ما تحقق في معركة الدفاع عن الوطن جاء بفضل تضحيات الشهداء
قيادات محلية وأمنية وعلمائية في البيضاء لـ”الثورة “: بفضـل الـشهداء نحـيا فـي أمـن وعـزة.. وإحياء ذكراهم واجـب ديني
اهتمام قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بأسر الشهداء يأتي تكريماً ووفاءً لتضحياتهم وعطائهم في الدفاع عن الوطن
قادة أمنيون: بفضل تضحيات رجال الجيش والأمن تطهرت البيضاء من دنس الإرهاب
علماء: إحياء ذكرى الشهداء يحيي في المجتمع حب الشهادة دفاعاً عن الدين والأرض والعرض
يستقبل اليمنيون الذكرى السنوية للشهيد للعام 1443هـ بكل فخر واعتزاز بما قدمه الشهداء العظماء وبما سطروا من مواقف تاريخية في التصدي لآلة الحرب والعدوان سجلها التاريخ في أنصع صفحاته، حيث داسوا بأقدامهم الحافية فخر الصناعات الأمريكية ومرغوا أنوف الغزاة والمرتزقة دفاعا عن الأرض والعرض والذود عن حياض الوطن ببسالة وشجاعة لا نظير لها وعبدوا بدمائهم الزكية والطاهرة معالم النصر.
ومع حلول الذكرى السنوية للشهيد يستعد اليمنيون للاحتفاء بهذه المناسبة الجليلة لما لها من دلالات ومعان عميقة يجدد فيها أبناء الشعب اليمني العهد والولاء والوفاء بالمضي على نهج الشهداء ,مؤكدين الثبات والصمود في وجه العدوان والنفير إلى جبهات العز والشرف وميادين البطولة والإباء والتفاني لدحر الغزاة والمرتزقة وتطهير كل شبر وطأته أقدام الغزاة والمحتلين..
“الثورة” أجرت هذا الاستطلاع مع عدد من المعنيين والمواطنين نتابع:
استطلاع /محمد صالح المشخر
البداية كانت مع القائم بأعمال محافظة البيضاء- وكيل أول المحافظة الشيخ حمود محمد شثان -الذي قال : الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد هذا العام تكتسب أهمية وطابعاً مميزاً للتعريف بدور الشهداء في تحقيق الانتصارات على مختلف المسارات والمستويات.
وتابع: ما تحقق في معركة الدفاع عن الوطن يأتي بفضل تضحيات الشهداء .. وبرنامج هذا العام لإحياء هذه الذكرى حافل بالعديد من الفعاليات والأنشطة المعززة لمكانة الشهداء والمكرِّسة لثقافة الشهادة والاستشهاد في أوساط المجتمع.
وثمن شثان اهتمام قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأسر الشهداء تكريماً ووفاءً لتضحياتهم وعطائهم في الدفاع عن الوطن.. داعيا إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف وترسيخ الوعي المجتمعي بمخاطر الحرب الناعمة التي تشنها وسائل إعلام العدوان ومرتزقته.
وأوضح القائم بأعمال محافظة البيضاء أنه سيتمُّ تنفيذُ الزيارات المنظّمة لروضات الشهداء التي تحظى بالرعاية والاهتمام لتحسينها وإصلاحها عبر مؤسّسة الشهداء وفروعها في المديريات، وبمساهمة رسمية من الجهات ذات العلاقة، كالأوقاف والأشغال العامة والزراعة والمياه ومجتمعية أيضا تسهم في تنفيذِ الكثيرِ من الأعمال لتكون هذه الروضات مهيأة لاستقبال آلاف الزوار خلال أَيَّـام المناسبة لما لزيارتها من دلالة عميقة في استذكار التضحيات وتجسيد ثقافة الجهاد والاستشهاد.
وأضاف: كما سيتخلل هذه المناسبةَ افتتاحُ مئات المعارض الخَاصَّة بالشهداء والنزول عبر اللجان المشكلة في كُـلِّ المناطق لزيارة عموم أسر الشهداء ومبادلتهم أطيب التحيات وأسمى السلام وتقديم الهدايا المقرة والموزعة وفق طابع واحد لعموم الأسر في عموم المناطق بمديريات محافظة البيضاء.
وختم بالقول: أيضا بمناسبة هذه الذكرى العظيمة تسيير قوافل العطاء والدعم والمدد والإسناد للمرابطين في جبهات العزة والكرامة، كما سيتم تنظيم مبادرات وأنشطة خيرية لدعم أسر الشهداء وذويهم وزيارتهم وتفقد أحوالهم عرفانا بالفضل الذي قدمه الشهيد، والمنزلة التي يحتلها لدى الناس جميعا، ووفاء للدماء والأرواح التي ارتقت في سبيل الله .
إشادة وشكر
من جانبه تحدث وكيل وزارة الإدارة المحلية الدكتور أحمد محمد الشوتري قائلا: ونحن نعيش هذه الأيام فعاليات الذكرى السنوية للشهيد نتذكر كيف كان وضع محافظة البيضاء في الأعوام الماضية، حيث رزحت مديرياتها عقدا من الزمن تحت الترهيب والذبح والتقطع والنهب، واليوم وبفضل الله تعالى وبفضل دماء الشهداء الطاهرة نعيش في أمن واستقرار وعزة وكرامة وقد تحررت البيضاء كاملة وما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة تضحيات عظيمة ودماء طاهرة، ولهذا يجب أن نسأل أنفسنا ماذا سنقدم وما هو العطاء الذي لا بد أن نقابلهم به وفاء لعطائهم وتضحياتهم؟
وأضاف: يجب علينا أن نعمل في عدة مسارات هي: أولا: الاهتمام بأسر الشهداء في كل الجوانب المادية والصحية والعلمية والاجتماعية وغيرها..
ثانياً: التحرك في اتجاه البناء والتنمية في كل المجالات وتشجيع المبادرات المجتمعية والرسمية، فالمجتمع مسؤول كما الدولة مسؤولة في بناء المجتمع والتنمية والتطوير والتصنيع وكل المجالات..
ثالثاً: الاهتمام بالجانب الاجتماعي والإصلاح بين الناس وإبرام مواثيق وعقود الصلح القبلي وتخفيف أعباء المهور وكذلك توعية المجتمع في مواجهة الحرب الناعمة وتأصيل الهوية الإيمانية الدفع بأبنائنا للتعليم والحث على التكافل الاجتماعي وغيره.. هذا أقل وأبسط شيء تقدمه للشهداء العظماء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل أن نعيش بعزة وكرامة وحرية واستقلال..
مؤكداً في الوقت ذاته أن الشهداء هم معلمو الأجيال وصنَّاع الأوطان الحرة ومهندسو المستقبل الكريم، ولفت إلى فضل الشهداء في تحويل ثقافة الشهادة إلى ثقافة عامة.
وقال الدكتور الشوتري: إن أمة تعشق الشهادة والشهداء وتتربى على الفضيلة وثقافة العطاء وتقدم أغلى ما لديها من خيرة الشباب هي أمة موعودة بالنصر، مباركة بالأجر، متوجة بالحرية والكرامة، وإن الأمهات اللاتي يستقبلن أبناءهن الشهداء بالزغاريد والسرور لهن مدارس تنتج وتلد المستقبل الحر والزاهر والكريم والمعطاء.
ذكراهم المجيدة
بدوره قال العميد الركن عبدالله محمد العربجي –مدير أمن محافظة البيضاء ”نعم، إنها الذكرى المجيدة والمناسبة المقدسة التي استمدت عظمتها وقداستها من عظمة وقداسة تلك التضحيات المبهرة والدماء الزاكية الطاهرة، ها نحن نستقبلها اليوم لنوجه لتلك الأرواح الطاهرة منّا التحية والسلام، وكل المحبة والتقدير والإكرام، وها نحن نُسارِع إلى رحابها المقدسة لننهل أجمل معاني التضحية والإيثار ونقف في خشوعٍ وهيبة في مدرسة المكارم والرفعة والقيّم العظيمة السامية بكل إجلالٍ ودهشةٍ وانبهارٍ وإكبار.
وأضاف: في هذه المناسبة نسمح لأرواحنا أن ترتدي أجنحةً من نور وأن ترتفع وتعلو وتُحلِّق بنا بعيداً بعيداً إلى عالم آخر، عالم رباني، عالم روحاني، عالمٍ لا يضاهيه عالم، إنه عالم النعيم والسعادة، والخلود، إنه عالم الأصفياء والأولياء والأنبياء، إنه عالم الشهداء الأحياء، إنه عالم الطمأنينة والبشرى والابتهاج والرضا، وما عند الله خيرٌ وأبقى.
وتابع العربجي :مهما تعاقبت علينا الليالي والأيام سنقوم بإحياء ذكرى ومآثر الماجدين الكرام في أنفسنا ونسمح لها أن تقترب من أرواحنا أكثر كي نقتبس من مدرسة شموخهم وثباتهم وعطائهم الأسطوري وغير المحدود التي تجعل الإنسان يقف في تعظيم وذهول فما يكون منه إلا أن يخرّ منحنيا تملؤه الرهبة أمام عزيمتهم وصبرهم وعظمتهم ومعجزاتهم التي يعجز عن وصفها البيان، وبطولاتهم وتضحياتهم التي تضاهي الأساطير وتفوق قصص الخيال لكنها الحقائق والوقائع التي صنعت كل هذا الثبات والصمود الخرافي وسطرت كل تلك البطولات في كل الجبهات ومنها جبهات محافظة البيضاء التي تجف أمام توثيقها وسردها أقلام الكرام الكاتبين والتي لن تُنسى ولن تُمحى على مر الأجيال البشرية مهما تعاقبت الدهور والسنين.
ومضى العميد الركن العربجي يقول: لولا دماء الشهداء من أبطال الجيش والأمن والحان الشعبية لما تحقق الأمن والاستقرار في محافظة البيضاء، وبفضل الله وتضحيات الشهداء ودمائهم الزكية والطاهرة تم دحر وتطهير محافظة البيضاء بالكامل من عناصر الشر والارتزاق داعش والقاعدة والمرتزقة في مديريات الزاهر والصومعة ومسورة وردمان ومديريات قيفة في رداع.
وأردف العميد الركن العربجي: إن تلك الدماء المباركة التي ارتوت منها تربة هذه الأرض الطاهرة هي من صنعت كل هذا الثبات والنصر والثبات أمام كل هذه المخاطر والتحديات التي لم تشهدها أمة من قبل والتي لا تقارن منذ بدء التاريخ، فكأنَّ تلك البطولات والانتصارات الخالدة لم يصنعها أحد مثلنا ولم تخلق لغيرنا على طول مسيرة بني البشر.
فيما يقول المجاهد الشيخ صالح أحمد المنصوري وكيل محافظة البيضاء :
في هذه المناسبة العظيمة يجب على المجتمع اليمني الاقتداء بما قدمه الشهداء من تضحيات وأن نحذو حذوهم بدءاً بالتصدي للعدوان ومرتزقته في كافة الجبهات ورفدها بالرجال والمال, وكذا الالتفات إلى أهالي وذوي الشهداء وتكريمهم، كما يجب أن نحمل وحية الشهيد الذي قدم نفسه ودمه قربانا في سبيل الله من أجل الدفاع عن أرضنا وعرضنا وذاد عن تراب أرضنا ووطننا المقدس، وعلى الجميع الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى كواجب ديني وإنساني تقديرا لدورهم وتضحياتهم الجسيمة التي بذلوها من أجل الدفاع عن الشعب وأمنه واستقراره وكرامته.
تطور المناسبة
فيما تطرق رئيس الوحدة السياسية لانصار الله في محافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص إلى تطور المناسبة باعتبارها مسيرة جهاد واستشهاد، فقد أصبحت اليوم بفضل الله ثقافة شعب عشق الشهادة”.. كما أشار إلى الاهتمام والتقدير الذي يحظى به الشهداء وذووهم في بلادنا فهم في سُلَّم أولويات القيادة الثورية والسياسية وذلك من خلال تقديم الرعاية لأسر وأبناء الشهداء رفع مكانة الشهيد وتعظيمه وتخصيص أسبوع في كل عام للاحتفال به..
ولفت إلى أن المناسبة شهدت تطورا كبيرا مع مرور السنوات، حيث يتم استقبال الذكرى بتزيين الشوارع والحارات والطرقات بصور الشهداء وكتابة عبارات عن عظمتهم وتضحياتهم وإقامة معارض رئيسية تحوي صور كل الشهداء من كل المحافظات وتلقى الأناشيد والزوامل التي تتحدث عن الشهداء ويتم نشر أفلام تم إنتاجها من قبل مؤسسة الشهداء تحوي صور الشهداء ووصاياهم وأفلاماً أخرى تم إنتاجها لبعض الشهداء العظماء من القادة والعلماء كنماذج تحكي وتسطر بطولاتهم وجهادهم وحياتهم واستشهادهم.
ويؤكد الرصاص أن الذكرى السنوية للشهيد قد أصبحت عادة ومبدأ ترسخ في أوساط المجتمع اليمني من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله وإن كان هناك بعض حالات النشاز التي نذرت نفسها للشيطان فهي حالات قليلة.
من جانبه أكد الأخ العقيد الشيخ عبدالله صالح المظفري قائد الكتيبة العسكرية في ريف مديرية البيضاء -الذي قدم شهيدين من أولاده هما الشهيد المجاهد ناصر عبدالله المظفري والشهيد المجاهد حسين عبد الله المظفري وعشرة من أبناء عمومته ومنطقة آل مظفر- أكد وجود الفرق الكبير بين شهيد المسيرة القرآنية وشهيد المرتزقة من حيث المكانة والاهتمام حيث قال ” يمكننا ملاحظة الفرق الكبير والجوهري بين الشهيد الذي يسقط من الجيش واللجان الشعبية وبين صرعى المرتزقة الذين يسقطون خدمة لأسيادهم اليهود والنصارى بأبخس الأثمان، فذلك المرتزق الصريع الذي بمجرد أن يسقط في ميدان المواجهة تترك جثته للكلاب والحشرات تنهش فيها وإذا انتشلت جثته تدفن في غير بلاده وقريته ودون حضور أهله وبمراسم صامتة لا يعلمها أحد ولا يؤخذ العزاء فيه ممن يعرفونه، على عكس شهيد الجيش واللجان الشعبية الذي يعود رفاقه بجثمانه مهما كانت التحديات ويدفن في مسقط رأسه وسط أهله ومحبيه في مواكب تشييع مثالية ويمكن زيارة ضريحه في أي وقت، وتابع: هذا الفرق إنما هو فرق بين الحق والباطل وفرق بين من يسقط دفاعا عن أرضه وعرضه ليستحق الشهادة وبين من يسقط مدافعا عن الكفر والطاغوت لمتمثل بأمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار العالمي ومن ينفذ مخططاتهم من السعوديين والإمارتين ليسقط عبدا ذليلا تم دفع قيمته مسبقا “.
وقال العقيد الشيخ عبدالله المظفري: إن تلك الدماء المباركة التي ارتوت منها تربة هذه الأرض الطاهرة هي من صنعت كل هذا الثبات والنصر أمام كل هذه المخاطر والتحديات التي لم تشهدها أمة من قبل والتي لا تقارن منذ بدء التاريخ.
وأضاف: الشهيد هو إنسان له مشاعره، له علاقاته، له ارتباطاته في هذه الحياة، إنسان طبيعي متّزن، يملك في وجدانه كل المشاعر الإنسانية، له عواطف، له أحاسيس، له مشاعر…إلخ. ولكن هدفه السامي، مشروعه الكبير، قضيته العادلة فوق كل اعتبار، وأيضاً هذه المشاعر والأحاسيس تتحول إلى عامل مساعد، حتى محبته للناس، حتى محبته لأسرته، حتى محبته لأصدقائه، حتى محبته لأمته تتحول إلى عامل مساعد ومحفز على الشهادة في سبيل الله تعالى، نصرة لأولئك المستضعفين، ودفاعاً عنهم، ودفعاً للظلم عنهم، ودفعاً للاضطهاد عنهم، هي في الوقت نفسه تضحية واعية بحقيقة هذه الحياة.
لن ننثني
ويقول قائد اللواء 117 مشاة في محافظة البيضاء العميد الركن ناجي عبدالاله الهصيصي: في أسبوع الشهيد نزف التهاني والتبريكات لمن اختارهم الله إلى جواره أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله, كما نجدد لهم العهد بأننا على دربهم ماضون وعلى نهجهم سائرون وإن شاء الله لن ننثني ولن ننحني مهما كانت تضحياتنا فنحن في موقف الحق وعدونا في موقف الباطل، وبإذن الله ستندحر قوى العدوان وأولياء الشيطان وستتحطم مشاريعهم ومؤامراتهم أمام وعي وصمود وثبات واستبسال وتضحية جيشنا ولجاننا الشعبية المسنودين بالشعب اليمني العظيم, ونسأل الله أن يتغمد الشهداء بواسع الرحمة وأن يحلقنا بهم شهداء، كما نسأله أن يمن على الجرحى بالشفاء.
من هو الشهيد؟
أما المهندس عدنان محمد القصوص مدير عام فرع مؤسسة الاتصالات في محافظة البيضاء- فيقول ” الشهيد شخص منا ومثلنا، له أحلامه وطموحاته ،له واقعه ومجتمعه، وله أسرة وأصدقاء وأحباء مثلنا ،ولكنه عرف الله وحمل مشروع وهم الدفاع عن الأمة، الشهيد هو من خرج وغايته أن تكون كلمة الله هي العليا، الشهيد هو من ينطلق وهو يحمل هذه القضية العادلة، والموقف الحق المشروع ، ويضحي من أجل هدفٍ سامٍ، هذا هو شهيد المسؤولية، شهيد الموقف، شهيد الحق الذي يحمل قضية عادلة، ويتحرك ويضحي.
وأضاف القصوص :فرع مؤسسة الاتصالات في محافظة البيضاء قدم نخبة من الشهداء والجرحى وإن شاء الله سوف يتم توزيع الهدايا الرمزية لأسرهم في إطار البرامج والأنشطة التي تستهدف أسر الشهداء ومنها توزيع سلة غذائية لكل أسرة في مختلف مديريات محافظة البيضاء، وذلك أقل ما يمكن تقديمه لأسر وذوي من ضحوا في سبيل عزة وكرامة الشعب اليمني، إضافة إلى أن رعاية أسر الشهداء وتقديم الداعم لها واجب ديني ووطني وأخلاقي، مؤكداً المضي على نهج الشهداء في الدفاع عن الوطن حتى تحقيق النصر ودحر الغزاة والمحتلين.
كما دعا التجار والميسورين ورجال الخير إلى الاهتمام بأسر الشهداء وتقديم الدعم لها على مستوى مديريات محافظة البيضاء.
ذكرى عطرة
أما مدير إدارة البحث الجنائي في المحافظة العقيد ربيع مرزوق طواف فقد تحدث قائلا: نستقبل هذه الذكرى العطرة بكل رحابة صدر وحب وشوق ولهفة، كما نستلهم منها كيف كان ثبات المجاهدين ومقارعتهم لقوى الطاغوت والاستكبار العالمي ووقوفهم المشرِّف أمام إمكانيات العدوان المختلفة، وفي ذكرى الشهيد يجب علينا جميعا أن نحيي هذه المناسبة بما يليق بعظمتها وقداستها, وأن نتذكر أبناء وأسر الشهداء ونسعى للاعتناء بهم ورعايتهم بشكل جدي وحقيقي.
مناسبة غالية
بدوره تحدث مدير عام مديرية صباح شيخ ضمان منطقة صباح المجاهد الشيخ مروان عبدالكريم علاو فقال: :عندما نتحدث عن الشهداء فمن الصعب أن نفيهم حقهم أمام ما قدموا وبذلوا في التصدي للعدوان بعد أن عقدوا صفقتهم مع الله سبحانه وانطلقوا إلى كافة الميادين ليواجهوا حرباً كونية تكالب علينا فيها طواغيت العالم وأزلامه من المنافقين.
كما نجدد عهدنا للشهداء بالمضي في دربهم وأن ننفر إلى الجبهات دفاعا عن العزة والكرامة في سبيل الله ووفق الطريقة التي رسمها الله.
وتابع: ذكرى الشهيد ليست ذكرى نحييها فقط لأسبوع أو يوم أو شهر إنما هي مناسبة غالية في قلب كل محبيه على الدوام، كما نتمنى أن نعطي الشهيد حقه, وحث أبنائنا الشباب والدفع بهم إلى الجبهات أسوة واقتداء وتأسيا بمن سبقونا من الشهداء العظماء..
وفاء
من جانبه قال الشيخ المجاهد/أكرم علي الديلمي مدير فرع الهيئة العامة للزكاة في مدينة رداع : أدعو جميع أبناء شعبنا اليمني بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم إلى التفاعل الكبير لإحياء الذكرى السنوية للشهيد باعتبارها واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً, كأقل ما يمكن أن نفيهم به لما قدموها من تضحيات جسام في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على شعبنا اليمني العظيم الصابر والصامد الذي رفض الخنوع والذل والاستكانة, وضرب أروع الأمثلة في الصمود والتفاني للعام السابع على التوالي.
وأكد الديلمي أهمية الاستمرار في الصمود ومواجهة العدوان والسير على نهج الشهداء في دفع الظلم وتسيير القوافل ورفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر المؤزر.
على دربهم سائرون
عبدالقادر صالح العيدروس الريامي -مدير فرع مؤسسة الشهداء في محافظة البيضاء- تحدث فقال: هذه المناسبة تعكس الروح الجهادية وتسهم في التوعية بالدور الذي قام به الشهداء ومكانتهم كونهم الذين قدموا التضحيات في مواجهة العدوان, وجديرٌ بنا أن نحيي الذكرى السنوية للشهيد كُــلّ يوم.
وقال الريامي: فرع مؤسسة الشهداء في محافظة البيضاء نفذ العديد من المشاريع في الجانب الصحي والتربوي والاجتماعي ومنها إقامة الأعراس الجماعية وكفالة أبناء الشهداء تحت سن 18عاما، وكذلك توزيع السلال الغذائية والهدايا التذكارية الرمزية التي تخص المناسبة إضافة إلى إنشاء وتجهيز روضات الشهداء في مديريات محافظة البيضاء والاهتمام بها وتنظيم معارض الصور والمجسمات بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد على مستوى كل مديريات المحافظة بشكل سنوي..
وتابع: بفضل الشهداء استطعنا أن نصنِّع الصواريخ والأسلحة ونصمد أكثر من سبعة أعوام، فإذا كان الشهيد هو رمز الإيثار فنحن يجبُ أن نكونَ رموزَ الوفاء لأولئك الأبطال الذين ذادوا عن وطننا اليمني الذي يتعرّضُ لأسوأ عدوان وأقذر حصار، فلن نخضَعَ ولن نستكينَ ونحن علَى درب الشهداء سائرون.
إحياء ثقافة الشهادة
ويقول المقدم علي قاسم الفقير- ركن التوجيه في اللواء 117 مشاة بمحافظة البيضاء:إن إحياءنا لذكرى الشهيد هو إحياء لثقافة الشهادة، وإحياء لعظمتها وروحيتها التي جسَّدها الشهداء، ولنلتمس من آثارها مسؤوليتنا الكاملة تجاه الشهداء الأبرار وتقدير منزلتهم العظيمة، ولتوقد فينا العزيمة والثبات تجاه قضيتنا وقضية الأمة فأنفسنا بحاجة إلى حثِّها على التحلي بثقافة الشهادة لنعزز وصمودنا في مواجهة التحدًّيات والأخطار التي تُحدق بالأمة القرآنية، ولنُكرِّس في أذهاننا ونُرسِخ في واقعنا مبدأ الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى لكي نجعل هذه الثقافة منتشرة في أرجاء الأرض وتكون حاضرة في كل زمان ومكان.
لن نفرط في ما عاهدوا الله عليه
أما مشرف وحدة العلماء في محافظة البيضاء أمين عام جامعة البيضاء المجاهد محمد علي العنسي فتحدث عن المناسبة مستشهداً في بدء حديثه بالقرآن الكريم فقال:
قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) تحل علينا ذكرى الشهيد السنوية العظيمة بعد سبع أكثر من سبع سنوات من العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي والإماراتي ونحن أقوى بكثير من ذي قبل، وصامدون ومنتصرون وكل هذا بفضل الله سبحانه وبفضل دماء الشهداء الطاهرة الزكية التي بفضلها يتم دفع الإرهاب الداعشي والوهابي التكفيري، فلولاهم ما كنا لنعيش في أمن وأمان في كل مناطق سيطرة جيشنا ولجاننا الشعبية والأمنية.
وأقول: سلام الله عليكم أيها الشهداء الأبرار، وسلام الله على كل أسرة اصطفى الله منهما شهيداً، وسلام الله على كل أب وأم وأخ وأخت شهيد، ونعاهدكم أيها الشهداء بأننا على دربكم ماضون ولن نفرط في ما عاهدتم الله عليه.
وأضاف العنسي: إحياء فعالية الشهيد السنوية يكون باستذكار قيم وأخلاق ومبادئ الشهداء الأبرار التي ضحوا من أجلها والتمسك بما استشهدوا من أجله وعلى رأسهم الشهيد القائد حسين بن بدرالدين الحوثي الذي أرسى دعائم مسيرة القرآن العظيمة، والذي لولا تحركه في زمن الصمت لكان الإرهاب يعيث في الأرض الفساد, لكنه أحيا في المجتمع حب الشهادة والاستشهاد دفاعا عن الدين والأرض والعرض.
وكذلك علينا أن نتذكر شهداءنا رموز كرامتنا وكرامة الأمة جمعاء ومنهم الشهيد الحر البطل صالح الصماط سلام الله عليه الذي أسس لبناء دولة شعارها “يد تحمي ويد تبني”، فقد استشهد مدافعا عن المستضعفين وعن الدين والأرض والعرض. فسلام الله عليه وعلى جميع الشهداء الأخيار.
وتابع: كما لا ننسى الشهداء الأحياء أولئك الجرحى الذين قدموا أجزاء من أجسادهم ودمائهم في سبيل الله دفاعا عن الدين والأرض والعرض، فسلام الله عليهم فهم من لا يتوانون عن أي عمل يؤكل اليهم، وما إن يُشفى الجريح من جراحه حتى يعود سريعاً إلى الجبهة، أيضا لا ننسى المرابطين من جيشنا ولجاتنا الشعبية والأمنية فهم الدرع الحصين لهذه الأمة.
ومضى يقول: أحب أن أوجه رسالة لقوى العدوان في هذه المناسبة أقول فيها: نوشك أن نكمل السابعة بفضل ما نقدم من تضحيات وما قدمنا من شهداء.. نحن بالله سبحانه وتعالى أقوى بكثير من أي وقت مضى، لذلك أقول لهم نهايتكم قريبة إن شاء الله ونحن منتصرون من أول يوم للعدوان علينا وننتظر الفتح بإذن الله.. كما نجدد العهد لسيدي ومولاي عبد الملك بن الدين الحوثي بأننا رجالك سيدي وما قدمناه ليس الا القليل فاشتد يا سيدي وثق باننا لن نهون ولن نضعف فنحن تحت قيادتكم بالله سبحانه أقوى فامض بنا نحو الفتح العظيم..
وواصل حديثه بالقول: إن كنتم تراهنون على قوتكم وحشودكم فأنتم خاسرون منتهون، ألم تتعظوا بمن كانوا قبلكم البريطانيين والعثمانيين وغيرهم، كيف كانت نهايتهم وما آل إليه مصيرهم؟!!, ألم تقرأوا التأريخ وتتصفحوا تاريخ اليمن وقوة رجاله وثباتهم وصمودهم وشموخهم ورباطة جأشهم؟ !!, ألم تقرأوا قول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا), وهل تظنون أو تعتقدون أننا سنسلم لكم وقد ارتوت أرضنا بدماء شهدائنا الأعزاء الكرماء؟ !!
أتدرون من هم هؤلاء الشهداء الذين نحيي ذكرى استشهادهم للعام السابع على التوالي منذ بدء عدوانكم علينا؟ !!
إنهم أبناؤنا، فلذات أكبادنا, إنهم إخوتنا إنهم آباؤنا نور أعيننا وضياء دربنا وحريتنا والذين كانوا سببا من الله في وجودنا.
وعهداً منا لشهدائنا نقول: اليوم وغدا وكل يوم كما قال سيدنا وقائدنا الحيدري عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله (هذا هو الذي لا يكون ولن يكون، لأن نتحول إلى ذرات تطير في الهواء أحب إلينا وأرغب إلينا وأشرف لدينا من أن نستسلم لكم أيها المجرمون والمنحطون).
الدماء الزكية
العلاَّمة الشيخ محمد أحمد السقاف -عضو رابطة علماء اليمن في محافظة البيضاء- يقول: في هذه المناسبة نقول للشهداء وقد سبقونا إلى جنان الخلد :سلام عليكم، طبتم فادخلوها خالدين, فسلام عليكم شهداءنا الأجلاء وأنتم تشيدون بدمائكم سفر نصرنا العظيم وتذودون عن حمى هذا الوطن المعطاء، وستجرف دماؤكم الزكية زيف العدوان والبغي والضلال, وسترسمون بدمائكم الغالية خطا أحمر يقرؤه كل من ينتمي إلى تراب هذا الوطن العظيم مفاده لا رجعة عن ما سالت لأجله هذه الدماء، لا تفريط في ما سفكت في سبيله، لا بيع لما دفعت هذه الدماء ثمنا له، لا بخل على الوطن بعد هذا البذل، لا تقصير بعد هذا الإقدام، لا رجوع بعد هذا التقدم، لا خيانة بعد هذا الوفاء.
وتابع مخاطباً الشهداء: نعاهدكم شهداءنا العظماء أنَّا على دبركم ماضون وعلى نهجكم سائرون وعلى الوطن الذي صنتم ثراه ساهرون وفي الدرب الذي مضيتم فيه مواصلون ومن العدو الذي اعتدى على أرضنا متبرئون معادون مصارمون، ولدمائكم آخذون بالثأر ما حيينا والله ورسوله علينا شهود، إن إحياء لذكرى الشهيد أعظم من تجديد العهد له بالمضي على النهج ومواصلة ما بدأ من نضال, كما أن أعظم وفاء له في ذكراه هو في التفات الشعب اليمني قيادة وشعبا لأسر الشهداء ,وأن نستحي من كرم الشهيد الذي بذل دمه لحقن دمائنا، وبذل عمره لنحيا, وخاض غمار الأخطار لنسلم ونأمن.
وأضاف: إن أعظم وفاء للشهداء أن نذكرهم فلا ننساهم وأن نعطيهم كما أعطوا، أن نفي لهم كما وفوا, أن ننهج نهجهم ونطهر ونزكي أنفسنا كما طهروا أنفسهم وزكوها حتى اصطفاهم الله, ثم أن نخلفه الشهيد في أبنائه، أن نشعرهم أنهم لم يفقدوه وأن كل يمني أب لمن فقد أبا، وأخ لمن فقد أخا وعائل لمن فقد عائله, ألا يستحق الشهيد أن نكرم أبناءه وزوجته وأباه وأمه وأسرته, وقد أكرمنا وأكرم آباءنا وأبناءنا وأمهاتنا ووطننا وأكرم كل ذرة رمل فيه.
الأخت بشري المؤيد- مشرفة الهيئة الثقافية العامة في محافظة البيضاء- تحدث: أيضا عن أهمية المناسبة فقالت: سلام على نفوس طهرت وجادت بأغلى ما عندها وهي حياتها التي وهبها الله إياها؛ سلام على أنوف حمية احتمت وذادت عن دينها ووطنها وشعبها ومرَّغت أنوف الظالمين والمستكبرين المعتدين ظلما وبغيا وعدوانا على بلدنا وشعبنا اليمني العزيز دون مبرر شرعي ولا مسوغ قانوني سوى الكبر والعنجهية ظنا منها أنها ستذل شعب اليمن الموصوف بالحكمة والإيمان وله تاريخ عريق لا يضاهيه تاريخ ؛ تاريخه ينحدر عنه السيل ولا يرقأ إليه الطير ، ورجاله أولو قوة وأولو بأس شديد، بشهادة خالق السموات والأرضين وقاهر الجبابرة والمستكبرين وناصر عباده المؤمنين المستضعفين.. لقد ظنت قوى العدوان السعودي الإماراتي بما تملك من ثروة نفطية هائلة اغتصبتها من شعب الجزيرة العربي أن تلك الأموال ستمكنها من احتلال بلدنا وإذلال شعب لا يعرف الذل ولا يرضى بالخنوع ولا بالركوع والخضوع سوى لله الواحد الأحد سبحانه.
وأضافت: سلام على أرواح ارتقت طاهرة شريفة حرة وفية لربها ولدينها ولأهلها وفاضت إلى بارئها عزيزة كريمة شامخة ؛ وقدست خالدة في أعلى عليين.
وتابعت المؤيد: إننا في اليمن الميمون نستلهم من شهدائنا العظماء التضحية والفداء، ونستمد منهم البذل والعطاء، والقوة والعزم والكبرياء، والصمود الذي لا حدود له في مواجهة أشرار الخلق وشذاذ البشرية في هذا العالم الذي استفحل فيه الشر وعشعش فيه الظلم والفساد الأخلاقي الذي هو رأس كل فساد.
فيما قالت رئيسة اتحاد نساء اليمن -فرع رداع- الأخت إيمان عبدالرحمن الرضا: ونحن في العام السابع من العدوان “السعوصهيوأمريكي” على اليمن أرضا وإنسانا؛ لم نضعف ولن نضعف في مواجهة هذا العدوان الغاشم الظالم الهمجي، وما زادنا طول الأمد إلا قوة وعزما وتجلدا وصبرا حتى أصبحت الحروب لدينا في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله والدفاع عن المستضعفين من عباد الله واجتثاث الظلمة والمستكبرين واستئصال شرهم وفسادهم المستفحل وذلك أحب إلينا من الهدنة معهم وهم لا زالوا مستمرين في عدوانهم وبغيهم وظلمهم وشذوذهم واحتلالهم للأرض وتدنيسهم للمقدسات وامتهانهم للإنسانية في أرجاء المعمورة.
وتقول الرضا لقادة العدوان النظامين السعودي والإماراتي وأسيادهم الأمريكان والصهاينة: إن كنتم تراهنون على طول المدة في إضعاف الشعب اليمني وإذلاله واحتلال أرضه ونهب ثرواته فأنتم واهمون.. لافتة إلى دلالات إحياء الذكرى السنوية للشهيد في استلهام الدروس من تضحيات الشهداء والمضي على دربهم.. مشيرة إلى أن اليمنيين يجسدون هويتهم بالصمود والثبات في مواجهة العدوان الغاشم.. داعية إلى تعزيز وعي المجتمع بأهمية ثقافة الشهادة والسير على درب الشهداء العظماء.