لا قبرَ حتى ترانا اليومَ زوّارَا
زُرْناكَ نهجًا وصرْنا منكَ ثوارَا
لا قبرَ يطوي خُطى الثوْراتِ إنْ
عبرتْ والثورةُ اليومَ تجري منكَ أنهارَا
“كُناسةُ” الأمسِ لا تطويكَ في قدرٍ
بل أنتَ أصبحتَ للطاغوتِ أقدارَا
لا عمرَ للثورةِ الأبقى يُزمّنها..
للهِ من ثورةٍ تحياكَ أعمارَا
هتفتَ بالأمسِ يا “منصورُ للأعدا
أَمِتْ” وصارَ الهُتافُ اليومَ هدَّارَا
هتافُ جدّكَ في (بدرٍ) ونحن به
نخوضُ بدرًا مع المختارِ أنصارَا
(الخيبريّون) خلفَ الشّركِ قد بعثوا
تحالفًا جاهليّا بعدما انْهارَا
غدا (أبو جهلَ) في أعرابِنا دولًا
و(مِرْحَبٌ) قد بنى في القدسِ أسوارَا
“أَمِتْ” أبا جهلَ.. إنّ أُميّةً بُعِثتْ
كالأمسِ.. واليومَ صارَ البغيُ دولارَا
“أَمِتْ” أبا جهلَ يا منصورُ أنتَ هنا
(زيدٌ) وزيدٌ بـ(كوبا) كان (جيفارَا)
بصيرةً كنتَ إيثارًا وتضحيةً
وكلُ شعبٍ يُضحّي منكَ قد صارَا
بصيرةً كنتَ في لبنانَ فانطلقتْ
فوقَ الجنوبِ رجالٌ حرّروا الدّارَا
بصيرةً كنتَ في (مرّانَ) شامخةً
كشاطئٍ يعتلي الأمواجَ والنّارا
بصيرةً رأسُها الأَعلامُ في زمنٍ
يشوّهُ النفطُ بالإعلامِ مَنْ ثارَا
بصيرةً تمنحُ الغاوينَ فرصتَهم
وإنْ أصرّوا فقد أبلغتَ إعذارا
“أمِتْ” جهادًا صناعيّاً بأسلحةٍ
تردُّ كيدَ العِدا.. بل خُضْتَ مشوارا
“أمِتْ” جهادًا زراعيّا فإنّ فمًا
يقتاتُ أكلَ العِدَا يستطعمُ العارا
إنّ الزنادَ الذي أيقظتَ ذروتَه
أصداؤهُ أيقظتْ في الكونِ أحرارَا
أطلقْ على رأسِ أمريكا فإنّ لها
رأسًا من النفطِ.. وامْنحْ للورى الثارَا
لن يصلبوا زيدَ فينا اليومَ ثانيةً
ما دمتَ تُرْدي رؤوسَ الكُفرِ مِغْوارَا
لن يُحرقوا ثورةً أطلقتها شرفًا
كرامةً، عزّةً، وعْيًا، وإعمارَا
(كُناسَةُ) الأمْسِ قد أعْلَتَكَ مئذنةً
أذّنْتَ فينا.. فلبّيناكَ ثوّارَا