
3 أعوام مضت من عمر الثورة الشبابية السلمية والتي خرج فيها الشباب اليمني في كل المحافظات وبمختلف الساحات يحلمون بوطن تسوده المواطنة المتساوية والعدالة في مختلف مناجي الحياة.. وكان شباب الثورة حينها مدركين أن فاتورة ثورتهم ستكون كبيرة فهم سيكسرون جدران الظلم والاستئثار بكل شيء.. ولهذا سقط من هؤلاء الشباب شهداء سقوا بدمائهم تربة الوطن وسقط الجرحى الذين ما زال بعضهم يعاني من جراحه وإصابته لكن ملامح اليمن الجديد التي أوشكت على الاكتمال تخفف عنهم آلامهم .. ويزيدهم قناعة أن ما خرجوا وضحوا من أجله قد بدأ يتحقق..
فخلال السنوات الثلاث الماضية حصلت في البلاد تحولات سياسية كبيرة وتغيير يلبي الكثير من طموحات الشباب وهذا لم يكن ليحصل لولا تلك التضحيات ولولا حرص من قادوا سفينة التغيير في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة من عمر اليمن نحو المستقبل المنشود ..
فاليمنيون والذين كانوا بالأمس على وشك الاحتراب والتمزق هاهم اليوم يرسمون لوحة توحد النسيج الاجتماعي اليمني ويتفقون على مجمل ملامح المرحلة القادمة .. فالحوار الوطني تحول فيه اليمنيين من فرقاء وخصوم في إلى رفقاء في صنع اليمن الجديد وها نحن اليوم على وشك التحول فيما يتعلق بشكل الدولة ونظام الحكم وصياغة دستور.. كما أن مرحلة ما بعد الثورة الشبابية الشعبية شهدت ولأول مرة خطوات جريئة وبدايات جادة فيما يتعلق بهيكلة الجيش والأمن..
فشباب التغيير ورواد التحول الديمقراطي الحقيقي في بلادنا والذين ينسب لهم فضل هذه التغييرات يؤكدون أن ثورتهم والتي خرجوا فيها قبل 3 سنوات وسقط من رفاقهم شهداء وجرحى يثمنون ماتحقق للبلاد في هذه الفترة لكنهم يؤكدون أن المشوار ما يزال طويلاٍ ويحتاج فإلى جهود وتضافر كل الجهود لبناء الدولة اليمنية الحديثة التأكيد هذا جاء في الاستطلاع التالي الذي أجرته” الثورة” مع عدد من الشباب بمحافظة الحديدة إلى التفاصيل
عبد السلام وهان أحد شباب ثورة فبراير في الحديدة قال :
ذكرى ثورة فبراير هي مناسبة كبيرة يتذكر فيها اليمنيون جميعا تلك المشاهد البطولية لشباب والذين خرجوا حاملين أرواحهم على أكفهم يحلمون بيمن جديد وبمستقبل أفضل .. واليوم بعد فترة ثلاث سنوات من الثورة الشبابية الشعبية لاشك أن الشعب اليمني قد وقف صامدا وقويا أمام كل التحديات والمحاولات التي تريد إعادة عجلة التغيير إلى الوراء ورغم كل المصاعب التي واجهت الثورة خلال هذه الفترة الا أن رياح التغيير كانت قوية … سطر فيها شعبنا ملاحم بطولة بصبره على منغصات الفترة كضرب الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز وافتعال المشاكل والأزمات إلا أن إيمان كل اليمنيين – باستثناء من يحاولون عرقلة هذا التحول حرصا منهم على مصالحهم الضيقة – جميعهم اليوم مؤمنين بضرورة المضي في عملية التغيير مهما كانت الصعوبات والعراقيل والتحديات .. ومع ذلك فقد حقق اليمنيون العديد من المنجزات التي لم تكن لتتحقق بسبب هذه الظروف الصعبة لولا الإرادة القوية للقيادة السياسية التي باتت مؤمنة بأهمية التغيير وبما يلبي طموحات الشعب اليمني ..
وأضاف وهان قائلاٍ: أن من أهم الانجازات التي تحققت هي الجلوس أولاٍ على طاولة حوار واحدة جمعت كل أطياف البلد بعد ذلك النتائج الجيدة لمؤتمر الحوار الذي يعتبر احد مفردات الثورة وأؤكد على ذلك بأن شباب الثورة اليمينة ورواد التغيير تجاوزوا أخطاء كثيرة واستفادوا من تجارب الآخرين واستطاعوا ان يعو الدرس جيدا… فلغة الإقصاء للآخر لم تكن ضمن الأولويات لشباب الثورة وصانعي التغيير .>كما أن هيكلة الجيش هي المرحلة الأصعب والأخطر في مرحلة الثورة وقد تحققت رغم العراقيل التي وضعت إمامها والألغام التي زرعت لها…
فحقيقة وليست مجاملة .. لقد اثبت الرئيس عبدربه منصور انه رجل المرحلة وبكل كفاءة… بعد اختتام مؤتمر الحوار أمالنا ان تْتِرجم النتائج إلى أفعال ونريد التسريع في ذلكلقد صبرنا طوال فترة الحوار لاعتقادنا بأولوية الحوار والخروج بنتائج طيبة وهاهو الحوار قد نجح وخرجت نتائجه والباقي هو العمل والعمل الجاد المثمر.. ننتظر الكثير وكلنا ثقة في غد أفضل ويمن يتحقق فيه الأمن والاستقرار والازدهار والعدل والمساواة وأوجه رسالتي لكل من يظن أن بإمكانه إعادة الزمن إلى الوراء بأنه واهم.. وعليه أن يضع أوهامه خلفه وأن يلتحم مع إخوته ويضع يده في أيديهم لتتم الحلقة المفقودة… ياهؤلاء نحن نريد وطناٍ للجميع ويسعدنا ان نبنيه سوياٍ فهلموا..
التغيير المنشود
أحمد مانع ناشط حقوقي وثائر قال :
إن الهدف الأول الذي خرج من أجله الشباب هو بناء يمن جديد ويزدهر إن نقل السلطة سلميا كان الحدث الأبرز في هذه المرحلة والذي كان نتاجاٍ للفعل الثوري والفعل السياسي وقناعة اليمنيين بضرورة الانتقال إلى عملية التغيير المنشود بطريقة سلمية تجنبا الاحتراب التي كانت ستدفع باليمن إلى مستنقعات من الدماء لا قدر الله .. وهنا تحاشى اليمنيين المواجهة المسلحة .. ناهيك عن أن الهدف الثوري الأبرز والذي كان ديدن الثوار ومثار خوفهم من بقائه على حالة هو إعادة هيكلة الجيش والأمن لما يشكل بقاؤهما على حالهما السابق من خطورة فقد تحقق بفضل القيادة الحكيمة المتمثل في رئيس الجمهورية والذي نفذ خطوات جادة في ما يتعلق بهيكلة الجيش والأمن .. وهذه الهيكلة وإن كانت غير شاملة إلا أنها مقبولة إلى حد ما.
وأضاف مانع: أن أهم منجز تحقق في هذه الفترة الحرجة من حياة اليمنيين هو عقد ونجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي طرح كل مشاكل اليمنيين على الطاولة بدل الاحتراب والاقتتال وما تحقق نحن راضون عنه وإن كان دون المطلوب الذي نطمح إليه وأقل من حجم التضحيات التي قدمها الثوار لكن الخيار الآخر كان هو عدم الانتقال بطريقة سلمية وفق المبادة الخليجية واللجوء إلى العنف كان سيؤدى باليمن في أوضاع سيئة ..
مضيفا (وأكبر عيب ونحن نحس بالخجل منه أنه وبعد الحوار ما زال هناك من شباب الثورة في السجون ولم يتم النظر إلى قضاياهم ولم يتم الإفراج عنهم وهذا الجانب يمثل نقطة سوداء في عملية التغيير والتي كان الشباب هم السبب الرئيسي فيها .. كما أن الأسوأ من ذلك أن البلاد ما تزال تعاني من استمرار ظاهرة حمل السلاح ومن استهداف أبناء القوات المسلحة والأمن.
_ ومن جانبه قال الأخ وليد القاضي- عضو الجمعية العمومية الشباب الثورة بمحافظة الحديدة: لابد من التعامل مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بجدية تامة حتى لا نقع في نفس أخطاء الماضي ويتكرر ما خرج الناس رفضا له أي انه لابد على الرئيس هادي حشد كل الجهود وكذا كل المكونات الصادقة التي تسعى لبناء اليمن الجديد والتعامل بقوة وصرامة القوى التي تعبث بأمن الوطن واستقراره والتي تريد العودة بنا إلى الخلف ونحن كشباب ثورة بالرغم من اعتراضنا على بعض المخرجات إلا أننا نضع كامل ثقتنا في الأخ الرئيس هادي حتى لا تضيع هذه الفرصة التاريخية التي ستنقل المجتمع اليمني من حالته التي هو فيها إلى حالة أفضل بإذن الله ونقول له بأنك أصبحت رئيساٍ للبلاد بتأييد شعبي وشرعية إقليمية ودولية وان العالم ومن قبلهم كافة أفراد الشعب اليمني يعلقون عليك الآمال في الوصول بالبلاد إلى بر الأمان
لحظات فارقة
أما الشاب عبد الإله الأهدل فيقول: لقد توجت الثورة الشبابية السلمية في ذكراها الثالثة بنجاح مؤتمر الحوار الوطني والتوافق الشامل على مخرجات كفيلة لو تحققت بنودها أن تنقل اليمن إلى مرحلة الاستقرار والتطلع المنشود الذي خرج الشباب من اجله وهم يسطرون أروع لحظات فارقة مر به اليمن في العصر الحديث كما لا ننسى الترحم على شهدائنا مجددين لهم التأكيد باستكمال ما رسخوه بدمائهم الطاهرة آخذين بعين الاعتبار المواقف الحكيمة والشجاعة التي تبناها رئيس الجمهورية والمقولة الخالدة التي قالها في ختام نجاح الحوار إن الثورة الشبابية هي استكمال لثورتي 26 سبتمبر 14 أكتوبر” وأخيراٍ ننوه بأن الحديث عن استقرار أو توافق سياسي أو أمن مجتمعي أو ديمقراطية حقيقية لا يستقيم إذا لم تتسع دائرة المشاركة السياسية لتطال حركات شبابية مؤثرة لايمكن التقليل من شأنها أو إغفال دورها في التوافق الوطني الباعث لكل تلك التطلعات والغايات المنشودة.)
الشاب محمد عبد الواسع الدبعي أحد شباب الثورة في الحديدة قال من جهته:
رغم كل المعوقات والصعوبات التي حصلت في البلاد إلى أن أهم المتغيرات التي حصلت هي لتأسيس بناء يمن جديد وتنفيذ المبادرة الخليجية هي نجاح مؤتمر الحوار وحل القضية الجنوبية وقبلها إجراء الانتخابات الرئاسية كل هذه المتغيرات تعطي مؤشرات واضحة أن الشعب اليمني يسعى إلى الدولة المدنية وأن التضحيات التي قدمها تثمر بالخطوات الصحيحة نحو تحقيق أهداف الثورة.
وما نتمنى تحقيقه في المرحلة القادمة هو .. بسط نفوذ الدولة على كل ربوع الوطن واستكمال هيكلة الجيش والقضاء على الجريمة والفساد والمخربين وأحداث تغييرات جذرية في المحافظات ونزع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من أيدي العابثين.