التسول امتهان للكرامة وضياع للأجيال..مصفوفة المعالجات تبدأ بتدابير تمنع من الوقوع فيها

 

وكيل العاصمة سامي شرف الدين : المعالجات بدأت بمصفوفة تدابير خاصة بالأطفال
لجنة مكافحة التسوُّل:تخصيص فرص عمل وتأهيل للمحتاجين

في شارع جمال بصنعاء ووسط الزحام تقف الطفلة “أريج” 7 سنوات – تستجدي المارة من هناك والمتسوقين لكي تحصل على بعض المال.
أريج التي يبدو على ملامحها آثار التعب لا تمد يدها وإنما تمسك بيدها ثياب المارة من هناك وتابى أن تفكها إلا اذا حصلت على المساعدة
وتحت شدة الرياح وبرودة الشتاء وتقلبات الجو تظل أريج متمسكة بمكانها خارج المنزل أمام المحلات وقد أشقرّ شعرها من شدة الشمس لم تعرف نفسها كما تقول إلا وهي تعمل في الشارع “تتسول ” ذنبها الوحيد أنها وجدت في بيئة دفعتها للتسول:

الأسرة /زهور عبدالله

عشرات الأطفال يجوبون شوارع صنعاء للتسول ليل نهار فالبعض وحيدون والبعض الآخر مع عائلاتهم ويرجح المختصون أن الارتفاع الكبير في نسبة التسول له العديد من الأسباب أولها العدوان والحصار وأيضا استغلال الأطفال من قبل بعض العصابات ودفعهم للتسول.
وتقول الطفلة “اريج” ان والدها ينتظرها بالشارع الخلفي وأيضا لديها أخ في الجهة الأخرى للسوق وانها تتعرض للضرب والتوبيخ والطرد من المنزل إذا لم توفر لوالدها ثمن العشاء و”القات” بينما يتكفل الأخ الأكبر لها ببقية مصاريف البيت.
معالجة الظاهرة
واتخذت الحكومة العديد من الإجراءات لمعالجة ظاهرة التسول في الأمانة، منها تأهيل ورعاية وإيجاد فرص عمل للقادرين من المتسولين ومنحهم قروضا ميسرة من هيئة الزكاة لإنشاء مشاريع صغيرة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد الأسبوع الفائت برئاسة وكيل أمانة العاصمة المساعد لقطاع الوحدات الإدارية سامي شرف الدين لمعالجة ظاهرة التسول ويقول سامي شرف الدين في حديثه للأسرة : انه اقر تنفيذ برامج توعوية وإرشادية وإعلامية لتسليط الضوء على ظاهرة التسول والقضاء على هذه الظاهرة التي لها أثر سلبي على المجتمع وجمع البيانات والمعلومات عن المتسولين بهدف مساعدتهم واستيعاب الأطفال القادرين على العمل في برامج التأهيل والتدريب التابعة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني، لإدماجهم في المجتمع ليقوموا بدورهم الإيجابي في مسار الحياة، وفقاً للاتفاق المبرم بين الوزارة وهيئة الزكاة، مع إمكانية تمويل الشباب الجادين من قبل هيئة الزكاة للبدء بمشاريعهم الخاصة بقروض حسنة وتوفير العون شهرياً للمتسولين العاجزين عن العمل من قبل هيئة الزكاة، ومن دفعتهم الحاجة إلى اللجوء لظاهرة التسول، وفقا لدراسة الحالة التي ستقوم بها اللجان التي سيتم تشكيلها لهذا الغرض في مختلف مديريات الأمانة.ويضيف شرف الدين : سيتم وضع تدابير لمكافحة ظاهرة التسول وإيجاد فرص عمل للقادرين على العمل وتأهيلهم ورعايتهم ومنحهم قروض ميسرة لإنشاء مشاريع لهم تقيهم من التسول وتساعدهم في معيشتهم وجاء إعداد اللائحة بناءً على الموجهات التي تضمنتها المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، التي تناول في إحداها ظاهرة التسول وضرورة تضافر جهود مختلف الجهات لمكافحة هذه الظاهرة التي تحولت إلى عمل منظم للكثير من المتسولين، وما تشتمل عليه من استغلال للأطفال في هذا الجانب، وأهمية تكاتف الجهود للتخلص من هذا السلوك في أوساط المجتمع اليمني بتعزيز التكافل المجتمعي وتقديم العون من قبل الجمعيات والتعاونيات للمحتاجين وإيجاد فرص عمل إنتاجية للقادرين على العمل والتوعية الدائمة لنبذ هذا السلوك الذي أضحى وسيلة سهلة للكسب ومهنة منظمة.
فريق عمل ميداني
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل عبيد سالم أعلن أنه تم الاتفاق بين مختلف مؤسسات الدولة على تشكيل فريق عمل لمعالجة ظاهرة التسول وأنه تم إعداد دراسة ميدانية عن ظاهرة التسول بناءً على توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لكل الجهات العليا بمعالجة هذه الظاهرة وتعليم من يمارسون التسول المهن المختلفة، وأضاف عبيد سالم أن الشؤون الاجتماعية والعمل ستبدأ العمل الميداني في أمانة العاصمة صنعاء ثم في بقية المحافظات وقد أثري مشروع اللائحة بالآراء والمقترحات الإضافية من قبل رئيس وأعضاء اللجنة، الذين أشاروا إلى الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة على المجتمع اليمني، وأكدوا ضرورة تضافر جهود الجميع مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومؤازرة نشاطها في المكافحة وتنسيق الجهود بين كافة الجهات المختصة لتحقيق الغاية النبيلة لتوجهات القيادة الثورية والسياسية.
ولفتوا إلى أهمية التركيز على وضع الدراسات والخطط والحلول بصورة متكاملة لإنجاح هذا التوجه المهم ورأت اللجنة أن يتم البدء بتنفيذ الإجراءات العملية في هذا السياق بأمانة العاصمة من خلال إنشاء مركزين لمكافحة التسول كنموذج يتم تعميمه لاحقاً على المحافظات.
وهناك العديد من الإجراءات التي هي بصدد التنفيذ منها اتخاذ عقوبات بحق المتورطين باستغلال الأطفال في التسول وتوفير الرعاية اللازمة للأطفال المتسولين وإيداعهم في مراكز رعاية متخصصة كمركز الطفولة الآمنة الذي تمت صيانته وترميمه وتجهيزه من قبل الهيئة العامة للزكاة على أن تتولى هيئة الزكاة والأوقاف توفير نفقاتها التشغيلية وتوفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية
ووجّه الاجتماع بقيام طواقم طبية مختصة بأخذ من يفترشون الشوارع من المصابين بأمراض نفسية وعقلية إلى مركز الرعاية النفسية في منطقة “صرف”، لتقديم العلاج والرعاية الصحية والنفسية اللازمة لهم، خاصة بعد إعادة تأهيل وتوفير احتياجات المركز من قبل هيئة الزكاة بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان و أن المرحلة الأولى لمعالجة ظاهرة التسول ستبدأ في أمانة العاصمة كنموذج لتحقيق الغايات الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية، ومن ثم يتم الانتقال لاحقاً بالآلية نفسها إلى المحافظات .. مشدداً على مختلف الجهات الالتزام بالمصفوفة المقرة، وما تضمنته من مهام ومسؤوليات محددة، كل في ما يخصها.

قد يعجبك ايضا