القوات المسلحة تدك دويلة الإمارات.. ضربة مميتة أشعلت الحرائق في أبو ظبي ودكت المنطقة الصناعية في المصفح...هل تستوعب الإمارات الدرس جيداً
العملية ضربت مطار أبو ظبي ومدينة صفيح الصناعية وسجلت خسائر كبيرة
إرباك في حركة الطيران بمطار أبو ظبي وانهيار في البورصة المالية وخسائر لشركة ادنوك
قلق وذعر أصاب أمراء الإمارات.. العملية أجبرت ابن زايد على إلغاء اجتماع مع الرئيس الكوري
الثورة / تقرير/عبدالرحمن عبدالله
أعلنت القوات المسلحة أمس الإثنين 17 يناير/كانون الثاني 2022، استهداف عاصمة دويلة الإمارات المعتدية أبوظبي بخمسة صواريخ بالستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة، واعترفت شرطة أبوظبي باندلاع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة بمطار العاصمة أبو ظبي.
واعترفت الإمارات على لسان شرطتها بأن حرائق اشتعلت جراء العملية التي وقعت في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح «آيكاد 3» بالقرب من خزانات أدنوك.
واشتعلت الحرائق في المنطقة الصناعية في المصفح وفي مطار أبوظبي الذي يحتضن قاعدة الظفرة الجوية التي تستخدمها الإمارات لطائراتها العسكرية التي تشن الغارات على اليمن.
وتوقفت الملاحة الجوية في مطار أبو ظبي لساعات ، حيث رصد موقع التتبع الملاحي خلو أجواء المطار من الطائرات ، لأكثر من ساعتين.
أهداف حيوية
تعد العملية هي الأولى من نوعها التي تستهدف دويلة الإمارات منذ بداية العدوان على اليمن الذي تشترك فيه ، وهي الضربة الأولى بعد التصعيد الأخير الذي قامت به الإمارات في محافظة شبوة ، ويعتقد أنها ستتبعها عمليات أخرى إذا لم تتوقف الإمارات عن تصعيدها في اليمن.
وظلت العملية مستمرة لساعات واعترفت سلطات الدويلة الإماراتية بأن حريقين في العاصمة أبوظبي نشبا يوم أمس ، وأكدت شرطة أبوظبي في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام) «اندلاع حريق صباح أمس مما أدى إلى انفجار في عدد 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح… بالقرب من خزانات أدنوك… كما اعترفت بنشوب حريق في منطقة منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي».
وتتكم دويلة الإمارات عن الخسائر المباشرة التي أصابتها جراء العملية النوعية وحجم الخسائر التي تسببت بها ، لكن بيانات ملاحية لموقع فلايت رادار أظهرت حدوث اضطراب في حركة الطائرات القادمة إلى مطار أبوظبي.
مطار أبو ظبي
يعتبر مطار أبو ظبي من أهم المطارات الحيوية لدويلة الإمارات ، ويحتوي على قاعدة الظفرة العسكرية الجوية أكبر قواعد الإمارات التي تستخدمها للطائرات العسكرية التابعة لها.
ويعد المطار من أهم مصادر الإيرادات التي تحصل عليها دويلة الإمارات ، من خلال الجمركة والسوق الحرة في المطار وشركات الطيران والملاحة ، ويقع المطار في إمارة أبوظبي ويبعد مسافة ليست بالطويلة عن أبو ظبي، ويعد هذا المطار مركز لعمليات طيران الإتحاد الإماراتي.
مدينة المصفح الصناعية
تعتبر مدينة المصفح، القريبة من مطار أبوظبي، مدينة صناعية واقتصادية رئيسية في العاصمة الإماراتية، وبالتالي فإن استهدافها يمثل تحولاً ضخماً في مسار العدوان على اليمن ، وعمليات الرد التي تنفذها القوات المسلحة.
وتقع منطقة مصفح مصفح الصناعية جنوب غرب أبوظبي ، وتعد المنطقة من أهم المناطق الاقتصادية في الإمارات وتحتوي المنطقة على أقدم ميناء في الإمارات ، وتقسم المنطقة إلى 5 مناطق صناعية هي:
– ايكاد 1 التي تضم المجمعات المتخصصة في الصناعات الهندسية الثقيلة
– ايكاد 2 وتضم المجمعات المتخصصة في الصناعات الخفيفة والمتوسطة
– ايكاد 3 وتضم الصناعات الخفيفة والمتوسطة وبعض الشركات الدولية
– ايكاد 4 المتخصصة في الصناعات التكنولوجية المتطورة
– ايكاد 5 وتضم المجمعات المتخصصة في صناعة السيارات
وتحتوي المنطقة على معارض ومراكز صيانة لعلامات السيارات العالمية ومنها شركة “أودي” و”وبنتلي” و”بورش” و”فوكس فاجن”.
خسائر كبيرة
قالت وكالة رويترز يوم أمس نقلا عن أدنوك الإماراتية إن الحادث سبب خسائر مالية ، وقالت الوكالة كان المؤشر الرئيسي للأسهم في بورصة أبوظبي صعد بما يصل إلى 0.3 بالمئة في التعاملات المبكرة ليغلق على انخفاض وصل 0.1 بالمئة بعد العملية.
وقالت رويترز إن المؤشر الرئيسي للأسهم في بورصة أبوظبي يغلق منخفضا بعدما تخلى عن مكاسبه الأولية بعد العملية التي أدت إلى انفجارات وحرائق في أبو ظبي.
ووصفت وكالة «بلومبيرغ» العملية بالضربات المميتة التي تزعج الخليجيين وحلفاءهم ، وقالت وكالة «بلومبيرغ» إن إحدى أكبر الهجمات حتى الآن على أراضي الإمارات أشعلت حريقًا في مطار أبوظبي الدولي الرئيسي يوم الاثنين وأضرم النيران في شاحنات صهاريج الوقود في المنطقة الصناعية قريبة ، وقالت إن أسواق الأسهم الإماراتية اتجهت نحو الخسائر ؛ وانخفاض الرصاص في أسهم دبي.
وقالت إن الحريق بخزانات الوقود بالقرب من مخازن مجموعة أدنوك النفطية الإماراتية الحكومية ، وقال أدنوك إن الهجوم وقع في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.
وقال توربيورن سولتفيدت ، المحلل في شركة الاستخبارات المخاطر فيرسك مابليكروفت ، إن التقارير عن الأضرار التي لحقت بشاحنات الوقود والتخزين يثير قلق مراقبي سوق النفط ، ويقلق سوق النفط بشكل عام.
وأشارت إلى أن الهجوم تسبب في أضرار لمنشآت النفط الإماراتية، وتسبب في إرباك حركة الملاحة الجوية في مطار أبوظبي.
ولفتت إلى أن هذه العملية تعد الأكبر من نوعها حتى الآن على الأراضي الإماراتية، مؤكدة أن استهداف المنشآت النفطية الإماراتية أثار قلق مراقبي سوق النفط لوجود تهديد مستمر ضد البنية التحتية النفطية في المنطقة.
قلق ورعب يجتاح أمراء الإمارات
كشفت وسائل إعلام أجنبية أن ما وصفته بالهجوم الجوي الذي استهدف أماكن حيوية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الاثنين، تسبب بحالة إرباك وقلق بالغ للقيادة الإماراتية وألقى بظلاله على المخاطر التي تحف سوق النفط في المنطقة.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» أن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدويلة الإمارات محمد بن زايد ألغى اجتماعا كان مقررا أمس مع رئيس كوريا الجنوبية في أبوظبي بسبب وصفه بـ «مسألة غير متوقعة تتعلق بأمن الدولة» حد تصريحات إماراتية.
ويزور رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، دويلة الإمارات ضمن زيارات يجريها للمنطقة ، وأفادت وكالة الأنباء المحلية “يونهاب”، أن كوريا الجنوبية وقعت اتفاقا مبدئيا لبيع صواريخ أرض – جو متوسطة المدى للإمارات يوم أمس الأول الأحد.
وأشار المكتب الرئاسي إلى أن الاتفاق جاء بعد محادثات جمعت الرئيس “مون”مع رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي ، وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الصفقة أن تصل الصفقة إلى 3.5 مليار دولار، بحسب الوكالة.
صفعة جديدة
أتت العملية التي نفذتها القوات المسلحة على دويلة الإمارات ردا على التصعيد الذي قادته دويلة الإمارات على محافظة شبوة اليمنية ، من خلال دفع مرتزقتها على الأرض بشن زحوفات عسكرية واسعة ، وقصف جوي مكثف من الطائرات الإماراتية التي شاركت بمتوسط يومي 100 غارة في اليوم ، وموَّلت العملية بمبلغ 500 مليون دولار ، كما أتت بعد التحذيرات التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على لسان المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع.
وهي العملية الثانية التي أتت بعد عملية ضبط سفينة عسكرية مسلحة إماراتية في المياه اليمنية على سواحل الحديدة الأيام الماضية خلال قيامها بعمليات شحن عسكرية واختراقها للمياه اليمنية.
وسبق أن وجه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نصيحة إلى الإمارات قبل عامين عقب إعلانها الانسحاب من اليمن ، وقال: إن الانسحاب إذا صح أمر كان يجب فعله من قبل ، وعلى الإمارات أن تكون ملتزمة بذلك ، نصيحة لم تجد آذانا مصغية لدى الإماراتيين الذين تعمدوا التصعيد مؤخرا بشكل غير مسبوق.
فيما أظهرت مشاهد فيديو تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي جانباً من مطار أبوظبي الدولي وأعمدة الدخان تتصاعد بشكل كثيف بعد العملية.
وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها العمق الإماراتي لعمليات نوعية تنفذها اليمن منذ ادعت الإمارات انسحابها من الحرب على اليمن، قبل أكثر من عامين ، وقال محمد البخيتي- عضو المكتب السياسي لأنصار الله، لقناة الجزيرة إن «الإمارات كان لديها رغبة في الانسحاب من اليمن ووفرنا لهم الانسحاب الآمن وحفظ ماء الوجه بالفعل، لكنهم عادوا للتصعيد وتكثيف عدوانهم علينا، فكان هذا بداية الرد من جانبنا».
وكانت دويلة الإمارات قد دفعت بمرتزقتها إلى التصعيد بمحافظة شبوة وزحفت على أجزاء من عسيلان في شبوة وزحفت باتجاه بيحان، ووصف الأستاذ محمد البخيتي العملية بأنها البداية، وقال بأنه ستكون هناك عمليات أخرى «إذا اختارت الإمارات طريق التصعيد»، والرسالة نفسها أكدها العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في بيانه قبل أيام ، وهو الأمر الذي أكده رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام في تعليقه أمس على العملية ، وعضو الوفد الوطني عبدالملك العجري من أن الإمارات ستتعرض لمزيد من العمليات إذا اختارت طريق التصعيد.
ويرى مراقبون أن الإمارات بين خياري الاستمرار في التصعيد وبالتالي ستتعرض لضربات مميتة وأوسع ، أو التهدئة من خلال قنوات تواصل خلفية.
بنك أهداف حيوي
وتملك القوات المسلحة بنك أهداف حيوية وهامة أعلن عنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في مؤتمر صحفي سابق ، قال فيه: إن قواتنا تملك بنك أهداف سعودية إماراتية واسعة ، وقال: إن من ضمن المستوى الأول من بنك الأهداف 9 أهداف بالغة الأهمية، منها ستة أهداف في السعودية وثلاثة في الإمارات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي كشف فيه العميد سريع تطورات الموقف القتالي في الجبهات وحصاد العام 2019م، وأكد توسيع بنك أهداف القوات المسلحة ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان وأن بنك أهداف القوات المسلحة ينقسم الى 3 مستويات بحسب الأهمية.
وقال العميد سريع: “الاستمرار في استهداف شعبنا وبلدنا يعني استمرار قواتنا في الرد المشروع والمناسب وذلك بضربات موجعة على ما تختاره القيادة من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”، مؤكداً أن القوات المسلحة في جهوزية تامة لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير إذا ما أصدرت القيادة توجيهاتها القاضية بتنفيذ العملية.
الخلاصة هنا هي أن العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة أتت ردا على التصعيد الإماراتي ضد اليمن ، وأن الإمارات بانتظارها المزيد والمزيد إن لم تتجه إلى طريق التهدئة والانسحاب.