11 فبراير »مناسبة« لتشابك الأيدي وبناء اليمن

● الحشود الجماهيرية الغاضبة التي انتفضت في ثورة الشباب السلمية في العام 2011م وهبت إلى ساحات الاعتصام تطلب التغيير السلمي وتنشد آفاق المستقبل بروح وثابة ترفض سفك الدماء والانتقام لا يمكن لها أن تتكرر إلا بعد مائة عام وهذا هو حال التاريخ ودروس انتفاضة وحركة الشعوب العفوية الطاهرة والنقية.. ومثلما كانت الأمواج البشرية تملأ الساحات في صنعاء وتعز وإب وعدن كانت الآمال تتردد من هتافات الحلم والأمل والغد والمستقبل بالعبارات غير النابية التي اختلط فيها الحابل بالنابل ولكن صوت الحق ظل مدويا وأسمع العالم عن حق التغيير بطرق سلمية.. سلمية.
كان كل مراقب لحركة الشباب الذين رفعوا سقف آمالهم في بناء اليمن الجديد يشعر بالوعي الكامل لرؤى وتوجهات أولئك الشباب الذين جمعتهم المعاناة والتهميش ووحدهن حب اليمن هي بالفعل ثورة شبابية وكان قد سبق الـ11 من فبراير الحراك الجنوبي في بعض المحافظات الجنوبية المعبر آنذاك عن بعض مظالم ومعاناة تم ترحيلها سنة بعد أخرى وعاما بعد آخر وكانت مطالب مشروعة في بدايتها غير أن اذن الساسة تجاهلت أو تناست تلك المطالب حتى جاء يوم الـ11 من فبراير وماجت ساحات وميادين اليمن بالاعتصامات والتظاهرات بفعل شرارة الشاب بوعزيزي من تونس ومن ثم مصر وليبيا حتى اليمن التي ظن الناس انها ثورة وقتية وحالة ستزول لكن رؤوس الأفاعي والثعابين أصابتها سكرات معدودة وبدأت مقايضة أصحاب النفوذ والساسة ثمار ثورة الشباب التي أصابها الوهن بفعل الموجهات الحزبية الأنانية وبخل الساسة وكادت اليمن ان تنزلق إلى المجهول لولا تدارك الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك عقلاء اليمن بمن فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح والاتجاه صوب المبادرة الخليجية التي حقنت دماء اليمنيين وجنبت الوطن الفوضى والخراب والدمار وسفك الدماء والحرب الأهلية.. وكان للرئيس هادي السبق في تحمل المسؤولية بثقة واقتدار بتفويض شعبي عبر انتخابات ودعم أممي غير مسبوق لتحمل أعباء المرحلة والاتجاه بسفينة اليمن الواحد الموحد صوب المستقبل.
اليوم تحل المناسبة الـ3 لثورة الـ11 من فبراير الشبابية نقول للجميع: علينا ان نجعلها مناسبة لمد يد العون وتشابك الأيدي لبناء اليمن نجعلها ذكرى للتصالح والمحبة والوئام نجعلها مناسبة للكلمة الطيبة والاعتراف بالجميل والاستفادة من جوانب القصور لأن اليمن يتسع لكل أبنائه.. وسلام على كل ثائر ضد الظلم والقهر والفساد والطغيان على مر العصور وإلى يوم الدين.

قد يعجبك ايضا