جرائم موثقة تحشر تحالف العدوان في مأزق الفضائح.. محاولات الإنكار لا تعفي الإماراتيين ولا السعوديين

مركز التحليل التطبيقي لبيانات الإنترنت يثبت بأن غارة جوية أدت إلى عزل اليمن عن الانترنت ومنظمات أممية تثبت جريمته بقصف سجن صعدة

 

 

تقرير/ عبدالرحمن عبدالله
يعود تحالف العدوان على اليمن إلى سيرته الأولى ، يرتكب المجازر والمذابح والجرائم المروعة ثم يلعب دور الضحية ويذرف دموع التماسيح ، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عمد تحالف العدوان ليلة الجمعة الماضية إلى قصف مبنى الاتصالات في الحديدة بغارة جوية منتصف الليل، وبعيد إعلانه بدء عملية عسكرية بضربات جوية دقيقة في الحديدة شن الغارة على الاتصالات ليعزل اليمن عن العالم بقطع الانترنت عنه ، ويوم أمس قال، إن انقطاع الانترنت سببه شيء آخر.
في الليلة نفسها الجمعة، شن ثلاث غارات على سجن الاحتياطي بمحافظة صعدة ، قاتلا أكثر من 300 محتجز ما بين شهداء وجرحى ، بعد المذبحة بساعات قال إنه يحمل (الحوثيين) المسؤولية لأن الأمم المتحدة لم تبلغه بأن المبنى لسجن يفترض أنه محمي ضمن قائمة الأهداف المحمية ، أما بالأمس فقد قال إن المذبحة هي عبارة عن تقارير لا أساس لها من الصحة.
حالة مستعصية لا يمكن فهمها وتفسيرها، إلا أننا أمام تحالف فاشل ومهزوم ومأزوم في آن ، يفعل الفعل ويتبرأ منه ، يعجز عن إيجاد مخارج لنفسه وعن إيجاد أهداف عسكرية ثم يحرك طائراته فوق رؤوس المدنيين.
خلال الأيام الماضية واصل التحالف السعودي – الإماراتي ارتكاب المجازر بحقّ المدنيين العزّل في اليمن، تصعيد أتى انتقاميا بعد الضربة التي تلقتها دويلة الإمارات «إعصار اليمن» في مطارَي دبي وأبو ظبي وفي منطقة المصفح الصناعية في العاصمة الإماراتية، والتي أتت في سياق معادلات الرد المشروع للشعب اليمني الذي يتعرض للعدوان والحصار.
كان من بين جرائم العدوان تعمُّده استهداف أبراج الاتصالات والإنترنت، وقصف سجن الاحتياطي بمحافظة صعدة ، وقبل ذلك قصف الحي الليبي في العاصمة صنعاء ، وشن غارات عنيفة ومروعة طيلة الليالي الماضية على العاصمة والمحافظات.
مئات الشهداء والجرحى، وصلت الحصيلة إلى 400 شهيد وجريح في غضون التصعيد العدواني الأخير ، ودمار كبير في الممتلكات والبنى التحتية المدنية، خلّفته طائرات تحالف العدوان الإماراتي الأمريكي السعودي في صنعاء الحي الليبي ، وصعدة السجن المركزي، والحديدة مبنى الاتصالات.
•عزل اليمن عن الانترنت
وشن تحالف العدوان ثلاث غارات جوية على السجن في ساعة مبكرة من صباح أمس الأول الجمعة، في وقت كانت فيه غارة جوية أخرى شنها تحالف العدوان في مدينة الحديدة الساحلية، عزلت اليمن تماماً عن الإنترنت.
وقالت مجموعة «نت بلوكس» التي تراقب نشاط الإنترنت، إن انقطاع الشبكة بدأ حوالي الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي، وأثر على الشركة اليمنية للاتصالات «تيليمن»، المملوك للدولة والتي تتحكم في الوصول إلى الإنترنت بالبلاد ، وقالت «نت بلوكس» أيضاً، إن اليمن يواجه «انقطاعا للإنترنت على مستوى البلاد» في أعقاب غارة جوية على مبنى للاتصالات.
وأشار مركز التحليل التطبيقي لبيانات الإنترنت ومقره في سان دييغو وشركة الإنترنت «كلاودفلير» ومقرها في سان فرانسيسكو، إلى حدوث انقطاع على مستوى البلاد يؤثر على اليمن بدءا من الوقت نفسه تقريبا ، وبعد أكثر 48 ساعة، ما يزال الإنترنت معطلا ، فالمهندسون لم يتمكنوا من بدء إصلاح المشكلة جراء تهديدات مستمرة من قبل تحالف العدوان.
الغارة التي شنها تحالف العدوان على مبنى الاتصالات في مدينة الحديدة الساعة الواحدة صباح الجمعة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى ، أظهرت الصور والفيديوهات فرق الإنقاذ وحجم الدمار والشهداء والجرحى الملطخين بالدماء.
تقول وكالة الاسوشيتدبرس «تتوافق صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها الأسوشيتدبرس مع الصور التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي لمبنى الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي تمت تسويته بالأرض بسبب الغارة الجوية».
في تلك الليلة تحالف العدوان أقر بإعلان موثق بشن ضربات جوية ادعى أنه يسعى لتدمير قدرات عسكرية في الحديدة ، لكن الغارة استهدفت مبنى الاتصالات وسط المدينة، ما أدى إلى عزل اليمن عن الانترنت.
وفيما يحاول تحالف العدوان الإنكار أكدت «نت بلوكس» أن الضربة الجوية قد عزلت اليمن تماماً عن الانترنت.
ينقل كابل فالكون الموجود تحت البحر الإنترنت إلى اليمن عبر ميناء الحديدة على طول البحر الأحمر لشركة «تيليمن». كابل فالكون له مخرج على الأرض آخر في ميناء الغيضة بأقصى شرق اليمن، لكن غالبية سكان اليمن يعيشون في غرب البلاد على طول البحر الأحمر.
كما تسبب قطع كابل فالكون في عام 2020 بسبب مرساة سفينة في انقطاع الإنترنت على نطاق واسع في اليمن.. الكابلات الأرضية الموصلة إلى السعودية مقطوعة منذ بدء العدوان على اليمن، بينما لم يتم حتى الآن توصيل كابلين آخرين تحت البحر بسبب الصراع، حسبما ذكرت «تيليمن» في وقت سابق.
•جريمة حرب عن سابق إصرار وترصد ومحاولات إنكار
كانت الغارات الجوية التي شنها تحالف العدوان على سجن الاحتياطي بمحافظة صعدة شمالي اليمن، أمس الأول الجمعة، جزءا من هجوم جوي وبري مكثف يمثل تصعيدا في الحرب العدوانية على الشعب اليمني المستمرة منذ حوالي ثمانية أعوام.
قبل الغارات أعلن تحالف العدوان في بيانات رسمية صدرت باسمه ونشرتها وكالات سعودية رسمية عن بدء عمليات عسكرية في الحديدة ، عقب الإعلان تعرض مبنى الاتصالات في الحديدة للقصف، ما أدى إلى خروج اليمن عن الانترنت ، ثم لاحقاً شن الغارات على السجن الاحتياطي بصعدة.
بالأمس تحاول السعودية إنكار الجريمة، حيث زعمت أن المجزرة مجرد اتهامات فقط ، ونفت ما تم تداوله من تقارير حول استهداف مركز احتجاز بمحافظة صعدة اليمنية، ووصفت هذه التقارير بأنها «عارية من الصحة».
نفي تزامن مع رسائل وجهتها دويلة الإمارات إلى أكثر من جهة تزعم أن لا علاقة لها بالجرائم التي ارتكبت في اليمن مؤخرا ، فمن يا ترى ارتكب المذابح؟
زعم ناطق العدوان في وقت سابق المدعو تركي المالكي، أن الأمم المتحدة أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تبلّغ تحالفه المجرم أن الموقع يحتاج إلى حماية من الضربات الجوية، وهذا الأمر يفصح عن نفسه ، الجريمة سعودية وإماراتية وأمريكية ، والعقاب على الجميع.
لم يكن استهداف السجن الاحتياطي بمدينة صعدة يوم الجمعة الفائت الجريمة الأولى فقد سبقه جرائم مماثلة ارتكبها تحالف العدوان ، ففي سبتمبر 2019، استهدف بغارة جوية مركز سجن الأسرى بمحافظة ذمار البلاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص وإصابة العشرات من الأسرى المحتجزين من المقاتلين التابعين للتحالف ذاته.
وفي 24‏/12‏/2021 — أقدم تحالف العدوان على ضرب محيط سجن الأسرى في مبنى قيادة الأمن المركزي بالعاصمة صنعاء بعدة غارات أدت إلى تدمير بعض مرافق السجن ، قبل ذلك قصف سجناً في الشرطة العسكرية ، وفي العام 2015 قصف تحالف العدوان سجن الزيدية بمحافظة الحديدة ، وفي العام نفسه قصف سجن البحث الجنائي ومقر البحث في العاصمة صنعاء ، لتجدد جريمته يوم أمس الأول بقصف سجن صعدة سجلا إجراميا حافلا باستهداف السجون ومقرات الاحتجاز.
غارات تحالف العدوان لم تشن منذ الغارة الأولى إلا على السجون والمنازل والأحياء والمدارس والمستشفيات وحفلات الزفاف، والعزاء والأسواق وغيرها ، نحن أمام تحالف إجرامي يرتكب الجريمة ثم يذهب لإنكارها.

قد يعجبك ايضا