منتخبنا الوطني للناشئين لم يحقق فقط بطولة غرب آسيا بعد فوزه على نظيره السعودي بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي بهدف لمثله، بل حقق ما هو أهم من ذلك بكثير.
حقق الناشئون، اللحمة الوطنية التي وحدت الجميع خلف هذا المنتخب الذي لعب تحت راية الجمهورية اليمنية.
ضرب الناشئون أروع مثل بأن الشعب اليمني قادر على صنع الإنجاز، بالرغم من ظروفه التي يمر بها بسبب الحرب العبثية المفروضة عليه.
الناشئون لفتوا انتباه العالم إلى بلدهم التواق للبهجة والفرح بعد سنين من الألم والحسرة.
تنقل الناشئون بين مختلف المحافظات اليمنية أكد وحدة جغرافيا الوطن الذي بقي عصيا ضد التمزيق، وانتماء اللاعبين لمختلف المناطق رسم خريطة الوطن الكبير.
الاحتفالات التي لقيها المنتخب داخليا وخارجيا عززت الرغبة في ظهور حدث ما يلتف حوله الجميع، لرفع العلم الوطني، وهو أمر لا يتكرر كثيرا.
التنظيم الرائع في العاصمة صنعاء والذي شهده استاد الفقيد النجم الوطني والعربي علي محسن المريسي كان معبرا وجميلا، فالجماهير الغفيرة كانت ممثلة لملايين اليمنيين الذين خرجوا إلى الشوارع فرحا وابتهاجا فور تحقيق اللقب لمنتخب كل اليمن.
الناشئون يستحقون كل هذه التكريمات، والتي نتمنى ألا تكون نهاية المطاف، بل بداية لدعم متواصل ومعسكرات ومباريات ودية، وبدون ذلك ستتحول هذه التكريمات إلى تكريم نهاية الخدمة.
ستبقى كل المنشآت الرياضية التي تم قصفها ودمرتها الحرب العبثية شاهدة على ان الأرض اليمنية ولادة بالمواهب.
كل المعابر المغلقة بوجه الرياضيين، والحصار المفروض على الرياضيين ومنعهم من في السفر بحرية دون عناء، لم يحل بين هؤلاء الناشئين وبين تحقيق بطولة غرب آسيا وهم يواجهون منتخبات بلدان مقدراتها ووضعها أفضل بكثير، بل وبعضها له دور في تدمير منشآت اليمن الرياضية.