واشنطن تعطي الضوء الأخضر لمرتزقتها لمزيد من التصعيد وتتعهد بدعم النظامين السعودي والإماراتي
الموت لأمريكا.. العدوان على اليمن أمريكي واستمراره قرار أمريكي
الولايات المتحدة تواصل تزويد نظام ابن سلمان بالأسلحة الفتاكة لقتل أطفال ونساء اليمن
تحقيق استقصائي: المشتريات العسكرية السعودية من مصادر أمريكية بلغت نحو 63 مليار دولار
الثورة / حمدي دوبلة
قبل أيام فقط كانت تتشدق أمريكا- وعلى كافة المستويات السياسية والدبلوماسية – بحرصها على تحقيق السلام في اليمن لكنها كشّرت عن أنيابها مجددا لتنفذ- عبر أدواتها في المنطقة- جولة جديدة من التصعيد العسكري على اليمن لتسفك المزيد من دماء الأبرياء.
يعلم اليمنيون جيدا أن حديث أمريكا عن السلام ليس سوى تكتيك ولا ترى في التسوية غير مناورة لإعادة ترتيب أوضاع جحافلها والتمهيد لشن عمليات حربية في مختلف الجبهات وعلى كافة المحافظات اليمنية التي تعرضت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية لمئات الغارات الهستيرية من قبل الطيران الحربي للعدوان السعودي الأمريكي، مخلّفة عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين وممتلكاتهم، ناهيك عن إطلاق العنان لمرتزقتها في الساحل الغربي تحديدا للانتشار والتوسع في مناطق شاسعة تحت الغطاء الجوي الكثيف، في سبيل العبث بأرواح الناس ومصالحهم.
التصعيد الحالي تزامن مع انعقاد ما يسمى “منتدى الأمن الإقليمي- حوار المنامة” الذي اختتمت أعماله أمس في مملكة البحرين، بحضور دولي واسع تقدمهم وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن الذي أرعد وأزبد وتوعد- خلاله- مناهضي سياساتها ومشاريعها التخريبية بالويل والثبور تحت مبرر ما أطلق عليه “تعزيز الأمن في الشرق الأوسط”.
الوزير الأمريكي الذي يحرص دوما على ترديد أكذوبة إدارة أوباما بالانحياز للسلام ولخيار الدبلوماسية، خرج عن إطار الدبلوماسية ليؤكد علنا مساعي بلاده الدؤوبة على تطوير ما أسماها الدفاعات الجوية لكل من السعودية والإمارات باعتبارهما رأس الحربة في العدوان على اليمن.
وأضاف أوستن “تحركات الحكومة الإيرانية المزعزعة للاستقرار تثير غضبنا وسنحمي قواتنا من هجمات إيران، التي لن تستطيع تهديد علاقات واشنطن مع شركائها في المنطقة ” على حد زعمه
واعترف وزير الحرب الامريكي “استثمرنا كثيرا في الشرق الأوسط، وشاركنا بقواتنا في حروب داخله”، في إشارة إلى احتلال العراق وكذا المشاركة المباشرة في العدوان على اليمن .
التكتيك الأمريكي الذي لم يستطع هذه المرة التحلي باللغة الهادئة إزاء اليمن، كان- بحسب مراقبين- نتيجة طبيعية للإخفاقات العسكرية المتلاحقة التي يمنى بها مرتزقته في جبهات القتال في اليمن وخصوصا في جبهات مارب وشبوة، فخرج اوستن ليعلن التصعيد بشكل علني هذه المرة، بخلاف ما دأبت عليه إدارة بايدن من التشدق بالسلام مع كل هزيمة يُمنى بها مرتزقته من عصابات الإرهاب والإجرام في اليمن، وهو الذي أكد عليه رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام في أكثر من مرة، ما ينفي بشكل قطعي الرغبة الأمريكية في السلام وإنهاء العدوان والحصار الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين.
مسلسل صفقات الأسلحة الامريكية للرياض
مؤخرا وفي إطار الإعداد للتصعيد العسكري الراهن على اليمن، أٌعلن رسميا عن إبرام صفقة أسلحة للنظام السعودي قدرت قيمتها بأكثر من 600 مليون دولار أمريكي، وقيل إنها الأولى من نوعها في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، لكن كل المؤشرات تؤكد أن ما تبيعه واشنطن لنظام ابن سلمان أكثر بكثير.
وخلال الساعات الماضية كشفت بيانات وزارة الدفاع الأمريكية، عن استمرار تدفق الأسلحة الأمريكية للسعودية منذ بدء العدوان على اليمن.
وأوضح تحقيق استقصائي- نشر أمس- أن ما أبرم من عقود تسليحية ناهزت قيمتها 28.4 مليار دولار منذ شهر مارس 2015م، منها نحو 20 عقداً صادقت عليه إدارة الرئيس جو بايدن العام الجاري، بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار.
وأنفقت السعودية نحو 34 مليار دولار على أسلحة من جهات أخرى لذات الفترة الزمنية، وعليه تقدر المشتريات العسكرية السعودية من مصادر أمريكية نحو 63 مليار دولار منذ عدوانها على اليمن ولغاية الآن، بحسب وسائل إعلام استقت معلوماتها من التحقيق الاستقصائي الاخير .
ومنذ أيام أعلن 3 أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي، هم الجمهوريان راند بول ومايك لي والديمقراطي بيرني ساندرز، أن مجموعةً من أعضاء المجلس تُعارِض عقد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، صفقة أسلحةٍ مع السعودية لكن دون جدوى .
يشار إلى أن هذه الصفقة التي أقرّتها وزارة الخارجية الأمريكية تشمل 280 صاروخاً (إيه.آي.إم-120سي-7 / سي-8) جو – جو المتوسطة المدى المتطورة (أمرام)، و596 منصة إطلاق صواريخ (إل.إيه.يو-128)، إلى جانب حاويات وعتاد للدعم، وقطع غيار ودعم هندسي وفني تقدمه الحكومة الأمريكية ومتعاقدون.
يأتي ذلك رغم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن- في 4 فبراير من العام الحالي- وقف الدعم الأمريكي للحرب على اليمن، إضافة إلى تجميد مبيعات أسلحة للسعودية، وذلك في سياق مساعيه لضبط العلاقات معها، لكن كل ذلك لم يكن سوى أكاذيب وذر للرماد على العيون ومحاولات للتغطية على طبيعة عدوانها الهمجي على اليمن وشعبه الأعزل.