وزارة الخارجية الأمريكية توافق على عدة صفقات لبيع أسلحة للسعودية والإمارات

المسؤولون في السعودية والإمارات يعتبرون واشنطن حليفهم الأول، مستشهدين بالاستثمارات الضخمة لهما في أمريكا

صفقة لبيع السعودية 31 نظاماً لتوزيع المعلومات متعدد المهام، مقابل ما يصل إلى 23.7 مليون دولار

الموافقة على صفقة أسلحة للإمارات بـ30 مليون دولار

في مثل هذا الشهر، فبراير من العام الماضي 2021م، أعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف، مُعلنا وقف دعم واشنطن العمليات الحربية في البلاد التي مزقتها الحرب.
وأضاف بايدن، في خطاب من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن طرح ملامح سياسته الخارجية أن هناك “كارثة استراتيجية”، مؤكداً توجيهه بإنهاء دور أمريكا في العمليات الهجومية في اليمن، إضافة إلى وقف صفقات الأسلحة المرتبطة بذلك إلى السعودية والإمارات ، وقال بايدن إن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف، وأنه وجه بفرض هدنة، لكنه وبالتناقض المطلق وخلال عام كامل من توليه منصب الرئاسة الأمريكية ، اتضح أنه (عجوز كاذب) حيث ازداد التصعيد الأمريكي في اليمن واشتدت الحرب بارتفاع وتيرة العمليات العسكرية العدوانية والتي تستهدف المدنيين الأبرياء ، فصنعاء تتعرض للقصف ، ووتيرة الغارات الأمريكية السعودية الإماراتية ترتفع في كل المحافظات ، في ظل استمرار الصفقات العسكرية التي توقع عليها الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض لقتل الشعب اليمني ..

الثورة / أحمد المالكي

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في 3 فبراير 2022م الحالي ، في بيان أنها وافقت على عدة صفقات محتملة لبيع أسلحة لحلفاء بالشرق الأوسط، من بينها السعودية والإمارات.
وذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاجون، في بيانٍ، أن الموافقات تشمل بيع السعودية 31 نظاماً لتوزيع المعلومات متعدد المهام، مقابل ما يصل إلى 23.7 مليون دولار لتحديث أنظمة دفاعها الصاروخي.
وتتضمن صفقة البيع للسعودية 31 وحدة نظام متعدد الوظائف يضم محطة اتصالات وملاحة»MIDS-LVT» ، إضافة إلى تحديث أنظمة محطات اتصالات عسكرية.
كما وافقت الخارجية الأمريكية على بيع الإمارات قطع غيار بقيمة 30 مليون دولار من أجل أنظمة الدفاع الصاروخي “هوك”، حيث تضم صفقة البيع معدات وتجهيزات عسكرية، من بينها قطع خاصة لصيانة المعدات العسكرية، وأجهزة رادارات للتتبع.
وأكدت الوكالة أن دعم مثل هذه الصفقات “أمر أساسي لدعمها أهداف الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين جاهزية أمن حلفاء من خارج الناتو.

بلاغ
وأبلغت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الكونجرس بالمبيعات المحتملة، الخميس 3 فبراير 2022م.
فيما أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة سترسل إلى الإمارات سربا من مقاتلات»F-22” المتطورة.
جاء ذلك في حوار مع وكالة الأنباء الإماراتية “وام” للحديث عن سبل تعاون الدفاع بين البلدين عقب إعلان “البنتاجون” قبل أسبوع إرسال مساعدات عسكرية إلى الإمارات في إطار التعاون الوثيق بينهما ولدعمها في مواجهة هجمات الجيش اليمني.
وقال ماكنزي: “سنرسل إلى الإمارات سربا من مقاتلات F-22 المتطورة بعد أسبوع من الآن، وهي من أفضل مقاتلات التفوق الجوي في العالم”.
وأضاف: “أرسلنا أيضا المدمرة الصاروخية الموجهة (يو إس إس كول) التي تتمتع بقدرات دفاعية كبيرة ضد الصواريخ البالستية، وستقوم المدمرة بدوريات في مياه الإمارات، والعمل عن كثب مع الجانب الإماراتي لحماية الدولة”.
وتحتوي مقاتلات «F-22” على واحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم” القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة.
ويصر المسؤولون في السعودية والإمارات على أن واشنطن لا تزال حليفهم الأول، مستشهدين بالعلاقة الأمنية التاريخية والاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة، لا سيما في أذون الخزانة، كما يضيفون أنه لا يوجد أي احتمال بأن تحل الصين محل الولايات المتحدة كقوة عسكرية أجنبية مهيمنة في المنطقة، أو أن تصبح المصدِّر الرئيسي للأسلحة إلى دول الخليج.

تعهد
وكانت الإدارة الأمريكية قد تعهدت بوقف الحرب في اليمن، وهو التعهد الذي لم تبرز أي مؤشرات حقيقية على تنفيذه في الواقع بل على العكس استمرت الصفقات الأمريكية لبيع الأسلحة للسعودية والإمارات وارتفع التصعيد واستهداف المدنيين في اليمن، وقوبلت الصفقة الأصلية التي أبرمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمعارضة قوية من الديمقراطيين داخل الكونجرس، الذين يرفضون مشاركة السعودية والإمارات في الحرب اليمنية، علاوة على القلق من نقل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة إلى دول الشرق الأوسط التي لها علاقات مع الصين.
وأعلن بايدن، في فبراير الماضي 2021م، أنه سينهي “كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، ومن ضمن ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”، لكن البيت الأبيض لم يقدم تفاصيل أكثر.

اعتراف
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن إدارة بايدن اعترفت في النهاية بأن الولايات المتحدة كانت تقدم دعماً عسكرياً وهجومياً لغارات الإبادة الجماعية التي شنتها السعودية على اليمن، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع ادعاء فبراير 2021م بداية تولي بايدن للرئاسة بأنها لن تقدم دعماً عسكرياً وهجومياً في هذه الحرب.
وأكدت أنه على الرغم من وعود بايدن خلال حملته الانتخابية، فإنه يواصل دعم هذه الحرب القذرة والمجاعة المروعة التي حجبتها وتجاهلتها وسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك صحيفة “ميديابارت”..
وقالت التقارير : إن هناك رئيساً أمريكياً آخر يكذب مرة أخرى بشأن حرب أمريكية أخرى.
وتؤكد التقارير الدولية أن الولايات المتحدة تقوم بصيانة الطائرات الحربية السعودية التي تقصف اليمن وتفرض عليه حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً، أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ،وتحذر الأمم المتحدة من أنها قد تقتل أكثر من 400 شخص كل عام إذا لم تتغير الظروف ، مما يثبت أن جو بايدن كاذب ويبرر ما قاله الخبراء والناشطون الذين حذروا من أخذ إعلان انسحابه على محمل الجد.
وأفادت التقارير بأن المسؤولين الأمريكيين حاولوا عدة أشهر التهرب من الرد على السؤال المتعلق بوقف الولايات المتحدة دعم الحرب ضد اليمن.. حيث ظهر المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليدر كينغ في فيديو وهو يتهرب من الأسئلة كتهرب جورج بوش من الأحذية التي تم رشقه بها آنذاك.

ادعاء
وأضافت التقارير أن هذا الاعتراف يأتي بعد أكثر من شهرين من إعلان الرئيس بايدن أنه أنهى دعمه لعمليات الرياض “الهجومية” في اليمن، مؤكدة أن إدارة بايدن منحت الرياض الغطاء السياسي لمواصلة فرض الحصار على اليمن.
كما يدعي مسؤولو بايدن أن اليمن ليس تحت الحصار ، على الرغم من أن السفن
الحربية السعودية تمنع شحنات الوقود من الرسو في ميناء الحديدة ، مما يجعل إيصال الغذاء إلى السكان المدنيين الجائعين في اليمن أمراً مستحيلاً وبالغ الصعوبة.

في كل الحروب
وأكدت التقارير أن الولايات المتحدة تكذب في كل حروبها، ولكن حتى هذا العام كانت أكاذيبها حول اليمن تتألف إلى حد كبير من الأكاذيب وعدم الحديث عن اليمن..لذلك هذه المرة كانت مجرد كذبة بسيطة، حيث قال بايدن إن الولايات المتحدة تنهي الدعم الهجومي ، لكن الأمر لم يكن كذلك.
وأوضحت التقارير أنه مع تزايد الوعي بحدوث أفظع الأعمال الوحشية في اليمن، تتصاعد الضغوط على حكومة الولايات المتحدة لاستخدام قوتها الهائلة للضغط على السعودية لإنهاء المجازر التي تشارك فيها واشنطن وباريس.. وبدلاً من زيادة هذا الضغط بالقول لا ، قامت إدارة بايدن بنزع فتيل هذا الضغط من خلال الادعاء زوراً بالاستسلام للمطالب، لأن خطر “خسارة الرياض كشريك إقليمي رئيسي” يعتبر أكبر من اللازم.
وتؤكد التقارير أن المجازر في اليمن تستمر دون انقطاع، من أوباما إلى ترامب ومن ترامب إلى بايدن.. وأن الأسماء والقصص تتغير فقط ، لكن آلة الحرب الإمبراطورية القاتلة تدور دون توقف.