تعامي المجتمع الدولي عن مجازر العدوان والشعب اليمني يقول كلمته في مسيرة حاشدة
رئيس هيئة المستشفى الجمهوري الدكتور محمد جحاف يؤكد لـ”الثورة ” : يهدف العدوان من منع دخول المشتقات النفطية إلى مضاعفة معاناة الشعب اليمني
نستقبل 14.5ألف حالة مرضية شهرياً
قريباً نفتتح مركز جراحة الجهاز الهضمي وأمراض الكبد بالمناظير
نعالج الجرحى وأسر الشهداء كواجب نظير تضحياتهم
نمتلك جهازاً لإتلاف مخلفات الأدوات الصحية بطريقة آمنة
المستشفى الجمهوري يتميز بوجود مراكز طبية متخصصة على مستوى المحافظات
القدرة الاستيعابية للمستشفى 600 سرير قابلة للتوسع بحسب الحاجة
أجرينا أكثر من 13 ألف عملية جراحية في كل التخصصات العام الماضي
أكد الدكتور محمد جحاف -رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي في أمانة العاصمة صنعاء- أن العدوان والحصار المستمر على بلادنا أثر بشكل مباشر على الصحة والخدمات والرعاية الصحية التي تقدمها المستشفيات الحكومية بشكل خاص كونها تقدم الخدمات بتكاليف تتناسب مع الحالة المعيشية للمواطنين، وهو بهدف – العدوان- إلى تعطيل هذه الخدمات ومضاعفة معاناة الشعب اليمني.
وأوضح الدكتور حجاف- في هذا الحوار مع صحيفة “الثورة”- أن موقع المستشفى الجمهوري وسط العاصمة جعله وجهة ومقصد أكبر شريحة مجتمعية في أمانة العاصمة ما يتسبب في ازداحم المترددين عليه.
وكشف رئيس المستشفى الجمهوري عن أنه سيتم قريباً افتتاح مركز مناظير الجهاز الهضمي وأمراض الكبد الذي يوليه معالي وزير الصحة العامة والسكان اهتماماً خاصا وسيعتبر المركز الأول لعلاج حالات الجهاز الهضمي والكبد بالمناظير على مستوى الجمهورية اليمنية في هذا المجال.
كما تحدث الدكتور محمد حجاف عن أهم المراكز الصحية التي تعمل في المستشفى، وكذا الأسباب التي أدت إلى توقف حضَّانة المواليد، بالإضافة إلى الشروع في عملية الترميم والتحسينات الجارية حاليا في المستشفى .. نتابع تفاصيل الحوار :
الثورة / محمد العزيزي
في بداية هذا الحوار نرجو منكم أن تعرِّفوا القارئ الكريم على الخدمات التي يقدمها المستشفى؟
– في البداية نرحب بصحيفة «الثورة» التي تعتبر البوابة الإعلامية الرئيسية لليمن والناقل الرسمي لأخبار الوطن المترامي الأطراف، وكما يعرف الجميع أن المستشفى الجمهوري يعتبر صرحاً طبياً وعلمياً يخدم أكبر شريحة مجتمعية في أمانة العاصمة، كونه يتوسط العاصمة ويكثر عدد المرتادين إليه لوجود كادر جيد ومتميز من الأطباء والجراحين، ولوجود أغلب المراكز التخصصية والتشخيصية التي يحتاجها المواطن الباحث عن الخدمات الطبية الجيدة وبما يتناسب مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الناجم عن العدوان الغاشم والحصار الجائر على بلادنا.
*كم عدد العمليات الجراحية الكبرى التي أجريت في المستشفى خلال العام الماضي؟
– خلال العام ٢٠٢١م أجريت حوالي ١٣.١٧٢ عملية جراحية في كل التخصصات .
من المؤكد أن المستشفى تعرض لأضرار نتيجة العدوان والحصار ماديا وبشريا وفنيا؟
– بالتأكيد تعرضت هيئة المستشفى الجمهوري لاضرار نتيجة العدوان الغاشم وذلك بسبب انقطاع المرتبات وقلة الموازنة التي بدورها أثرت على شراء الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية الضرورية وصيانة الأجهزة الطبية التي تحتاج إلى إصلاح، وكذلك الترميمات الضرورية لأقسام الرقود وغرف العمليات، إذ نتج عن ذلك مغادرة بعض الأطباء والموظفين لانعدام الرواتب وقلة إيرادات الهيئة، كما لا ننسى أن هناك تأثراً مباشراً تعرضت له بعض المراكز مثل الغسيل الكلوي وحضَّانات المواليد الخدج ومركز الحروق وقسم العمليات بسبب العدوان والحصار.
المستشفى الجمهوري واحد من أهم المستشفيات الكبيرة في العاصمة .. فما هو عدد المترددين عليه؟
كما أسلفت أن هيئة مستشفى الجمهوري في الأمانة تعتبر الشريان الطبي الرئيسي الذي يتوسط أمانة العاصمة، حيث بلغ عدد المترددين على العيادات الخارجية ١٧٦.٧٠٢ شخص أو مريض خلال العام المنصرم ٢٠٢١3م، أي بمعدل ١٤.٥٠٠ حالة شهرياً.
ما هي التخصصات التي يتميز بها عن غيره من المستشفيات؟
تتميز الهيئة بتخصصات عديدة منها مركز العيون الذي يعتبر من أفضل المراكز في الجمهورية، حيث تجرى فيه عمليات متنوعة ونادرة مثل زراعة عدسة(ICL) داخل العينين لتصحيح النظر وكذلك مركز الحروق الذي يعتبر الوحيد في اليمن ويستقبل كل حالات الحروق من جميع المحافظات، ومركز تفتيت حصوات الكلى بالليزر، وفي مجال جراحة العظام تم إجراء عمليات تركيب المفاصل وكذا عمليات تركيب الحوض التي نجريها بشكل مستمر وهي من العمليات الجراحية المعقدة، إضافة إلى عمليات المخ والأعصاب والجراحة العامة والمسالك، وقريباً ستمتلك الهيئة وحدة مناظير المسالك المتخصصة، ولا ننسى الوحدات التشخيصية المختلفة مثل جهاز الرنين وجهاز الأشعة المقطعية والأجهزة التشخيصية الأخرى الحديثة والدقيقة.
كما سيتم قريباً افتتاح مركز مناظير الجهاز الهضمي وأمراض الكبد الذي يوليه معالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل اهتماماً خاصاً، إذ سيعتبر أول مركز على مستوى الجمهورية اليمنية.
ما الجديد الذي أدخل على المستشفى من حيث الأجهزة أو الخدمات أو التحديثات؟
– تم إدخال عدة أجهزة منها: جهاز الأشعة المقطعية ونحن بانتظار وصول جهاز الرنين، وكذلك جهاز المناظير الجراحية وجهاز فحص هرمونات الكبد.. وفي جانب التحديثات بدأنا من هذا الشهر ولمدة ٨ أشهر بتطبيق برنامج تحسين جودة الأداء المؤسسي للهيئات والمستشفيات المقر من وزارة الصحة والسكان، ونحن أول هيئة تنفذه على مستوى أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء برعاية معالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، وذلك لتجويد الخدمات الطبية ليحصل المريض أو المتردد على هيئة المستشفى الجمهوري على أفضل خدمات ورعاية صحية جيدة لنصل إلى الاستغناء عن مشقة السفر للمواطنين للعلاج في الخارج في ظل الحصار الغاشم المستمر.
للمستشفى دور كبير في معالجة الجرحى من أبطال الجبهات والمتضررين من العدوان من عامة الناس.. فما حجم هذا الدور والخدمات المقدمة؟
– تقوم هيئة المستشفى الجمهوري بمعالجة وتطبيب الجرحى وأسر الشهداء والمتضررين من العدوان على جميع المستويات وفي جميع المراكز الموجودة لدينا دون تردِّد أو تكاسل، حيث أن جرحى الجيش واللجان الشعبية وأسر الشهداء هم من ضحوا من أجل أمن واستقراره البلد.
وكذلك تقدم الخدمات الطبية الجيدة والمتميزة لعامة الناس وبتخفيضات كبيرة بشكل يومي.
ماذا عن الكادر الطبي العامل في المستشفى، خاصة أن الكوادر المتخصصة هاجرت أو نزحت بسبب العدوان ؟
الكادر الطبي يعتبر الجيش الأبيض لهذا البلد، لقد ضحى معظم الكادر الطبي وصبر على انقطاع المرتبات وهناك شريحة منهم هاجرت وسعت للبحث عن عمل خارج الهيئة لهذا السبب الذي كانت خلفه وصنعته دول العدوان ومرتزقتها بقطع مرتبات موظفي الدولة بهدف إفراغ المؤسسات من الكوادر ومضاعفة معاناة الشعب اليمني والتضييق عليه.
هل لدى المستشفى استشاريون في كل التخصصات؟
نعم يوجد لدينا العديد من الاستشاريين والأخصائيين المتمرسين في جميع التخصصات، وفي بعض الأحيان يتم استدعاء بعض الأخصائيين من خارج الهيئة لإجراء بعض العمليات المتخصصة مثل جراحة الأطفال وجراحة الأوعية الدموية، ونحن الآن على وشك، بل سنقوم بافتتاح وحدات متخصصة فيها كونها تخصصات هامة فنحن في اليمن بحاجة ماسة لمثل هذه التخصصات.
بالنسبة للعمليات الجراحية.. هل هناك عمليات جراحية غريبة أو معقدة أجريت في المستشفى؟ ما هي وكم عددها ومستوى نجاحها؟
– كما أسلفت يتم إجراء عدة عمليات نادرة في مجال جراحة المفاصل وجراحة العيون وجراحة الحروق والمخ والأعصاب.
هل لديكم خطط لتطوير العمل الطبي والاستشفائي والقدرة الاستيعابية للمستشفى؟
– بالتأكيد لدينا خطط للتوسع والتحديث وذلك من خلال افتتاح مراكز مختلفة مثل مركز طب وأبحاث الكبد ووحدات مختلفة مثل وحدة القسطرة القلبية ووحدة جراحة الأطفال ووحدة جراحة الأوعية الدموية وجراحة التجميل، حيث أن القدرة الاستيعابية للهيئة حالياً تقدر بـ٦٠٠ سرير وقابلة للتوسع بحسب الاحتياج والمتطلبات.
رغم أن المستشفى يقدم خدمات جليلة إلا أن الشكاوى من المواطنين تؤكد وجود بعض القصور في الخدمات الطبية والنظافة وأيضا بعض الأخطاء الطبية.. كيف تتعاملون مع ذلك ؟
– نتعامل مع جميع الشكاوى التي يتقدم بها المواطنون المترددون على الهيئة بشكل سريع ومن موقع المسؤولية، بحيث لا يكون هناك أي تقصير في الجانب الطبي أو الإداري أو ظلم لأحد.
هل ماتزال المحرقة الخاصة بمخلفات المستشفى تعمل؟
– نحن نتعامل مع إتلاف المواد والمخلفات الخاصة بالعمليات عبر جهاز الفرامة الخاصة بالأدوات الصحية التالفة وبطرق آمنة وسليمة.
كيف تقيِّمون علاقتكم بالمنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الطبي من حيث المساعدات؟ وما هو حجم أو نصيب المستشفى منها؟
يتم التواصل والتنسيق مع المنظمات عبر وزارة الصحة ممثلة بمعالي وزير الصحة العامة والسكان وكذلك عبر المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية وتنحصر مساعدات المنظمات في مجال تقديم الأدوية وبعض المستلزمات والمعدات الطبية والمحروقات والمحاليل المخبرية، ولدينا خطة عمل لترميم بعض مراكز الهيئة التي سيتم البدء بتنفيذها في القريب العاجل بدعم من مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في اليمن (يونبس).. كذلك يوجد لدينا بعض الحالات للمواطنين معدمي الدخل واللاجئين والتي يتم علاجها على حساب بعض المنظمات الخيرية.
يعلم الجميع مدى الصعوبات التي تواجه البلاد نتيجة العدوان ..لكن ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم حاليا؟
أبرز الصعوبات التي تواجهنا تتمثل في مرتبات الكادر الطبي والإداري والخوف من انقطاع المشتقات النفطية بسبب الحصار وعدم دخولها إلى ميناء الحديدة الذي يعتبر الشريان الوحيد لتزويد اليمن بالمشتقات النفطية في ظل الحصار الجائر على بلادنا، حيث سيتوقف مركز الغسيل الكلوي والحضَّانات والعمليات ومراكز أخرى في حال انعدمت المشتقات النفطية ولا ننسى صعوبة وصول المريض إلى هذه المراكز بسبب انعدام وسائل المواصلات لنفس السبب.
باعتبار المستشفى تعليمياً ومرجعياً- ماذا عن الأبحاث العلمية التي يجريها الأطباء والاستشاريون؟
تعتبر هيئة المستشفى الجمهوري هيئة محورية تقدم الخدمات الطبية لشريحة كبيرة من سكان العاصمة والوافدين إليها من مختلف المحافظات وكذلك تعتبر صرحاً تعليمياً كبيراً يخدم ويؤهل الكثير من الكوادر في مختلف التخصصات، حيث يتدرب لدينا طلاب الماجستير والبورد بمختلف التخصصات الطبية وطلاب الكليات الطبية من الجامعات الحكومية والمستقلة والمعاهد الطبية المختلفة، وستستمر هيئة المستشفى الجمهوري بما تمتلك من كوادر مؤهلة ومتخصصة وتجهيزات حديثة في أداء هذا الدور المهم والوطني وتخريج ورفد القطاع الصحي بالكوادر المؤهلة في مختلف التخصصات وعلى مستوى عال من الكفاءة، كما أن لدينا عدداً من الاستشاريين الأخصائيين الذين أكملوا دراستهم وأبحاثهم وتم نشر مقالات وأبحاث علمية في مجلات طبية متخصصة وكذلك تتم إقامة دورات علمية وتنشيطية في جميع الأقسام بشكل دوري ومنظم.
ختاما .. ما المعلومات الإضافية التي تودون إضافتها والكلمة التي تحبون قولها في ختام هذا الحوار؟
في الختام أحيي كل منتسبي هيئة المستشفى الجمهوري بالأمانة دون استثناء على الجهود التي يبذلونها في خدمة المترددين على الهيئة من جميع فئات المجتمع ومن الجرحى وأسر الشهداء وكذلك النازحين والمعدمين، وأريد القول إننا نسعى إلى تجويد الخدمات الطبية المقدمة من قبل المستشفى بحسب طرق وخطط وبرامج مدروسة وحديثة وتحسين النظام الطبي والإداري والمالي الشامل تنفيذاً لأهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
تصوير/ عادل حويس