الحرية والأمان والاستقرار المعيشي ثمار تضحيات الشهداء
مثقفون وناشطون لـ”الثورة”: الذكرى السنوية للشهيد.. إحياء الوفاء وتجديد العهد والولاء
أوضح مثقفون وناشطون أن الواجب على الجميع تفقد أحوال أسر الشهداء وتلمس احتياجاتها وتقديم ما يمكن في سبيل التخفيف من عبء الحالة الاقتصادية المتدهورة في ظل غياب العائل ورب الأسرة وتعويض النقص إلى جانب تقديم الدعم النفسي وتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي، مؤكدين أهمية أن يشعر أسر الشهداء أن تضحيات أبنائهم وإخوانهم وأبنائهم أثمرت تآخياً وتعاوناً ومجتمعا متحابا متراحماً ومتعاضدا.. التفاصيل في السياق التالي:
استطلاع / أسماء البزاز
الأكاديمي الدكتور أحمد الأشول- جامعة إقرأ أوضح أن الدور المجتمعي تجاه أسر الشهداء ، بحاجة إلى تأطير ، يواكب نفس الدور الذي يقوم به المجتمع متمثلاً بتقديم الدعم المستمر والدؤوب بتقديم الدعم طوال سنين العدوان البربري الغاشم والتأطير المقصود به هنا هو أن يكون ضمن المؤسسات القائمة ، سواء التي تتبناها الدولة أم تلك التي تقوم على مبادرات من منظمات المجتمع المدني أو حتى الفردية التي نجد لها نماذج ، وجدنا لها إسهاماتٍ كثيرة، حيث تجلت أكثر في اضطلاع العديد من أسر الشهداء الموسرة بتسيير قوافل إلى الجبهات تحمل أسماء أبنائها أو عائليها الذين ارتقوا وهم يذودون عن حياض الوطن ، وتستمر هذه الأسر في عطائها المادي بعد بذل الأنفس .
وقال الأشول إن مجتمعنا لا شك عظيم ؛ فهو ذو نجدة معهودة عنه أضحت تستوعب مجمل ما يقتضيه الحال من المساندة في مختلف الأوقاف والملمات.
وأضاف قائلا: ربما ينقص الظاهرة ما أشرنا إليه في بداية التناولة عن هذا الدور ولنأخذ مثالًا الزكاة حينما وُجد لها هيئة تُعنى بما أنشئت له ، ألفينا المجتمع مقبلًا على أداء دوره برفد هذه الهيئة الجليلة ، ليس باعتبار ذلك فريضة فحسب ، فالفريضة معلومة وضمن أركان الإسلام وعلى الدوام وإنما الجديد هنا أن يتنامي الوعي المجتمعي في ظل المسيرة القرآنية التي كان لزامًا على قيادتها الربانية مجابهة العدوان الكوني الذي احتشد لوأدها ومشروعها العالمي هو ما أفضى بالمجتمع إلى التعاطي الإيجابي مع النكف القيادي لتحشيد الطاقات ، واستنفار الأصالة ومكامن القوة ومواطن البأس ، لتعضيد عوامل الصمود وبما هو مترجم على الواقع بأبجديات ومفردات المرحلة .
ومضى بالقول: وهنا – وبالمناسبة – كلنا شاهدنا كيف أن المجتمع بأسره قد ضاعف مباهج أجواء النصر الذي حققه شبابنا الناشئون وكيف التف وخرج عن بكرة أبيه في أنحاء الجمهورية للإعراب عن أصالته فكل ما في المجتمع من مكامن الشهامة والعزة ، لهي بحاجة إلى توجيه وتقنين وفق ما نوده منه ؛ وفي هذا المقام دوره في رعاية أسر الشهداء بما يشعرهم أن بذلهم وعطاءهم وتضحياتهم هي من وفر لوطننا وشعبنا العزة والكرامة وصون الأرض والعرض .فرحم الله شهداءنا الأبرار ، وحفظ الله شعب الأنصار وقائده المغوار . وشفى الله جرحانا وفك قيد أسرانا، مقدما تهنئة من الأعماق لكافة أسر الشهداء بمناسبة أسبوع الشهيد ، مهيبا بحكومتنا الرشيدة ومجتمعنا أن يحيطوا هذه الأسر بمزيد من العناية والرعاية ، فهي الأكرم منا جميعًا .
أشرف طريق
الناشطة الثقافية والمجتمعية رجاء المؤيد تقول: كما للطريق نهاية فلها أيضا بداية كما أنه مارثون وسباق يدخله العباد ومن خلال هذا المارثون يسير المتسابقون في الطريق من بدايته ويحدد لهم خط النهاية ومن رحمة الله تعالى بعباده لم يجعل الطريق خاليا من الارشادات للسلامة والتحذير من مخاطر الطريق ومزالقه والأعداء الذين يسعون إلى أن يضل العباد طريقهم فيضيعون ويقعون في الهاوية وأولهم الشيطان الذي توعد بأن يقعد لهم في الطريق ليضلهم ويحرفهم عن المسار كما انحرف هو وحسدا منه لا يريد لهم الفوز كما لم يخل هذا الصراط من الأضواء والأنوار الإلهية الأنبياء وورثة الأنبياء والكتب المنزلة ليس منهجا فقط بل أساليب وطرق عملية وقدوات قدمت برامج وأمثلة عملية يستفيد منها بقية المتسابقين هؤلاء هم السابقون السابقون ممن أنعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين كما عبر عنهم (وحسن أولئك رفيقا ) إنها مرافقة المرشد والدليل الحريص على نجاة وفوز المتسابقين يقدمون كل ما بوسعهم من الدروس والعبر والتضحيات والصبر وتحمل الآلام والمعاناة وإزالة كل عقبات الوصول الى نهاية الصراط بسلام تحملوا ما تحملوا من الأذى وقدموا كل التضحيات وكل ما يعز على النفس ورخصت كلها لوجه الله تعالى لا يريدون من الناس جزاءً ولا شكوراً.
ومضت بالقول: هؤلاء هم الشهداء وببطولة أسرهم من قدمت أموالها وأبناءها في سبيل الله ليكون عطاؤهم وتضحياتهم علامات وآيات وأدلة ترشد السائرين وتفضح كل خدع أعدائهم أولياء الشيطان وطواغيت العالم من يلبسون الحق بالباطل ويزينون للسائرين في طريق الضلال والانحراف لتزل أقدامهم ويسقطون في قعر الجحيم والعذاب والخسران المبين وبدلاً من أن يصلوا إلى طريق العزة والكرامة والفوز بالرضا والجنة يتيهون ويصلون إلى الحسرة والندامة والفشل ،هذا السباق إلى زمن الخلود في نعيم الله كما قال سيدنا رسول الله: (الدنيا ساعة اجعلها طاعة ) فالفوز والنعيم والوصول إليها ليس إلا صبر ساعة وإن نالهم ما نالهم من التعب أو الجراح والألم لكنها تهون مقابل الفرحة العظيمة التي تنتظرهم والسعادة والنعيم الأبدي، هؤلاء الهداة والمرشدون والمضحون لإرشادنا وحمايتنا وإنقاذنا رغم زهدهم فيما عندنا إلاّ أنه من واجبنا ان نرعى معروفهم وصنيعهم معنا وإن كان لله خالصا إلا أنه كما يقال: في المثل ( لا ينكر المعروف إلا قليل الأصل).
وأضافت: وما فطر عليه الإنسان هو رعاية المعروف وحب من أحسن إليه فكيف وهذا الإحسان هو تقديم أغلى ما لديه ،فكم يذكر الإنسان الجميل لإنسان أدخل على قلبه سرورا أو فرج عنه كربة أو قدم له موقف مواساة له في شدته قد يحمل الإنسان الطبيعي جميلا طيلة حياته فكيف بمن انقذ حياتنا وقدم حياته فداء لحياتنا.. كيف سنرعى ذلك الجميل؟ إن أول ما ينبغي رعايته من الجميل أن نعمل جاهدين على أن لا نضيع حياة الشهداء هباء لإنقاذنا فنضل من جديد ونسمح لأعدائنا أن يضلونا أو يذلونا وهم من قدموا أرواحهم لعزتنا فالحفاظ على النور الذي أضاءه الشهداء في سبيل الله والحفاظ على كل القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها هؤلاء الشهداء ، يكون بإجلال واحترام الشهداء والتذكير بمعروفهم في كل وقت وكل جيل لنقطع الطريق على كل من تسول له نفسه أن يضللنا ويوصلنا إلى سوء السبيل ، نعم إن وعد الله حق أنه خليفة الشهداء في أهلهم يرعاهم ويصونهم ويعزهم ويعطيهم عطاء مقابل عطائهم، عطاء غير مجذوذ وغير ممنون إلا أنه ذُكر أن جزاء الإحسان إحساناً والإحسان إلى أسر الشهداء وأبنائهم مجاله واسع وكبير وهو أن نسعى جاهدين نظاما وشعبا إلى ألاّ يهونوا ولا يذلوا وأن نأخذ بأيديهم للسير على هذا السبيل وهذا الصراط كما قدم شهداؤهم لنا هذا المعروف ،ولا نوصلهم إلى اليأس والأسف على شهدائهم.
فوز الجميع
وأكدت رجاء المؤيد أهمية أن نعمل جميعا جاهدين على الوصول والحصول على النصر والفوز الجماعي فكما انتصر الشهداء على المستوى الشخصي ينبغي أن نجني ثمرة النصر الجماعي ونبذل غاية الجهد لتحقيق هذا الهدف والتمكين لدين الله ولتكن كلمة الله هي العليا ، وأن لا نسمح لأي كان أن يسرق هذا النصر ويسلب الشهداء تضحيتهم فيجني ثمارها ويستأثر بها فيسعى ويحقق مصالحه الشخصية وينسى الهدف الرئيسي من هذا المشروع العظيم الذي قدمت في سبيله القرابين ليسود المعروف والعدالة والخير وكل القيم والمبادئ والشريعة السماوية التي شرعها الله رحمة للناس ،وهذا سينعكس إيجابا ويؤثر أثرا طيبا على أبناء أسر الشهداء فتقر أعينهم أن تضحيات شهدائهم لم تذهب هدرا وهباء فعندما يكون التعليم ميسرا لكل أبناء اليمن وكذا الخدمات الصحية لكل أبناء اليمن وتوفير أسباب العيش الكريم والقضاء على الغلاء والاحتكار ومعالجة الحاجة الماسة لضروريات الحياة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وصون كرامة الإنسان منهم وعلى رأسهم أسر الشهداء وعيالهم وباقي أفراد الأمة بهذا ستقر أعين أسر الشهداء ويرضى الله عنا بذلك ويمدنا بالعون والسداد والتمكين والتوفيق .
واجب مقدَّس
القاضي محمد الباشق أوضح أن الدور المجتمعي تجاه اسر الشهداء ليس تطوعا بل هو واجب على جميع فئات المجتمع دون استثناء وفي جميع القرى والعزل والمديريات والمحافظات عليهم جميعا الرعاية والعناية بأسر الشهداء.
وقال: إن أقارب الشهداء هم جميع الأحرار في بلادنا فليس أهالي وأقارب الشهداء من يجمعهم عمود النسب أو صلة مصاهرة نسب أو جيران أو معارف.
وأضاف : يجب أن يترسخ مفهوم أن جميع أبناء شعبنا عصبة واحدة وهذا مبدأ نبوي شريف من ثمار بيعه العقبة وماتبعها من بيعات كبيعة الشجرة وهذا يعني أن المسلمين أمة واحدة وعندما سئل سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من أحد الأنصار أن موقف الرسول بعد الفتح هل سيعود إلى مكة كان الجواب النبوي الواضح المحيا محياكم والممات مماتكم وغيرها من المواقف التي تؤكد أن الأمة المجاهدة أمة واحدة وأن الشعب المجاهد شعب واحد فتكون الرعاية والعناية والتوقير والتبجيل لأسر الشهداء رعاية ثقافية مجتمعية لكون المجتمع الذي يهتم بأسر الشهداء مجتمع محصن من أي اختراق من العدو ويعيش في أمان من سموم وآفات المرجفين والمنافقين.
ودعا إلى أن يكون هناك تنسيق مستمر بين الجهات الرسمية التي على عاتقها شرف رعاية اسر الشهداء وبين فئات المجتمع عن طريق العقال والأعيان والوجهاء في كل حي.
تفقد ومؤازرة
مبينا أن رعاية أسر الشهداء ليست فقط في الغذاء والكساء والعلاج بل نفسيا وتربويا فعندما يجد أقارب الشهيد أن المجتمع يفرح لفرحهم ويجعل لهم الأفضلية والأحقية في مقاعد الدراسة وأن أي طموح أو رغبات لأقارب الشهداء في المجتمع لا ينافسهم بل يؤثرهم ويقدمهم وكل فرد في المجتمع يعترف بلسان حاله وبأسلوب تعامله أن أبناء وأهالي وأقارب الشهداء لهم علينا حق وواجب أن نكرمهم ونجلهم ونؤثرهم على انفسنا وهذا التعامل منهجا وثقافة يجعل شعور أقارب الشهداء شعوراً ممتزجاً بين عزة الإيمان ورد الجميل والإحسان بمزيد من الامتنان لهذا المجتمع الحر الكريم فيكون أقارب الشهداء على مستوى كبير من سمو الأخلاق وأخلاق السمو ولسان حالهم «شهيدنا الغالي ها هو المجتمع يكرمنا ببركة وثمار تضحياتك، وسنكون عند مستوى شرف الانتساب إليك أيها الشهيد، ولن يجد مجتمعنا منا إلا كل خلق نبيل وكل تعامل كريم وبهذا التعامل القرآني تكون جبهتنا الداخلية جبهة قوية لبنيان مرصوص.
وتابع قائلا: ذكرى الشهيد السنوية رسالة وفاء ودستور وإخاء وجبههّ جهاد وبناء للقيم واستشراف للمستقبل، فمن أراد أن يعرف مستقبل أي مجتمع فلينظر كيف يتعامل المجتمع مع أقارب الشهداء.
ثمار التضحية
الثقافي نبيل المهدي يقول من جهته: على المجتمع اليمني في المناطق الحرة أن يقارن بين واقعه وواقع المجتمع في المحافظات والمناطق المحتلة ليعرف وضعيته ومسؤوليته، كيف الوضع الأمني في الجنوب، هل يأمن التاجر على تجارته بدون رشاوى ومبالغ كثيرة يدفعها للمليشيات مختلفة الاتجاهات لتسلم تجارته ورغم ذلك لا تسلم، وهل يأمن المواطن مدرساً كان أو مهندساً أو طبيباً أو حاكماً أو شرطياً أو حتى خطيباً وقيم جامع على نفسه من الاغتيالات والسجون والتعذيب والإهانة؟ وكيف هو الوضع الاقتصادي؟ ألم تصل قيمة الكيس الدقيق إلى خمسين ألف ريال؟، وما هو الوضع في سجون الاحتلال؟
وأضاف: جرائم ترتكب على أبشع صورة وبأتفه الأسباب والتهم الملفقة يتم السجن والعقاب، وأي جريمة ترتكب بحق أي مواطن ليس هناك من ينصفه من ظالمه ويعيد له حقه، والعنصرية التي تمارس ضد الشماليين، واسألوا سائقي شاحنات البضائع عن الفرق في التعامل بين النقاط الأمنية في المناطق المحتلة والحرة، وانظروا هنا إلى الأمن والأمان والعزة والكرامة، والانتصارات والوعي والصمود والتصنيع والزراعة والحرية والأخوة، انظروا إلى كل ذلك واعرفوا أن الشهداء هم صانعوه.
مبينا أن واجب المجتمع تجاه أسر الشهداء يجب أن يرتقي إلى مستوى تضحيات الشهداء، كان الشهداء هم الأكرم حيث بذلوا أرواحهم ودماءهم لله ولحماية المجتمع من ذلك الواقع، وتركوا أيتاما وأرامل وثكالى ومكلومين؛ فدور المجتمع يجب أن يكون كبيراً تجاه أسر الشهداء بدءاً من الاحترام والتقدير للشهداء ولأسرهم والاهتمام التربوي من قبل مدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس والمدرسين وحتى مدرسي حلقات القرآن والدورات العصرية والمراكز الصيفية، وتقديم الدعم المادي من قبل التجار والميسورين بل ومن قبل المجتمع كافة.
وقال: إنه من المفترض أن يتم إنشاء صناديق لمساعدة أسر الشهداء على مستوى المناطق والحارات والعزل بحيث تخصص لها نسبة من عائدات أي مصادر دخل عامة في المنطقة، وكذا تعود إليها تبرعات المواطنين لأسر الشهداء، من أجل الاستغناء عن المنظمات التي لا تأتي إلا لأغراض إجرامية أولها إفساد أسر الشهداء ومحاولة تدنيس ساحتهم الطاهرة التي غسلت بأطهر الدماء، وعلى المجتمع أن يعرف أن العدو يجند خلايا خاصة لإفساد أسر الشهداء، وعلى الكل مسؤولية دفعها ومحاربتها.
أفراد أعزاء
الكاتبة والإعلامية زينب الشهاري تقول من ناحيتها: للمجتمع الدور الكبير تجاه أسر الشهداء؛ حيث وأن أسر الشهداء قد قدموا أغلى ما يملكون وهم أفراد أعزاء منهم الذين شاركوا في معركة الدفاع المقدس وواجب الجهاد العظيم وبنوا لبنةً في صرح اليمن الشامخ المقاوم المستقل الحر؛ لذلك على المجتمع أن يرد الوفاء بالوفاء وأن يكون ذلك الحضن الذي يرعى أسر الشهداء ويقدم لها ما تحتاجه من دعم.
موضحة أن الواجب على الجميع تفقد أحوال أسر الشهداء وتلمس احتياجاتها وتقديم ما يمكن في سبيل التخفيف من عبء الحالة الاقتصادية المتدهورة في ظل غياب العائل ورب الأسرة وتعويض النقص إلى جانب تقديم الدعم النفسي وتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي وأن يشعر أبناء وأسر الشهداء أن تضحيات أبنائهم وإخوانهم وآبائهم أثمرت تآخياً وتعاوناً ومجتمعا متحابا متراحماً ومتعاضدا.