من “محاسن” إنكار العدوان
يكتبها اليوم / حمدي دوبلة
يُحسن النظام السعودي – ومعه حلفاؤه صُنعاً، ومن حيث لا يشعرون – حين يسارعون إلى إنكار مسؤوليتهم عن دماء الأبرياء، بعد كل جريمة استهداف مشهودة للمدنيين، على غرار مجازر الصالة الكبرى، ومن ثم استهداف حفلي الزفاف في ذمار وتعز، وحافلة الأطفال بصعدة، وقصف سوق مستبأ بحجة، والكثير من الجرائم وصولا إلى استهداف سجن صعدة المكتظ بالنزلاء مؤخرا.
-عادة ما يكون ذلك الإنكار مؤقتا، ولا يستمر لأكثر من أسبوع أو أسبوعين على أكبر تقدير, وسرعان ما يأتي الإقرار بعد الإنكار، لكن بعد أن يكون هذا العالم الأصم والأطرش والأعمى قد أُعيد إليه سمعه وبصره وندّد واستنكر طويلا وطالب بالتحقيق العاجل وشدّد على معاقبة القتلة وعلى تشديد القيود من أجل ضمان حماية المدنيين والأعيان المدنية ، قبل أن يعود إلى سباته من جديد بمجرد أن يأتي الاعتراف السعودي ليضيف إلى سجله الحافل – بالنفاق والدجل والتواطؤ – رصيدا آخر ملطّخاً بالخزي والعار.
-لا زلنا نتذكر بحزن كبير وغضب يضاهي في قوته وسطوته البراكين والحمم، جريمة قصف الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، كان ذلك بعد عصر يوم السبت الموافق الثامن من أكتوبر من العام 2016م, حينها كان آلاف اليمنيين شيوخا وشبانا وأطفالا يقومون بواجب العزاء في وفاة والد جلال الرويشان نائب رئيس مجلس الوزراء، عندما قام العدوان بإرسال طائراته لتستهدف الصالة المزدحمة بالبشر بأربع غارات ليسقط نحو ألف يمني ما بين شهيد وجريح، وآخرون تفحمت أجسادهم ولم تُعرف هويتهم إلى يومنا.
-تلك المجزرة الوحشية والمروعة وغير المسبوقة في التاريخ المعاصر، بدمويتها وجبروتها تركت جروحا غائرة لن تندمل أبدا، في قلوب ووجدان ومشاعر الشعب اليمني, وقد قوبلت الجريمة يومها بردود فعل منددة وغاضبة من قبل كل بلدان العالم، والسبب في ذلك التنديد الواسع، أن السعودية أنكرت مسؤوليتها في بادئ الأمر, وحين أقر نظام ابن سلمان بمسؤوليته بعد ذلك بعشرة أيام تقريبا، كُمِّمت الأفواه مُجدّدا، وساد الصمت المطبق، وكأن شيئا لم يحدث.
-عندما يُنكر النظام السعودي قيامه بقتل الناس الأبرياء في كل مكان فإنه يُحسن من حيث يريد الإساءة، فكل الجرائم التي أنكرها كان لها صدى واسعا في المجتمع الدولي قبل اعترافه، ولو أنه سكت فقط ولم ينكر – كما يفعل مع معظم مجازره التي طالت وتطال الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والرجال في كل ربوع اليمن منذ سبع سنوات – لما تحدث عنها أحد في هذا العالم المشدوه والمنبهر ببريق المال الخليجي المدنّس.
لماذا الإعلام الرسمي؟
التأخير في صرف نصف الراتب لمنتسبي مؤسسات الإعلام الرسمي دونا عن كل مؤسسات الدولة يثير الكثير من التساؤلات والجدل.. فمنهم من يرى أن الأمر يتعلق بعدم الرضا عن أدائهم وآخرون يعيدونه إلى وجود من يتربص شرا بموظفي هذا القطاع الهام .. كثُر اللغط وزادت التأويلات .. فهل من توضيح رسمي حول هذه المعضلة الغامضة؟!