العدوان الغاشم كثَّف من غاراته الدموية مستغلاً قطع الاتصالات والإنترنت عن اليمن

على مدى أربعة أيام.. اليمن عاش معزولاً عن العالم بعد استهداف البوابة الدولية للإنترنت من قبل طيران العدوان

 

 

الثورة/ هاشم السريحي

عادت خدمات الإنترنت إلى وضعها الطبيعي في جميع المحافظات بعد انقطاع دام أكثر من 96 ساعة، وكانت اليمن دخلت في عزلة بسبب غارات العدوان خلال الأيام الماضية بدءاً من الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة 21 يناير 2022م استمرت لمدة أربعة أيام متتالية، حيث شن تحالف العدوان غارة جوية على مبنى الاتصالات بالحديدة، أدى ذلك إلى قطع خطوط الاتصالات والإنترنت عن اليمن بشكل كلي.
وقالت مجموعة «نت بلوكس» التي تراقب نشاط الإنترنت، إن انقطاع الشبكة بدأ حوالي الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، وأثر على الشركة اليمنية للاتصالات «تيليمن» المملوكة للدولة والتي تتحكم في الوصول للإنترنت بالبلاد، وقالت «نت بلوكس» أيضاً إن اليمن يواجه انقطاعاً للإنترنت على مستوى البلاد في أعقاب غارة جوية على مبنى الاتصالات بالحديدة.
وأشار مركز التحليل التطبيقي لبيانات الإنترنت ومقره في سان دييغو وشركة الإنترنت «كلاودفلير» ومقرها في سان فرانسيسكو، إلى حدوث انقطاع على مستوى البلاد بدءاً من الوقت نفسه تقريباً، وبعد أكثر من 48 ساعة، ما يزال الإنترنت معطلاً، فالمهندسون لم يتمكنوا من بدء إصلاح المشكلة جراء تهديدات مستمرة من قبل تحالف العدوان.
شركة تيليمن
وفي نفس السياق صرح مصدر مسئول في كلٍ من المؤسسة العامة للاتصالات وشركة تيليمن أن الفرق الهندسية باشرت منذ يوم الأحد 23 /1 /2022م – بعد التمكن من دخول المبنى- بتقييم الأضرار الناجمة عن القصف المباشر الذي استهدف مبنى البوابة الدولية للاتصالات والإنترنت في مدينة الحديدة مساء يوم الخميس الموافق 20 /1 /2022م والذي أسفر عن دمار وأضرار بالغة في المبنى ومعظم التجهيزات الفنية بداخله وخروجها عن الجاهزية.
وأشار المصدر إلى أن الفرق الهندسية المتخصصة قامت بمباشرة أعمال نقل واستبدال وإصلاح التجهيزات المتضررة، كما بذلت جهوداً جبارة على مدار الساعة في سبيل تجاوز وحل الكثير من الإشكاليات الناجمة عن الدمار الذي لحق بالتجهيزات الفنية جراء القصف، مما سهل عودة خدمات الاتصالات والإنترنت.
وقد أكد المصدر أن المؤسسة العامة للاتصالات وشركة تيليمن تبديان حرصهما الدائم على استمرارية تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت بحيادية ومهنية لكافة المواطنين في الجمهورية اليمنية، وأنهما تبذلان كافة الجهود في سبيل ذلك، كما تجددان الدعوة إلى ضرورة تحييد خدمات الاتصالات والإنترنت وحماية القطاع وتجنيب منشآته الاستهداف والقصف.
جمعية الإنترنت
من جهة أخرى أدانت جمعية الإنترنت-اليمن الاستهداف المتكرر والممنهج للبنية التحتية للاتصالات والإنترنت، مشيرة إلى أن الاستهداف المباشر، ليلة الجمعة الموافق 21 يناير 2022 لمبنى الاتصالات في مدينة الحديدة، قد نتج عنه تدمير تجهيزات البوابة الدولية وخروج خدمة الإنترنت عن الخدمة بصورة كلية في كافة مناطق الجمهورية اليمنية، والذي تسبب في شلل تام في قطاعات المال والأعمال والتعليم والصحة.
وأضاف بيان الإدانة الذي نشرته الجمعية على صفحتها بالفيسبوك، «تظل خدمات الاتصالات والإنترنت المنفذ الوحيد في ظل الحصار الخانق الذي يعاني منه اليمن منذ ما يزيد عن سبع سنوات، حيث يعتبر الوصول إلى الإنترنت حقاً من حقوق الإنسان، وحرمانه منه يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون الدولي».
وطالبت الجمعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني بالقيام بدورها في اتخاذ خطوات جادة للضغط على دول تحالف العدوان لتحييد قطاعي الاتصالات والإنترنت وتوفير الحماية اللازمة للفرق الهندسية المختصة بإصلاح ما يتم تدميره.
كابل فالكون
ينقل كابل فالكون الموجود تحت البحر الإنترنت إلى اليمن عبر ميناء الحديدة على طول البحر الأحمر لشركة «تيليمن»، كابل فالكون له مخرج على الأرض آخر في ميناء الغيضة بأقصى شرق اليمن، لكن غالبية سكان اليمن يعيشون في غرب اليمن على طول البحر الأحمر.
الكابلات الأرضية الموصلة من السعودية مقطوعة منذ بدء العدوان على اليمن، بينما لم يتم توصيل كابلين آخرين تحت البحر بسبب الصراع، حسبما ذكرت «تيليمن» في وقت سابق.
تدمير ممنهج
تعرض قطاع الاتصالات في اليمن للتدمير المباشر من قبل تحالف العدوان ودمرت بالغارات 558 شبكة ومحطة اتصال، كما دمر بشكل مباشر 32 % من البنية التحتية للاتصالات، و24 % تدميراً جزئياً.
وتسبب العدوان الغاشم في إغلاق 774 منشأة ومرفقاً خدمياً خاص بالاتصالات والبريد في عموم محافظات الجمهورية، كما دمر 248 برجاً تابعاً لقطاع الاتصالات، وألفاً و652 محطة اتصالات، و46 منشأة سنترالات، وألفاً و458 معدات قوى وتكييف و32 كبينة اتصالات.
حقوق الإنسان
من جانب آخر أكد مراقبون أن الإنترنت حق من حقوق الإنسان، وينبغي تحييد قطاع الاتصالات والإنترنت وعدم استخدامه كأداة في الحروب والصراعات.. مشيرين إلى أن المغتربين اليمنيين قد عانوا صعوبة التواصل مع ذويهم في داخل اليمن بعد أن شهدت مناطق اليمن منذ الساعات الأولى لفجر الجمعة الماضية انقطاعاً لخدمة الإنترنت، واستمرت المعاناة لمدة أربعة أيام حتى عودتها مساء الاثنين 24 يناير 2022م.

قد يعجبك ايضا