عُقدة النقص التاريخية التي تعاني منها بعض الدول الخليجية، كالسعودية والإمارات وقطر تحديداً، جعلتهم يلهثون وراء المكانة بين الأمم، ولو على حساب سفك دماء أبرياء، ونشر الخراب والدمار في بلدان لا ذنب لها إلا أنها تمتلك ثروة كبيرة من الإرث الحضاري والتاريخي، لذا نجد عربان الخليج يحشرون أنفسهم في شؤون غيرهم من الدول العربية الأخرى، ولا سيما الدول التي تتمتع بتاريخ عريق كاليمن وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، مستغلين المال الوفير الذي مدتهم به باطن الأرض من النفط والغاز، للتآمر على تلك الدول الأصيلة في الوجود،
فحكام الخليج صبية، وإن بلغوا من العمر عتيا، ولا يزالون وسيظلون في مرحلة العدم الحضارية ، يعيشون لملذاتهم وشهواتهم فقط، وهدفهم في الدنيا والحُكم هو تخريب الدول العربية العريقة خدمة لأسيادهم من اليهود والنصارى – أمريكا وإسرائيل – والبحث عن وهم المكانة بين الدول !!
لم ترد بعض الدول الخليجية أن تكون خارج مشهد الصراع العربي، فتصدّر نفسها كممول رئيسي لحالة الخراب والدمار الذي يلحق بالدول العربية، كما يحدث اليوم لليمن وسوريا، ففي اليمن راح ضحية الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات قرابة مليون إنسان، ومثلهم ضعفان في سوريا، ناهيكم عن التدمير والخراب الذي طال كل شيء في الحياة أضف إلى ذلك ملايين المهجرين من سوريا واليمن وان كان من سوريا بزيادة، والذين تركوا بيوتهم ومزارعهم ومصانعهم وممتلكاتهم بحثا عن الأمان والحفاظ على الأرواح من الهلاك، لأن الحفاظ على النفس البشرية -من الهلاك- هو من كمال الإيمان، أمّا ما حدث بالأمس القريب فهناك حرب الخليج الأولى بين العراق وايران واستمرت ثماني سنوات قتل فيها زهاء مليون إنسان من الجانبين، وأيضا حرب الخليج الثانية والتي تشكل لها تحالف دولي لضرب العراق قوامه اثنتان وثلاثون دولة، وراح ضحية هذه الحرب مليونا مواطن عراقي، وشُرّد الملايين من وطنهم، وبالطبع كان المشاهد والمستمتع والمشجّع والمشارك والمستفيد أيضاً هو الأمريكي والإسرائيلي، والحقيقة أن تلك الدويلات الخليجية، إن لم تجد من يردعها، ستظل سرطاناً خبيثاً ينهش في جسد الأمتين العربية والإسلامية، وقد امضوا وقتا طويلا من التبعية للغرب والتآمر على البلدان العربية وحان الوقت لوقفهم عند حدهم أو تجريعهم من نفس الكأس، الذي جرعوا به غيرهم، إن تلك الدول الخليجية حتمية زوالهم وزوال عروشهم الكرتونية، فالحقد الذي قد ملأ قلوبهم، لكل ما هو حضاري في تلك البلدان العربية، أشعرهم بالفجوة الحضارية الهائلة بينهم وبين اليمن وسوريا وفلسطين والعراق ولبنان، فهذه الدول الأصيلة والمتأصلة لها تاريخ طويل جدا من الحضارة، بينما تلك الدويلات الخليجية لا حضارة لها، ما قيمة ان تمتلك تلك الكنتونات المسماة بدول الخليج للمال وهم فقراء ومعدمو التاريخ والحضارة والعلم الأخلاق، واذا كانوا يدارون فقرهم الحضاري ببيوت ومدن من زجاج، فإن الزجاج سرعان ما يتكسر على رأس صاحبه حينها، إما يدميه أو يعميه !!
والحقيقة التي لا ننكرها أن بلداننا قد خُربت عن عمد واستنزفت ونهبت، بل أحرق وأبيد فيها كل ما كان ذا قيمة، واغتيل أو أبعد عنها كل من يتوقع أن يسهم في تقدمها، بسبب تلك الدويلات الخليجية، والسلوك والدور العدائي الذي تنتهجه بعض تلك الدويلات الخليجية في منطقتنا العربية يشبه تماما لدور التتار، فالتتار أمة لقيطة لا أصل لها نشأوا في صحراء شمال الصين، واعتمدوا على شريعة الغاب في نشأتهم، وعاشوا كما تعيش الحيوانات، وقتل من المسلمين بسببهم أناس كثر !!
حفظ الله اليمن وشعبه