إغلاق مطار عدن ومحاصرة المسافرين داخل ساحاته واستهداف طائرة أممية وأخرى مدنية
عدن.. الصراع على الجبايات يفجر اشتباكات عنيفة بين مرتزقة الإمارات في مدينة عدن
المليشيات المتناحرة استخدمت المدرعات والقذائف الصاروخية والرشاشات وسقوط قتلى وجرحى
الثورة /
شهدت مدينة عدن يوم أمس، اشتباكات عنيفة بين مرتزقة دويلة الإمارات استمرت حتى وقت تحرير هذا الخبر منذ صباح أمس الأحد، واستخدمت فيها قذائف الأربي جي والرشاشات والنيران الكثيفة.
وتعيش عدن الخاضعة لسيطرة دويلة الإمارات ومرتزقتها وضعا أمنيا مختلا جراء الحروب التي تتفجر بشكل شبه يومي في أحياء المدينة بين فصائل الارتزاق والعمالة، ويوم أمس أدت الاشتباكات التي اندلعت قرب مطار عدن إلى توقف حركة الملاحة من وإلى مطار عدن.
واتسعت رقعة المواجهات بين فصائل الارتزاق والعمالة منذ ظهر أمس الأحد، وأفادت مصادر محلية بأن رقعة المواجهات التي تفجرت صباحاً في خور مكسر بين فصيل من المرتزقة يتبع المرتزق شلال شائع بقيادة المرتزق صامد سناح، وفصيل يتبع قوة تسمي نفسها قوات الطوارئ في الحزام الأمني بقيادة المرتزق محمد الخيلي امتدت إلى مديرية المنصورة وسط انفجارات عنيفة هزت مدينة عدن.
وتتبع هذه المليشيات دويلة الإمارات التي تحتل مدينة عدن وتسيطر عليها من خلال فصائل ومليشيات من المرتزقة والعملاء، ضمن ما يسمى بالمجلس الانتقالي.
وأوضحت مصادر محلية أن الفصائل المتناحرة استخدمت قذائف وصواريخ أدت إلى انفجارات متواصلة، وسط غموض يكتنف مصير وزراء من حكومة الفار الخائن هادي الذين حوصروا بفعل الاشتباكات بمحيط مقر اجتماعهم.
مطار عدن يعلق رحلاته
وعلقت إدارة مطار عدن الدولي أمس الأحد، الرحلات الجوية من وإلى المطار، بسبب احتدام المعارك بين المرتزقة والعملاء المنتمين لما يسمى المجلس الانتقالي في محيط المطار.
وذكرت أنباء أن مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي العميل التابع لدويلة الإمارات قام باستهداف إحدى الطائرات المدنية التي حاولت الهبوط في مطار عدن، وطائرة أخرى تابعة للأمم المتحدة، وأكدت مصادر ملاحية أن إدارة المطار طلبت تأجيل موعد رحلات جوية كان يستعد المطار لاستقبالها أمس.
وأوضحت المصادر أن تعليق الرحلات الجوية أتى بسبب المعارك الطاحنة التي شهدتها مدينة عدن، بين مرتزقة دويلة الإمارات وبيّنت أن استهداف المطار بالقذائف كاد أن يتسبب بتحطم طائرة مدنية.
وأشارت إلى أن رحلة لطيران اليمنية كانت قادمة من مطار القاهرة إلى عدن عندما فشلت بالهبوط، في مسارها المعتاد بفعل كثافة النيران المتجهة صوبها، ما دفعها لتغيير وجهتها مؤقتاً ثم هبطت بصعوبة في المطار الذي بقي محاصرا من كل الاتجاهات.
خلافات على النهب والجبايات
تسببت الاشتباكات العنيفة التي تشهدها مدينة عدن بين مرتزقة الإمارات في إيقاف شبه كلي للحركة في المدينة منذ صباح أمس الأحد، وحتى وقت متأخر قالت مصادر محلية لـ”الثورة” إن الحرب العنيفة في عدن بين المرتزق محمد حسين الخيلي قائد مليشيات تسمي نفسها قوات الطوارئ والدعم الأمني، وبين المرتزق صامد سناح قاد كتيبة في نفس المليشيات التي تتبع المجلس الارتزاقي الذي يسمي نفسه المجلس الانتقالي والتابع لدويلة الإمارات.
وبيّنت المصادر أن الاشتباكات المستمرة تفجرت بسبب الخلافات بين فصائل الارتزاق على النهب والجبايات والحوافز والإتاوات التي يتقاضاها المرتزقة من دويلة الإمارات العدوانية المارقة، وأوضحت أن مليشيات المدعو محمد الخيلي حاولت منع مليشيات المدعو صامد سناح من نهب الصرافين والتجار وأصحاب البسطات والمحلات، بحجة أن قائد القوة الخيلي هو المخول بذلك، ما دعا بمليشيات المدعو سناح للاحتجاج.
ويفرض مرتزقة دويلة الإمارات إتاوات وجبايات على التجار ورجال الأعمال والصرافين ويمارسون النهب تحت تهديد السلاح بشكل مستمر.
ومساء أمس أكدت مصادر محلية لـ”الثورة” مشاهدتها لمدرعات يستخدمها الطرفان في الاشتباكات العنيفة، مؤكدة بأن مختلف أنواع الأسلحة من رشاشات وقذائف صاروخية وأربي جي تستخدم في المعارك داخل الأحياء المدنية.
انفلات وحروب شبه يومية
لم تكن الاشتباكات التي اشتعلت في مدينة عدن أمس هي الأولى فقد أتت ضمن سيناريو يعصف بـ”المدينة المحتلة” الخاضعة لسيطرة عصابات ومليشيات عميلة مشكلة من فصائل متناحرة من المرتزقة والخونة التابعين لدويلة الإمارات التي تسيطر على عدن.
ولم تتعافى مدينة عدن منذ اجتاحتها دويلة الإمارات عبر مرتزقتها وعملائها ودواعشها في 2015، حيث تصاعدت أعمال الفوضى والعنف والاغتيالات والانفلات الأمني والنهب وجرائم القتل التي تمارسها مليشيات الارتزاق والعمالة بشكل شبه يومي.
وكان محيط مطار عدن قد شهد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حالة من التوتر، على خلفية احتجاجات قام بها عدد من الموظفين للمطالبة بتسوية أوضاعهم وصرف مستحقاتهم المالية.
وفي الـ 10 من تشرين الثاني/نوفمبر، انفجرت سيارة ملغومة كانت تقف في الخط العام بشارع المعلا، في عدن، أثناء مرور موكب أحمد لملس المسمى “محافظ عدن” وآخر يدعى سالم السقوط، يطلق على نفسه وزير الزراعة.
وتعاني عدن وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته أوضاعاً اقتصادية سيئة للغاية، بعدما ارتفعت الأسعار وانهارت أسعار العملات هناك.
ويوم الإثنين الماضي، لوّح المجلس الانتقالي المرتزق التابع للإمارات بطرد وزير تابع للمرتزق الفار هادي، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الصراع بين فصائل الارتزاق والعمالة ما يهدد حياة المواطنين وينذر بأوضاع قاتمة.