العقوبات الرادعة ستحدّ من الظاهرة

الرصاص الراجع يغيّر مسار الفرحة إلى حزن

الطفل “سعيد” تحوّل حفل الاحتفاء بالفوز الرياضي لمنتخبنا للناشئين بالنسبة له وأسرته إلى مأتم بعد حفلة إطلاق النار في الهواء احتفاء بفوز منتخب الناشئين.
وسعيد الذي يقطن في حي شعوب بأمانة العاصمة نال قسطا من ذلك العبث بعد أن أصيب برصاص راجع من سلاح كلاشينكوف أدخله المستشفى
يقول والد الطفل سعيد : إن نجله البالغ من العمر8 أعوام، أصيب برصاص راجع ليلة الاحتفاء بفوز منتخب الناشئين وهو الآن في المستشفى وفي حالة حرجة .
الشاب علي محمد صالح من خولان البالغ من العمر 20عاما يسكن في منطقة نقم في منزل عمته حيث أتى منذ مدة إلى صنعاء للعمل وتوفير لقمة العيش له ولأسرته التي تنتظر منه شهريا إرسال مبلغ من المال لمساعدتها على مواجهة صعوبة الحياة.
اتجه علي كباقي الشباب إلى ميدان السبعين بعد فوز منتخب الناشئين للاحتفال والتعبير عن فرحته كباقي اليمنيين وماهي إلا دقائق حتى أصيب في غمضة عين برصاص راجع في كتفه ونزف على إثر الإصابة ونقل إلى المستشفى وتوفي في اليوم التالي مباشرة وتم نقل جثمان الفقيد إلى منطقته الريفية لتودّعه أمه الوداع الأخير وتم دفنه في مسقط رأسه.
أما أحمد ذو الأربعة عشر ربيعاً فقد غادر منزله لمشاهدة الرياضة التي يعشقها ويمارسها أحمد خلال أوقات فراغه في منزل أحد أصدقائه وعندما صفّر الحكم معلناً فوز منتخبنا اليمني بكأس بطولة غرب آسيا أسرع مع أصدقائه إلى التحرير للتعبير عن فرحتهم بالنصر ولا يعلم ما يخفيه له القدر بذلك اليوم ولم يتوقع بأن يكون هو الضحية فقد بدأت الاحتفالات وإطلاق الرصاص والألعاب النارية وكان متفاعلاً معها في حينها كانت الدماء تتطاير منه وتسيل على ملابسه دون أن يشعر بها ليراها صديقه الذي صرخ بصوت عال مستغرباً ما هذه الدماء، لم يستوعب أحمد الموقف والدماء تملأ ملابسه، نقل سريعا للمستشفى ليخبرهم الطبيب أن الذي أصابه رصاصة استقرت في كتفه الأيمن وتسببت له بنزيف فقد على إثرها كمية كبيرة من الدم وسط ذهول الحاضرين ليطلب الأخير أشخاصاً للتبرع لسدّ حاجة أحمد من الدم.
وحول الإصابات أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء إحصائية بأعداد ضحايا الرصاص الطائش أطلقه محتفلون بفوز منتخب الناشئين اليمني ببطولة غرب آسيا لكرة القدم.
وطبقاً لهذه الإحصائية، سقط 5 قتلى و124 جريحا بالرصاص الراجع .
وعقب الفوز باللقب، عمت مظاهر الفرح شوارع المدن اليمنية كافة، حيث خرج الملايين محتفلين بهذا الإنجاز التاريخي، مرددين الأغاني والأهازيج الوطنية، ومطلقين الألعاب النارية، وأبواق السيارات بالشوارع، والزغاريد في المنازل والتلويح بالعلم الوطني.
كما أطلق عدد من المحتفلين الرصاص في الهواء، مما أسفر عن سقوط ضحايا في عدد من المحافظات.
وهو ما استهجنه الجانب الرسمي وعدَّه تصرفاً عبثياً يهدد أمن وسلامة المجتمع ..
ومجتمعياً أيضا لقت تلك التصرفات الطائشة انتقادات كثيرة لأنها تضر بالأبرياء وتهدد حياتهم.
وطالبوا بعقوبات رادعة ضد أولئك المستهترين.

قد يعجبك ايضا