زيارات رسمية وشعبية لأسر الشهداء، ومعارض صور توثيقية في مختلف المحافظات
خليل المعلمي
احتفت بلادنا خلال أسبوع كامل بالذكرى السنوية للشهيد، اعترافا وامتناناً للشهداء بما قدموه وبذلوه من أجل أمن واستقرار وحرية وكرامة وعزة الأمة، فمنزلة الشهداء وفضل الشهادة في سبيل الله مكانة ومرتبة كبيرة وفضل عظيم من الله سبحانه وتعالى لا يناله إلا من وهب نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن سيادة وكرامة وطنه واستقلاله.
وتعد الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة للتزود بقيم ومفاهيم وعظمة الشهادة واستذكار تضحيات الشهداء، ومعرفة الجزاء الذي يناله الشهيد والمكانة التي يتبوأها، وعلينا ألا ننسى أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم ربهم عز وجل.
تأتي الذكرى السنوية للشهيد لتؤكد معاني إيمانية تليق بتضحيات الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولية في مواجهة العدوان، من خرجوا في سبيل الله لا طمعا في غنيمة ولا فيء، ولا طلبًا للرزق، وإنما رغبة فيما عند الله من خير هو أبقى، فكانوا “أبطالاً تفوقوا بقلة إمْكَانياتهم وقوة إيمانهم وصدق توكلهم على الله، فهزموا تحالفاً عدوانياً تفوقُ قدراتُه قدراتهم بملايين المرات، عدداً وعتاداً.”
وكان حقًّا على الأمَّة أن تجعل محطة زمنية لذاك الشّهيد الذي ضحّى بحياته حتى لا يُختم على أمّته بالهوان والتَّبعيَّة والعبوديَّة، فتحيي ذكراه بما يليق بعظمة الذكرى.
تنوعت الفعاليات التي شاركت فيها مختلف الجهات الحكومية والمنظمات والفعاليات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، حيث اشتملت على فعاليات احتفائية وخطابية أشادت بمكانة الشهداء وما قدموا من تضحيات جسام في سبيل الله والدفاع عن الوطن، وتضمنت زيارات ميدانية رسمية وشعبية لأسر الشهداء وأنشطة ثقافية وإقامة معارض صور فوتوغرافية للشهداء في مختلف المحافظات وعلى مستوى المديريات، كما نظمت الكثير من الجهات فعاليات تكريمية لأبناء وأسر الشهداء والمرابطين في الجبهات.
انطلقت فعاليات الاحتفاء بالذكرى السنوية للشهيد برعاية المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، حيث دعا أعضاء المجلس السياسي في مختلف الفعاليات جميع المكونات في الداخل للمضي في بناء الدولة اليمنية اللائقة بتضحيات اليمنيين خاصة الشهداء وتصديهم البطولي للعدوان ومخططاته، منوهين إلى تباهي اليمنيين بتضحيات الشهداء وما يسطرونه من بطولات تقزم العدوان وتفشل مخططاته.
وأكدوا أن التضحيات ضد العدوان قد وحدت اليمنيين بجميع مكوناتهم خاصة بعد أن استشهد رئيس للدولة وهو الرئيس صالح الصماد بنيران العدوان، وحثوا على الانطلاق من رؤيته “يد تحمي ويد تبني” للنهوض بالبلاد واستكمال المسيرة الجهادية حتى النصر لكل الوطن ومكوناته.
ومن ضمن فعاليات التكريم في ذكرى سنوية الشهيد التي أقامتها بعض الجهات، فقد كرمت وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية أسر شهداء موظفيها تحت شعار “شهداؤنا عظماؤنا”،
واعتبر وزير الإعلام، ضيف الله الشامي، سنوية الشهيد مناسبة للوفاء لدماء الشهداء واستذكار بطولاتهم وما حققوه من انتصارات، والتذكير بتضحياتهم والاهتمام بأسرهم وذويهم، مؤكداً أن تضحيات الشهداء أثمرت نصراً وعزة وأمنا واستقرارا ينعم به الوطن.. مشيراً إلى أن تكريم أسر شهداء المؤسسات الإعلامية أقل ما يمكن تقديمه عرفاناً بتضحيات الشهداء في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
وثمن الوزير الشامي دور منتسبي وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وجهودهم في إبراز فعاليات الذكرى السنوية للشهيد، وتسليطها الضوء على تضحيات الشهداء في مقارعة العدوان وآلته الإجرامية.
وأوضح أن عظمة الاحتفاء بالشهداء تجلّت في حالة الغضب والسخط والحماقة التي ارتكبتها دول تحالف العدوان، باستهداف الجسور والطرق ومحيط معارض الشهداء بميدان السبعين، وغيرها من المناطق والمحافظات التي تتعرّض للقصف يومياً.
وقال وزير الإعلام: “ذكرى الشهيد حوّلت أيامنا إلى أفراح بالانتصارات التي تحققت، في الوقت الذي كان يحاول العدوان تحويلها إلى مآتم وذرف الدموع، نتيجة ما يرتكبه العدو من جرائم وانتهاكات بحق الإنسانية في اليمن”.
ولفت إلى أن أسر وذوي الشهداء اليوم يفخرون بانتمائهم “لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”، وقدموا أرواحهم شهداء دفاعاً عن الوطن والشعب .. مبيناً أن عدد الشهداء من الإعلاميين، بما فيه شهداء الإعلام الحربي ومختلف الوسائل الإعلامية، ما يقارب 700 شهيد.
وتطرّق الوزير الشامي إلى عظمة الشهادة وثقافة الاستشهاد، ومكانة الشهداء عند الله تعالى والمجتمع .. موجهاً رسائل اعتزاز وتقدير لكل أسرة قدمت شهيداً من أجل الوطن والسيادة والحرية والاستقلال.
ومن ضمن الفعاليات الثقافية، فقد نظمت دائرة الثقافة الجهادية فعاليات مهرجان صناع النصر خلال ثلاثة أيام وذلك لتعزيز الهوية والثقافية الجهادية خاصة في ظل ما يتعرض له الوطن من عدوان وحصار منذ ما يقارب سبع سنوات.
وتضمن المهرجان تقديم أنشطة ثقافية وفقرات إبداعية ومسابقات في مجالات الإنشاد والنصر المسرحي والشعر وتوزيع جوائز تشجيعية لأبناء وذوي الشهداء، بهدف تخفيف آلامهم ومعاناتهم.
وقد عبر كلمات المنظمين للمعرض عن الفخر والاعتزاز بمشاركة أسر وذوي الشهداء في فعاليات المهرجان، داعين إلى الاهتمام بأسر الشهداء وتقديم الرعاية الكاملة لهم عرفاناً بتضحيات الشهداء في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وقُدمت في اليوم الختامي، فقرات إنشادية لفرقة وطن ومسرحية بعنوان “جيلا بعد جيل”، ومسرحية أخرى بعنوان ” مش ممكن”، لفرقة مؤسسة الإمام الهادي الثقافية وأوبريت لفرقة أنصار الله وقصيدتين شعريتين.
كما نظمت العديد من المؤسسات الثقافية فعاليات وأنشطة خلال أسبوع الشهيد حيث نظمت الهيئة العامة للكتاب ومؤسسة الهدف لتنظيم المعارض والفعاليات الدولية والتسويق خلال الأسبوع الماضي بالذكرى السنوية للشهيد في بيت الثقافة، وذلك من خلال تنظيم وإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والمسابقاتية، التي تضمنت الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وفعالية شعرية أحياها نخبة من الشعراء اليمنيين، وكذلك تنظيم معرض ( ستايليكس) للتخفيضات.
وتم خلال الفعاليات والأنشطة تكريم أبناء وأسر الشهداء والمرابطين، وتوزيع الجوائز التشجيعية لهم من خلال إجراء المسابقات الثقافية بينهم.
وقد أوضح الأديب عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب أن الاحتفاء بالذكرى السنوية للشهيد يأتي في سياق التذكير بالتضحيات التي بذلها الشهداء في سبيل أن يعيش المواطن بكرامة وعزة، وأن ينعم الوطن بحرية واستقلال.
من جهته أشار مدير عام مؤسسة الهدف لتنظيم المعارض والفعاليات الدولية والتسويق حسن الفران إلى أن أسبوع الشهيد قد تضمن فعاليات متنوعة منها الثقافية والمسابقاتية لمدة ثلاثة أيام وجرى تخفيضات إضافية في معرض (ستايلكس) لأسر الشهداء ومنح قطع مجانية لأفراد هذه الأسر، للتأكيد على حق الشهيد علينا جميعاً في رعاية أهله وأسرته، داعيا منظمات المجتمع اليمني والقطاع الخاص إلى دعم الفعاليات والأنشطة التي ترعى أسر الشهداء والمرابطين ليس في المناسبات ولكن طوال العام.
ونوه إلى بأن المعرض هو من الفعاليات المجتمعية التي تلتزم بتنظيمها مؤسسة الهدف ويهدف إلى كسر احتكار ارتفاع الأسعار في الملابس، وأن تكون في متناول الأسر الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود.
وأكد الفران إلى أن المعرض قد حقق اقبالا كبيرة من قبل الجمهور لما يقدمه من خدمة اجتماعية، حيث يصل مقدار التخفيض في معظم أقسام المعرض إلى ألف ريال، وفي أقسام اخرى هناك تخفيضات كبيرة.
فيما أكد مدير عام بيت الثقافة يحيى الديلمي ضرورة تكاتف الجهات الرسمية والأهلية لدعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والخيرية للإسهام في رعاية أسر الشهداء والمرابطين في الجبهات، فالشهداء قد قدموا أرواحهم من أجل أن نعيش في أمن وحرية وكرامة، وواجبنا رعاية أسرهم وذويهم والاهتمام بهم على الدوام..
وقد توالت الفعاليات والأنشطة والمهرجانات خلال أسبوع احتفاءً بالذكرى السنوية للشهيد وقام العديد من مسؤولي الدولة بزيارة معارض صور الشهداء الذي أقيم بميدان السبعين اعتبروا أن الذكرى السنوية للشهيد محطة لاستلهام الدروس من تضحيات الشهداء في سبيل الدفاع عن العزة والكرامة وأكدوا ضرورة الاهتمام بأسر الشهداء الذين قدّموا أنفسهم في سبيل الوطن والسيادة.
كما قام عدد من المسؤولين في المحافظات والمديريات بزيارات ميدانية لأسر الشهداء قدوا لهم هدايا رمزية وعينية من مؤسسة الشهداء، مشددين أن على الجميع الاهتمام بأسر الشهداء ورعايتها، تقديراً لتضحيات ذويها في سبيل الدفاع عن الوطن، مشيدين بتضحيات الشهداء الذين سطروا بدمائهم أروع البطولات في مواجهة أعداء الإنسانية والحرية والسلام.
وأوضحوا أن دماء الشهداء العظماء قد أثمرت نصرا وعزة وحرية للشعب اليمني، لافتين إلى أن استمرار العدوان لن يزيد الشعب اليمني إلا صمودا وإصرارا على مواصلة معركة تحرير الأرض من دنس الغزاة والمحتلين.
تحظى الذكرى السنوية للشهيد، باهتمام واسع من قبل أبناء الشعب اليمني في التذكير بالمواقف المشرّفة التي سجلّها شهداء الوطن في مختلف جبهات مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وساحات العزة والكرامة، وتتعاظم مكانة الشهداء يوماً تلو الآخر، بتسابق الأحرار من خيرة أبناء اليمن لنيل شرف الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله، في صورة تجسد معاني الإباء والشموخ في التصدي لقوى العدوان ومخططاتها التآمرية الرامية تمزيق النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، ولم تقتصر تضحيات أبناء اليمن في جبهات الكرامة والبطولة، لكنها أصبحت شاملة لمختلف المجالات، مشكلة دافعاً كبيراً وعاملاً مهماً لتدفق المزيد من قوافل التضحية والفداء، ما يعكس انفراد الشعب اليمني وتلاحمه في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.