قيادات الدولة: الشهداء صنعوا مجداً يملأ الأرجاء
التأكيد على الوفاء لشهداء اليمن وتخليد تضحياتهم العظيمة في سبيل الله والوطن
الثورة / حمدي دوبلة
التضحيات الجسيمة التي قدمها شهداؤنا الأبرار كان من ثمارها مجدا ملأ الأرجاء في كل ربوع الوطن الغالي وما كان ما ينعم به اليمن من شموخ وعزة وكرامة ليتحقق لولا تضحيات وبسالة أولئك الرجال العظماء الذين قدموا أرواحهم في سبيل سمو واستقلال ورفعة هذه الأرض المباركة وسيادة وحرية أبنائها.
هذه الحقائق راسخة في عقول وثقافة قيادة الدولة من أعلى الهرم القيادي إلى أصغره، لذلك نجد التقدير والإكبار حاضرا في كل خطابات القيادة ممثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وكل مسؤولي المجلس السياسي الأعلى ورئاسة وأعضاء البرلمان ورئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني وكل المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة.
وفي هذا الإطار يقول السيد عبدالملك الحوثي: “من وفائنا للشهداء ومسؤوليتنا تجاههم أن نكون أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها، فالشهداء قدَّموا أنفسهم في سبيل الله لأهدافٍ عظيمة، كي يتحقق العدل، ويزول الظلم، وينعم الناس بالعزة، وتتحقق لأمتهم الكرامة، ويقوم دين الله، وتعلو كلمة الله”.
القيم العظيمة
القيم والمبادئ والأهداف التي قدَّم الشهداء أنفسهم في سبيل الله من أجلها، وضحوا من أجلها يجب أن نكون أوفياء معها، وأن تكون جهودنا جميعاً كمجتمع مؤمن، وكمجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى قائمة على هذا الأساس، وأن نصون هذه المسيرة المقدسة العظيمة من أن تشوبها أشياء تُسيئ إلى قداستها، وإلى قداسة قضيتها، وإلى مستوى تضحياتها وعطائها وبذلها.
ويشير السيد القائد إلى أهمية الاحتفاء بتاريخ شهدائنا، وتذكر مآثرهم وتخليدهم، وأن نظل نؤرخ لهم، ونتذكرهم بما يستحقون من الفضل والعزة.. يقول سماحته خلال خطابه الأخير بذكرى الشهيد السنوية “إنَّنا في الذِّكْـرَى السنويةِ للشَّهيـد نَسْتَذْكِرُ الشُّـهَدَاءَ، ونَسْتَذْكِر مآثرَهم، ونَسْتَذْكِرُ منهم ما يزيدُنا في عزمنا، وفي ثباتنا، وفي صُمُوْدنا، لنكونَ أقدرَ في مواجَهة التحديات والأخطار التي لا تنفكُّ عاماً إثر عامٍ في ظِـلِّ الواقع المؤسف لأُمَّتنا عموماً، وفي بلدنا على وجه الخصوص”.
ويؤكد السيد القائد على ضرورة الاعتناء بأسر الشهداء وأبنائهم وذويهم، وتوفير حياة كريمة لهم، وإشعارهم بأن المجتمع كله أسرتهم.
وعلى أهمية ربط الجيل الناشئ بذكراهم، سواء في ما يتعلق بأبناء الشهداء، وهذا مهم جداً لأن – والكلام لسيد الثورة والمقاومة عبدالملك بدر الدين الحوثي – البعض من أبناء الشهداء ينشأ أو استشهد والده وهو في مرحلة الطفولة، عندما يكبر من المهم أن يعرف عن تضحيات والده، وعن الشهداء بشكل عام، وعن نماذج عظيمة، وكان لها مواقف استثنائية وبارزة جداً، وهذا شيء يجب أن يلحظ”.
وهنا تأتي أهمية توثيق وتدوين سير الشهداء ومآثرهم وبطولاتهم، لتعرف الأجيال القادمة ما كان عليه هؤلاء العظماء.
ويوضح السيد القائد أن الذِّكْرَى السنوية للشَّهِيْـد تمجيدٌ لعطاء الشُّـهَدَاء الذي هو أرقى عطاء وأسمى ما يجودُ به الإنسـان، وثمرته لِلأُمَّـةِ العز والنصر والحُـرِّيَّة، وإحياءٌ للروحية المِعطاءة والصامدة للشُّـهَدَاء في وجدان الأُمَّــة، وتَأكيدٌ على مواصَلة السير في درْبِ الشُّـهَدَاء طريقِ الحـريَّة والكرامة والعزة والاستقلال، واحتفاءٌ وتقديرٌ لأسر الشُّـهَدَاء، وتذكيرٌ لِلأُمَّـةِ بمسؤوليتها تجاههم.
ثمرة الانتصار
النصر الكبير الذي يحققه اليمن ضد قوى الشر والاستكبار العالمي رغم محدودية الإمكانيات جاء ثمرة لتضحيات الشهداء الأبرار، وفي هذا الصدد يؤكد فخامة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن كل التحية والإجلال للشهداء العظماء الذين جادوا بأرواحهم من أجل أن ينعم الوطن بالأمن والاستقرار وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وأشار فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى- القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال افتتاحه – أمس في صنعاء – معرض الشهداء القادة، تزامنا مع الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ، إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية للشهيد بالشكل الذي يليق بمكانة هؤلاء الأبطال الذين بفضلهم تحققت الانتصارات في مختلف الجبهات.
واطلع الرئيس المشاط ومرافقوه على أجنحة المعرض .. منوها بمستوى التنظيم والترتيب للمعرض الذي يبرز تضحيات الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله
من جهتهم شارك أعضاء المجلس السياسي الأعلى ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى وكل قيادة مؤسسات الدولة في فعاليات الذكرى السنوية للشهيد في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وأكدوا على أهمية الوفاء لتضحيات الشهداء بالسير على طريقهم والتحلي بأعلى درجات الإيثار والتضحية من أجل الدين والحق وإعلاء راية الوطن اليمني وتحقيق استقلاله وكرامة أبنائه.. ويشير الشيخ يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب إلى أن مآثر وتضحيات شهدائنا الأبرار ستظل محفورة في قلب كل يمني حر شريف فهي من أعطت لهذا الوطن كل الأمجاد والانتصارات، مؤكدا أهمية السير على درب الشهداء وتقديم المزيد من التضحيات حتى تحقيق النصر المؤزر.
رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أكد – خلال مرافقته زيارة الأخ الرئيس لفعاليات معرض الشهداء بصنعاء – أهمية المعرض الذي يسلط الضوء على أبرز الشخصيات القيادية التي قدمت أرواحها فداء للوطن .. لافتا إلى أنه بفضل تضحيات الشهداء العظماء ينعم اليمن بالأمن والاستقرار وتتحقق الانتصارات الكبيرة على أعداء الوطن.
وأكد الدكتور بن حبتور على أن العدو لا يزال يراهن على كسر إرادة الإنسان اليمني لكن هيهات له ذلك والشعب اليمني بجيشه ولجانه يجسدون معاني التضحية والفداء.. مشيرا إلى أن من وهبوا أرواحهم في سبيل الانتصار للحق، ينبغي على الجميع السير على دربهم والاهتمام بأسرهم.
ولفت رئيس الوزراء، إلى أن الشهداء استطاعوا أن يسطروا هذه التضحيات العظيمة ووضعوا للشعب اليمني مكانة مشرفة وسامقة على المستوى العربي الإسلامي بل والعالمي.. مؤكدا أن تضحياتهم هي دروس للمجتمع كافة وليس لفئة بعينها.