يبدو أن خرافة الإخوان المتأسلمين، بدأت تكتب الفصل الأخير من نهايتها. ما يقرب من المئة عام وهذه الجماعة تتآمر على الأمة لصالح أسيادها المستعمرين؛ تتاجر بالمقدس، وتحتل الجوامع والمدارس، وتحرف الكلم عن مواضعه، وتحشو رؤوس النشء بالخرافة والحقد والكراهية للآخر، وتعطل طاقات الأمة، بما تبثه من سموم الزيف.
مئة عام من الشعارات التي تستغل عواطف الناس؛ من شعار تطبيق الشريعة إلى الإسلام هو الحل. وعندما يصلون إلى الحكم ينبذون كل شيء وراء ظهورهم.
جماعات دمرت إمكانيات الأمة، وشوهت الإسلام، وارتمت في أحضان اليهود والنصارى، والقوى الإمبريالية والاستعمارية المعادية لمصالح الشعوب.
الهزيمة التي تجرعها حزب العدالة والتنمية مؤخراً في انتخابات المغرب غير مسبوقة. والأكاذيب والاستغلال والمتاجرة بالدين انفضحت، ولم تعد تنطلي على السذج من الناس، الذين تبحثون عمن يحقق طموحاتهم في الحرية والكرامة والعيش الكريم.
هُزمت تلك الجماعة في المغرب، وقبلها في تونس، ثم في السودان ومصر.
أثبتت الوقائع إن هذه الجماعة لا تستطيع العيش في النور، وفي ظل الديمقراطية، وتجد مكانها الذي تفرخ فيه بيوضها في ظل الأزمات والحروب والمؤامرات والإرهاب والظلام.
تلك جماعات الخراب ما دخلت بلدا إلا ولحقه الدمار. فهي تقدم مصالحها على مصلحة الأمة، وتختزل الوطن والدين والدنيا في نفسها، ولا تمتلك رؤية، أو برنامج للنهوض بالواقع.
ولو ألقينا نظرة على خارطة تساقطها في كل من مصر وليبيا والسودان واليمن وتونس والمغرب، لوجدنا خرابا لحق هذه الأقطار، سواء بشكل مباشر؛ كالدمار والحروب، أو بشكل غير مباشر كالتخريب وسوء الإدارة، ونهب المال العام وإقصاء ومحاربة الكادر، وأخونة الوظيفة العامة بما تسميه التمكين.
لقد دعمت أمريكا والغرب الجماعات الإخوانية بكل إمكانياتها للوصول إلى الحكم والبقاء فيه مستخدمة حتى الإمكانيات العسكرية، كما حدث في ليبيا واليمن، ولكن فشل هذه الجماعات في إدارة الحكم وحماية مصالح أمريكا وإسرائيل والغرب، وبالذات في مصر، جعل أمريكا تنفض يدها من الإخوان، وتتجه نحو الجماعات السلفية الأكثر إيغالا في الجهل والرجعية والتجهيل. وهذا ما يريده الغرب. وما إيصال طالبان لحكم افغانستان والسلفيين في جنوب اليمن إلا بداية المشوار، لهكذا مخطط. الإخوان متعودون على الاتكاء على قوة الحاكم والتحالف معه، كما هو تاريخهم مع السادات في مصر والنميري والبشير في السودان وعفاش في اليمن، وإن انفردوا بالسلطة فشلوا.
وكلاء أمريكا في المنطقة، كالحمارات ومشيخة موزة في قطر، وتركيا قردوغان، وغيرهم، هم من سيتولون هذه المهمة.
ويستمر سقوط موجة التأسلم السياسي المؤمرك.
لقد نشرت الجماعات المتأسلمة التطرف والإرهاب، ومن جبّتها خرجت كل جماعات التخريب والتدمير، ومنها خرج السلفيون والقاعدة وداعش وكل الخبائث.
لقد أعاقوا تطور الأمة سلمياً، واحترفوا الحروب والقتل والمؤامرات من أجل الوصول الى الحكم.
وعندما لفظتهم الشعوب لجأوا إلى الاستقواء بالأجنبي، كما حدث في اليمن وليبيا.
ومازالت شعاراتهم في اليمن ( اضرب يا سلمان ) شاهدة عليهم.
على هذه الجماعات مراجعة تاريخها، وتقييم تجاربها – إنْ وجدتْ – ولتعلم إن العصر قد تجاوزها، وأمريكا والغرب ليسوا قدرا على الشعوب بفرض عملائهم حكاما عليها.