الثورة نت|
عُقدت في مجلس الشورى، اليوم، ندوة ثقافية بعنوان “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، بحضور رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس.
تضمّنت الندوة، التي حضرها عدد من أعضاء المجلس، دروساً “من هدي القرآن الكريم”، للشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي حول وجوب أداء المؤمنين للتكاليف التي فرضها المولى -عز وجل- وارتباطها بالهوية الإيمانية الجامعة.
وبيّن عضو المكتب الثقافي لأنصار الله، يحيى أبو عواضة، في محاضرته أن الله فرض كافة العبادات على المؤمنين، التي بيّنها عبر رسله كتشريعات هداية للبشر جميعا.
ولفت إلى أن ما تضمّنته دروس الشهيد القائد حول الهوية الإيمانية والتكاليف، التي فرضها الله، ليس فيها تشريعات لا يطيق المؤمن تحملها بل هي في وسع كل مؤمن أن يلتزم بها .. وقال: “هذه قضية مهمة يجب أن نعرفها، لأننا أصبحنا في واقع ننظر إلى كثير من تشريعات الإسلام ونعدها في قائمة المستحيلات، كتوحيد الكلمة، والجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله”.
وأشار إلى أن المؤمنين أصبحوا يرون كل ما أوجبه وشرعه الله لهم وهداهم إليه داخل دائرة التكليف بما لا تسعه النفس، وذلك بسبب الفهم الخاطئ لبعض آيات القرآن الكريم .. مؤكداً أن المؤمنين إذا أخذوا كافة التشريعات التي شرعها الله، والتزموا بها كمنظومة واحدة سيجدون أنها تخدم بعضها البعض، وتساعد على تحقيق ما كانوا يرونه في قائمة المستحيل تحقيقه.
وأضاف: “إن الله يجعل للعدو نقاط ضعف يبيّنها لعباده المؤمنين، ليتمكنوا من مواجهته، وقد فتح للشهيد القائد طريقا تمثل في شعار الصرخة، واستطاع من خلاله أن يواجه أعتى قوة على الأرض أمريكا وأعوانها”.
وأوضح أبو عواضة أن الشهيد القائد أكد في دروسه على وجوب مراجعة النفس، والنظر إلى دين الله وشريعته نظرة صحيحة، وأنها شريعة سمحاء ومترابطة لما فيه صلاح النفس والأمة.
وأرجع السبب في نظرة المؤمنين إلى بعض تشريعات الله بأنها تكاليف لا طاقة لهم بها إلى الثقافات المغلوطة الدخيلة على الإسلام، التي أسهمت في تباعد المسلمين عن الوحدة، وقدمت الدين والتشريعات الإسلامية لفترة من الزمن على أنها من المستحيلات، ومنها مواجهة أعداء الأمة.
وتطرق إلى إسهامات المسيرة القرآنية في تحويل واقع الشعب اليمني من حالة الجمود إلى التحرّك نحو الإبداع والتصنيع .. مبيّنا أن اليمنيين تحت قيادة ومنهجية واحدة استطاعوا إنهاء المستحيل، وغابت من واقعهم مصطلحات وعناوين الخنوع والتخاذل، وتمكّنوا من مواجهة التحدّيات.
واختتم أبو عواضة محاضرته بالإشارة إلى أهمية الرجوع إلى الدين بشكله الصحيح، الذي يجعل من المؤمن يشتاق لأداء العبادات المختلفة، ويفهم بأن الدين كله يُسر، وهو ينطلق في أي ميدان من ميادين العمل.