العمل جارٍ في ترتيبات الاستعداد للمؤتمر الوطني للموارد الوراثية
رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي لـ”الثورة “: الهيئة بصدد الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية الموحدة للبحوث الزراعية
الهيئة تحتفظ بحوالي 6000 جينة وراثية مختلفة، وهي قيد الدراسة وعما قريب ستودع بنك الأصول الوراثية
حرب البذور بدأت قبل العدوان بعشرات السنين حينما كان اليمن بلدا مفتوحا للنهب من كل الاتجاهات
قال رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور/عبدالله العلفي إن الهيئة بصدد استكمال إعداد استراتيجية بحثية زراعية تهدف إلى الخروج برؤية وطنية مشتركة للأبحاث الزراعية ويشارك في إعدادها نخبة من المختصين في الجهات البحثية والجامعات اليمنية.
وأكد في حوار لـ “الثورة” أن الهيئة سلمت ما يزيد عن نصف طن من البذور المحسنة للمؤسسة العامة للحبوب المحسنة، وشملت حوالي 22 صنفاً، منوها إلى أن الهيئة في مجال الثروة الحيوانية تحتفظ بالسلالات المحلية، وأن لديها سلالات الأغنام يتم تحسينها ومن ثم إعادتها للمزارعين.
وتناول في الحوار مجمل قضايا البحوث والإرشاد الزراعي في اليمن، فإلى التفاصيل:
حاوره/ ابراهيم السراجي
ما هو دور البحوث لتحقيق تنمية زراعية مستدامة؟
البحوث بصورة عامة تنشد التنمية وتنشد التطوير والاستقرار للبلدان على مستوى خاص. لماذا؟ البحوث الزراعية بالذات البحوث تختصر المسافات وتقلل التكاليف ترشد القرارات.. تصوّب الاتجاهات.. تحل الإشكالات، وهذه الوظائف الأساسية للبحوث وتضمن الاستدامة في الحلول وتحسينها بشكل مستمر. فالعشوائية دائما لا تولد إلا الخسارة والفوضى لكن بالبحث دائما نحقق النجاح والتنمية والاستقرار.
ماهي أهم مخرجات البحوث من تقنيات زراعية في السنوات الأخيرة؟
في السنوات الأخيرة لا يخفى على الجميع ما تمر به البلد من عدوان غاشم، ومثل المجال الزراعي أحد أهداف العدوان الذي استهدف البنية التحتية للاقتصاد اليمني بدمار شامل.. البحوث الزراعية اشتغلت خلال السنوات الماضية، وكانت لديها مخرجات جيدة، ولكن أصابها الركود لمدة سبع سنوات وشلل تام. وفي 2020 م تم فيها استعادة نشاط الهيئة في المجال بشكل أفضل، وتم تسليم ما يزيد عن نصف طن من البذور المحسنة للمؤسسة العامة للحبوب المحسنة، وشملت حوالي 22 صنفاً، وتفاوتت الكميات من صنف لآخر، بالإضافة إلى عمل الهيئة مع المزارعين وعدد من جمعيات منتجي الحبوب التي تم تأسيسها من قبل المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب، وتبنّي المزارعين لعدد من أصناف الحبوب المختلفة سواء القمح أو الذرة الشامية أو الدخن.
والآن، بدأنا في مجال الأرز، وباذن الله نحقق فيه مجالات على مستوى الزراعة في تهامة، وكذلك البقوليات من الفول والبازيلاء وغيرها، ويتم تقييمها مع المزارعين. هذا ما يخص مجال الحبوب، أما في مجال الثروة الحيوانية نحتفظ بالسلالات المحلية لدينا سلالات الأغنام، وحاليا يتم تحسين هذه السلالات ومن ثم إعادتها للمزارعين في تهامة.
ماهي – في نظركم – أهمّ المشاكل الزراعية وسُبل حلها؟
كنا في الماضي بلداً زراعيا، ولدينا الخبرات، وروح المزارع عالم الاكتفاء الذاتي، كنا في الوصول للاكتفاء، ولكن دخول العولمة وفتح باب الاغتراب ودخول المنتجات المستوردة إعاقة الاستمرار بالتسويق وجعلت المزارعين يعزفون عن الاستمرار بالعمل وزيادة المشاكل ، ولكن سنسعى إلى حل هذه المشاكل مع الجهات والقطاعات وأصحاب هذا الجانب.
ما هي استراتيجية البحوث الحالية؟
نحن عملنا ونعمل على إعداد استراتيجية بحثية زراعية بالشراكة مع الجهات البحثية الأخرى، على وجه الخصوص الجامعات اليمنية المنتشرة في المحافظات سواء في عدن أو صنعاء أو ذمار وإب من خلال عمل الورش المصغرة التدريبية التخصصية شارك فيها عدد من المختصين والأكاديميين، وتهدف إلى الخروج برؤية وطنية مشتركة للأبحاث الزراعية سوف يتم تعميمها عبر وزارة التعليم العالي على كافة الجامعات التي لديها كليات زراعية لاعتماد هذه الاستراتيجية، وبحسب وعود وزارة التعليم العالي بعدم اعتماد أي شهادة سواء شهادات البكالوريوس أو الدراسات العليا إلا أن تكون أبحاث التخرج في إطار هذه الاستراتيجية للانطلاق بتطلعات القيادة السياسية، ونعمل على نشرها لما يخدم المجال التنموي الزراعي .
ما هو دوركم في توفير وتحسين البذور المحسنة؟
دورنا أساسي ومحوري وجوهري ولا نبالغ في ذلك، إذ أن الهيئة العامة للأبحاث والإرشاد الزراعي تلعب دوراً أساسياً في توفير البذور المحسنة من خلال جهتي استقطاب بذور تم العمل بها في مراكز دولية والوصول إلى نتائج والعمل على تجريبها في البيئات اليمنية المختلفة، وحاليا بدأنا بالتوجه الأقوى إلى إنتاج البذور المحلية من خلال عملية التهجين والتطفير والانتخاب وعملية التربية والتحسين المختلفة.
حدثونا دكتور عن المؤتمر الوطني حول الوضع الحالي للموارد الوراثية والتوجهات المستقبلية، ما أهدافه والجهات المشاركة فيه؟
العمل جار في ترتيبات الاستعداد للمؤتمر الوطني للموارد الوراثية من خلال إيماننا الكبير بما تزخر به اليمن من الموارد الوراثية هذا المؤتمر لن يقتصر على وزارة الزراعة فقط بل تشارك فيه وتسهم فيه جهات كثيرة على رأسها وزارة المياه والبيئة ووزارة الثروة السمكية ووزارة الشئون القانونية، وكذلك ستساهم عدد من الجهات منها الداخلية والعدل ليعلم الجميع بدوره الكبير في الحفاظ على الأصول الوراثية التي وهبها الله اليمن والأدلاء بدور هم، الإعدادات جارية في إقامة هذا المؤتمر، ويعقد لمدة 3 أيام، في اليوم الأول سيتم عرض عدد من الأوراق العلمية في محاور مختلفة، تم تقسيم هذه المحاور لتشمل كافة الأصول الوراثية نباتية وحيوانية وكائنات دقيقة أحياء مائية، في اليوم التالي سيقسم المشاركون لمجاميع عمل في حالة الأصول الوراثية والتطلعات المستقبلية والتشريعات والتنظيمات للأصول الوراثية، وفي اليوم الثالث سيتم استعراض أوراق العمل للمجموعات وإعلان النتائج والتوصيات كل في مجاله.
كم عدد المشاريع المحلية والأجنبية التي عملت بمركز الأصول الوراثية وماهي مخرجاتها ؟
مركز الأصول الوراثية التابع للهيئة العامة للإرشاد والبحوث الزراعي عملت محليا وأجنبيا على الكثير من المشاريع وللأسف كانت أكثر المشاريع خارجيا وأيضا للأسف تم تسريب الكثير من الأصول الوراثية للخارج بالمقابل بُني بنك الجينات ، 6000 جين ،ونحن بصدد دراستها والوصول إلى العدد الإجمالي الذي نمتلكه وتم الاحتفاظ بنتائج المسوحات الزراعية ووضعها في بنك الأصول الوراثية .
ماهي الأصناف المحلية من الحبوب أو البقوليات التي تم تصنيفها وحفظ أصولها عندكم في الهيئة أو مراكز الأصول الوراثية؟
المركز الوطني للمصادر الوراثية في الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي نسعى حاليا لتوسيع عمله ليس فقط مجال الحبوب ليشمل مجال الثروة الحيوانية للحفاظ على هذه الأصول …. اليمن غنية بالأصناف وهي بلد الذرة الرفيعة وتتنوع بتنوع المناخات بشهادة الخبراء اليمن بلد الذرة الرفيعة وتصل إلى أنواع بين الـ 5 إلى 10 عشائر من الذرة الرفيعة والشامية .. كادر المركز عمل على دورة استكشافية كثيرة وماتزال المسوحات مستمرة للتعرف على الأصناف للقمح والذرة وأصناف من الخضروات تم حفظها في المركز رغم تدمير العدوان لكثير من المراكز للهيئة ومنها فرع تهامة وفقد المعلومات وتم إعادتها من بنك الجينات .
كيف تقيمون مخرجات الأبحاث هل تخضع لمعايير جودة أو تقييم ومراجعة فقط؟
بالنسبة للأبحاث التي تجرى في الهيئة تمر بمراحل متعددة حتى إقرارها قبل التمويل . أولاً يتم مناقشة الأبحاث في اطار القسم داخل فرع الهيئة سواء مركز بحثي أو محطة بحثية تناقش من قبل المختصين في قسم المختصين وهو الأساس وما تم إقراره داخل هذا القسم يتم مناقشته في إطار المجلس الفني للمحطة البحثية أو المركز البحثي، ثم بعد ذلك يناقش مرة أخرى من قبل قيادة الهيئة يعني يمر بثلاث مراحل وفي المرحلة الأخيرة يتم استدعاء مرشدين واكاديميين من الخبراء والمختصين في ورش عمل كبيرة لمناقشة البرنامج البحثي بعد مروره لهذه المراحل ويتم إقرار وغربلة النتائج والعمل بها .
سمعنا ان هناك مشروعاً ممولاً من الفاو عام 2020بميزانية حوالي 500الف دولار ماهي مخرجاته؟
المشروع الممول من قبل الفاو بدأ تقريبا من 2019 أو 2018م المبلغ الإجمالي للموازنة يصل على دفع على سنوات متمثل في محافظتين أساسيتين ذمار وحضرموت يعمل فيه طاقم الهيئة ونحن استلمنا العمل في الهيئة العامة العام 2020م وما يزال هذا المشروع قائما وعملنا على تحسين مخرجات هذا المشروع من خلال السعي لإنشاء مدارس حقلية تضم عدداً من المزارعين يتم من خلالها إنشاء بنوك القرية، وبنوك البذور في القرى المختلفة في المرحلة الأولى على مستوى المديريات ويليها على مستوى القرى.
سمعنا ان المزارعين في ذمار محتفظون ببذور من القمح لا توجد عندكم في المركز؟
إن مصدر البذور المحسنة في الغالب تكون الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي يعني يتم إدخالها من مراكز بحثية مختلفة لكن بسبب الإهمال للجانب الزراعي خلال الفترات السابقة لم يتم توثيق الأعمال للهيئة بشكل كبير والاحتفاظ بها وتسجيلها عندما تولينا قيادة الهيئة بحثنا في الوزارة عن الأصناف التي تم تسجيلها، ولكننا وجدنا السجل فارغاً لا يوجد فيه أي صنف وهذا يعني أن جهود الباحثين السابقين أصبحت صفراً، ولكن هناك أصناف وجدت لدى المزارعين يتم تجريبها لأنها فقدت من الهيئة ما يهمناهو توحيد الجهود للمزارع والهيئة والباحثين للوصول إلى الأصناف التي تصل بنا للاكتفاء الذاتي.
كم عدد الأصناف من القمح أو الذرة التي جمعت من اليمن بشكل عام؟
العينات التي أخذت من قبل مركز الأصول الوراثية تصل إلى 6000 عينة لكن لا يعني ذلك انها 6 آلاف صنف لاختلافها وتشابه البعض منها تم التركيز على حفظ عدد من الأصناف في الذرة الرفيعة وكذلك القمح مثل العلس وكذا البلدي والسمراء والسجلاء في الشعير ونسعى لاستكمال حفظ هذه الأصول المحلية، كذلك مجالات الحفظ شملت الفاكهة والثروة الحيوانية وما تم إدخاله من المجتمعات الخارجية، لدينا مدخرات كبيرة من الأصول من صنعاء ومحطات بحث تهامة وكذلك تعز، كان لدينا مدخر من البن ولكن دمرها العدوان ولكننا نسعى إلى استكمالها وحفظها ونشرها.
كم الأصول الوراثية التي جمعتموها من أشجار الفاكهة وكذلك الخضروات؟
كان لدينا مدخر وراثي في المرتفعات الشمالية يضم حوالي 150 عينه من أشجار الفاكهة انتهت هذه بالكامل، وبدأنا في العام 20 و21 نعيد بعض هذه العينات، الآن لدينا تقريبا 40 عينة من التين والعنب والتوت ونسعى لاستكمال باقي العينات من الفرسك والخوخ والمشمش والسفرجل ونركز على ما سيندثر واستكمال الجمع من صنعاء وذمار والبيضاء، الأوراق المتساقطة تتواجد في والمرتفعات، وكذلك معنا مدخر وراثي في تهامة تم أنشاؤه 1981م في الذي يضم أشجار المانجو والنخيل، تم إدخال أشجار المانجو من دول متعددة على مراحل، تم إدخال 6 أصناف من الهند، وفي1986م تم إدخال عدة أصناف من مصر والسودان حوالي 7 أصناف وكذلك في عام 1986 من أمريكا وفي 2012م و2013م تم إدخال أصناف من مصر في إجمالي 48 وكانت حوالي 700 شجرة تحتوي الأصل الوراثي، دُمر الكثير منها بسبب العدوان، المتبقي بحدود 480 ،وأيضا أشجار النخيل فُقدت أيضا ولكننا نسعى لإعادتها وحفظ المدخر الوراثي والرعاية .
ما هو وضع اليمن من حرب البذور العالمية وماهي الإجراءات التي اتخذتموها حيال توفير البذور؟
حرب البذور لها فترة طويلة قبل العدوان بعشرات السنين اليمن كان بلداً مفتوحاً نهباً من كل الاتجاهات لعدم توفير الضوابط المنظمة للحد من الحرب، ولكن لم نصل للاكتفاء الذاتي بسبب دخول المنتجات الواردة من الخارج للحرب الزراعية وركود الإنتاج وإهمال الإنتاج وكذا هي الأمثال للاستيراد للدقيق الأبيض وغيره من المنتجات غير الصحية فلابد ان نسعى للعودة للنمط السابق صحياW ونعمل كمزارعين ومختصين وباحثين لعودتنا للاكتفاء الذاتي وزراعة هذه الحبوب.