التعليم الإلكتروني يلبي الحاجات التعليمية والتدريبية ويعالج الكثير من أوجه القصور التي تعاني منها المؤسسات التعليمية
دور البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات في نقل التعليم والتدريب عن بعد
الحصار وتدمير البنية التحتية للاتصالات يعيقان تطور برامج التعليم عن بعد ويحدان من قدرة مؤسسات التعليم على الاستفادة من التكنولوجيا
توفير البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات، يعد اللبنة الأولى للتحول نحو التعليم الإلكتروني
يشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تطورات متسارعة أسهمت في تحسين اقتصاد الدول ومستوى تقديم الخدمات وتحقيق معدلات نمو عالية، كما أدت إلى التحول نحو مجتمع المعلومات، وتولي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أهمية كبرى في البنية التحتية للتعليم الإلكتروني لأن معظم دول العالم أخذت تتجه نحو الأخذ بأسلوب التعليم الإلكتروني وبالأخص التعليم والتدريب عن بُعد؛ والذي يقوم على مبدأ بُعد المسافة بين الطلبة والمعلم ودور التكنولوجيا في خلق تواصل دون الحضور الفعلي والاجتماع للطلبة والمعلم في القاعة الدراسية، ويلبي الحاجات التعليمية والتدريبية ومعالجة الكثير من أوجه القصور التي تعاني منها المؤسسات التعليمية مدركة أهمية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ودورها في الربط بين المنتج المعلوماتي المعرفي والمستخدمين لهذا النوع من التعليم.
نستعرض فيما يلي دراسة عن دور البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات في نقل التعليم والتدريب عن بعد:
عرض/ هاشم السريحي
تمتلك وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في بلادنا الكفاءات والخبرات والبنية التحتية التي تستطيع من خلالها أن تحدد المسار الإيجابي في تقديم الخدمات الإلكترونية وإدماجها في عمليات التعليم والتدريب عن بعد.
وتشير الدراسة التي أعدها المهندس عبد الكريم يحيى أبو حاتم إلى أن مكونات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات تعتبر من أساسيات العمل في التعليم الالكتروني؛ وهي عبارة عن عناصر مترابطة مع بعضها تضم المكونات المادية Hardware والبرمجيات Software وشبكات الاتصال Networks ومركز البيانات Data center.
كما أن خدمات البنية التحتية تقدم حلولاً فعالة وموثوقاً بها وبإمكانها أن ترتقي بالعمليات الإلكترونية فهي تتكفل بتخطيط وتنفيذ ودعم تشغيل تقنية المعلومات للمنشآت المختلفة، وتصميم الشبكة، وضبط نظام التشغيل، والإطلاق، والطباعة، وتهيئة الملفات، والبريد الإلكتروني والتواصل في المكتب وخارجه. ومن الخدمات التي تقدمها تقنية المعلومات: إدارة خادم تكنولوجيا المعلومات وقاعدة البيانات والشبكات وأمن تكنولوجيا المعلومات والحلول الافتراضية مثل المحاكاة الافتراضية للخادم والحاسب الشخصي، وتشير الدراسة إلى أن أهم مميزات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات هي المرونة والاتصال والتوافق والاندماج والنمطية والموثوقية والأمن والخصوصية والتخزين.
التعليم عن بُعد
حسب الدراسة فإن مصطلح التعليم والتدريب عن بُعد D-Learning هو تعليم إلكتروني E-learning وهو كل الأنشطة والبرامج التدريبية التي تُقدم للمعلم من خلال توظيف الوسائل التكنولوجية والمعلوماتية والاتصالية المتاحة، وأصبح التوجه للتعليم عن بُعد يزداد بسرعة في معظم التخصصات، إذ أنّ عدد المدارس والجامعات والمؤسسات التي تُوفر هذا النوع من التعليم في ازدياد.
البنية التحتية للتعليم عن بُعد
تعتمد البيئة التدريبية على توفير البنى التحتية المتينة والأدوات المتناغمة في الحداثة والسرعة بما فيها شبكة الإنترنت، وشبكة الكهرباء القادرة على إيصال التيار الكهربائي بشكل مستمر، وأجهزة الحاسوب والمنصات الرقمية التعليمية، وبرمجيات التشغيل والنظم التطبيقية التي تحتوي على المعلومات مثل قواعد البيانات العلمية والأمان للمعلومات التي تُنقل عبر الشبكات والمكتبات الإلكترونية. هذا بالإضافة إلى توفير التقنيات المقروءة والمسموعة والمرئية كالكتب الإلكترونية والأقراص المدمجة والتسجيلات الصوتية والعروض التقديمية وأفلام الفيديو.
كما يتطلب توفير أدوات التواصل مثل غرف الدردشة والمؤتمرات الصوتية ومؤتمرات الفيديو واللوح الأبيض وقوائم البريد الإلكتروني، فالتعليم والتدريب عن بُعد يلبي كل المتطلبات في حال توافر بنيتها الأساسية ليكون في مقدور الطلبة والمعلمين التعامل مع وسائله والاستفادة من محتواه للحصول على دعم مستمر للارتقاء بخبراتهم ومهاراتهم التعليمية بغرض رفع مستوى التحصيل العلمي ومواكبة العصر الذي نعيشه.
أنواع التعليم عن بُعد
وقد استعرضت الدراسة أنواع التعليم عن بُعد ومميزات كل نوع وسلبياته وأدواته؛ فقد بدأ التعليم عن بُعد عن طريق المدونات الصوتية (Podcast) ثم تطور بتطور تكنولوجيا المعلومات، ويمكن تحديد أنواع التعليم عن بعد من خلال طرق الاتصال إلى التعليم الإلكتروني غير المباشر أو غير المتزامن Asynchronous E-Learning، والتعليم الإلكتروني المباشر أو المتزامن Synchronous E-Learning، والتعليم المدمج Blended Learning.
متطلبات التعليم عن بُعد
بينت الدراسة متطلبات التعليم عن بُعد والتي تتمثل في ما يلي:
تطبيقات التعليم الإلكتروني والمتمثلة في البريد الإلكتروني وخدمات المكتبات الإلكترونية والمودل.
أدوات التعليم الإلكتروني وهي أجهزة الكمبيوتر واللوحات الذكية والهواتف الذكية.
شبكة الربط الحاسوبية وتضم المبدلات والشبكة اللاسلكية والشبكة المحلية.
البنية التحتية التكنولوجية وتتكون من قواعد البيانات وجدار الحماية والموجهات والخادم.
أما مكونات التعليم والتدريب عن بُعد فتتمثل في البنية التحتية التكنولوجية، والمتطلبات البشرية (المتعلمون والمعلمون ومبرمجون ومنسقون وفرق الدعم والمساندة)، والمحتوى الإلكتروني، والمصادر والوسائط الإلكترونية، ونظم إدارة المحتوى والتعليم الإلكتروني، وطرق الاتصال، ونظام الصيانة والدعم الفني.
كما تطرقت الدراسة إلى تعريف شبكة الاتصالات الداخلية (الإنترانت) وكيفية بنائها وأهميتها في التعليم الإلكتروني، واستعرضت الدراسة معوقات التعليم عن بُعد والتي تتمثل في ما يلي:
الحرب وتدمير البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والحصار على اليمن الذي يعتبر أهم عائق، وهذا بطبيعة الحال يعيق تطور برامج التعليم عن بعد ويحد من قدرة مؤسسات التعليم عن بعد على الاستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
عدم تبادل الخبرات لتطوير التعليم الإلكتروني بين الجامعات مع بعضها البعض والمدارس والمعاهد.
عدم الاعتراف المجتمعي بالتعليم الإلكتروني فهناك نظرة دونية لهذا التعليم تجعله تعليماً غير معترف به يلتحق به فقط من وقفت الظروف حائلاً بينه وبين التعليم التقليدي.
تعوَّد المعلمون وأعضاء هيئة التدريس والطلاب على نظام التعليم التقليدي في عملية التدريس.
عدم القدرة على استخدام الحاسب الآلي وكذلك التعامل مع التعليم الإلكتروني من قبل الطلاب والمعلمين.
عدم توفر البنية التحتية اللازمة في الجامعات والمدارس.
انقطاع الكهرباء.
وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات كما يلي:
العمل على نشر الوعي التكنولوجي وثقافة التعليم الإلكتروني واستخدام التكنولوجيا الحديثة في مؤسسات التعليم العالي والاهتمام بتطوير المحتوي الالكتروني.
تطوير البنية الأساسية من أجهزة الكمبيوتر المركزية إلى التطبيقات السحابية.
تحويل المحتوى التقليدي لمحتوى إلكتروني رقمي مرن عالي المستوى والمهارات مصحوبة بأنشطة تعليمية تتعامل مع عقول ومستوى تفكير عاليين.