الثورة نت|
عُقدت في صنعاء، اليوم، ندوة فكرية بعنوان “واقع الأمة الإسلامية في ظل التحديات والمخاطر التي تواجهها”.
وفي الندوة، التي حضرها نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد محمد ناجي وكوكبة من العلماء من مختلف التيارات السلفية، أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله، الدكتور حزام الأسد، إلى أهمية الندوة التي تنعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد تعيشها الأمة الإسلامية بشكل عام والشعب اليمني بصورة خاصة.
وتطرّق إلى واقع الأمة التي تكالب عليها الأعداء .. وقال: “واقعنا اليوم تكالب أممي على شعوب الأمة ومقدّساتها ومقدراتها باستهداف الهوية، واحتلال الأرض، ونهب الثروات ومسخ، وتغريب الشباب، وسيطرة على سياسات، وقرارات وتوجّهات وثقافة الأمة وتمكين الطغاة من رقاب المسلمين، وإيجاد الصراعات والنعرات الطائفية والعرقية والجهوية”.
ولفت إلى أن أمريكا تقود الحرب العدوانية على اليمن بأدوات وظيفية لها، وجعلت دويلة الإمارات المعروفة بانسلاخها القيمي والأخلاقي والديني والعروبي، والنظام السعودي الذي خلع لباس المؤسس الذي ألبسته بريطانيا بلباس التزمّت والتكفير، لتلبسه واشنطن وتمنحه اليوم لباس الانحطاط والتفسّخ، يحاربون الشعب اليمني.
وعبّر الدكتور الأسد عن الأسف لارتماء البعض من المحسوبين على اليمن في صف قوى العدوان بدافع المال، أو ممن استهوتهم التضليلات الإعلامية والفزاعات والأبواق الممولة خليجياً والموجّهة إسرائيلياً وغربياً.
وأكد الحرص على تبيين الواقع، وإيضاح الصورة، وتعزيز الوعي لدى الأمة لتجاوز الأخطار والصعاب والمنزلقات والمهالك.
وقُدمت، خلال الندوة خمسة أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى المقدّمة من مستشار وزارة الإرشاد، الشيخ صالح بن مرشد العويري، رسالة القرآن الكريم بين قدر المواجهة وحتمية الصراع مع اليهود.
وبارك للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية الانتصارات في مختلف الجبهات، دفاعاً عن اليمن وأمنه واستقراره.
فيما ركّزت الورقة الثانية المقدّمة من الوكيل المساعد لوزارة الإرشاد، محمد الحميري، على قوارب النجاة في خضم المعركة مع اليهود من حيث واحدية العدو والموقف والمنهج والقيادة.. مشيراً إلى ضرورة تعزيز التلاحم والاصطفاف والالتفاف حول القيادة لتحقيق النصر.
وتطرّق إلى ضرورة الوعي بالعدو الحقيقي للأمة، وإخراج حالة العداء من أوساط الأمة، وتوجيه بوصلة الصراع إلى العدو الذي يستهدف الأمة في عقيدتها وهويتها.
من جانبه، استعرض مستشار المجلس السياسي الأعلى القيادي في حزب الرشاد السلفي ، الدكتور محمد طاهر أنعم، في الورقة الثالثة، دور العلماء والدعاة في مواجهة الاصطفاف الطائفي، والتطبيع مع العدو الصهيوني.
وأكد ضرورة التخفيف من مظاهر التعصب الطائفي والمذهبي، ومحاربة هذا الوباء عند كثير من العلماء والدعاة والمثقفين، والحذر من مكائد الأعداء، وخطط الاستخبارات الغربية، ومن يواليها، ومواجهتها، وإيقاظ شباب الأمة عبر منابر الإعلام والمساجد وشبكات التواصل والمدارس والجامعات.
ودعا الدكتور أنعم قادة وقواعد الفكر السلفي، غير المتورطين في العدوان على اليمن، إلى الالتفاف حول قيادة الثورة لتجاوز التحدّيات التي تواجه اليمن، وبناء نهضته وتطوره، وتحدي النظام السعودي المتصهين الموالي لأعداء الأمة.
من جهته، استعرضت الورقة الرابعة المقدّمة من مسؤول مركز معاذ بن جبل العلمي في أمانة العاصمة، الدكتور عبدالسلام النهاري، عوامل القوة لدى أبناء الأمة، وأبرز التحدّيات والمخاطر التي تواجههم، ومنها تحدّيات داخلية وخارجية.
ولفت إلى أن التحدّيات الداخلية أشد وأنكى، فيما التحدّيات الخارجية تتمثل في المشروع الصهيوني والتطبيع مع هذا الكيان .. مؤكداً أن مشروع الأمة مقاومة العدو ومشروعه، باعتبار أن الإسلام اليوم أكثر الأديان انتشاراً في العالم.
بدوره، أكد أستاذ الفقه المقارن المشارك بجامعة صنعاء القيادي في جمعية الاحسان ، الدكتور مطيع محمد شبالة -في ورقة العمل الخامسة- أن الوحدة الإسلامية ضرورة ملحّة، على اختلاف الأعراق والأنساب والألوان، لتعزيز قوة الأمة وعزتها في مواجهة التحديات التي تواجهها.
وتطرق إلى القواسم المشتركة في وحدة الأمة، ومنها العقيدة والدين والكتاب والسنة والقبلة واحدة، رغم وجود فروق واختلافات لا تؤثر على الأمة.. مشيراً إلى أن وحدة الأمة ضرورة ملحّة، لاعتبارها أحد عناصر القوة، وتحقيق رقيّها وتقدمها، وتعزيز التكافل بين أبنائها.
وعرّج الدكتور شبالة على فوائد الوحدة والاجتماع بين المسلمين في التحرر من التبعية الفكرية، وتحقيق الألفة والعدالة والقضاء على العصبية، ومواجهة التحديات التي تواجهها الأمة سياسياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً.
وكان نائب وزير الإرشاد أشار، في مداخلة، إلى أهمية الندوة في إيصال رسالة بتعزيز وحدة الأمة، رغم اختلاف مشارب أبنائها .. مؤكداً الحرص على توحيد موقف التيارات والمكوّنات من العدوان، الذي تشنه أمريكا والسعودية والإمارات على اليمن، منذ ما يقارب سبع سنوات.
وأشار إلى الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني، واستهداف الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنية التحتية ومقدرات البلاد، ما يحتّم على الجميع اتخاذ الموقف المنحاز للهوية الجامعة والولاء والانتماء الإيماني.
ودعا العلامة ناجي علماء التيار السلفي إلى الاضطلاع بدورهم في توضيح ما ترتكبه أمريكا والسعودية من جرائم ومجازر يندى لها الجبين بحق الشعب اليمني .. معتبراً ذلك موقفاً سيسجله التاريخ بأحرف من نور في أنصع صفحاته.
وأثريت الندوة بمداخلات من قِبل عدد من العلماء والمشايخ، أكدت في مجملها الحرص على تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة التحدّيات التي تواجه الأمة، والشعب اليمني بوجه خاص.