في ذكرى استشهاد قادة النصر.. أحرار العالم يهتفون بأسمائهم
لا مـكان لقتلـة سليماني والمهنـدس فـي العراق
مسؤول إيراني: تحديد 125 متهما ومشتبها في ملف اغتيال سليماني
رئيسي: مدرسة سليماني ستبقى خالدة ولن تُغتال بصاروخ أو رصاصة
عواصم/ وكالات
أحيا أحرار العالم ذكرى استشهاد قادة النصر، الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس اللذين غُدرا لكنهما لم يرحلا بل خطّا بدمائهما منهج المقاومة والإيثار.
وتوافد الزوار على مزار الفريق الشهيد حاج قاسم سليماني في مزار الشهداء في محافظة كرمان الإيرانية منذ أيام.
ويواصل الزوار التوافد من داخل البلاد، حيث أتت وفود من الدول العربية والأجنبية لتقديم الاحترام لهذا القيادي الكبير في المقاومة الذي قاد جبهات المقاومة ضد الإرهاب التكفيري والكيان الصهيوني الغاصب.
وتعددت الفعاليات مساء أمس خاصة بعد منتصف الليل بحضور عدد كبير من الحشود بحضور أسر وشخصيات وحشود مختلفة من خارج بنفس الوقت الذي استشهد فيه الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.
وقال أحد الحضور إن الإعداد الهائلة الموجودة من مختلف الأعمار جاؤوا ليثبتوا دعمهم وكيفية نظرتهم إلى الأمر، وهي رسائل ترسلها تلك الأعداد الهائلة.
وأكد دلالة هذا على مدى محبته في قلوب الناس، مشيرا لمجيئهم لتأدية التحية والاحترام.
وأفاد مراسل العالم في النجف الأشرف ان الآلاف قدموا إلى روضة ابو مهدي المهندس من مختلف المحافظات العراقية لإحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قادة النصر الشهيد القائد ابو مهدي المهندس والشهيد اللواء قاسم سليماني.
وتوافد عدد كبير من الزوار بالإضافة إلى مشاركة عدد من الشعراء الذين يمجدون دم الشهيدين، ويؤكد الحاضرون سيرهم في الخط الذي رسمه قادة الانتصار في موضوع التصدي إلى الاستكبار العالمي، وأشادوا بالدور البطولي للشهداء في تحرير الأراضي العراقية من عصابات “داعش” الوهابية الإرهابية.
وقد أعلنت عدة محافظات عراقية عطلة رسمية في الذكرى الثانية لاستشهاد قادة النصر ليتمكن الجماهير من حضور مراسم إحياء ذكراهم، وصرح مسؤول التوجيه العقائدي في الحشد الشعبي، عمار الموسوي أنه منذ ليلة الاستشهاد ولازال العالم يستذكر تلك الحادثة الأليمة وان ما فعله الأمريكان هو انتهاك صارخ لسيادة العراق.
وأكد مسؤول التوجيه العقائدي في الحشد الشعبي أن اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس كان لهما الدور الأكبر في تحرير العراق والمنطقة من براثن “داعش” بشكل صريح وبشكل واضح.
وشدد عمار الموسوي على أنه حينها كانت الإدارة الأمريكية تدعم بشكل صريح التجمعات الإرهابية خاصة تنظيم “داعش” الوهابي الإرهابي.
وأشار مسؤول التوجيه العقائدي في الحشد الشعبي الى انه عندما وقف الشهيدان سليماني والمهندس والعراقيون والعالم أجمع بوجه هذه المنظمات الإرهابية وصل بهم الأمر إلى حالة من الاستهتار والضعف حتى لم يجدوا حلاً لهم إلا بالخلاص من الحاج أبو مهدي والحاج قاسم.
وتابع عمار الموسوي، أن الأمريكيين تصوروا ان اغتيالهما سيكون بمثابة قضاء على تلك الثورة والصمود.
وبدوره قال المدير العام لمؤسسة القدس الدولية خلف مفتاح إن الشهيد قاسم سليماني جسد روح الثورة الإسلامية، بتوحيده جغرافيا المقاومة في المنطقة، وأوضح مفتاح، أن الشهيد قاسم سليماني وحد المقاومة من إيران إلى العراق و سوريا ولبنان وفلسطين. وأكد مفتاح أن الشهيد قاسم سليماني، كان نموذجًا للمؤمن بالعقيدة وبمضامين الثورة الإسلامية التي عملت على إحقاق الحق ومواجهة الاستبداد والظلم والعدو الصهيوني.
وقال مفتاح: إن دمشق وباقي المحافظات السورية كما في إيران تشهد إحياء لذكرى استشهاد قاسم سليماني، وذلك وفاءً للشهيد سليماني، وبطولاته وإنجازاته وفضله بحق الشعب والحكومة السورية ومن أجل إرسال رسالة لقتلة الشهيد قاسم سليماني بأن المقاومة لم ولن تضعف.
وقبل عامين، وفي مثل هذا اليوم تحديدا 3 يناير، يصل قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، إلى العراق في زيارة معلنة ورسمية، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، ويستقبله في مطار بغداد الدولي نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي القائد أبو مهدي المهندس، وعند خروجهما من المطار، يتعرضان لهجوم غادر جبان، تنفذه القوت الأمريكية الإرهابية في العراق، في استهتار صارخ بالقانون الدولي، وانتهاك فاضح لسيادة العراق، وبعدها بلحظات خرج الرئيس الأمريكي القاتل دونالد ترامب على العالم ليعلن انه هو الذي أمر بتنفيذ الجريمة.
الأرعن ترامب كان يعتقد، أو هكذا أقنعوه، أن بإمكانه أن يحول العراق إلى “دويلة” تلعب وتمرح بها القوات الأمريكية، والموساد الإسرائيلي، كما في باقي الدول الأخرى في المنطقة، إذا ما تخلص من القائدين سليماني والمهندس، اللذان أفشلا أخطر وأكبر حلقات التآمر الأمريكي ضد العراق، المتمثلة بـ”داعش”.
الدولة العميقة في أمريكا، التي تأتمر بأوامر الصهيونية العالمية، استشعرت الخطر على القوات الأمريكية في العراق، بعد القضاء على “داعش”، فهي بذلك فقدت “شرعيتها” المزيفة، التي كانت تبرر بها تواجدها غير القانوني في العراق، وهو تواجد ما كان ليستمر مع وجود قوة شعبية كبيرة، قامت على أساس فتوى دينية، وهذه القوة ليست سوى الحشد الشعبي، الذي كان المهندس من أكبر قادته.
أمريكا، كانت تعتقد أيضا، أنها ومن خلال التخلص من قادة النصر على “داعش”، ستحُدث فجوة في امتداد محور المقاومة، عبر فصل العراق عن هذا المحور، وبذلك ستخفف من الضغوط على ربيبتها “إسرائيل”، وهو ما اعترف به رئيس الوزراء السابق للكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما تبجح أن ترامب عمل بنصيحته بالتخلص من الشهيد سليماني، وشكره على جريمته!.
اليوم، وبعد مرور عامين على تلك الجريمة النكراء، أدركت أمريكا انها ارتكبت خطأ فادحا بقتلها قادة النصر، فلا أمن ولا أمان لجنودها في العراق، فأبناء الشهيدين سليماني والمهندس، عقدوا العزم، على الانتقام لدمائهما الطاهرة، وهو انتقام لن ينتهي الا بطرد القوات الأمريكية من العراق والى الأبد، وهذه الحقيقة تكشفت، من خلال الاعتراف الصريح للمجرم ترامب، بأن نتنياهو هو الذي ورطه في هذه الجريمة.
المراقب للحشود المليونية في العراق، وهي تحيى ذكرى اغتيال قادة النصر، والشعار الموحد الذي رفع في جميع تلك المراسم، وهو شعار إخراج القوت الأمريكية، من العراق، يدرك جيدا، أن أمريكا التي أرادت التخلص من سليماني والمهندس، نراها اليوم تواجه عشرات الآلاف من العراقيين السائرين على نهج سليماني والمهندس، لا هدف لهم إلا طرد الأمريكيين من العراق، بعد ان انتهكوا سيادته وقتلوا خيرة أبنائه.
عندما تعلن محافظات بغداد والبصرة وبابل وذي قار وواسط وديالى وكربلاء المقدسة والديوانية والنجف الأشرف والمثنى والأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك و..، تعطيل الدوام الرسمي لاحياء ذكرى اغتيال قادة النصر، فهذه رسالة قوية ومباشرة لأمريكا المجرمة، مفادها أن الشعب العراقي لن يغفر لها جريمتها، التي لن تمر دون عقاب، وان سليماني والمهندس مازالا يقودان هذه الحشود بعزم اكبر وإرادة لا تلين، حتى طرد آخر جندي إرهابي من العراق.
سيدرك الأمريكيون عاجلا، أن “الشهيد سليماني” و”الشهيد المهندس” باتا يهددان وجودهم غير المشروع في العراق، اكثر من الفريق سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس!.
وقال الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي، أمس الاثنين، أن مدرسة الشهيد سليماني ستبقى خالدة ولن تغتال بصاروخ أو رصاصة أو قذيفة هاون.
وفي كلمة بمناسبة الذكرى الثانية للشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، قال الرئيس إبراهيم رئيسي: إن الشهيد قاسم سليماني كان عنوانا لمدرسة التضحيات الجسام للذود عن حياض الوطن.
وأضاف: أن مدرسة الشهيد سليماني ستبقى خالدة ولن تغتال بصاروخ أو رصاصة أو قذيفة هاون، منوها الى ان مدرسة الشهيد سليماني لا تعرف شيئا عن المساومة مع العدو بل هي متخصصة بالمقاومة وتحرير الأراضي المغتصبة.
وتابع رئيسي: إن الشهيد سليماني هو ثقافة ومدرسة بذاتها وأمة بأكملها، وقال، كان نهج الشهيد سليماني دفع شر المعتدين عن شعوب المنطقة والدفاع عنها.
وأشار رئيسي الى أن الشهيد الحاج قاسم سليماني لم يكن مقتنعا بالوضع القائم بل كان يعمل بناء على رؤية ثورية ما أدى إلى تشكيل المقاومة العالمية.
وأضاف رئيسي: إن مدرسة الحاج سليماني هي مواجهة العدو والتضحية في سبيل الدفاع عن شعوب المنطقة وكان قائدا عسكريا وسياسيا كبيرا، وقال، لقد خاب من ظن بأنه سيقضي على قاسم سليماني باغتياله، ونقول لهم إن سليماني ولد من جديد بجريمتكم هذه.
وتوجه الرئيس ابراهيم رئيسي لقادة الولايات المتحدة بالقول: إن الشعب الإيراني العظيم سوف يثأر لقائده قاسم سليماني.
وأعلن مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي، عن تحديد 125 مشتبها بهم ومتهما في عملية اغتيال قاسم سليماني على رأسهم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وقال غريب آبادي في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الإيراني مساء أمس الأحد: “إلى جانب هؤلاء المتهمين هنالك بعض الدول الأخرى التي كانت لها إجراءات ما في العملية حيث تتم متابعتها.
وأشار الى وقوع الحادث في العراق، قائلا: “إن هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أن يتم، عبر التعاون مع حكومة العراق باعتباره بلد وقوع الجريمة، تحديد جميع المنفذين والآمرين والمسببين لهذه الجريمة الإرهابية وتنفيذ العدالة بحقهم”.
وأضاف: “إن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يأتي على رأس الضالعين والآمرين بتنفيذ هذه الجريمة الإرهابية. ترامب أقر بنفسه بأنه أمر بتنفيذ هذا العمل الإرهابي ويعتبر ذلك فخرا لنفسه، وإقراره في المحاكم الدولية يعد وثيقة قابلة للاستناد”.
وصرح آبادي بأن ملف جريمة اغتيال القائد قاسم سليماني يجري البت فيه من الناحية الجزائية وسيتم إكماله قريبا.
وحول عقد المحاكمة الخاصة بالبت في ملف الاغتيال في إيران أو مكان آخر غير مكان وقوع الجريمة قال: البت في الملف هو طلب تنفيذ العدالة على صعيد العالم وبطبيعة الحال فإن العراق بصفته مكان وقوع الجريمة له بلا شك محكمة مؤهلة للبت في الجريمة.
وأشار الى فتح ملف بالقضية من قبل الحكومة العراقية ولإيران تعاون معها في هذا المجال، مضيفا أن القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني بصفته رافع لواء مكافحة الإرهاب هو مواطن إيراني و”نحن مؤهلون وفقا لقانون العقوبات الإسلامية للبت في هذا الملف وسنبتّ فيه”.
واعتبر الخطوة الاستباقية التي قامت بها الولايات المتحدة بأنها ليس لها أي أساس قانوني وأضاف: “وفقا للمادة 51 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة فإن الدفاع المشروع يكون واردا من قبل دولة ما حينما يكون هنالك عمل مسلح أو عدوان مسلح وحتى احتمال وقوع عمل مسلح لا يمكنه أن يشكل ذريعة للدفاع المشروع والعمل الإرهابي”.