(تضحيات الشهداء العظماء وصمود المرابطين أوصلت العدوان إلى أضعف مراحله)
عطاء الشهداء هو أرقى عطاء، وثمرته للأمة العز والنصر والحرية.. وتضحيات الشهداء وصمود المرابطين تثمر في تحقيق تطلعات الشعب في استقلاله وحريته، فالشهداء هم صناع القرار في كل عصر.. وبثباتنا وصمودنا وثقتنا بالله وتوكلنا عليه وطاعتنا للقائد العلم حفظه الله ونصره استطعنا بعون الله كسر وتحطيم أهداف العدوان السعودي وإيصاله إلى أوضاع العجز والخزي، بإيمان وإخلاص المرابطين بالجبهات المقاتلين في سبيل الله حققنا الانتصارات على العدوان، وبفضل دماء الشهداء وصمود المرابطين يعيش العدوان الذل والتخبط والانكسارات والهزائم المتهاوية عليه الآيلة بظلمه وجبروته إلى نهايته الوجودية المحتومة.
إن الإخلاص بالثقافة الجهادية وتضحيات الشهداء العظماء وصمود المرابطين في مختلف الجبهات، قد أعجزت بسند الله العدوان السعودي الإجرامي الغني بإمكاناته المالية وترسانته العسكرية ونفوذه على منظمات الأمم المتحدة، أعجزته عن تحقيق انتصارات استراتيجية وأوصلته إلى أضعف مراحله وكشفت غطرسته الجوفاء أمام الشعوب العالمية.
العدوان السعودي يعذَّب ويلقن بصفعات وضربات حديدية شديدة البأس من أولي البأس عملا بقول الله تعالى (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) «الأنفال من الآية 34». وقول الله تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) «التوبة ، 14».
إن الإيمان بمبدأ الموالاة للأولياء الأخيار والمعاداة للأعداء قد أصبح راسخا في هوية وروحية المؤمنين المجاهدين الأحرار، وقد حرك هذا المبدأ أنصار الإسلام في المواجهة والوقوف أمام هذا العدوان الإجرامي، ويمكن إجمال أهم العوامل الأساسية التي أوصلت العدوان السعودي إلى أضعف مراحله وأوشكت به إلى الانهيار والهزيمة الساحقة نتيجة صمود المرابطين وتضحيات الشهداء العظماء نستعرضها في ما يلي:
– العون والتدخل الإلهي في نسف كل القواعد والدراسات العسكرية للعدوان المؤكدة بحسم المعركة في أسبوعين، لتتحول إلى انتصارات يحققها الجيش واللجان الشعبية ضد العدوان.
– قوة الإرادة والعزيمة التي فرضت معادلة توازن الردع وتطورت، وهذه المعادلة هي في إتجاه يتطور بتفوق الجيش واللجان الشعبية على العدوان في كل المقاييس العسكرية.
– الثقة بالله في تحقيق الانتصارات والتوكل عليه في الدفاع عن الدين والوطن وأبنائه وثرواته (نصرة قضيتنا العادلة).
– تلبية التوجيهات،والنداءات للنفير العام نحو جبهات القتال في سبيل الله طيلة فترة العدوان وحتى الوقت الراهن لنصرة المشروع الإسلامي.
– دعم الجبهات بالمال النقدي والعيني.
– الصبر الاستراتيجي والإدارة الحكيمة السياسية والعسكرية والأمنية للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
– التصنيع العسكري ومقاومة الحصار بالاقتصاد المقاوم والتوجه نحو الاقتصاد الزراعي أنموذجا واقعيا.
– السعي الحثيث والمثمر لتوحيد الموقف وتلبية القبائل والمجتمعات والأحرار لهذا التوجه الديني والوطني.
ووصول هذا العدوان الإجرامي إلى الفشل والإحباط والتخبط والإرباك والعجز، إنما هو ثمرة تضحيات الشهداء وصمود المقاتلين في سبيل الله، ومن ثمار الاستقامة الجهادية أن تنامت قوة وتفوق الجيش واللجان الشعبية وتطورت منظومة صناعة السلاح اليمني إلى درجة تؤكد بعون الله حتمية تحرير كامل التراب اليمني عسكريا إن لم يذعن هذا العدوان إلى السلام المشرف ويوقف عدوانه ويرفع حصاره وينهي احتلاله ويصلح كل ما دمره ويرفع سيطرته عن الأماكن الإسلامية المقدسة، كونها شأناً إسلامياً تلزم إدارتها وتنظيمها أن تكون تحت مسؤولية مؤمنين يتقون الله في أمر الأمة والناس ويمثلون الشعوب الإسلامية وليسوا فجارا إرهابيين وعدوانيين وإجراميين كبني سعود الصهاينة.
ومن ثمار التضحيات والصمود والتوكل على الله إلحاق خسائر مالية كبيرة بخزينة العدوان واضطراره إلى إعلان بيع حصته في مجال أعمال خطوط أنابيب الغاز مقابل 15.5 مليار دولار وتعد هذه الخطوة واحدة من إجراءات حكومة العدوان السعودي لسحب الأموال من البنية التحتية الضخمة للطاقة المملوكة للدولة. ولجوء هذا العدوان إلى سوق الدين هو نتيجة تراجع أرباح شركة أرامكو الناتج عن ضربها بالطائرات اليمنية المسيَّرة في 14 سبتمبر من العام 2019م.
ومن ثمار التضحيات والصمود والتوكل على الله تحقيق انتصارات في الساحل وفي جبهة مارب، حيث سيطرت قواتنا المسلحة على آخر سلسلة جبال البلق في مديرية الوادي وهو آخر مرتفع للدفاع عن مدينة مارب، وحدوث انهيارات كبيرة في معسكرات مرتزقة تحالف العدوان وهروب واسع، حيث أن قيادات كبيرة من المرتزقة تتواصل مع قيادات من الجمهورية اليمنية ممثلة بحكومة الإنفاذ الوطني، وبإذن الله ستحسم القوات المسلحة اليمنية المعارك وهي مستمرة وفق خططها الاستراتيجية العسكرية والأمنية.
بالصير والثبات والصمود والإيمان والعزيمة أصبحت ساعات حسم معركة تحرير مدينة مارب قريبة، وأصبحت القوات اليمنية تخضع لضغوط شعبية تطالبها بتحرير المحافظة، وانكسار العدوان في مارب سيكمل تحطيم معنويات العدوان ومرتزقته، وسيؤدي إلى سهولة انكسارهم في بقية الجبهات، وهنا علينا أن نبقى على ذات وتيرة العزيمة الجهادية والإرادة الصلبة في تصفية العدوان ومرتزقته في المحافظات المحتلة وعلى وجه الخصوص المحافظات المدججة بالعناصر الإرهابية والمناطقية.
تحرير مدينة مارب سيسمح بفك الحصار عن اليمن – وإن صعَّد إعلام العدوان السعودي والأمم المتحدة بخطوة إجرامية ووحشية بدعوته لخروج المنظمات الإنسانية والإغاثية – إذ لا يوجد مكان آمن لهذا العدوان الإجرامي من ضرب الصواريخ والطائرات المسيَّرة، فرغما عن أنفه سيفتح مطار صنعاء لجميع الرحلات وميناء الحديدة .. بالصبر والثبات والصمود سنحقق بعون الله النصر النهائي، والعاقبة للمتقين.