تضمنت: تحركات أمريكية وطلب اليمن الدعم لتنفيذ المهمة وامتناناً أمريكياً على تنفيذها

وثائق «سرية» تكشف قيادة أمريكا للحرب الأولى ضد الشهيد القائد

طائرات الاستطلاع الأمريكية قامت بعمل خرائط جوية وتحديد الإحداثيات
في الحرب السادسة قامت طائرات أمريكية في صعدة بعملية مسح جوي وتصوير خرائط
إدارة تويتر أغلقت حساب المركز الإعلامي لأنصار الله بعد نشره الوثائق

الثورة /

كشفت وثائق «سرية» تُنشر لأول مرة، التحضيرات والمشاركة العسكرية المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الأولى على السيد حسين بدر الدين الحوثي وحروب صعدة الظالمة والمتتالية.
وبينت الوثائق التي نشرها المركز الإعلامي لأنصار الله أمس، التورط الفاضح لأمريكا في إدارة الشؤون الداخلية لليمن وتسيير الأمور وفق ما يتماشى مع أهدافها ويؤمن مصالحها.
تكشف الوثائق المنشورة، تحركات قيادات عسكرية في المنطقة، وتaواطؤاً محلياً من قبل النظام السابق في استهداف السيد حسين بدرالدين الحوثي، ونشاطاً دبلوماسياً للنظام السابق لطلب الدعم من أجل التخلص من صوت الشهيد القائد، كما تضمنت التقدير الأمريكي لتصنيع النظام السابق في تنفيذ الحرب على الشهيد القائد..

الوثيقة الأولى
مرتبطة بـ (زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية)، في منطقة القرن الأفريقي إلى اليمن خلال الفترة 21 – 22 – 08 – 2004م.
إذ تكشف الوثيقة، أن الجنرال أبو زيد – قائد القوات المركزية الأمريكية، قام بزيارة غير معلنة لقيادة القرن الأفريقي بتاريخ 9/ 8 / 2004/م، وغادرها بنفس اليوم إلى صنعاء في زيارة غير معلنة كذلك.
وتكشف الوثيقة نفسها بأن الجنرال سمويل هالن، قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي وصل صنعاء في زيارة معلنة ليومي 21/ 22 / 8 / 2004 م، والتقى فيها قيادات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بالعاصمة صنعاء بمقر السفارة الأمريكية.
وفق وثائق حروب صعدة، إنه وبعد شهرين من شن الحرب وصل قائدان عسكريان كبيران إلى العاصمة صنعاء بهدف مساعدة النظام العميل على حسم المعركة.
وتكشف aالوثيقة السرية الصادرة عن رئاسة الأركان العامة «القيادة والسيطرة» إرسال سرية من مكافحة الإرهاب في صعدة مع طائرات هيل لتنفيذ مهام طارئة، وذلك في الفترة ما بين زيارتي المسؤولين الأمريكيين، وتحديدا في 16 /8/ 2004م.

الوثيقة الثانية
وُصمت بـ ”سري جداً”، وتكشف حرص النظام آنذاك على تحقيق انتصار قبل وصول قائد القوات المركزية الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي إلى اليمن .

الوثيقة الثالثة
كانت محضر لقاء بين وزيري الخارجية اليمني آنذاك أبو بكر القربي والإيطالي، يتضمن طلب دعم إيطالي للحرب على السيد حسين بدر الدين الحوثي، ودعوة إيطاليا لتحذو حذو فرنسا وأمريكا في الدعم .
وبحسب الوثيقة، فإن أمريكا قدمت دعماً عسكرياً في الحرب على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وتقول الوثيقة «وأشار الأخ الوزير…إلى أنه يتقدم إلى الحكومة الإيطالية للحصول على سترات واقية ضد الرصاص لحماية الجنود، مشيرا إلى أن الحكومة «اليمنية» تلقت الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبعض الدول العربية».

الوثيقة الرابعة
كانت شكراً وتهنئة أمريكية لعلي عبدالله صالح على قتل الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي .
ووفق مجريات الحرب على الشهيد القائد، فإن علي صالح حدد يوم العاشر من سبتمبر 2004، أي قبل موعد الذكرى الثالثة لأحداث 11 سبتمبر بيوم واحد، ليعلن فيه تمكنه من الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي وقتله في منطقة سلمان.
بعد يوم واحد وجه قائد القوات المركزية الأمريكية جون أبي زيد، شكره لعلي صالح على تنفيذ مهمة قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي، وتهنئته بما وصفه بأنه انتصار.
وفي الرسالة الموجهة بتاريخ 10 /سبتمبر/ 2004م، من جون أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية إلى «العزيز صاحب الفخامة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية»، قال فيها «أهنئكم وأهنئ قواتكم على انتصاركم على المتمرد الحوثي، إن القيادة المركزية الأمريكية تتطلع إلى استمرار التعاون المشترك بيننا لأنكم تساعدون على إحلال الاستقرار في المنطقة مع أسمى آيات التقدير والاعتبار».

سماء مفتوحة للأمريكان
في هذا الجزء من سلسلة الوثائق السرية يظهر الدور الأمريكي في المشاركة الجوية من خلال طائرات الاستطلاع والرصد التي شاركت في الحرب الأولى على السيد حسين بدر الدين الحوثي، ثم استمر وزاد كثافة خلال الحروب الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة على صعدة.
وفي الوثيقة – التي تحمل رقم (623)، وتاريخ 31 /10 /2004م – نجد تفاصيل تسليم أمريكا لخرائط جوية لصعدة.
كما ورد في الوثيقة أنه «في يوم 25 /10/ 2004م قام مساعد الملحق العسكري الأمريكي لدى بلادنا بإيصال الخرائط التي طلبها الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة الخاصة بمنطقة صعدة إلى دائرة الاستخبارات العسكرية العامة وعددها (19) خريطة خاصة ببعض مناطق م/ صعدة»، والى ذلك أن الولايات المتحدة تود أن تساعد وزارة الدفاع اليمنية بتصوير المناطق الجديدة التي ترغب بتصويرها باستخدام طائرة الاستطلاع الأمريكية نوع (يو-2)، وأن الصور الجديدة ستكون أوضح وذات مقياس رسم أكبر، وطلب تحديد أكثر من مائتي منطقة؛ لأن ذلك سيكون أفضل من ناحية التكاليف عند القيام بتصويرها مرة واحدة (على أن يكون الرد في أقرب وقت ممكن).
ومرفق بالوثيقة، تقرير من دائرة الاستخبارات العسكرية، مرجع 3319 تاريخ 30 /10/ 2004م، من ضابط الارتباط في جيبوتي عن قيام الجنرال/ سمويل هيلند قائد القيادة المشتركة الأمريكية بمنطقة القرن الأفريقي بزيارة صنعاء بتاريخ 2/ 11/ 2004م لعدة ساعات يجري خلالها مقابلات في السفارة الأمريكية بصنعاء.

إعادة تصوير مناطق في صعدة
وثيقة أخرى برقم (650) وتاريخ 8/ 2/ 2005م، تكشف في تفاصيلها ملخصاً لمحضر لقاء وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان مع قائد القيادة المركزية الأمريكية حول تدريب القوات اليمنية، وطلب الجانب اليمني إعادة تصوير مناطق صعدة بطائرات الاستطلاع الأمريكي.
جاء في الوثيقة، الصادرة عن مكتب رئاسة الجمهورية، مرجع (1099) تاريخ 1/ 2/ 2005م، بتاريخ 31 /1/ 2005م رفع الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة برسالة إلى المكتب أرفق بها صورة من محضر لقائه والأخ وزير الدفاع مع الجنرال جون أبوزيد -قائد القيادة المركزية الأمريكية يوم 4 يناير 2005م.
وكان من أهم ما طرحه القائد الأمريكي في اللقاء: بخصوص طلب بلادنا للقيام باستطلاع جوي أمريكي إبان مشكلة الحوثي، فإنه أفاد بأنه قد تحدث شخصياً مع الرئيس بوش بشأن ذلك وحصل على الموافقة بذلك.
– الأخ/ الوزير «وزير الدفاع اليمني حينها» أوضح أن الجانب اليمني لا يزال يريد أن يتم هذا الأمر بالنسبة لوضع الخرائط لبعض المناطق، وسيحدد المناطق التي يريد وضع خرائط لها.
– يضيف الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة أنه جرى تصوير عدد من المناطق بنوعين من الطائرات، ومنها تحديدا المناطق الخطرة.
ويقول رئيس هيئة الأركان: وقد تسلمنا من الملحق العسكري خرائط لصعدة وديسكات غير أننا لمن نستطع تحويلها إلى خرائط، لذلك فنحن نحتاج إلى الخرائط مع صورها.

طائرات أمريكية في صعدة
وفي وثيقة ثالثة برقم (553)، وتاريخ 6/ 7/ 2009م، والتي موضوعها محضر لقاء نائب رئيس الوزراء بسفير أوروبي، يؤكد نائب رئيس الوزراء اليمني حينذاك عن وجود طائرات أمريكية في صعدة تقوم بالمسح الجوي وتصوير الخرائط، كان التحضير حينذاك للحرب السادسة على صعدة.
لم يقتصر الأمر على الطائرات الأمريكية في انتهاك أجواء البلاد، إذ كانت هناك طائرات أخرى أجنبية.
وفي هذا السياق، نائب رئيس الوزراء اليمني يتحدث للسفير الألماني عن اختطاف الألمان في صعدة ويضيف «طلبنا من الجانب الألماني المساعدة، وقامت الطائرة الألمانية بالتصوير، وهنا أسأل: هل سُلمت النتائج للفريق الأمني للاستفادة منها؟.
يجيب السفير: نعم سُلمت قبل عشرة أيام للأمن القومي ووزير الداخلية.
يضيف نائب رئيس الوزراء: «هناك طائرة أمريكية سوف تصل لتنفيذ بعض المهام المتعلقة بالموضوع، وهذا ربما يساعدنا في كثير من الأشياء التي نقوم بها، والوضع يستدعي وجود تعاون إضافي من الجانب الألماني».
ومباشرة، ما أن نشر المركز الإعلامي لأنصار الله الوثائق حتى قامت إدارة تويتر بغلق حساب المركز، ليتأكد مستوى التورط الأمريكي في المؤامرة على اليمن.
فيما تؤكد الوثائق – بصورة واضحة وبما لا يدع مجالاً للشك – أن أمريكا كانت ولا زالت تفتك باليمن أرضاً وإنساناً وتثير الفتن وتعتدي على اليمنيين إن بشكل مباشر أو عبر أذرعها وعملائها، وكان لها اليد الطولى في الحرب الأولى على الشهيد القائد ورفاقه بهدف وأد المشروع القرآني، كما هي اليوم لها اليد الطولى في قتل الشعب اليمني وحصاره.

قد يعجبك ايضا