة والمعارضة للهيمنة الأمريكية.. وفي ذات الوقت، من الضروري الالتزام بالقوانين الدولية والقوانين الإنسانية والاعتماد على الحوار والدبلوماسية لوقف الاشتباكات.

قد يعجبك ايضا