قائد الثورة/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
فالنعمة على الأجيال الماضية، نعمة بني عليها، نتج عنها تحولٌ مستقبليٌ مصيريٌ ممتدٌ في كل الأجيال، هي نعمةٌ على كل جيل من تلك الأجيال، علينا نحن في هذا الزمن؛ ولهذا يأتي التذكير بنعمة الله “سبحانه وتعالى” في هدايته للإيمان، عندما قال الله “سبحانه وتعالى” في القرآن الكريم: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} {يَمُنُّ عَلَيْكُمْ}، لله المنَّة علينا أن هدانا للإيمان، المنَّة على آبائنا وأجدادنا في كل تلك الأجيال، منذ انطلقت شعوبنا وأمتنا ضمن انتمائها الإيماني، هذه نعمةٌ عظيمةٌ جداً.
الله “سبحانه وتعالى” أيضاً يذكِّرنا بقيمة أن نتذكر النعم، أن ندرك قيمتها، أن نستشعر إيجابيتها، وأن نفرح بها، {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ]؛ لذلك من العظيم، من المناسب أنَّ هذه المناسبة تحظى باهتمام، بتقدير، بالنظرة إليها كذكرى تاريخية عظيمة وإيجابية، اعتاد شعبنا اليمني أن يعطيها أهمية، أن يدرك قيمتها، أن يجعلها مناسبةً لفعل الخير، لصلة الأرحام، للبر، للإحسان، للابتهاج بها، لذكر الله فيها، وأن يعقد فيها كمناسبة الكثير من الاجتماعات والاحتفالات… وما شابه، هذه مسألة جيدة.
الله “سبحانه وتعالى” أيضاً يذكِّرنا في القرآن الكريم بأهمية الإيمان، بعظمته، بثمراته الطيِّبة، بنتائجه الكبيرة على مستوى واسع، في نفس الإنسان، في سلوكه، في حياته، في مستقبله الأبدي، وأنه يمثِّل إنقاذاً للإنسان في الدنيا، وإنقاذاً له في الآخرة، إنقاذاً للإنسان في الدنيا؛ كي لا يضيع حياته، كي لا تتحول مسيرة حياته إلى وبالٍ عليه، يتحمل فيها الأوزار، والذنوب، والآثام، يرتكب فيها الجرائم، يسيء إلى إنسانيته، يُحرِم نفسه من القيمة الإنسانية التي وهبه الله إياها، وأيضاً فيما يترتب على ذلك من تأثيرات سيئة على الناس في حياتهم، ثم في مستقبلهم الدائم في الآخرة، عندما يكون المستقبل جهنم والعياذ بالله، العذاب الأبدي، الشقاء الدائم، الخسارة الكبرى للإنسان والعياذ بالله فالإيمان هو إنقاذٌ لنا في هذه الحياة، إنقاذٌ لنا في إنسانيتنا؛ لأن الإيمان يحفظ لنا إنسانيتنا، القيم التي وهبنا الله إياها، الفطرة التي منحنا الله إياها، يحفظ للإنسان سموه كإنسان، شرفه كإنسان، اعتباره كإنسان، كرامته كإنسان، يبعده عن الرذائل، عن المفاسد، عن المخازي، عن الأشياء السيئة التي تسيء إلى شرفه وكرامته الإنسانية، ويترتب عليها آثار سيئة عليه في نفسه، في حياته، في واقعه، كشخص وكمجتمع، ثم إنقاذ في الآخرة، إنقاذٌ من عذاب الله، إنقاذٌ من الشقاء الأبدي، إنقاذٌ من جهنم والعياذ بالله، من الخسارة الكبرى، من فوات نعيم الجنة، من فوات رضوان الله “سبحانه وتعالى”، والكرامة، والرحمة الإلهية.