فيما دول الاتحاد الأوروبي تجمِّد بالإجماع أصول بوتين ولافروف وتلوح بعزل روسيا عن نظام سويفت العالمي

بنك روسيا يعلن دعم المصارف الروسية ويؤكد القدرة على استمرارية العمليات المصرفية

 

الثورة / وكالات
في أول رد على العقوبات الأوروبية- الأمريكية، اعلن بنك روسيا أمس الجمعة عن إجراءات دعم للمصارف الروسية التي فرضت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات عليها بعد بدء العملية العسكرية الروسية  في أوكرانيا.
وأشار بنك روسيا، في بيان له، إلى أنّه «سيقدّم مع الحكومة الروسية كلّ المساعدة الضرورية للمصارف الخاضعة للعقوبات من قبل الدول الغربية»، لا سيّما لأكبر مصرفين في البلاد أي «في تي بي» و”سبيربنك”.
وذكر البنك أنّ «جميع عمليات هذه المصارف بالروبل ستنفّذ وتقدّم الخدمات المناسبة لجميع العملاء كالمعتاد»، مشدداً على «الحفاظ على جميع وسائل العملاء بالعملات الأجنبية».
وقال البنك إنّه «جاهز لدعم المصارف بالروبل وبعملات أجنبية»، لافتاً إلى أنّ جميع المصارف المعنيّة لديها «احتياطي كبير متين».
كما أوضح أنّ «بنك روسيا جاهز لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان استقرار واستمرارية الأنشطة التشغيلية للمصارف للدفاع عن مصالح دائنيها ومدخرينها».
بدوره، أكّد مصرف «سبيربنك» أنّ جميع أنظمته ومكاتبه استمرت في العمل «بشكل طبيعي»، بحيث يتمتع عملاؤها «بإمكانية الوصول الكامل» إلى جميع أموالهم.
وأعلن مصرف «في تي بي» من جهته أنّ استخدام البطاقات المصرفية من نوع «فيزا» و»ماستركارد» في الخارج هو «أمر مستحيل بسبب العقوبات».
وقال «في تي بي» لمستخدميه: «نوصيكم بسحب النقود بشكل مسبق للقيام بمدفوعات على أراضي الدول الأجنبية»، مشدداً على أنّ جميع البطاقات الائتمانية شغّالة «دون قيود» على الأراضي الروسية.
أمّا مصرف «نوفيكومبنك» الخاضع لعقوبات أيضاً، فأشار إلى أنّ «فرض العقوبات لن يؤثر» على نشاطاته، مؤكّداً ضمان أمن الموارد المالية لعملائه ومصالحه.
هذا وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد اقروا سلسلة من العقوبات ضد روسيا  رداً على عمليتها العسكرية في أوكرانيا. ولتوجيه ضربة للاقتصاد الروسي، استهدفت السلطات الأميركية خصوصاً أكبر مصرفين في البلاد أي «في تي بي» و”سبيربنك”.
وأعلن الرئيس الأميركي ، جو بايدن، «مقاطعة 4 مصارفَ ماليةٍ روسيةٍ جديدةٍ، بالإضافة إلى شخصياتٍ وأفراد عائلاتهم»، مؤكداً «فرض عقوباتٍ على بنوك روسية لديها أصول قيمتها تريليون دولار».
عقوبات جديدة
وفي المقابل، أعلنت دول الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، عن اتفاقها بالإجماع، على تجميد أصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، في دول التكتل.
وطُرح الإجراء خلال قمة أوروبية استثنائية، عقدت يوم أمس الخميس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وأضيفت، الجمعة، إلى بقية حزمة عقوبات التي سيفعّلها وزراء الخارجية، حسب ما كشفت عنه مصادر أوروبية إلى وسائل إعلامية.
وقد أبدت كل من ألمانيا وإيطاليا، تحفظات خلال القمة على هذا الاقتراح الذي دعمه في المقابل عدد كبير من القادة الأوروبيين.
كما قرر الأوروبيون، أيضاً، إلغاء إمكانية السفر بدون تأشيرات دخول لحاملي جواز السفر الروسي، وذلك في إطار العقوبات التي تمت المصادقة عليها مساء الخميس.
وجاءت هذه الإجراءات، تلبية لطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بتعزيز العقوبات الأوروبية ضد روسيا لمعاقبتها على غزو أوكرانيا.
نظام سويفت
وفي تطور آخر، هدد وزراء المال والاقتصاد الأوروبيون بأن خيار عزل روسيا عن نظام «سويفت» للمدفوعات المالية بين البنوك لا يزال خياراً مطروحاً.
حيث قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير إن خيار عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك يظل قائماً لكنه يعتبره «الخيار الأخير».
ولم تلجأ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى عزل روسيا عن نظام سويفت ضمن عقوبات جديدة صارمة فرضتها على موسكو بعد غزوها أوكرانيا، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال الخميس إن بإمكانهم إعادة النظر في هذه المسألة.
من جهته قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن بلاده ترغب في عزل روسيا عن نظام سويفت.
وصرح والاس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «نود أن نذهب إلى ما هو أبعد، نود استخدم نظام سويفت -هذا هو النظام المالي الذي يسمح للروس بنقل الأموال حول العالم لتلقي مدفوعات مقابل الغاز- لكن كما تعلمون هذه منظمات دولية، وإذا لم تكن كل دولة تريد طردهم من نظام سويفت سيصبح الأمر صعباً».
من جهته أوضح كريستيان ليندنر وزير المالية الألماني الخميس أن فصل روسيا عن شبكة المدفوعات الدولية «سويفت» أحد الخيارات التي يجري النظر فيها. وفي ذات السياق أشارت مفوضة الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي ميريد ماكجينيس إلى أن الاتحاد الأروبي قد لا يقرر عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك حالياً، لكن الإجراء لم يُلغَ باعتباره عقوبة محتملة.
وأضافت ماكجينيس لتلفزيون (آر.تي.إي ) الأيرلندي إن إمكان عزل روسيا عن سويفت «لا يزال مطروحاً على الطاولة. قد لا يحدث الليلة لكنه ليس مستبعداً»
وأفادت وسائل إعلام بأن بعض الدول مثل بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا يؤيدون فصل روسيا عن شبكة سويفت جزءاً من حزمة أوسع من العقوبات الأوروبية.
وكانت كييف طالبت الخميس باستبعاد روسيا من نظام «سويفت» لمعاقبتها على غزوها أراضيها.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: «نطالب باستبعاد روسيا من نظام سويفت وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا».
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة أن أولئك الذين يعارضون استبعاد روسيا من نظام سويفت «ستكون أيديهم ملطخة بدماء الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في أوكرانيا».
ما هو نظام سويفت؟
وتعتبر جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (SWIFT) جمعية تعاونية بلجيكية تعمل وسيطاً ومنفذاً للمعاملات المالية بين البنوك في جميع أنحاء العالم، ويستخدمها الآن أكثر من 11000 مؤسسة مالية لإرسال رسائل آمنة وأوامر دفع.
ويقع مقر «سويفت» في بلجيكا ويديره مجلس إدارة من 25 شخصاً، بينهم إيدي أستانين رئيس مجلس الإدارة في مركز المقاصة الطرفية المركزي في روسيا. فيما تصف «سويفت» نفسها بأنها «أداة محايدة»، تأسست بموجب القانون البلجيكي، ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي.
وستجعل إزالة روسيا من نظام «سويفت» من المستحيل تقريباً على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل البلاد أو خارجها واستقبالها، الأمر الذي من شأنه أن يسبب صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب، بخاصة مشترو صادرات النفط والغاز المقوَّمة بالدولار الأمريكي.

قد يعجبك ايضا