رغم زحف شجرة القات والأمراض وقلة الخبرة في مكافحتها:
شجرة البن تحتفظ بمكانتها في قائمة المحاصيل الزراعية بمديرية ضوران آنس- ذمار
الثورة / يحيى الربيعي
اشتهرت مديرية ضوران آنس- محافظة ذمار بزراعة البن، فقد كان البن يزرع في الوديان بكثرة، لكن مع مرور الوقت صارت زراعة البن تتناقص تدريجيا لأسباب ضعف التسويق، وانتشار الأمراض في البن، وغياب الإرشاد الزراعي ومكافحة الأوبئة، والطامة الكبرى انتشار شجرة القات إلى درجة أن شجرة البن انقرضت تماما كما في ذي حيوان، وذلك بسب قلة المياه في الغيول التي تأثرت بفعل الحفر العشوائي للآبار في المناطق المجاورة.
مع ذلك، لاتزال مديرية ضوران آنس تزرع البن بنسب تتفاوت من عزلة إلى أخرى.. وتنتشر زراعة البن في مناطق الوديان حيث تتواجد المياه والمناخ المناسب، وأنواع البن التي تزرع في المنطقة هي: (البن الدوائري – البن التفاحي – البن العديني)، ويفضل المزارعون زراعة البن الدوائري (شجرته طويلة تميل إلى الاصفرار)، كون هذا النوع يتحمل العطش، ويقاوم الأمراض.
ويأتي موسم زراعة البن في الحادي عشر، وقبله تبدأ عملية انتخاب النوعية الممتازة من البن ويتم تقشيرها وهي خضراء، من ثم القيام بتجفيفها وعمل مشتل خاص، ثم تؤخذ البذرة فتوضع في غلاف (قرطاس)، وتبقى في القرطاس (الغلاف) إلى أن تصبح قابلة للغرس في موسم الحادي عشر.
وبعض المزارعين يطرح الحبة في قرطاس الشتل مباشرة، وبعضهم يغرسها في الأرض مباشرة، ومن ثم يقوم بعملية نقل (الشتلات) الغرس الصغيرة، ويتم انتخاب بذور الشتلات من الأشجار الأمهات الموجودة في المنطقة، ومن ثم تتم عملية التزهير من أنصاف السبع إلى أواخر الخمس.
وأثناء التزهير لا يقوم مزارعو البن بسقيه مدة اثني عشر يوما، ثم يلزم السقي من بعد الاثنا عشر يوم، وذلك لتثبيت المحصول، موسم شقاء البن في الخريف في شهر ٨، ويجنى المحصول بعد مرور ستة أشهر من التزهير، ويكون ذلك بداية شهر ١٠ أو من نصفه، ويستمر الجني مدة شهر ونصف إلى شهرين.
بعد جني البن يلزم سقيه، وتسمى غشاء البن، وقد تكون في منتصف شهر ١٢، ومن ثم يتم تعطيشه حتى موسم التزهير، عملية الشقاء الشقي أخرى في شهر الحادي عشر بالمعلم الزراعي أي ما يوافق شهر واحد الميلادي.
وتمر عملية جني محصول البن بعدة مراحل هي:
أ- عملية تقريب شجر البن إلى الأرض عبر( الهزر)، ومن ثم عملية لقط البن، فطرحه في سطول، ومن السطول إلى أكياس، فالأخذ إلى بيت المزارع ووضعه في طرابيل وفرده تحت أشعة الشمس في سطوح المنازل بغرض التجفيف.
ب- بعد التجفيف يتم بيعه لأصحاب البقالات المتواجدين في المنطقة، الذين بدورهم يقومون ببيعه للتجار القادمين من صنعاء بأسعار تتفاوت ما بين 2000 – 3000 ريال للكيلوجرام، ويختلف سعر البن عندما يكون أخضر يباع بـ 1500 ريال.. وفي عزلة بني فضل هناك تطور في عملية الجني حيث يتم الجني إلى سلال خاصة ويجفف في سرائر خاصة بالتجفيف، ويتم التسويق عن طريق تجار يتبعون مجموعة هائل سعيد.
هناك العديد من المشاكل تواجه مزارعي البن في المديرية على رأسها الأمراض وقلة الخبرة في مواجهتها، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وانتشار غرس شجرة القات على حساب محصول البن ناهيك عن قلة المياه وجفاف بعض الغيول بسبب الحفر والاستخدام العشوائي للآبار مما أثر على إنتاج البن في بعض عزل المديرية كما في عزلة بيت الحجري قرية ذي حيوان، ومن الأمراض التي تصيب البن (الخارز- الصفر- يباس في الأغصان- الفراشة؛ تأكل الحبوب بعد الزهرة بشهرين).
وفي المقابل، هناك العديد من الحلول للحفاظ على محصول البن، أهمها توعية المجتمع بأهمية شجرة البن وضرورة الحفاظ عليها، والحد من غرس شجرة القات التي صارت تتسع على حساب بقية المحاصيل وأهمها شجرة البن، كما يجب نشر الوعي في أوساط المجتمع بضرورة الحفاظ على المياه بالحفر بمسافات قانونية واستخدام شبكات ري مناسبة واقتصادية.
كما تجدر الإشارة إلى أهمية تعريف مزارعي البن بأساليب الجني الصحيحة للمحصول واستخدام آلات التجفيف المناسبة وطرق حفظه وتغليفه وتقشيره وغيرها من عمليات تطوير زراعة البن والحفاظ على جودة المحصول، ونشر التوعية بطرق وكيفية علاج الأمراض بالعلاجات المناسبة لمكافحة الأمراض التي تصيب محصول البن، وتوعية المجتمع بضرورة تفعيل الجمعيات والتسويق عبرها.
المصدر:
دراسة عن مديرية ضوران آنس- ذمار، صادرة عن أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل في العام 2021م-1443هـ برعاية وإسناد اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية وشركاء التنمية في وزارتي الزراعة والري، والإدارة المحلية.